مؤتمر الفصل العنصري في جنوب أفريقيا يدعو لمحاكمة إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, May 2024 GMT
جوهانسبرغ- انطلقت في جنوب أفريقيا -اليوم الجمعة- فعاليات المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين، الذي تستضيفه مدينة جوهانسبرغ خلال الفترة من 10 إلى 12 مايو/أيار الجاري.
وهذا المؤتمر هو الأول عالميا الذي يدعو إلى إطلاق حركة عالمية من أجل تفكيك نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، وحضر في الجلسة الافتتاحية عدد كبير من الزعماء السياسيين والشخصيات الدينية والقيادات الحزبية من جميع أنحاء العالم.
وألقت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا ناليدي باندور كلمة الافتتاح، وقالت فيها "إن هذا المؤتمر يمثل لحظة فارقة لحركات مكافحة الفصل العنصري العالمية حول فلسطين التي تتحد وتجمع قواها في النضال من أجل تحقيق العدل للشعب الفلسطيني".
باندور دعت لممارسة الضغط الأقصى لإنهاء حملة الإبادة الجماعية في قطاع غزة (الجزيرة) الضغط الدوليوأضافت باندور أن الوقت الآن هو "الأكثر إلحاحًا لكي تتحد القوى التقدمية حول العالم في جهد جماعي لممارسة الضغط الأقصى لإنهاء حملة الإبادة الجماعية المتجددة في غزة، ولإنهاء نظام الفصل العنصري في إسرائيل والأراضي المحتلة الذي هو أسوأ مما مررنا به في بلدنا".
ودعت الوزيرة في كلمتها إلى التضامن الدولي وزيادة الضغط لدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني وتحقيق مطالبه في دولة مستقلة قابلة للحياة. وشددت على أن الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط تكون عبر تسوية شاملة، من دون شروط مسبقة، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.
قاعة المؤتمر لم تستوعب الأعداد الكبيرة من الحضور الذين اضطروا للوقوف طوال الجلسة الافتتاحية (الجزيرة)ويأتي هذا المؤتمر في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، مما أودي بحياة نحو 35 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إصابة نحو 79 ألفا، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة.
وفي كلمته، قال رئيس المؤتمر فرانك شيكاني "إننا في جنوب أفريقيا لم نستيقظ في الصباح وقلنا سنعقد مؤتمرا، لكن الفلسطينيين سبق أن طلبوا منا استضافة هذا المؤتمر، الذي يعد خطوة إستراتيجية لتعبئة العالم لإنهاء الاستعمار والاستيطان الإسرائيلي في فلسطين".
وقارن شيكاني بين نظام الفصل العنصري الذي عانت منه جنوب أفريقيا سابقا، وبين ما يمر به الشعب الفلسطيني حاليا، وقال "رغم ما مررنا به فلم أر في حياتي شعبا يقتل بالمعدل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ومع ذلك لا يهتم العالم بما يجري".
شيكاني: لم أر في حياتي شعبا يقتل بالمعدل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ولا يهتم العالم بذلك (الجزيرة) تعبئة عالميةويُنظر إلى المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين أنه تعبئة للحركة العالمية لمناهضة الفصل العنصري ومحاسبة إسرائيل على جرائمها التي ترتكبها ضد الفلسطينيين، والعمل على تفكيك هذه السياسة الإسرائيلية من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، وذلك حسب البيان الصادر عن اللجنة التوجيهية للمؤتمر.
وقريبا من ذلك، قال زويليفليل مانديلا -حفيد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا– إننا في جنوب أفريقيا نريد أن نذكّر المجتمع العالمي بأنك نهضت ذات يوم وانضممت إلى الحركة المناهضة للفصل العنصري، وشكلت أصواتا وسفراء لنضالنا من أجل التحرر، ونحن اليوم نناشد المجتمع العالمي بأكمله ثانية من أجل أن ينهض وينضم إلينا في تعبئة المجتمع المدني ضد "الكيان الصهيوني الغاصب".
وأضاف في -مقابلة خاصة للجزيرة نت على هامش المؤتمر- نأمل أن يتم ذلك من خلال فعاليات هذا المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري، ونحن قادرون على استدعاء الدعم مباشرة من المجتمع العالمي من أجل دعم القضية الفلسطينية.
الأهداف
وفي ما يتعلق بأهمية هذا المؤتمر، قال رئيس الدائرة الإعلامية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالخارج هشام قاسم إنها تنبع من استضافة جنوب أفريقيا له، "بما تمثله من قيمة في الضمير الإنساني وما مرت به من مقاومة للعنصرية والنضال من أجل التحرر".
وأشار قاسم كذلك -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أن توقيت المؤتمر يمثل أهمية كبيرة للشعب الفلسطيني، لما يمر به من صنوف التمييز العنصري سواء في الضفة أو القدس أو غزة، وأن ذلك يبعث رسالة إلى العالم بأنه يجب أن يكون هناك حراك حقيقي من أجل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه ورفع الظلم عنه.
وفي ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال قاسم إن "غزة اليوم تمثل علامة فارقة في ما يحدث في التاريخ الفلسطيني، ويجب أن تشكل نقطة تحرر ليراه الفلسطينيون قريبا عبر هذا الدعم والإسناد الدوليين اللذين رأيناهما في المؤتمر".
ائتلاف دولي
وعن النتائج المنتظرة من مؤتمر الفصل العنصري في فلسطين، قال المنسق العام للمبادرة المسيحية الفلسطينية رفعت قسيس إننا نتطلع لنجاح المؤتمر في تكوين ائتلاف دولي يضم كل الحركات المناهضة للأبارتايد الإسرائيلي والمؤيدة لفلسطين، وأن تكون هناك آليات واضحة من أجل وضع الخطط والإستراتيجيات المناسبة من أجل دعم القضية الفلسطينية.
وأضاف قسيس -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن الوقت قد حان -في ظل هذه الأوقات العصيبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل في غزة وعلى بقية المناطق الفلسطينية- لتجميع كل هذه الجهود، وأن يكون مقرها في جنوب أفريقيا، بما تمثله من قيمة ونضال ومواقف مشرفة من أجل ترسيخ حرية الشعوب في تقرير مصيرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الشعب الفلسطینی فی جنوب أفریقیا هذا المؤتمر فی فلسطین قطاع غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعو إلى خريطة طريق لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
نيويورك (الاتحاد)
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووضع خريطة طريق ثابتة لا تراجع عنها على أساس حل الدولتين، لإنهاء الحرب على غزة وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددةً على أنه لا يمكن القبول بالعودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل السابع من أكتوبر، والبقاء محاصرين في دوامة الدمار والإعمار.
وقالت الإمارات، في بيان ألقاه السفير محمد أبو شهاب، المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، خلال إحاطة مجلس الأمن بشأن الحالة في الشرق الأوسط، إن الأولوية الآن تكمن في التوصل لوقف إطلاق نار فوري وعاجل في غزة ولبنان، ورفع العراقيل أمام الجهود الإنسانية للسماح بإدخال المساعدات على نطاق واسع، إلى جانب حماية المدنيين، والعاملين في المجال الإنساني، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، فضلاً عن ضرورة احترام جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، والقرارات ذات الصلة، بما فيها القرار 1701.
وأكد البيان الحاجة الماسة لبلورة رؤية واضحة، وحلول مستدامة، ليس لوضع حدٍ للحرب في غزة فحسب، بل لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي ككل، مشيرةً إلى أنه لا يمكن البقاء في دوامة الإعمار والدمار، أو القبول بالعودة للوضع الذي كان قائماً قبل السابع من أكتوبر من العام الماضي، وبالأخص بعد الخسائر الهائلة في الأرواح جرّاء الحرب، مشيراً إلى أن التوقعات بأن يستغرق التعافي منها عقوداً طويلة، بما في ذلك التعافي من الآثار النفسية على الذين عاشوا ويلات هذه الحرب وفقدوا أحباءهم وكل ما يملكون.
وقال البيان: «تضعنا هذه التطورات الخطيرة أمام مسؤولية تاريخية، فإما أن نحول هذه المأساة إلى نقطة انتقال للمنطقة من الصراعات والحروب إلى السلام والازدهار، أو نسمح لها بأن تعمق دوامة العنف وعدم الاستقرار».
وأضاف: «يتطلب إنهاء هذا النزاع رؤية شاملة تتجاوز الخطوات العاجلة، وسبق أن طرحت الإمارات رؤيَتَها في هذه المسألة، والتي تقوم على إنشاء بعثة دولية مؤقتة، بدعوة رسمية من السلطة الفلسطينية، لتعمل هذه البعثة على الاستجابة الفعالة للأزمة الإنسانية في غزة، وإرساء دعائم القانون والنظام، مع ضرورة حدوث إصلاح حقيقي للسلطة الفلسطينية، وتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت تلك السلطة الفلسطينية، وسيتطلب كل ذلك انخراطاً بنّاءً وفعالاً من إسرائيل، وأهم الشركاء الإقليميين والدوليين، وفي طليعتهم الولايات المتحدة».
وأشار البيان إلى أنه لتحقيق هذه الرؤية، يجب إنهاء الاحتلال، ووضع مسار سياسي واضح وخارطة طريق شفافة وملزمة لا يمكن التراجع عنها، على أساس حل الدولتين، بما يقود إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.
ورحب البيان في هذا الإطار بإنشاء تحالف حل الدولتين، وانعقاد اجتماعه الأول في الرياض، مؤكداً أهمية منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة كخطوة أساسية نحو تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال: «لن يأتي الحل فقط من الخارج، فالسلام يحتاج أيضاً لمن يناصرهُ في الداخل ويعمل جاهداً من أجله، ويتجاوب مع المبادرات المطروحة من المجتمع الدولي، كما يتطلب ذلك نبذ خطاب الكراهية».
وحول دور وكالة «الأونروا»، قال البيان، إن دور الوكالة محوري ولا غنى عنه طالما استمرت محنة اللاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن التشريعات الإسرائيلية الأخيرة التي تستهدف عمل الوكالة لا تهدد الاستجابة الإنسانية العاجلة فحسب، بل أيضاً الاستقرار في المنطقة.
وفي ختام البيان، أكدت الإمارات مواصلة جهودها الدبلوماسية والإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقِّه في تقرير مصيره، والدفع قدماً بجهود تحقيق السلام والأمن لشعوب المنطقة كافة.
وفي سياق متصل، أعربت دولة الإمارات عن عميق أسفها لعدم تمكن مجلس الأمن مرة أخرى، من اعتماد قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، مشيرةً إلى أنه بعد مرور أكثر من 400 يوم من الوضع الكارثي في غزة، وتوسع رقعة النزاع ليطال جميع أنحاء المنطقة، فإن وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط والدائم، قد طال انتظاره، مؤكدةً أنه لا يمكن لمن يعاني على الأرض أن يحتمل أكثر.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت أمس، حق النقض «الفيتو» لمنع صدور قرار بمجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.