تحليل يكشف خطورة تهديد بايدن لإسرائيل بـ سلاح يوم القيامة
تاريخ النشر: 10th, May 2024 GMT
حذر تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، من أن تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"سلاح يوم القيامة" لإسرائيل جدّي، في إشارة إلى قضية تجميد شحنة قنابل أميركية ذكية إلى إسرائيل هذا الأسبوع.
وقال التحليل الذي كتبه آموس هاريل، أحد أبرز خبراء الإعلام الإسرائيليين في القضايا العسكرية والدفاعية، إن تهديد الرئيس الأميركي بوقف شحنات الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل قد يؤدي إلى تراجع قدرات الجيش في الشمال، حيث الصراع مع حزب الله.
وكان بايدن هدد بحجب الأسلحة عن إسرائيل إذا اجتاحت قواتها مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفي أشد تصريحاته حدة حتى الآن، قال بايدن في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن الأربعاء "أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح... فلن أزودهم بالأسلحة". وذكر بايدن أن إسرائيل لم تقدم خطة مقنعة لتأمين المدنيين في رفح.
"القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين بغزة".. بايدن يعلن رفضه تزويد #إسرائيل بأسلحة هجومية لشن هجوم شامل على #رفح#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة #جو_بايدن pic.twitter.com/zTJLLHsmzd
— قناة الحرة (@alhurranews) May 9, 2024وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن أوقفت تسليم شحنة مكونة من 1800 قنبلة زنة 900 كيلوغراما و1700 قنبلة زنة 225 كيلوغراما، إلى إسرائيل بسبب المخاطر التي تهدد المدنيين في غزة.
يشير هاريل إلى أنه كان من المفترض أن يقدم البيت الأبيض، الأربعاء، تقريرا إلى الكونغرس حول ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الأميركي والدولي في غزة.
ويضيف أنه جرى تأجيل هذا الأمر في اللحظة الأخيرة، لكن مع هذا فإن الخطر لا يزال قائما.
ينقل هاريل عن شخص وصفه بأنه كان في قلب العلاقات الأمنية الإسرائيلية مع الولايات المتحدة لسنوات عديدة، القول إن الأميركيين واجهوا إسرائيل بسلاح "يوم القيامة" في إشارة منه إلى القنابل الثقيلة التي يصل وزنها لنحو 900 كيلوغراما الخارقة للتحصينات.
الكاتب لفت إلى أن شخصيات أميركية رفيعة المستوى وجهت الاتهام في محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين، بأن إسرائيل نفذت قصفا عشوائيا على غزة وهي اتهامات ينفيها الجيش الإسرائيلي جملة وتفصيلا.
في تصريحاته، الأربعاء، ميز بايدن بين المساعدات الدفاعية لإسرائيل، التي لن تكون شحناتها محدودة بأي حال من الأحوال، والذخائر الهجومية التي سيتم إيقاف تسليمها إذا أصر نتانياهو على الذهاب إلى رفح.
ويقول الكاتب إنه "ردا على ذلك، هاجم عدد من الوزراء الإسرائيليين بايدن، في عرض آخر للجحود والغباء"، حسب تعبيره.
هل تُعجّل مواقف وزراء اليمين المتشدد بنهاية حكومة نتانياهو؟ أثار تهديد الرئيس الأميركي، جو بايدن، بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة في حال شنت هجوما بريا على رفح، انتقادات داخلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، خاصة بسبب ما وصفته صحف إسرائيلية محلية بـ"إهانة" حلفائه اليمينيين المتطرفين للولايات المتحدة ودفع الإدارة الأميركية لاتخاذ مثل هذا الموقف.ويتابع أنه "لم يتضح بعد مسار العمل الذي سيتبناه نتانياهو بعد الخطوة الأميركية، لكنها يمكن أن توفر ذريعة له يستخدمها ليشرح لحلفائه سبب عدم تحقيق النصر الكامل الذي وعد به في غزة".
يرى كاتب المقال أن "التوقف المؤقت لتزويد سلاح الجو بالذخائر سيعرقل قليلا جهود الحرب في غزة، لكن الاحتمال الأكثر خطورة هو أنه مع مرور الوقت سيكون له تأثير ضار على استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب ضد حزب الله في لبنان".
ومنذ اليوم الذي أعقب بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي. لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيدا في وتيرة الهجمات.
ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 402 على الأقل في لبنان، بينهم 262 مسلحا من حزب الله و79 مدنيا، استنادا الى بيانات رسمية وحزب الله. وفي الجانب الإسرائيلي، قتل 14 عسكريا وتسعة مدنيين، وفق الجيش الإسرائيلي.
وأجلت إسرائيل عشرات الآلاف من المدنيين من المناطق القريبة من الحدود اللبنانية منذ اندلاع الحرب في غزة.
ويهدد نتانياهو بشن هجوم على رفح التي يعتبرها آخر معاقل حركة حماس والتي يتكدس فيها بسبب الحرب 1,4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.
في وقت سابق من الأسبوع الراهن، نشر الجيش الإسرائيلي دبابات في المدينة حيث سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
«الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، في وقت سابق أمس الخميس، مقتل قائد هيئة أركان الكتائب القائد محمد الضيف خلال معركة “طوفان الأقصى”، إلى جانب أربعة آخرين من كبار قادتها خلال الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة، فمن هو محمد الضيف الذي طاردته إسرائيل لعقود؟
ويعد الضيف صاحب المسيرة الطويلة والمحاطة بالغموض في حماس، حيث كانت له قدرة كبيرة على التخفي والإفلات من مطاردة إسرائيل التي وضعته على رأس قائمة المطلوبين منذ عقود، فمن هو الضيف؟
ارتبط اسم محمد الضيف، منذ التسعينيات بفصائل “المقاومة الفلسطينية”، ويعتبر أحد أبناء الجيل الأول من “القساميين”.
منذ أكثر من ثلاثة عقود، قاد الضيف كتائب “الشهيد عز الدين القسام”، متجاوزا محاولات الاغتيال المتكررة التي جعلته أشبه بالشبح الذي يؤرق إسرائيل ويعيد صياغة معادلات الصراع في كل مواجهة، وصولا إلى معركة “طوفان الأقصى”.
نشأته وبداية حياته العسكرية:
وُلد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بـ”محمد الضيف”، عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، لعائلة هجّرت من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ليستقر بها المقام في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مخيم خان يونس كما بقية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجِّروا من ديارهم وأرضهم وممتلكاتهم.
تأثر منذ صغره بواقع “الاحتلال وظروف اللجوء القاسية”، وهو ما دفعه للانخراط في صفوف “حماس” خلال دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس العلوم وكان من الناشطين في الكتلة الإسلامية.انضم إلى حركة “حماس” منذ صغره وكان عنصرًا نشيطا فيها.
شارك في فعاليات الانتفاضة الكبرى التي اندلعت نهاية عام 1987 واعتقل في إطار الضربة الأولى التي وجهتها القوات الإسرائيلية للحركة في صيف عام 1989 بتهمة الانضمام إلى الجناح العسكري للحركة الذي كان الشيخ صلاح شحادة (قتل في صيف 2002) قد أسسه آنذاك، وكان يحمل اسم “حماس المجاهدين” قبل أن يطلق عليه اسم “كتائب القسام”، وأمضى عاما ونصف العام في السجن.
أفرجت إسرائيل عام 1991 عن الضيف من سجونها ليلتحق بالمجموعات الأولى لكتائب “القسام” التي أعيد تشكيل الجهاز العسكري من خلالها، وذلك من خلال مجموعة خان يونس، والذين قتل معظمهم مثل ياسر النمروطي وجميل وادي، هشام عامر، وعبد الرحمن حمدان، ومحمد عاشور، والأسير حسن سلامة وغيرهم من المقاومين.
أصبح الضيف مطلوبا لإسرائيل، بعد مشاركته في تنفيذ العديد مما يسمى بـ”العمليات الفدائية” والاشتباك مع قواتها.
بدأت عملية مطاردته بعد أن رفض تسليم نفسه. وتمكن خلال هذه الفترة ومن خلال إتقانه للتخفي والبقاء في مكان واحد لفترة طويلة، من ألا يقع في قبضة القوات الإسرائيلية حيا أو ميتا.
برز دور الضيف بعد اغتيال عماد عقل الذي برز اسمه في سلسلة “عمليات فدائية” في نوفمبر من عام 1993، حيث أوكِلت إليه قيادة “كتائب القسام”.
خلال هذه الفترة، استطاع الضيف أن يخطط وينفذ عدة عمليات نوعية، وكذلك تمكن من الوصول إلى الضفة الغربية وتشكيل العديد من “الخلايا الفدائية” هناك، والمشاركة في تنفيذ عدة “عمليات فدائية” في مدينة الخليل والعودة إلى قطاع غزة.
لعب محمد الضيف دورا كبيرا في التخطيط لعملية خطف الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان عام 1994 في بلدة بير نبالا قرب القدس والذي قتِل وخاطفيه بعد كشف مكانهم.
وظهر الضيف وهو يحمل بندقية وبطاقة هوية فاكسمان التي هربت من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، حيث كان ملثما بالكوفية الحمراء.
ومع اشتداد الخناق على المطلوبين لإسرائيل في قطاع غزة، رفض الضيف طلبا بمغادرة قطاع غزة خشية اعتقاله أو اغتياله، لا سيما في ظل سياسة قصف المنازل التي يعتقد أن بها أيا من المطلوبين، وقال كلمة مشهورة آنذاك: “نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد”، وذلك على الرغم من موافقة عدد من زملائه على الخروج من القطاع.
تمكن الضيف من أن يؤمن وصول المهندس يحيى عياش، أحد خبراء المتفجرات في الضفة الغربية إلى قطاع غزة بعد تضييق الخناق عليه في الضفة الغربية، وللاستفادة من خبرته في صناعة المتفجرات، حيث تم اغتياله بواسطة هاتف مفخخ مطلع عام 1996.
وقف الضيف وراء عمليات الثأر لعياش، من خلال إرسال حسن سلامة إلى الضفة الغربية للإشراف عليها، حيث قتل في هذه “العمليات الفدائية” حوالي ستين إسرائيليا.
لاحقا، بدأ بالاستعداد لتنفيذ المزيد من العمليات حتى اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر من عام 2000 .
ومع إفراج السلطات الإسرائيلية عن الشيخ صلاح شحادة عام 2001، سلّم الضيف الشيخ شحادة قيادة الجهاز العسكري، حيث كلف شحادة الضيف بالمسؤولية عن الصناعات العسكرية للكتائب.
تعرض الضيف لمحاولة الاغتيال الأولى بعد عام من اندلاع الانتفاضة، حيث كان برفقة عدنان الغول (قتل في 22 أكتوبر 2004) خبير المتفجرات في كتائب القسام ونجله بلال، إ أطلقت عليهم طائرة إسرائيلية صاروخا في بلدة “جحر الديك” وقد نجيا من الاغتيال بأعجوبة بعد مقتل بلال في القصف ليغطي على والده ورفيق دربه.
قيادة الجهاز العسكري:
وبعد اغتيال شحادة في صيف عام 2002، أعادت قيادة الحركة المسؤولية للضيف لقيادة الجهاز العسكري.
في 26 سبتمبر من عام 2002، نجا الضيف من محاولة اغتيال ثانية بعد قصف السيارة التي كانت تقله في حي الشيخ، حيث قتل مرافقاه وأصيب بجراح خطيرة للغاية.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى تعرض الضيف لمحاولة اغتيال ثالثة في قصف أحد المنازل في صيف 2006 خلال العملية العسكرية “لإسرائيلية بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث قيل إنه أصيب بجراح خطيرة. دون أن تؤكد ذلك كتائب “القسام”.
وكانت أخطر محاولات اغتيالاته في عام 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث استهدفت الطائرات الحربية منزله وقتلت زوجته وابنه، لكن الضيف خرج من تحت الركام ليواصل قيادة المعركة.
منذ توليه القيادة، أدار الضيف العديد من العمليات الفدائية ضد إسرائيل، وكان من أبرز المهندسين الذين عملوا على تطوير القدرات العسكرية لـ”حماس”، بما في ذلك تصنيع الصواريخ المحلية وإنشاء شبكة الأنفاق العسكرية.
دوره في “طوفان الأقصى”:
أطل محمد الضيف في السابع من أكتوبر 2023، ليعلن انطلاق معركة “طوفان الأقصى” التي أشرف عليها وحضر في ميدانها حتى قتل فيها.
ومن أبرز أسباب الطوفان سلوك الاحتلال الصهيوني، ومخططاته القائمة على حسم الصراع، وفرض السيادة على القدس بمقدساتها، تمهيداً للتقسيم المكاني والزماني، ولبناء الهيكل المزعوم.
محمد الضيف لم يظهر في الإعلام، ولم يُعرف له سوى تسجيلات صوتية معدودة، لكن يُنظر إليه باعتباره العقل المدبر للتكتيكات العسكرية التي غيرت طبيعة المواجهة بين “فصائل المقاومة” وإسرائيل.
فخلال معركة “سيف القدس” عام 2021، كان الضيف وراء استراتيجية استهداف تل أبيب بالصواريخ ردا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى.
ووضعت إسرائيل، على مدار عقود، محمد الضيف على رأس قائمة المطلوبين، وعدّته أخطر شخصية فلسطينية تهدد أمنها. ورغم كل الجهود الاستخباراتية، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول إليه، حتى رحل كما “يحب شهيدا في ميدان أعظم معركة شارك في التخطيط لها وفي قيادتها وهي المعركة التي أثبتت هشاشة كيان الاحتلال وقابليته للهزيمة”، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.