دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم زهايمر احتفالا بميلاد عادل إمام
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
يُعرض فيلم "زهايمر" في دور السينما بمصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بدءا من 16 مايو/آيار الجاري، وذلك احتفالا بعيد ميلاد الفنان عادل إمام، الذي يحل في 17 الشهر نفسه.
وكانت الفنانة والمنتجة إسعاد يونس، رئيسة الشركة المالكة للفيلم، قد أعلنت عن عرض الفيلم، في بيان صحفي، مؤكدة أن "الاحتفال بعيد ميلاد الزعيم هو فخر لكل صناع السينما المصريين والعرب، كونه أحد أهم رموز السينما، وله التأثير الأكبر بأفلامه، وأوضحت أن عرض الفيلم مجددا يتيح للأجيال الجديدة مشاهدة آخر أعمال عادل إمام السينمائية".
ويعد فيلم "زهايمر" هو آخر ظهور للفنان عادل إمام على شاشة السينما، حيث اقتصرت أعماله بعدها على الدراما التلفزيونية، وعرض الفيلم لأول مرة في عام 2010، وشاركه البطولة كل من فتحي عبد الوهاب ورانيا يوسف ونيللي كريم وأحمد رزق وأحمد راتب، وظهر من خلاله الفنان سعيد صالح ضيف شرف، ليصبح الفيلم آخر عمل يجمعه بالفنان عادل إمام، بعد أن قدما سويا العديد من البطولات على الشاشة.
وتدور أحداث "زهايمر" حول محمود شعيب رجل الأعمال الذي يجسده عادل إمام، الذي يواجه دعوى قضائية من أبنائه للحجر على أمواله بحجة أنه مصاب بمرض ألزهايمر، وتنجح الممرضة الخاصة به في مساعدته خلال الأحداث.
وعن إعادة عرض فيلم "زهايمر" سينمائيا بعد 14 عاما من عرضه الأول، تقول الناقدة صفاء الليثي في تصريح خاص للجزيرة نت "عرض الأفلام القديمة فكرة موجودة بالفعل في جميع دول العالم، وفي مصر تقوم سينما زاوية بالفكرة منذ فترة، حيث أُقيمت عروض لأفلام المخرج يوسف شاهين من قبل، وهو أمر مفيد، خاصة إذا تم عرض الفيلم بنسخة مرممة أو عرضها كاملة دون حذف أي مشهد.
وتضيف الليثي قائلة "هذه العروض تعيد طقس المشاهدة الجماعية في السينما، وعادل إمام تعرض للهجوم والتأييد خلال مشواره الممتد، لكن بعد ابتعاده عن الساحة تم اكتشاف دوره المهم الذي قدمه في أفلامه، ولذلك فإعادة عرض أفلامه خطوة جيدة، وأتمنى أن يكون هناك عروض للكثير من الفنانين والمخرجين".
وعن اختيار "زهايمر" تحديدا دون عرض أكثر من فيلم تقول الناقدة المصرية "من الممكن أن يكون اختيار إسعاد يونس للفيلم بدافع شخصي، لأنها شاركت بأحد الأدوار في العمل، ولكن حتى وإن كانت هناك ذاتية في الاختيار، لكن المهم أنها فرصة للتفكير في إعادة تقديم أفلام عادل إمام، أو أن يكون هناك أسبوع لعرض أفلام يتم اختيارها بعناية له وعمل دراسة عن هذه الأفلام.
وكان الناقد طارق الشناوي، عبر حسابه على منصة فيسبوك، طلب أن تتحول الفكرة إلى أسبوع لعرض أفلام عادل إمام مثل "الإنسان يعيش مرة واحدة"، و"الأفوكاتو"، و"طيور الظلام" و"الإرهاب والكباب" و"عريس من جهة أمنية" و"سلام يا صاحبي" و"لصوص لكن ظرفاء" وغيرها من الأفلام، وقال إن أجمل وأعمق ما في الاحتفاء بعادل إمام أنه تم بشكل عفوي ودون تخطيط، ولكن الجميع قرروا أن يقولوا لعادل إمام وهو يكمل عامه الـ84 "إن حضوره يمنحنا طاقة إيجابية".
واعتبر عمرو عرفة مخرج فيلم "زهايمر" أن إعادة عرض الفيلم فكرة جديدة وملهمة، وقال إن الفيلم هو الثاني له مع عادل إمام بعد أن قدم له "السفارة في العمارة" ولكن "زهايمر" ظل حبيس الأدراج لمدة 5 سنوات مع عادل إمام، لكنه والمؤلف نادر صلاح الدين والفنانة إسعاد يونس المنتجة انتظروا عادل إمام ولم يكن هناك نية لأن يكون هناك ممثل بدلا عنه، وتابع أنه فوجئ بعادل إمام يتصل به بعدها ليخبره أنه جاهز لتنفيذ "زهايمر"، حسب تصريحات صحفية للمخرج.
وكتب الفنان محمد عادل إمام على حسابه على إنستغرام أن عرضه في المملكة العربية السعودية هو لفتة جميلة.
View this post on InstagramA post shared by Mohamed Emam • محمد إمام (@mohamedemam)
ويعد الفنان عادل إمام صاحب مسيرة ممتدة في تاريخ السينما المصرية، حيث بدأ مشواره في ستينيات القرن الماضي، وبدأ في الحصول على فرص البطولة في فترة السبعينيات وامتد إلى أوائل الألفية، وقدم خلال مشواره العديد من الأفلام المهمة، مثل "الإرهاب والكباب" و"طيور الظلام" و"المشبوه"، وكان آخر ظهور له من خلال مسلسل "فلانتينو" الذي عرض عام 2020، وتم الإعلان بعدها عن استعداده لتقديم فيلم "الواد وأبوه" بمشاركة نجله محمد عادل إمام وإخراج رامي عادل إمام، إلا أن ابنيه رامي ومحمد خلال حفل "جوي أوورد" في بداية العام الحالي أعلنا أنه اكتفى بما قدمه خلال مشواره الفني، وقرر أن يقضي وقته مع أسرته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات سينما عرض الفیلم عادل إمام أن یکون
إقرأ أيضاً:
محمد رضا «معلم السينما» الذي أضحك الأجيال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحل اليوم الجمعة، ذكرى وفاة الفنان محمد رضا، الذي يعد أحد أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح المصري، والذي استطاع أن يضفي على الشاشة روحًا فريدة تجمع بين الدعابة والإنسانية، تاركًا بصمة خالدة في قلوب الجماهير بأدواره المميزة وشخصيته المحبوبة.
بداياته متواضعة لكنها مشبعة بالحماسفي الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1921 ولد محمد رضا في بيئة بسيطة بمدينة أسيوط، حيث نما في أجواء تنضح بالثقافة الشعبية والتراث المصري، وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهها في طفولته، حملته شغفه بالفن إلى السعي وراء تحقيق أحلامه، فكانت بداياته متواضعة لكنها مشبعة بالحماس والتصميم على الوصول إلى القمة.
درس محمد رضا الهندسة في البداية قبل أن يتحول إلى عالم التمثيل، فلم يكن الطريق إلى الشهرة مفروشًا بالورود، فقد بدأ مسيرته بتجارب فنية متعددة قبل أن يتجه رسميًا إلى عالم المسرح والسينما، التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية كان خطوة فاصلة، حيث تدرب وتعلم أصول الأداء المسرحي الذي مهد له الفرصة لتطوير أسلوبه الفريد، فقد استغل كل فرصة صغيرة ليثبت موهبته، ما أكسبه ثقة مخرجي الأفلام والمسارح في تلك الحقبة الذهبية للفن المصري.
فيلم 30 يوم في السجنانتقل محمد رضا إلى الشاشة الكبيرة في فترة ازدهار السينما المصرية، وسرعان ما أصبح رمزًا للكوميديا الراقية، فقد شارك في أكثر من 300 عمل فني، منها أفلام أصبحت من كلاسيكيات السينما مثل: «30 يوم في السجن»، الذي جمعه مع كبار نجوم عصره أمثال فريد شوقي، أبو بكر عزت، نوال أبو الفتوح، مديحة كامل، ميمي شكيب، وثلاثي أضواء المسرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، والعمل من إخراج نيازي مصطفى، «حكاية بنت اسمها محمود»، «سفاح النساء»، «البحث عن فضيحة»، «رضا بوند» و«السكرية»، حيث برع في تقديم الأدوار التي جمعت بين الفكاهة والدراما، كما أبدع على خشبة المسرح في أعمال مثل «زقاق المدق» التي خلدت صورة الممثل الماهر والمرح.
اشتهر محمد رضا بأداء شخصية «المعلم» في العديد من الأفلام والمسرحيات، حتى أصبحت أيقونة راسخة في ذاكرة الجمهور، فلم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل امتلك قدرة على تقديم الكوميديا الراقية الممزوجة بالعمق الإنساني، ما جعله واحدًا من أكثر الممثلين شعبية في السينما المصرية.
لم يكن محمد رضا فقط فنانًا على الشاشة، بل كان شخصية ذات حضور كاريزمي استثنائي، فقد امتلك حسًا فكاهيًا يعتمد على السخرية الراقية والذكاء في المواقف، مما جعله محبوبًا من قبل جماهير واسعة، إضافة إلى قدرته على التفاعل مع المواقف الاجتماعية والسياسية في عصره، دون المساس بجوهر الكوميديا، أكسبته احترام وإعجاب مختلف فئات المجتمع، فكان يتميز بإيماءاته المميزة، وتوقيته الكوميدي الذي خلق له مكانة خاصة بين زملائه وفي قلوب محبيه.
فيلم البحث عن فضيحةتجاوز تقدير محمد رضا كونه مجرد ممثل، فقد أصبح رمزًا ثقافيًا يمثل روح الدعابة المصرية وقدرتها على تخطي صعوبات الحياة بابتسامة، وقد عبر الكثير من الفنانين والمثقفين عن امتنانهم لمساهماته التي فتحت آفاقًا جديدة في تقديم الفن الكوميدي بطريقة راقية وإنسانية، فكانت لمساته الفنية تعكس حالة اجتماعية واجتماعية مر عليها المجتمع المصري، مما جعل أعماله وثائق ثقافية تعبر عن روح عصرها.
على الرغم من رحيل الفنان محمد رضا في 21 فبراير عام 1995، إلا أن إرثه الفني لا يزال حيًا، فقد ترك خلفه مجموعة ضخمة من الأعمال التي تدرس في معاهد الفنون ويستشهد بها في حلقات النقاش السينمائي، لذا يعد دوره في تشكيل الوجدان الجماهيري وابتكار صيغة الكوميديا المصرية من العوامل التي أسهمت في استمرار تأثيره على الأجيال الجديدة، وتعاد عرض أعماله القديمة في قنوات التلفزيون السينمائي والمهرجانات الفنية، ما يؤكد مكانته كواحد من أعمدة الكوميديا في مصر والعالم العربي.