الأصدقاء الخياليون ليسوا للصغار فقط، وإنما للكبار أيضا، هذا هو الأساس الذي بُنيت عليه حبكة الفيلم الكوميدي "ريكي ستانيكي" (Ricky Stanicky) والذي ظن بيتر فاريلي مخرجه وأحد مؤلفيه، صاحب بعض أشهر الأفلام الخفيفة في التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثالثة، أنه سيتمكن عبره من صناعة عمل كوميدي ناجح يُضاف إلى مسيرته الفنية.

المجد للأصدقاء الخياليين

يبدأ فيلم "ريكي ستانيكي" بـ3 صبية (دين وتي جي وويس) يتسببون في إشعال حريق في أحد المنازل في أثناء الاحتفال بـ"عيد الرعب"، ومن أجل تجنّب اللوم والعقاب يختلقون صديقا غير حقيقي يجعلونه المسؤول عن فعلتهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ديزني تصدر نسخة واقعية من "موانا"ديزني تصدر نسخة واقعية من ...list 2 of 2الفيلم الكويتي "شهر زي العسل" يتصدر مشاهدات 41 دولةالفيلم الكويتي "شهر زي العسل" ...end of list

وأمام قدرتهم على النجاة من هذا المأزق من دون أن تطولهم أي شبهات، يُقررون نسب كل مصائبهم المستقبلية إلى ريكي، وهو ما استمر بنجاح طوال 25 عاما من دون انفضاح أمرهم، ولهذا يتمادون مستغلين خدعتهم الذكية للهروب من مسؤولياتهم الاجتماعية والزوجية.

إلى أن يستخدموا الكذبة المعتادة للذهاب إلى حفل موسيقي عوضا عن حفل استقبال طفل أحدهم، لكن تتعرّض الزوجة الحامل لولادة مبكرة يتغيب على إثرها الأب (تي جي) عن ميلاد الطفل، وهو ما يُشعل غضب الزوجة ويُثير ريبة والدتها، لأنه لم يلتق أي منهم ريكي يوما، ومن ثم تطلبان دعوة الصديق المزعوم لحضور حفل ختان المولود.

وبدلا من أن يقع الأصدقاء الكاذبون في شر أعمالهم، يلجؤون لاستئجار "رود" (جون سينا) الممثل المغمور الذي يُقدم عرضا مبتذلا بأحد الملاهي الليلية، ورغم صعوبة المهمة لفرط الكذبات المركبة المتنامية التي اختلقها الأبطال على مر السنوات واختلاف شخصية ريكي عن رود تماما، فإن رود يتعامل مع شخصية ريكي باعتبارها دور عمره الذي يؤديه بمنتهى الجدية والإتقان، وتتوالى الأحداث.

"Hit me baby one more Time"

Ricky Stanicky Aka John Cena is adorable, spontanous and good vibes.
Rating: ⭐⭐⭐⭐⭐ pic.twitter.com/ucpm5t8WAa

— Asmâa El ouerkhaoui The Electronic Soul????⚡ (@kanasayrus) April 30, 2024

 

توقعات إيجابية

يعود سيناريو الفيلم الأصلي إلى 2010، وقد اختير وقتها ضمن أفضل السيناريوهات غير المنتجة للعام المذكور، ومنذ ذاك الحين رُشّح أكثر من نجم لأداء دور ريكي، من بينهم جيمس فرانكو وخواكين فينيكس وجيم كاري، إلا أن تأجيل إنتاج المشروع، أكثر من مرة، جعله يصل بالنهاية إلى جعبة جون سينا بعدما شارك بكتابته 5 كتاب آخرين برفقة فاريلي.

ولأن فاريلي حاز، مؤخرا، جائزتي أوسكار عن فيلمه "الكتاب الأخضر" (Green Book) كما أنه سبق أن قدّم حفنة من الأفلام الكوميدية التي حظيت بجماهيرية عالية مثل "هناك شيء ما عن ماري" (There’s Something About Mary)، و"الغبي والأغبى" (Dumb and Dumber)، و"أنا ونفسي وآيرين" (Me, Myself & Irene)، ارتفع سقف توقعات الجمهور.

لكن يبدو أن التعديلات المستمرة التي تعرّض لها النص على مر السنوات ومشاركة عدد كبير من المؤلفين بالكتابة جعل القصة تبدو مهلهلة أو أقرب إلى قصاقيص متلاصقة من أفلام كوميدية قديمة ونكات جرى إعادة تدويرها وصياغتها.

سينا يتفوق على الجميع

المثير للتأمل أن النجم الأفضل بالعمل على مستوى التمثيل هو المصارع جون سينا، الذي نجح في تجسيد الشخصيتين، سواء "رود"، مدمن الكحول الذي يحاول تغطية فشله بالاستعراض البائس أو ريكي المتعافي من السرطان وصاحب الأعمال الخيرية ورائد الأعمال، حتى مشاهد انسحاب الكحول الناتجة عن تظاهره بكونه ريكي واضطراره للامتناع عن الشرب قدمها بشكل ملائم عبر مشاهد كوميدية مضحكة.

“The Franchise”

John Cena MV created by me, Intro is from Ricky Stanicky lol????@JohnCena

???? Baby I Love Your Way – Big Mountain/Peter Frampton pic.twitter.com/6qEe9Aoatt

— ???????????????????????????????? (@joshigio) April 15, 2024

 

أما بقية النجوم فكان ظهورهم سطحيا، وإن كان زاك إيفرون حاول تقديم أفضل ما باستطاعته، حتى أنه حاول منح دوره أبعادا درامية، لكن العمل كان أكثر خفة من تلك المحاولات التي لن تلبث أن باءت بالفشل.

وهو ما أثار تساؤل مُحبيه خاصة أن آخر ما قدمه فيلم السيرة الذاتية "المخلب الحديدي" (The Iron Claw)، الذي قدم خلاله أحد أفضل أدواره في المطلق وترشّح عنه للعديد من الجوائز وحصد عنه التقدير النقدي والجماهيري.

كوميديا على الطراز القديم

"ريكي ستانيكي" فيلم وجهه صانعوه لفئة معينة من الجمهور، فمن جهة يحمل التصنيف العمري "آر" (R)، مما يجعله غير مناسب لمن أقل من 17 عاما إلا إذا كانوا رفقة بالغين بسبب اللغة المستخدمة.

ومن جهة أخرى، لأن الكوميديا التي يطرحها العمل تناسب هؤلاء من تُضحكهم النكات المبنية على التجاوزات اللفظية أو المواقف المعتمدة على التنمر.

"ريكي ستانيكي" محاولة متواضعة لتقديم عمل كوميدي يلعب على الشعور بالحنين لدى محبي الأفلام الخفيفة من جيل السبعينيات والثمانينيات، شارك في بطولته كل من زاك إيفرون وأندرو سانتينو وجيرمين فاولر مع جون سينا، وهو مناسب لقضاء أمسية لطيفة رفقة فيلم بسيط وحبكة طريفة لا تَعِد بأي دراما أو تعقيدات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات سينما جون سینا

إقرأ أيضاً:

الثقافة تصدر «دراسات في الأدب الفارسي الحديث والمعاصر» بهيئة الكتاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدرت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب بعنوان «دراسات في الأدب الفارسي الحديث والمعاصر» لـ سامية شاكر عبد اللطيف، يتناول الكتاب بالدراسة والتحليل مراحل تطور القصة الفارسية المعاصرة، ويرصد أبرز القضايا التي عالجها الكتّاب الإيرانيون في العقود الأخيرة، وخاصة ما يتصل بالتحولات الاجتماعية، وقضايا المرأة، والصراع بين الحرية والسلطة.

الواقع الثقافى للمجتمع الإيراني 

يستعرض الكتاب مجموعة من الروايات والقصص الفارسية البارزة التي عكست الواقع الثقافي والاجتماعي والسياسي للمجتمع الإيراني، ويميز بين أعمال ذات طابع إنساني نفسي، وأخرى سياسية أو نقدية جريئة.

تحليل نفسى واجتماعى 

ويضم الكتاب فصلين رئيسيين، يتناول الفصل الأول القصة الإيرانية من زاوية تحليل نفسي واجتماعي، من خلال رصد التناقضات الداخلية للشخصيات وتحليل دوافعها وسلوكها، ويقوم بتشريح الأسباب والدوافع لهذا السلوك.

قضايا المرأة الإيرانية 
ويناقش هذا الفصل البعد النفسي في قصة (من كنجشك نيستم: لست عصفورًا) لـ مصطفى مستور، والتكثيف وعناصر بناء الفن الدرامي في (مهماني تلخ) لـ سيامك كلشيري)، وبنية السرد في قصة (آبي تراز كناه: أسوأ من الخطيئة) لـ محمد حسيني.

بينما يركّز الفصل الثاني على قضايا المرأة الإيرانية في الأدب، حيث ناقش الكاتبة الإيرانية بوصفها صوتًا معبرًا عن طموحات المرأة وصراعاتها، خاصة في بيئة تقيّد حرية التعبير والكتابة.

فن الرواية السياسية 
ويتناول الفصل الثاني رواية (ترلان) للكاتبة الإيرانية فريبا وفي، وفن الرواية السياسية عند إسماعيل فصيح من خلال (بازكشت به درحونكاه: العودة إلى درخونكاه)، واتجاهات القصة الفارسية القصيرة المعاصرة بيزن نجدي.. نجوذجا.

ويؤكد الكتاب أن القصة الإيرانية قطعت خطوات واسعة نحو الحداثة، وأصبحت تعبّر عن تحولات المجتمع الإيراني بعمق وشجاعة، مشيرًا إلى أن الأعمال القصصية تُعد نافذة مهمة لفهم المجتمع الإيراني من الداخل.

أهمية الترجمة في مد جسور ثقافية بين الشعوب 
كما سلّط الضوء على أهمية الترجمة في مدّ جسور ثقافية بين الشعوب، مستعرضًا تجارب بعض المترجمين العرب الذين أسهموا في نقل الأدب الفارسي إلى العربية، وأهمية هذه الجهود في توثيق العلاقات بين الثقافتين العربية والإيرانية.

 

مقالات مشابهة

  • في مئـويّـة «الإسـلام وأصـول الحكـم»: الكــتابُ القـضيّـة
  • باريس سان جيرمان وبرشلونة إلى نصف نهائي دوري الأبطال
  • «لوريال» و«ابن سينا» تتعاونان باستدامة قطاع الجمال
  • برشلونة وباريس سان جرمان ينجوان من "انتفاضة أصحاب الأرض"
  • “لوريال الشرق الأوسط” و”صيدلية ابن سينا” تتحدان من أجل مستقبل أخضر مستدام في قطاع الجمال
  • دهوك يتوج بلقب دوري أبطال الخليج بعد فوزه على القادسية الكويتي
  • الثقافة تصدر «دراسات في الأدب الفارسي الحديث والمعاصر» بهيئة الكتاب
  • افتتاح معرض الكتاب الدائم بمقر جامعة الأزهر.. صور
  • التوقيع على عقد مشروع مبنى الرنين المغناطيسي بهيئة مستشفى ابن سينا
  • كورينثيانز وبرشلونة وكافوي أبطال كأس «مينا دبي»