أبرز تطورات اليوم الـ217 من الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
شهد اليوم 217 من العدوان الإسرائيلي على غزة تطورات لافتة كان أبرزها استهداف المقاومة الفلسطينية بئر السبع بدفعيتن من الصواريخ وذلك لأول مرة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفي نيويورك صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية دولة فلسطين بشكل إيجابي.
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و934 شهيدا، وبثتت المقاومة مشاهد جديد لمعارك في غزة واستهداف عناصر من قوات الاحتلال.
وبخصوص اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن هجوم إسرائيل على رفح ورفضها المقترح الذي وافقت عليه الحركة في وقت سابق، يؤكد تهرب الاحتلال من التوصل لاتفاق ويعيد الأمور إلى المربع الأول.
استهداف بئر السبعأعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية على دفعيتن ردا على المجازر في حق المدنيين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن بئر السبع تعرضت لإطلاق 15 صاروخا من رفح، وأدى القصف وفق وسائل إعلام إسرائيلية إلى وقوع إصابات بين الإسرائيليين وتضرر للأبنية.
وبعد أقل من ساعتين من الدفعة الأولى، أعلنت كتائب القسام قصف بثر السبع مجددا برشقة صاروخية. وقالت القناة الرابعة عشرة الإسرائيلية إن حماس تطلق الصواريخ على إسرائيل بنفس القوة التي كانت عليها في الأسابيع الأولى من الحرب.
عمليات المقاومةوعلى محاور التوغل في قطاع غزة، خصوصا في رفح، حصلت الجزيرة على مشاهد للمعارك الضارية بين كتائب القسام والجيش الإسرائيلي شرق رفح، وتظهر المشاهد استهداف عناصر القسام لقوات إسرائيلية تحصنت في منازل ولدبابات إسرائيلية توغلت شرق رفح.
كما نشرت كتائب القسام مشاهد تظهر قنص أحد مقاتليها لجندي إسرائيلي جنوب حي الزيتون في مدينة غزة.
و قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- إن مقاتليها قصفوا بقذائف الهاون جنود العدو وآلياته المتوغلة شرق مدينة رفح. كما أعلنت سيطرتها على طائرة مسيرة من طراز سكاي لارك في رفح.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 من جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك شمالي قطاع غزة، وأوضح أن الجنود الأربعة من وحدة ناحال وقتلوا نتيحة تفجير عبوة ناسفة شمالي القطاع.
كما أعلن مستشفى سوروكا في إسرائيل استقباله أربعة جنود جرحى من الجيش الإسرائيلي، نقلوا إليه بواسطة مروحية وسيارة إسعاف، وقال المستشفى إن حالة اثنين من الجنود حرجة وإصابات الآخرين طفيفة.
انقاذ أسير من الانتحارأعلنت كتائب القسام إنقاذ أسير إسرائيلي قبل أيام في اللحظات الأخيرة إثر محاولته الانتحار في مكان أسره.
وحمّلت القسام العدو ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شخصيا المسؤولية الكاملة عن تدهور الصحة البدنية والنفسية لدى بعض الأسرى، كما بثت صورة تعبيرية تتساءل على لسان الأسرى الإسرائيليين: لماذا نحن متروكون هنا؟.
ووفق تقارير، لا تزال القسام وغيرها من فصائل المقاومة تحتجز نحو 133 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، وتصر على تأمينهم والاحتفاظ بهم لحين مبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
مصير المفاوضاتوافق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر على توسيع منطقة عمليات الجيش الإسرائيلي في رفح، وفق موقع أكسيوس الأميركي الذي نقل عن مصادر مطلعة قولها إن القرار يمكن أن تفسره واشنطن بأنه تجاوز للخط الأحمر للرئيس جو بايدن.
وردا على ذلك، قالت حركة حماس إن رفض إسرائيل مقترح اتفاق وقف إطلاق النار الذي قدمه الوسطاء أعاد الأمور إلى المربع الأول، وأضافت في بيان أن هجوم إسرائيل على رفح واحتلال المعبر مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء، يؤكد أن الاحتلال يتهرب من التوصل لاتفاق.
وأكدت حماس أن نتنياهو وحكومته يستخدمان المفاوضات غطاء للهجوم على رفح واحتلال المعبر، ومواصلة حرب الإبادة في غزة، وحذرت من أن قيادة الحركة ستجري مشاورات مع فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل إعادة النظر في استراتيجية التفاوض.
فلسطين والأمم المتحدةصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يوصي مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر في عضوية دولة فلسطين بشكل إيجابي.
ونص القرار على أن فلسطين دولة مُحبة للسلام وراغبة في تنفيذ التزاماتها في ميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي ينبغي قبولها عضوا في المنظمة الأممية. وينص القرار أيضا على تعزيز حقوق دولة فلسطين وامتيازاتها في الأمم المتحدة دون السماح لها بالتصويت في الجمعية العامة.
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية مائة وثلاثة وأربعين صوتا تأييدا لمشروع القرار الذي أثار غضب إسرائيل، إذ وصفه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ "القرار بالسخيف" وقال إنه بمثابة جائزة لحماس، فيما أقدم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان على تمزيق ميثاق الأمم المتحدة على منصة الجمعية العامة باستخدام آلة لتمزيق الورق قبيل التصويت على مشروع القرار.
مجازر جديدةأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر وصل منها للمستشفيات 39 شهيدا و58 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأوضحت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ارتفعت إلى 34 ألفا و934 شهيدا، و78 ألفا و572 إصابة.
وتواصلت غارات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق القطاع، وأوقعت شهداء في عبسان ورفح جنوبا وأحياء مدينة غزة، وأفاد مراسل الجزيرة بأن إدارة مستشفى كمال عدوان شمال غزة حذرت من توقف الخدمات الطبية خلال 24 ساعة، نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي إن نفاد الوقود في مستشفى شهداء الأقصى خلال ثمان وأربعين 48 ساعة يهدد بوقوع أزمة إنسانية.
نزوح من رفحقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، إنّ نحو 110 آلاف شخص فروا من رفح بحثا عن الأمان، مع اشتداد القصف الإسرائيلي عليها، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من وصول الوضع في رفح إلى الهاوية.
بدوره، أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن إغلاق معبر رفح يؤثر على إمدادات الوقود والمساعدات وتحركات السكان، بينما قالت اليونيسف إنها تتوقع أن مخزونات الغذاء في جنوب قطاع غزة ستنفـد خلال أيام، داعية إلى الحيلولة دون وفاة الأطفال.
جبهات أخرىفي الضفة الغربية،اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بلدة السموع جنوب الخليل، وقال مراسل الجزيرة إن مستوطنين متطرفين اعتدوا على مزارعين في بلدة نعلين غربي رام الله، كما فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي حظرا للتجول على بلدة ديراستيا شمال غربي سلفي.
وعقب هجوم شنه متطرفون إسرائيليون على مقرات وكالة الأونروا في القدس الشرقية، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إدانته للاعتداءات، فيما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إلى محاسبة الجناة وحمّل إسرائيل مسؤولية سلامة العاملين في المجال الإنساني.
من جانب آخر، كثف حزب الله اللبناني قصفه على كريات شمونة وخربة ماعر ونعى اثنين من مقاتليه، بينما تحدثت تقارير إسرائيلية عن انطلاق 35 صاروخا من جنوب لبنان، وأكد الجيش الإسرائيلي قصف مقار لحزب الله في يارون وكفر كلا وبليدا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الجیش الإسرائیلی الجمعیة العامة للأمم المتحدة الأمم المتحدة کتائب القسام بئر السبع فی رفح
إقرأ أيضاً:
لماذا حرصت القسام على توثيق عملية بيت حانون بالفيديو؟ خبير عسكري يجيب
قال الخبير العسكري والأمني أسامة خالد إن العملية البطولية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية شرق بيت حانون (شمالي قطاع غزة) تمثل إنجازًا عسكريًا لافتًا في توقيت ومكان مهمين للغاية، وتحمل دلالات إستراتيجية وعسكرية متعددة، وتوثيقها بهذا الأسلوب المتقن يهدف إلى التأثير على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي معا.
وأوضح خالد -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن العملية وقعت في شارع "جكر"، وهو منطقة تقع على الحافة الأمامية لقوات المقاومة، ويُعد "أرضًا حرامًا" وخط تماس مباشرا مع الاحتلال الإسرائيلي، مما يجعل التنفيذ في هذا المكان تحديًا كبيرًا يعكس قدرة المقاومة على المبادرة. وأضاف أن تنفيذ "هجوم تعرضي" من هذا النوع يُظهر مستوى متقدمًا من الجرأة العسكرية والحرفية في الإعداد.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بثت مشاهد فيديو لكمين نفذته عناصرها السبت الماضي ضد قوة إسرائيلية ببيت حانون.
واستهدف الكمين سيارة عسكريا من نوع "ستورم"، وأعقبه استهداف قوة الإسناد التي هرعت إلى المكان بعبوة مضادة للأفراد، ثم استهداف موقع مستحدث لجيش الاحتلال بـ4 قذائق آر بي جي وعدد من قذائف الهاون.
إعلان
مبادئ عسكرية
وأشار خالد إلى أن العملية استندت إلى تطبيق شامل لـ11 مبدأ أساسيا من مبادئ الحرب، ومنها الهدف الواضح، والتأمين، والحشد، والتعاون، ووحدة القيادة، والهجوم المتناسق، والروح المعنوية المرتفعة. وهذه المبادئ تجلت بوضوح في التخطيط الأولي للعملية الذي شمل أيضا استطلاعًا ميدانيًا دقيقًا ومتواصلا.
وأضاف أن جمع المعلومات الاستخبارية كان عنصرًا حاسمًا في نجاح العملية، و"أن المقاومة نفذت عمليات استطلاع قتالي صامت واعتمدت على التسلل والتقرب من خطوط العدو على مراحل، مما سمح لها ببناء صورة شاملة عن نظام قوات الاحتلال ومواقعها".
وذهب الخبير العسكري والأمني إلى أن "هذه المعلومات كشفت عن طبيعة وحدات العدو وتوقيتاتها على طول خط الإمداد المتقدم، مما يُظهر بوضوح أن جناح القسام الاستخباري لم يتأثر بطول الحرب الدائرة، واحتفظ بقدرته على العمل خارج نطاق قدراته القتالية المباشرة".
وأكد خالد أن العملية نُفّذت ضمن سياق ما يُعرف "بالهجوم الإيذائي عبر المناورة"، حيث استُخدمت جميع الوحدات العضوية والداعمة في تنسيق تام وانضباط عسكري لافت. بالإضافة إلى التوثيق المرئي للعملية الذي تم على مقربة مباشرة من القوات المعادية، مما يعكس انضباطًا وتخطيطًا مليئين بالحنكة العسكرية.
خبرات سابقة
وأشار المتحدث إلى أن التسلل والاستطلاع الميداني الدقيق يعكسان مستوى عاليًا من الاحترافية لدى عناصر القسام الذين نفّذوا العملية. وأشاد بالدور القيادي لقادة العمليات الذين قاموا بالتخطيط والإشراف على التنفيذ، مؤكدًا أن هذا التخطيط العسكري المتميز يعتمد على مبدأ البساطة في الأدوار.
وربط خالد بين هذه العملية وعملية موقع "16 العسكري" التي نفذتها المقاومة في معركة "العصف المأكول" عام 2014، معتبرًا أن عملية "بيت حانون" الأخيرة تحمل ملامح مشابهة من حيث الفعل والمكان والشكل، مما يعزز إرث الشهداء ويعيد صورًا من الثبات والعزم في الميدان.
إعلانوشدد الخبير الأمني والعسكري على أن الرسالة التي تحملها العملية واضحة؛ فالمقاومة أثبتت قدرتها العالية وجاهزيتها الميدانية لأي توغل عميق أو اجتياح محتمل، خاصة في محور بيت حانون والقاطع الشمالي من القطاع. وقال إن هذه الرسالة تؤكد قوة التحصين الدفاعي لكتائب القسام وقدرتها على الثبات في وجه أي تهديد مستقبلي.
لماذا التوثيق؟
وأوضح خالد أن توثيق القسام لهذه العملية النوعية "بأسلوب إعلامي متقن" ينسجم مع سياستها الإعلامية التي تهدف إلى التأثير على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني؛ فالهدف مزدوج يتمثل في رفع الروح المعنوية لدى الحاضنة الشعبية للمقاومة، وإظهار تفوق ميداني يربك المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ويزرع حالة من القلق داخل المجتمع الإسرائيلي؛ وهو ما ظهر بوضوح في وسائل الإعلام العبرية التي وصفت العملية بأنها "فشل عملياتي كبير"، وأشارت إلى حالة السخط المتزايدة نتيجة ذلك.
وختم الخبير العسكري والأمني تصريحاته للجزيرة نت بأن أن كتائب القسام تُعد من النماذج العسكرية الفريدة عالميًا، حيث دمجت بين التكتيكات الكلاسيكية للجيوش النظامية وأساليب حرب العصابات، مما يجعلها ظاهرة مميزة في العلم العسكري الحديث.
وأكد أن فقدان القسام بعض قادتها في الصف الأول نتيجة الاغتيالات لم يؤثر على أدائها العملياتي، بل أظهرت قدرتها على التعافي السريع والتكيف مع المتغيرات، مما مكّنها من مواصلة العمل العسكري بكفاءة وثبات في مواجهة التحديات المتصاعدة.
وما زالت إسرائيل تشن عدوانا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدى إلى نزوح كل سكان القطاع، واستشهاد أكثر من 51 ألفا، وإصابة نحو 117 ألفا، فضلا عن أعداد غير معلومة من المفقودين تحت ركام منازلهم نتيجة القصف الإسرائيلي، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.