الجزيرة:
2024-07-01@16:18:49 GMT

إسرائيل تتجه للركود التضخمي وسط تقاعس حكومي

تاريخ النشر: 10th, May 2024 GMT

إسرائيل تتجه للركود التضخمي وسط تقاعس حكومي

يواجه الاقتصاد الإسرائيلي مخاطر الركود التضخمي، وهو عبارة عن مزيج من تباطؤ النمو الاقتصادي بالتزامن مع ارتفاع معدلات التضخم والبطالة. وذكر موقع كالكاليست الإسرائيلي أن وعود الحكومة بمكافحة ارتفاع التضخم لم تأتِ بالنتائج المطلوبة.

وأشار تقرير للموقع إلى أنه 40% من الزيادة الأخيرة في الأجور لم تترجم إلى زيادة في القوة الشرائية، وأرجع ذلك إلى أن الزيادة كانت أقل مقارنة بالارتفاعات التي شهدتها معدلات التضخم.

ويحذر الموقع من أن الاقتصاد مقبل على زيادة في ضريبة القيمة المضافة في محاولة لتقليص عجز الموازنة المتفاقم جراء استمرار الحرب على قطاع غزة، الأمر الذي سيزيد من حدة الركود ويرفع معدل التضخم.

ويصل متوسط الأجر الاسمي في الاقتصاد الإسرائيلي إلى 14 ألف شيكل (3756 دولارا)، بحسب ما ذكره مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي. ومع ذلك يرى الموقع أن الإشادة بهذه الزيادة تعتبر في غير محلها، لأنها تخفي تهديدا اقتصاديا أكثر خطورة لاقتصادات الأسر، جراء الدوامة التضخمية بين الأجور والأسعار والتي تواصل صعودها.

ويقول كالكاليست إنه وبنظرة فاحصة للأرقام نجد أنه في حين أن الأجر الاسمي للعمال الإسرائيليين ارتفع بنسبة 7.25% منذ تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو والتي تتضمن وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش، فإن الأجر الحقيقي -مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع الأسعار- ارتفع بنسبة 4.3% فقط.

ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية

وفي مقارنة أجرتها الصحيفة حول أعلى 10% من العناصر الأكثر تضخما منذ يناير/كانون الثاني 2023، والتي تشمل في المقام الأول المواد الغذائية مثل الفواكه الطازجة والخضروات والبيض والسكر وبدائله والأسماك والدواجن ومنتجات الألبان والقشدة والكاكاو ولحم البقر، شهدت هذه البنود ارتفاعا في أسعارها يتراوح بين ضعفين إلى 5 أضعاف معدل التضخم العام البالغ 3.6% للفترة نفسها.

وعلى المستوى الدولي، تحتل إسرائيل المرتبة الرابعة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من حيث تضخم أسعار الغذاء، بمعدل سنوي يبلغ 5.35%، وهو أعلى بكثير من متوسط المنظمة البالغ 4.8% وأعلى بكثير من المعدل الأوروبي البالغ 1.5%.

والأمر الأكثر إثارة للقلق -وفقا للموقع- هو أن تضخم أسعار الغذاء في إسرائيل انخفض بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، في حين سجل الاتحاد الأوروبي انخفاضا بنسبة 90%.

وتظهر أحدث بيانات لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن الاقتصاد الإسرائيلي سينمو بأقل مما كان متوقعا قبل الحرب، وبنسبة 1.9% فقط ويرتفع إلى 4.6% في عام 2025.

أما فيما يتعلق بمعدلات التضخم فتوقعت المنظمة أن يبلغ متوسطها هذا العام في إسرائيل 2.5%، مقارنة بنسبة 2.7% يتوقعها بنك إسرائيل المركزي.

الإهمال والقضايا الهيكلية

ويشير تقرير كالكاليست إلى الإهمال المستمر من قبل حكومات نتنياهو المتعاقبة منذ عام 2009، مما يشير إلى نقطة البداية حيث كانت إسرائيل قابلة للمقارنة بمتوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من حيث مستويات الأسعار.

ويؤكد التقرير الصادر عن المنظمة أنه على الرغم من ارتفاع الأسعار في إسرائيل، فإن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لا يتجاوز 96% من المتوسط في البلدان المتقدمة، مما يشير إلى مشاكل هيكلية مثل عدم كفاية البنية التحتية، وجمود سوق العمل، والأعباء التنظيمية، وارتفاع الديون الحكومية، والحواجز التجارية الكبيرة، وانخفاض القدرة التنافسية، وعدم كفاية الاستثمارات.

تصاعد مخاطر الركود التضخمي

ويحذر كالكاليست من أن خطر الركود التضخمي -وهو مزيج من انخفاض النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم- أصبح واضحا بشكل متزايد. ويؤدي هذا الوضع الاقتصادي إلى تعقيد دور بنك إسرائيل، مما يعيق قدرته على خفض أسعار الفائدة وفقا للصحيفة، وهو أمر بالغ الأهمية للتعافي الاقتصادي وتعزيز النمو.

وينتقد تقرير كالكاليست افتقار الحكومة الحالية إلى التدخل الجوهري في الحد من تكاليف الحياة المرتفعة، على الرغم من وعودها قبل الانتخابات بتخفيض نفقات المعيشة، فالارتفاع المستمر في الأسعار وإهمال الإصلاحات الهيكلية لن يؤديا إلا إلى تفاقم مشكلة التضخم، مما يزيد من الضغط على الاقتصاد الإسرائيلي والأسر.

وأثرت حرب إسرائيل على قطاع غزة بشكل لافت على النمو الاقتصادي آخر 3 أشهر من عام 2023 بشكل أكبر مما كان متوقعا، إذ ذكر المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء -في ثالث تقدير له- في وقت سابق أن الاقتصاد انكمش 21% في الربع الأخير من 2023 على أساس سنوي مقارنة بالربع السابق عليه.

وجاء ذلك بعد انخفاض 19.4% في التقدير الأولي الذي تم تعديله في مارس/آذار بالانكماش 20.7%.

وشنت إسرائيل حربها المستمرة إلى الآن على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأدت إلى انخفاضات حادة بنسبة 22.5% بالصادرات، و26.9% بالإنفاق الخاص، و67.9% بالاستثمار في الأصول الثابتة، و42.4% بالواردات، في الربع الأخير.

ومع ذلك، قفز الإنفاق الحكومي في إسرائيل 83.7%.

وأفاد المكتب في تقريره، بأن معدل التضخم السنوي ارتفع بأكثر من المتوقع إلى 2.7% في مارس/آذار من 2.5% في فبراير/شباط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الاقتصاد الإسرائیلی فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

موقع أميركي: هل تتجه إسرائيل نحو حرب أهلية؟

أكد موقع أميركي أن مخاطر اندلاع حرب أهلية باتت تتهدد إسرائيل مبرزا أن أسبابها أعمق من أن تربط بالحرب على غزة أو الصراع مع حزب الله.

وأوضح موقع كاونتر بانش في تقرير أن استقالة عدد من قادة إسرائيل مثل وزراء الحرب بيني غانتس وغادي أيزنكوت كشفت عن انقسامات عميقة داخل إسرائيل، على الرغم من حرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التأكيد أن حربا أهلية إسرائيلية لن ترى النور أبدا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل سيودعوننا السجن؟.. لوموند: مسلمو فرنسا بين القلق والاستسلام أمام التجمع الوطنيlist 2 of 2موندويس: مخطط إسرائيل المسرّب لضم الضفة الغربية يحدث بالفعلend of list

وتابع التقرير أن الانقسام داخل إسرائيل لا يمكن النظر إليه مثل الاستقطابات الجارية في الديمقراطيات الغربية، ليس فقط لأن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية في جوهرها، ولكن لأن التكوين السياسي في إسرائيل فريد من نوعه.

صراع عميق

وزاد أن مصطلحي اليمين واليمين المتطرف قد يعطيان انطباعا بأن الصراع السياسي في إسرائيل هو صراع أيديولوجي بالأساس، لكن الواقع يؤكد أن أسباب الصراع أعمق بكثير، وترتبط برغبة اليمين الجديد (نتنياهو وحلفاؤه) في إعادة تشكيل الطبيعة السياسية لإسرائيل.

وأوضح التقرير أن خروج مئات الآلاف من الإسرائيليين منذ يناير/كانون الثاني 2023 في مظاهرات حاشدة بدعم من النخب التي توصف بالليبرالية، كان هدفها منع نتنياهو من إحداث تغييرات جذرية تمس موازين القوى السياسية التي حكمت منذ تاريخ إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وعلى الرغم من أن النقاشات حرصت على التوضيح بأن الخلافات زادت رغبة الناس في مواجهة رغبة نتنياهو تهميش المؤسسة القضائية الإسرائيلية لأسباب شخصية، فإن الموقع يرى أن جذور الخلاف التي تهدد باندلاع حرب أهلية مختلفة تماما.

ويوضح ذلك بقوله إن الأمر يتعلق بعلاقة السلطة السياسية بالجيش، ويرى أن الموضوع طفا على السطح عندما هاجم نتنياهو بوضوح جنرالات الجيش قائلا "إسرائيل دولة لها جيش وليست جيشا له دولة".

الجيش والحرب

وأكد التقرير أن الحقيقة واضحة وهي أن إسرائيل تأسست واستمرت من خلال الحرب، وهذا يفسر مكانة الجيش الخاصة في المجتمع الإسرائيلي، إذ يتمتع بامتيازات مهمة عندما يتعلق الأمر بصناعة القرار السياسي الإسرائيلي، ولا أدل على ذلك من وصول كبار قادة الجيش إلى أهم منصب للسلطة، بما في ذلك ديفيد بن غوريون، وأرييل شارون، وإيهود باراك.

وهنا تكمن المشكلة الحقيقية -يوضح الكاتب- إذ إن نتنياهو مع بدئه إعادة هيكلة المؤسسات السياسية الإسرائيلية سعيا لتهميش الجيش وتجريده من قوته السياسية، أخل بالركيزة الأساسية للتوازن السياسي الإسرائيلي المستمر منذ 1948.

وذكّر الكاتب بالصراع المسلح الذي نشب بين جيش بن غوريون الذي كانت تهيمن عليه الهاغاناه، وبين قيادات مليشيات مسلحة، عندما قصف الجيش السفينة "ألتالينا" التي كانت تحمل أسلحة إلى الأرغون، و"قتل واعتقل العديد من عناصر تلك المليشيا".

وقال إن الحديث عاد مجددا داخل إسرائيل عن "هذه الحرب الأهلية المصغرة"، وكون الخلافات التي تتعمق يوما بعد يوم قد تجبر الجيش على التخلي عن التوزان التاريخي الذي تحقق عقب ذلك الحدث الذي كان بالإمكان أن ينهي مستقبل إسرائيل كدولة بعد أيام من قيامها.

مقالات مشابهة

  • هل تتجه الحكومة لإلغاء التوقيت الصيفي الجمعة المقبلة؟.. مصدر يوضح
  • تباطؤ معدل نمو الاقتصادي الوطني إلى 2,5% في الفصل الأول من 2024 عوض 3,9% العام الماضي
  • اقتصاديون يضعون 5 مطالب على طاولة أولويات المرتقبة: تنفيذها ينعش الاقتصاد
  • موقع أميركي: هل تتجه إسرائيل نحو حرب أهلية؟
  • 0.9 % معدل التضخم لشهر مايو.. وشمال الشرقية تسجل أعلى ارتفاع للأسعار
  • التضخم ضمن "الحدود المُستهدفة" في "الخمسية العاشرة"
  • أصعب سؤال في امتحان التاريخ للثانوية.. شعر ذيل الحصان وعلاقته بالحرب ضد إسرائيل
  • التضخم في سلطنة عُمان يظل ضمن حدوده المستهدفة في الخطة العاشرة
  • الذهب يسجل ارتفاعا بنسبة 4.2% بالربع الثاني من 2024
  • تدابير حكومية تضبط معدل التضخم وفق الخطط والمستهدفات