خبراء ومحللون: عمليات المقاومة تعزز حالة التصدع والانكسار داخل إسرائيل
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
وجهت المقاومة الفلسطينية ضربات موجعة للاحتلال الإسرائيلي، من خلال عمليات وصفها محللون وخبراء عسكريون تحدثوا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" بأنها نوعية وتعزز حالة التصدع والانكسار داخل إسرائيل.
ونفذت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسرايا القدس -الجناح العسكري لـ حركة الجهاد الإسلامي– الجمعة عدة هجمات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينتي رفح (جنوبي القطاع) وغزة، في المقابل اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 4 جنود من لواء ناحال.
وأقرت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الجمعة أنه تم إطلاق 15 صاروخا من رفح على بئر السبع ومحيطها.
وفي تعليقه على العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن هذه العمليات تعكس طريقة إدارة المقاومة للمعركة مع جيش الاحتلال، قائلا إنها توحي بالعودة إلى اليوم الأول من الاجتياح البري في المنطقة الشمالية من قطاع غزة.
وبعثت المقاومة من خلال عملياتها -يضيف الدويري- برسائل واضحة تحمل مضامين متعددة، الأولى موجهة للداخل الإسرائيلي مفادها أن قيادتكم لم تقوض قدرات حركة حماس وبقية الفصائل بعد أشهر من الحرب، والثانية موجهة للجيش الإسرائيلي وتحديدا رئيس الأركان هرتسي هاليفي، لتخبرهم أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم.
ويؤكد الدويري أن المقاومة الفلسطينية ما تزال تقاتل في المناطق التي دخلها جيش الاحتلال قبل 6 أشهر، وكتائبها في رفح هي أكثر قدرة وجاهزية للقتال، وهو ما أثبتته من خلال العمليات التي نفذتها -الجمعة- بإطلاق صواريخ من مسافة 40 كيلومترا، مؤكدا أنها قادرة على أن تطلق صواريخ بمدى 60 إلى 75 كيلومترا.
ووفق الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، فإن عمليات المقاومة تعزز السجال الداخلي في إسرائيل، والذي يقول إن الحرب على غزة استنفدت كل الإمكانيات العسكرية، وإن إسرائيل لا تملك أي بدائل عسكرية أخرى من أجل تحقيق أهدافها، وهي أخفقت فيها عسكريا وإستراتيجيا.
المقاومة لم تمس بسوءوبينما صور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عمليته العسكرية في رفح بأنها المخرج الوحيد لأزماته ولفشله العسكري والسياسي، تفاجأ اليوم بالزخم العملياتي للمقاومة في غزة، كما يقول المحلل السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، حيث أوقعت كتائب القسام جزءا كبيرا من القوات الإسرائيلية في كمائن مركبة، بضربات دقيقة وموجعة وهي لم تصل بعد إلى شارع صلاح الدين.
وأبطلت عمليات كتائب القسام مزاعم نتنياهو من أنه قضى أو حيّد القدرة الصاروخية للمقاومة وأن مدن الداخل لم تعد عرضة لهذه الصواريخ، وقال زياد إن إطلاق المقاومة لصواريخ من قلب رفح ومن مدن أخرى يعطي دلالة على أنها قادرة على زيادة زخم الصواريخ التي تطلقها باتجاه البلدات الإسرائيلية وإيصالها لمديات أخرى.
وخلص إلى أن ما يحدث فوق الميدان من مشاهد القنص وتفجير الآليات والتحرك في الأنفاق، يؤكد أن المقاومة لم تخدش أو تمس بسوء، وهو أمر يعزز من اليأس الإسرائيلي.
وحول علاقة ما يجري في الميدان بالمفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أشار المحلل السياسي والإستراتيجي إلى أن نتنياهو يريد صفقة تخلص الأسرى الإسرائيليين وتمنحه فترة هدوء لحل مشاكله دون إنهاء الحرب، في حين أن المقاومة تريد صفقة تفضي إلى نهاية الحرب، أي هناك فارق كبير بين التصورين.
وفي نظر الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند، فهناك قناعة لدى الإسرائيليين بأن المفاوضات هي آخر فرصة لاستعادة أسراهم، وأن العملية العسكرية في رفح سوف تنهي هذا الملف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المقاومة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
ما تأثير القضية الفلسطينية على الانتخابات الأمريكية؟.. خبراء يجيبون
في ظل التحضيرات للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، تتعدد الآراء حول تأثير نتائج هذه الانتخابات على القضية الفلسطينية. ومع دخول الحزبين الجمهوري والديمقراطي في سباق محموم على الرئاسة، يتساءل العديد من المراقبين عما إذا كانت الإدارة القادمة، سواء بقيادة الجمهوريين أو الديمقراطيين، ستحقق تقدمًا ملموسًا نحو حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أم أن الوضع سيبقى كما كان عليه طوال العقود الماضية.
أزمة محتملة داخل الديمقراطيين وضغوط على إسرائيل في حال فوز الجمهوريينقال الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، إن فوز الجمهوريين من شأنه أن يُعقد الوضع السياسي للحزب الديمقراطي، ويضعه أمام تحديات داخلية مشيرًا إلى أن التجارب السابقة، مثل انتخابات عامي 2000 و2016، حينما واجه الديمقراطيون أزمات دفعتهم لفرض ضغوط على حكومات خارجية، ومنها فرض تمديد قرار مجلس الأمن رقم 2334 لإدانة الاستيطان الإسرائيلي.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة "الفجر"،أن الرئيس السابق دونالد ترامب يمتلك رؤية واضحة لحل النزاعات الإقليمية، تتركز على إنهاء الحروب التي تستنزف الولايات المتحدة، وفي حال عودته إلى السلطة، فقد يسعى لإنهاء النزاعات المتواصلة بما فيها الصراع في الشرق الأوسط، بينما إذا فازت كامالا هاريس والديمقراطيون، من المحتمل أن تواصل الإدارة سياسة المماطلة في حل القضية الفلسطينية.
وبحسب الرقب، فإن الوضع الراهن يتطلب تحركًا أمريكيًا جادًا نحو وقف الحرب وحل الصراع عبر مبدأ حل الدولتين.
الدكتور أيمن الرقب
وأشار إلى أن هناك دعمًا عربيًا قويًا، خاصة من المملكة العربية السعودية، التي تضع شرطًا للتطبيع مع إسرائيل يتمثل في ضمانات جادة لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يفرض تحديات إضافية على السياسة الإسرائيلية التي تتعارض مع بعض قرارات الكنيست حول الاستيطان.
من جهته، يؤكد الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، أن الانتخابات الأمريكية المقبلة، سواء أفرزت فوز الديمقراطيين أو الجمهوريين، لن تسفر عن أي تغيير جوهري في الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية.
ويشدد أبو عطيوي على أن الإدارات الأمريكية، على مدى عقود، لم تتجاوز الوعود الإعلامية والدعائية التي تخدم أغراضها الانتخابية وتستهدف أصوات العرب الأمريكيين.
وأشار أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ«الفجر» إلى أن هذه الوعود لا تُترجم على الأرض، وأن الولايات المتحدة تستمر في دعم سياسات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر.
ويرى أن استمرار الحرب على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثالث عشر، يعد دليلًا على ازدواجية الموقف الأمريكي. وبينما تعلن واشنطن وساطتها، فإنها تقدم دعمًا عسكريًا ولوجستيًا لإسرائيل، متجاهلة الظروف الإنسانية القاسية التي يمر بها الفلسطينيون.
الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي
أبو عطيوي يشير إلى ضرورة توحد الموقف العربي عبر جامعة الدول العربية، مؤكدًا على أهمية تطوير مشروع عربي يطالب الرئيس الأمريكي القادم بإنهاء العدوان على غزة، ويدفع إسرائيل للتفاوض بجدية لتحقيق الاستقرار وضمان أمن الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة مستقلة.
نزار نزال: الانتخابات الأمريكية تثبت عدم الحياد تجاه الصراع الفلسطينيوفي السياق ذاته، أوضح المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال أن سياسة الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية ثابتة، سواء في ظل الديمقراطيين أو الجمهوريين.
وأكد نزال لـ«الفجر» أن مشروعًا أمريكيًا-إسرائيليًا طويل الأمد ينفذ على أرض الواقع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن الانتخابات الأمريكية ليست سوى استمرارية لدعم هذا المشروع دون تغيير حقيقي.
المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزالنزال يرى أن الجمهوريين عادةً ما يتيحون لإسرائيل حرية أكبر لتنفيذ سياساتها، في حين أن الديمقراطيين قد يضعون بعض القيود النسبية. وأوضح أن السياسة الأمريكية، رغم تغيير الرؤساء، لم تسهم إلا في تعزيز الاحتلال وفرض واقع استيطاني جديد، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن هذا الانحياز الأمريكي الدائم لدولة الاحتلال، على حساب حقوقه المشروعة.
الدور العربي المطلوب والآمال المستقبليةمع تصاعد الآمال في تحرك عربي فاعل يقوده موقف مشترك من الدول العربية، تشدد عدة أصوات فلسطينية على ضرورة مطالبة الإدارة الأمريكية الجديدة بوقف الحرب على غزة، وفتح باب المساعدات الإنسانية دون قيود. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه غزة كارثة إنسانية، حيث يعاني الفلسطينيون من نزوح جماعي، وسط نقص في الإمدادات الضرورية، واستمرار القصف الذي يحرمهم من الاستقرار والأمان.
المسؤولية الدولية لحل عادل ودائمفي ظل هذه المواقف المتباينة من المحللين والخبراء، يبقى التساؤل الأهم: هل ستتحمل الولايات المتحدة، بغض النظر عن الحزب الفائز، مسؤوليتها الأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، وتضغط على إسرائيل لتحقيق حل سياسي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في ظل سلام شامل وعادل؟.