جوهانسبرغ- انطلقت في جنوب أفريقيا -اليوم الجمعة- فعاليات المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين، الذي تستضيفه مدينة جوهانسبرغ خلال الفترة من 10 إلى 12 مايو/أيار الجاري.

وهذا المؤتمر هو الأول عالميا الذي يدعو إلى إطلاق حركة عالمية من أجل تفكيك نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، وحضر في الجلسة الافتتاحية عدد كبير من الزعماء السياسيين والشخصيات الدينية والقيادات الحزبية من جميع أنحاء العالم.

وألقت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا ناليدي باندور كلمة الافتتاح، وقالت فيها "إن هذا المؤتمر يمثل لحظة فارقة لحركات مكافحة الفصل العنصري العالمية حول فلسطين التي تتحد وتجمع قواها في النضال من أجل تحقيق العدل للشعب الفلسطيني".

باندور دعت لممارسة الضغط الأقصى لإنهاء حملة الإبادة الجماعية في قطاع غزة (الجزيرة) الضغط الدولي

وأضافت باندور أن الوقت الآن هو "الأكثر إلحاحًا لكي تتحد القوى التقدمية حول العالم في جهد جماعي لممارسة الضغط الأقصى لإنهاء حملة الإبادة الجماعية المتجددة في غزة، ولإنهاء نظام الفصل العنصري في إسرائيل والأراضي المحتلة الذي هو أسوأ مما مررنا به في بلدنا".

ودعت الوزيرة في كلمتها إلى التضامن الدولي وزيادة الضغط لدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني وتحقيق مطالبه في دولة مستقلة قابلة للحياة. وشددت على أن الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط تكون عبر تسوية شاملة، من دون شروط مسبقة، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.

قاعة المؤتمر لم تستوعب الأعداد الكبيرة من الحضور الذين اضطروا للوقوف طوال الجلسة الافتتاحية (الجزيرة)

ويأتي هذا المؤتمر في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، مما أودي بحياة نحو 35 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إصابة نحو 79 ألفا، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة.

وفي كلمته، قال رئيس المؤتمر فرانك شيكاني "إننا في جنوب أفريقيا لم نستيقظ في الصباح وقلنا سنعقد مؤتمرا، لكن الفلسطينيين سبق أن طلبوا منا استضافة هذا المؤتمر، الذي يعد خطوة إستراتيجية لتعبئة العالم لإنهاء الاستعمار والاستيطان الإسرائيلي في فلسطين".

وقارن شيكاني بين نظام الفصل العنصري الذي عانت منه جنوب أفريقيا سابقا، وبين ما يمر به الشعب الفلسطيني حاليا، وقال "رغم ما مررنا به فلم أر في حياتي شعبا يقتل بالمعدل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ومع ذلك لا يهتم العالم بما يجري".

شيكاني: لم أر في حياتي شعبا يقتل بالمعدل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ولا يهتم العالم بذلك (الجزيرة) تعبئة عالمية

ويُنظر إلى المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين أنه تعبئة للحركة العالمية لمناهضة الفصل العنصري ومحاسبة إسرائيل على جرائمها التي ترتكبها ضد الفلسطينيين، والعمل على تفكيك هذه السياسة الإسرائيلية من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، وذلك حسب البيان الصادر عن اللجنة التوجيهية للمؤتمر.

وقريبا من ذلك، قال زويليفليل مانديلا -حفيد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا– إننا في جنوب أفريقيا نريد أن نذكّر المجتمع العالمي بأنك نهضت ذات يوم وانضممت إلى الحركة المناهضة للفصل العنصري، وشكلت أصواتا وسفراء لنضالنا من أجل التحرر، ونحن اليوم نناشد المجتمع العالمي بأكمله ثانية من أجل أن ينهض وينضم إلينا في تعبئة المجتمع المدني ضد "الكيان الصهيوني الغاصب".

وأضاف في -مقابلة خاصة للجزيرة نت على هامش المؤتمر- نأمل أن يتم ذلك من خلال فعاليات هذا المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري، ونحن قادرون على استدعاء الدعم مباشرة من المجتمع العالمي من أجل دعم القضية الفلسطينية.

الأهداف

وفي ما يتعلق بأهمية هذا المؤتمر، قال رئيس الدائرة الإعلامية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالخارج هشام قاسم إنها تنبع من استضافة جنوب أفريقيا له، "بما تمثله من قيمة في الضمير الإنساني وما مرت به من مقاومة للعنصرية والنضال من أجل التحرر".

وأشار قاسم كذلك -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أن توقيت المؤتمر يمثل أهمية كبيرة للشعب الفلسطيني، لما يمر به من صنوف التمييز العنصري سواء في الضفة أو القدس أو غزة، وأن ذلك يبعث رسالة إلى العالم بأنه يجب أن يكون هناك حراك حقيقي من أجل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه ورفع الظلم عنه.

وفي ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال قاسم إن "غزة اليوم تمثل علامة فارقة في ما يحدث في التاريخ الفلسطيني، ويجب أن تشكل نقطة تحرر ليراه الفلسطينيون قريبا عبر هذا الدعم والإسناد الدوليين اللذين رأيناهما في المؤتمر".

ائتلاف دولي

وعن النتائج المنتظرة من مؤتمر الفصل العنصري في فلسطين، قال المنسق العام للمبادرة المسيحية الفلسطينية رفعت قسيس إننا نتطلع لنجاح المؤتمر في تكوين ائتلاف دولي يضم كل الحركات المناهضة للأبارتايد الإسرائيلي والمؤيدة لفلسطين، وأن تكون هناك آليات واضحة من أجل وضع الخطط والإستراتيجيات المناسبة من أجل دعم القضية الفلسطينية.

وأضاف قسيس -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن الوقت قد حان -في ظل هذه الأوقات العصيبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل في غزة وعلى بقية المناطق الفلسطينية- لتجميع كل هذه الجهود، وأن يكون مقرها في جنوب أفريقيا، بما تمثله من قيمة ونضال ومواقف مشرفة من أجل ترسيخ حرية الشعوب في تقرير مصيرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الشعب الفلسطینی فی جنوب أفریقیا هذا المؤتمر فی فلسطین قطاع غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

جنوب أفريقيا تدخل سباق صناعة السيارات الكهربائية

أعلنت حكومة جنوب أفريقيا عن حزمة حوافز بقيمة 54 مليون دولار لدعم الشركات والمستثمرين المحليين لتعزيز قطاع السيارات الكهربائية.

وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود البلاد لمواكبة التحول العالمي نحو وسائل النقل المستدامة، وتقليل الاعتماد على المركبات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري.

وحسب تقارير صحفية، تهدف حكومة جنوب أفريقيا من خلال هذه الحوافز إلى تحفيز الإنتاج المحلي للسيارات الكهربائية وقطع الغيار، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد ويعزز فرص الاستثمار الداخلي.

ووفقا لوزير التجارة والصناعة في جنوب أفريقيا، من المتوقع أن تساهم هذه المبادرة في خلق آلاف فرص العمل، لا سيما في قطاعات التصنيع والتقنيات المتقدمة، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويشجّع الابتكار الصناعي.

وتسعى جنوب أفريقيا -باعتبارها أحد أبرز المراكز الصناعية في القارة الأفريقية- إلى الحد من التأثيرات البيئية للانبعاثات الكربونية، وتعزيز بنيتها التحتية الخاصة بالمركبات الكهربائية.

ومن المنتظر أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام جذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزز موقع جنوب أفريقيا كمركز إقليمي لصناعة السيارات الكهربائية.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الحوافز في تسريع التحول نحو التنقل الكهربائي في جنوب أفريقيا، مما يفتح آفاقا جديدة للقطاعين الصناعي والاقتصادي، وفق تقارير صحفية محلية.

إعلان

ومع استمرار الحكومة في دعم هذه المبادرات، يمكن لجنوب أفريقيا أن تلعب دورا رئيسيا في قيادة الثورة الخضراء في قطاع السيارات على مستوى القارة الأفريقية.

ورغم أن هذه المبادرة تمثل خطوة إيجابية نحو مستقبل أكثر استدامة، فإن هناك تحديات تعترض تنفيذها، أبرزها الحاجة إلى تطوير البنية التحتية لمحطات الشحن الكهربائي وضمان القدرة التنافسية للأسعار في السوق المحلي.

مقالات مشابهة

  • جنوب أفريقيا تدخل سباق صناعة السيارات الكهربائية
  • "الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة" تنظم مؤتمر الوقف والمجتمع
  • “الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة” تنظم مؤتمر الوقف والمجتمع
  • برعاية منصور بن زايد.. «الشؤون الإسلامية» تنظم مؤتمر الوقف والمجتمع
  • ما أبرز بنود الإعلان الدستوري الذي وقعه الرئيس السوري؟
  • «الشؤون الإسلامية» تنظم مؤتمر الوقف والمجتمع
  • عضو لجنة صياغة مسودة الإعلان الدستوري الأستاذ عبد الحميد العواك في مؤتمر صحفي: اخترنا نظاماً سياسياً يعتمد الفصل التام بين السلطات وهذا النظام السياسي المقترح في مسودة الإعلان الدستوري يساعد على إدارة المرحلة الانتقالية
  • مؤتمر طبي في فيينا يناقش أحدث أبحاث علاج سرطان الثدي
  • نتنياهو يصرخ في وجه القضاء.. بدء الجلسة الـ17 لمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي
  • رابطةُ العالم الإسلامي تُثمِّن لمجلس الوزراء شُكرَهُ لعلماء مؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”