شقير: في المغرب، الجهاز الحكومي يُسير ولا يُقرر.. وهرم السلطة يقف على المؤسسة الملكية
تاريخ النشر: 10th, May 2024 GMT
السلطة التنفيذية بالمغرب مازالت تلعب دورا محوريا في اتخاذ القرار السياسي، وتتجسد في المؤسسة الملكية التي يقوم عليها هرم السلطة والجهاز الحكومي الذي يبقى عمله تسييريا وتقنيا وليس جهازا تقريريا. هذا ما يخلص إليه الباحث محمد شقير، في أحدث مؤلفاته: « مركزة القرار السياسي بالمغرب »
شقير يعطي المؤسسة الملكية أهمية محورية، إذ يقوم عليها هرم السلطة ومنها تستمد كل السلطات قوتها وحركيتها و يضيف إليها البلاط الملكي الذي يعتبره شقير المجال الرئيسي والحيوي لعمل الملك ومحور النظام بأكمله ومن خلاله يحكم كل المملكة.
شقير خصص فرعا داخل مؤلفه تحدث فيه عن شخص الملك الحسن الثاني في مجال تصوره لكل من طبيعة وتصور وحوار السلطة الذي تجدها عنده على التوالي : موحدة ومشخصنة ودستورانية .أما طريقته في اتخاذ القرار فيرى الباحث أنها تتبع التسلسل التالي : التصنيف ثم الدراسة ثم البث في القرار.
الباحث محمد شقيربعد ذلك، يتطرق الباحث في مؤلفه، الصادر عن دار النشر افريقيا الشرق، للجهاز الحكومي ويعتبره جهازا تسييريا وتقنيا وليس جهازا تقريريا، مع الإشارة إلى أن الوزير الأول يمكن أن يشارك في اتخاذ بعض القرارات، أما الوزراء فهم ينحدرون من أساس وزيري وليس وزاري أي أنهم يستمدون سلطتهم من الملك كرئيس دولة الذي له صلاحية تعيينهم أو إقالتهم.
وفي الفصل المخصص لجماعات الضغط التي تؤثر على عملية اتخاذ القرارات السياسية فقد قسمها شقير إلى جماعات ضغط داخلية حددها في الأحزاب السياسية، وجماعات ضغط خارجي حددها في بعض الجهات الخارجية والمؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي.
أما القسم الثاني من الكتاب، فقد تعرض فيه الباحث إلى نوعية القرار السياسي مصنفا إياه إلى قرار سياسي مفتوح وقرار سياسي مغلق.
القرار السياسي المغلق، في رأي شقير هو القرار الذي يتخذ من طرف أعلى سلطة سياسي بالمملكة بدون تدخل من طرف باقي الفعاليات السياسية من أحزاب وغيرها ويأخذ كنموذج قرار الإعلان عن حالة الاستثناء، أو قرار الإعلان عن المسيرة الخضراء بوصفها قرارات اتخذت بخطاب ملكي، أو وقرار إحداث المجالس الجهوية للعلماء الذي اتخذ بواسطة ظهير ملكي.
شقير يرصد في إصداره الحديث، المتغيرات التي تحكمت في عملية اتخاذ هذا النوع من القرارات السياسية من دراسة و تهييئ، وبث، وتنفيذ. ليخلص الباحث إلى أن هذا النوع من القرارات يعكس إلى حد بعيد مركزة القرار السياسي في نظام الحكم بالمغرب.
أما القرار السياسي المفتوح، ففي منظور الباحث، هو ذلك القرار الذي تساهم فيه باقي القوى السياسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقد أخذ الباحث كنموذج قرار الزيادة في الأسعار بتاريخ 28 ماي 1981.
وفي ختام هذا البحث يخلص الباحث إلى أربع خلاصات، الأولى أن القرار السياسي ممركز بفعل وجود فاعل سياسي مركزي يحتكر سلطة اتخاذ القرار خاصة في مجلالت الإسلام/ الملكية / الوحدة الترابية.
والخلاصة الثانية هي أن المؤسسة الملكية هي التي تحرك النظام السياسي المغربي بأكمله، و الثالثة هو أن المنطق السياسي الذي يستند عليه اتخاذ القرار هو وحدة السلطة وتوزيع الصلاحيات.
أما الخلاصة الرابعة فهي تأثير العامل الخارجي الذي يطبع النسق السياسي بطابع الانفتاح والتأثر بالضغوط الخارجية يوضح شقير.
كلمات دلالية الحكومة السلطة القرار السياسي الملك جديد شقير مؤلف
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الحكومة السلطة القرار السياسي الملك جديد شقير مؤلف المؤسسة الملکیة القرار السیاسی اتخاذ القرار
إقرأ أيضاً:
ترامب يوقع أمرًا تنفيذيًا لحظر استغلال السلطة كسلاح سياسي
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يمنع استخدام السلطة الرسمية كسلاح سياسي ضد الخصوم، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية والعدالة في العمل الحكومي.
يأتي القرار في إطار تعهده بمحاربة الفساد وضمان أن تعمل مؤسسات الدولة لخدمة الشعب وليس لتحقيق مصالح شخصية أو سياسية.
وأكد ترامب، خلال مراسم التوقيع، أن هذا الأمر التنفيذي يمثل "التزامًا بحماية نزاهة المؤسسات الحكومية"، مشيرًا إلى أن استغلال السلطة لأغراض سياسية يقوض الثقة العامة ويهدد قيم الديمقراطية.
وأضاف: "لا مكان للانتقام السياسي أو استخدام الأدوات الحكومية لتحقيق أجندات شخصية".
ولقيت هذه الخطوة ردود فعل متباينة، حيث رحب بها أنصاره باعتبارها جزءًا من التزامه بإصلاح النظام السياسي، بينما أثار القرار انتقادات من بعض خصومه الذين تساءلوا عن توقيته ودوافعه.
يُذكر أن القرار يتزامن مع تصاعد النقاش في واشنطن حول دور الأجهزة الحكومية وحاجة النظام السياسي إلى مزيد من الشفافية والرقابة.