الجزيرة:
2025-01-18@05:20:27 GMT

هل ينجح الاتفاق الإطاري في وقف العدوان على غزة؟

تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT

هل ينجح الاتفاق الإطاري في وقف العدوان على غزة؟

تحاول حكومة الحرب الإسرائيليّة المراوغة في التعامل مع الاتفاق الإطاري، الذي أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، وبالنيابة عن قوى المقاومة، الموافقة عليه، ولعلّ السيطرةَ على معبر رفح الحدودي – والذي يعد صلة الوصل الوحيدة لقطاع غزة مع العالم الخارجي، والتلويح باجتياح مدينة رفح – جزءٌ من هذه المحاولة.

الاتفاق يتكون من 3 مراحل، حيث يفضي في مرحلته الأخيرة إلى وقف كامل للأعمال العدائية والعسكرية، أي وقف كامل لإطلاق النار ونهاية العدوان.

وبما أن المرحلة الأولى من الاتفاق تنص على وقف مؤقت لإطلاق النار، وتبادل محدود للأسرى، فإن التساؤل حول فرص استمرار الاتفاق، والانتقال به إلى المراحل الأخرى، وصولًا لنهاية الحرب، يبدو منطقيًا للاعتبارات الآتية:

عدم إنجاز الاحتلال أهدافَه المعلنة للحرب، التي يمكن أن تسوق أمام الجمهور الإسرائيلي على أنها نصر مطلق، كما أطلق عليه بنيامين نتنياهو، رغم مرور أكثر من سبعة أشهر على اندلاعها. ما زال موقف غالبية الجمهور الإسرائيلي يؤيدون استمرار الحرب، ولا يبدو أن تحولًا جديًا حدث على موقفهم حتى اللحظة، إذا لم نشهد احتجاجات أو مسيرات مؤثرة تدعو إلى وقف الحرب. ما زال نتنياهو يتمتع بأغلبية برلمانية مستقرة داعمة لحكومته، 64 عضوًا في الكنيست من أصل 120، وهي كتلة متماسكة ومنسجمة سياسيًا وأيديولوجيًا. غياب الضغط الكافي، حتى اللحظة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي الذي يجبر الاحتلال على وقف عدوانه.

من جانب آخر تتوافر العديد من العوامل الضاغطة التي تشير إلى إمكانية تطبيق كافة المراحل، وصولًا إلى وقف العدوان. وهي عوامل يعتدّ بها، ويرجّح أنها ستكون كافية للتأثير في سلوك الأطراف المختلفة، وسيكون تأثيرها أكثر فاعلية وأعمق أثرًا مما ذكر سابقًا، وستدفع باتجاه وقف هذه الحرب الدموية والعبثية على الشعب الفلسطيني ومن أبرزها:

الصمود الفلسطيني الذي يشكّل أولًا وأخيرًا حجر الزاوية ونقطة القوة الأساسية في المواجهة، وهو في ذات الوقت نقطة الضعف والتحدي المركزية لدى الاحتلال. فلا هجرةَ، ولا استسلامَ ولا ضغطَ على قيادة المقاومة، بل هناك استبسال وصمود وتحدٍّ منقطع النظير. التطور المستمر في البيئة الدولية، وبالذات الشعبية منها، التي لم تعد تحتمل كل هذا القدر من الجرائم والوحشية الصهيونية، التي كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال، فلا هو امتداد مشرّف للحضارة الغربية، ولا دولة ديمقراطية تعتنق القيم الديمقراطية والإنسانية السامية، وإنما تسيطر عليه الرغبة الجامحة في القتل والتعذيب، والإبادة، ترجمها عمليًا بهذا الحجم من التوحّش والبربرية.

كما أن هذه الجماهير بدأت تعي وتتفهم أن لدى الفلسطيني قضيةً عادلة ومحقّة، وأن نضاله وصموده والقيم التي يعتنقها هي التي تتقاطع مع ما لديهم من قيم إنسانيّة كالحرية والعدالة والتحرر، ولعل من أبرز معالم التحول في هذه البيئة، انتفاضة طلاب الجامعات، والتحوّل في رأي الشباب، تحديدًا في الولايات المتحدة الأميركية؛ معقل رعاة الحرب.

البيئة الإقليمية، أيضًا، لا تلعب لصالح الاحتلال، وتتطور باستمرار ولو بشكل محدود لصالح الفلسطينيين، فالتصعيد الكبير الذي حدث مع إيران وما أحدثه من آثار على مستويات عدة، والتصعيد المستمر في لبنان واليمن، يساهم ذلك في تقوية الموقف الفلسطيني.

يضاف إلى ذلك تنامي المواقف والجهود الدبلوماسية والسياسية المبذولة من دول عدة في الإقليم من أبرزها مصر وتركيا وقطر، تهدف إلى وضع حد للعدوان الإسرائيلي، ووقف الحرب بما يلبّي المطالب الفلسطينية.

التحوّل في بعض المواقف داخل الكيان، حتى وإن كانت حتى اللحظة غير كافية لتغيير موقف الحكومة، لكنّها ذات تأثير متزايد، ويحسب نتنياهو وحكومته حسابها جيدًا. فعائلات الأسرى لدى المقاومة يتحرّكون باستمرار، وقد زاد موقفهم قوة بعد موافقة المقاومة الفلسطينية على ورقة الاتفاق الإطاري لوقف الحرب.

وفي ذات الوقت ترتفع أصوات العديد من الخبراء وكبار المسؤولين السابقين – مثل إيهود باراك، وإيهود أولمرت – الذين يطالبون بوقف الحرب ويعلنون فشل الحكومة والجيش في تحقيق الأهداف، وضرورة الإقرار بذلك وتبنّي مقاربة جديدة للتعامل مع الأزمة تستند لرؤية سياسية.

يضاف لذلك ظهور تقييمات عسكرية تشير إلى عبثية الحرب، وعدم القدرة على إنجاز الأهداف بعد مرور كل هذا الوقت، وأن الزمن لا يلعب لصالح الجيش وخططه العسكرية، حتى لو أُعطي فرصًا إضافية.

ختامًا؛ تحاول الحكومة الإسرائيلية وضع العراقيل أمام هذا الاتفاق، وستحاول تغيير بعض بنوده، وبالذات تلك المتعلقة بالأسرى، والوقف الكامل لإطلاق النار، لكن الأرجح أن هذه المحاولات، وإن نجحت في تأخير تنفيذ الاتفاق، فإنها لن تنجح في وقفه وتعطيله. ذلك أن المفاعيل التي أفرزتها الموافقة الفلسطينية على الاتفاق، من خلال التفاوض مع الولايات المتحدة والوسطاء القطريين والمصريين، يصعب مواجهتها أو إيقافها.

كما أن هذا الاتفاق وما يرافقه من ديناميات، إن لم يتمكن من وقف الحرب في نهاية المطاف، فستكون المقاومة الفلسطينية، وعبر مرحلته الأولى على الأقل التي من المرجح أن تنفذ، قد قدمت ما عليها، وتعاملت بقدر عالٍ من المرونة والحكمة السياسية، إذ بدت متجاوبة مع رغبة الأصدقاء في الإقليم والعالم، وكذلك نزعت فتيل الضغط الأميركي وفوّتت الفرصة على نتنياهو، وكل من يرغب في إلقاء اللوم على المقاومة في استمرار الحرب.

كما أنَّها لم تخسر مما لديها من أوراقٍ، الكثيرَ، بل إنها قد تعزز من أوراقها السياسية والعسكرية، وسيبقى لديها عدد كبير من الأسرى من الضباط والجنود الإسرائيليين الذين لن يتجرأ أحد على المطالبة بالإفراج عنهم دون مقابل كبير، وستعطي هذه المرحلة للشعب الفلسطيني في غزة فرصة للالتقاط الأنفاس، وستشكل لمقاتلي المقاومة استراحة محارب تعينهم على الاستمرار في معركتهم الوطنية والإنسانية المشرّفة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟

#سواليف

مع تقدم #مفاوضات #صفقة_تبادل_الأسرى ووقف إطلاق النار بين #المقاومة_الفلسطينية و #حكومة_الاحتلال، تتجه الأنظار نحو إمكانيات المقاومة في الاحتفاظ بأسرى الاحتلال لديها على مدار 15 شهراً من #حرب_الإبادة_الجماعية التي شُنت ضد قطاع #غزة، وفي ظل جهود استخباراتية عالمية للوصول إلى معلومات عن أماكن احتجاز المقاومة لأسرى الاحتلال.

خلال الهدنة الأولى التي حصلت في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2023 والتي أفرجت خلالها المقاومة عن عدد من #أسرى_الاحتلال مقابل تبيض سجون الاحتلال من الأطفال والنساء، ظهرت ترتيبات عناصر كتائب القسام بتسليم أسرى الاحتلال للصليب الأحمر، وسط تعقيدٍ بالمشهد أعجز الاحتلال عن تتبع مسار المقاومين الذين خرجوا بالأسرى حتى أوصلوهم لطواقم الصليب، ما يعكس جهود المقاومة في تأمين أسرى الاحتلال والتعامل معهم وفق ضوابط خاصة ومعقدة يعجز الاحتلال عن حلها، ليبرز اسم #وحدة_الظل_القسامية المتخصصة بهذا المجال، فما هي هذه الوحدة؟

التأسيس والإعلان

مقالات ذات صلة بايدن يطالب بتعديل الدستور وإلغاء حصانة الرئيس الأمريكي 2025/01/16

في مطلع عام 2016، أعلنت #كتائب الشهيد عز الدين #القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، في فيلم وثائقي أنتجه الإعلام العسكري الخاص بها، عن وحدة عسكرية سرية، متخصصة بتأمين وإخفاء أسرى الاحتلال؛ لضمان الحفاظ على حياتهم وعدم وصول استخبارات الاحتلال لهم، واستخدامهم كورقة ضغط في عمليات التبادل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

وأوضحت القسام أن قيادتها تعمل على اختيار عناصر وحدة الظل بعناية فائقة، ووفق معاير صعبة واختبارات مباشرة وغير مباشرة يجتازها العناصر، ثم يت تأهيلهم لدورات قتالية وأمنية لرفع قدراتهم.

وذكرت القسام في حينها أن أهم معايير القبول هي انتماء العنصر العميق للقضية الفلسطينية ورغبته بالفداء والتضحية، والذكاء والقدرة على اتخاذ القرار في الوقت الصعب، والأهم من ذلك السرية والكتمان، مع القدرات العسكرية والأمنية.

وكان تأسيس وحدة الظل عام 2006 بعد اختطاف المقاومة للجندي بجيش الاحتلال “جلعاد شاليط” بعملية الوهم المتبدد، ووقع على عاتقها تأمين الجندي، فيما استمرت المهمة خمس سنوات، إلى أن أُفرج عنه مقابل الإفراج عن 1050 أسير فلسطيني بصفقة وفاء الأحرار عام 2011.

واستمرت الوحدة بمهامها عام 2014 بعد أسر كتائب القسام لأربعة من جنود الاحتلال خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في ذلك العام، والتي استمرت بالاحتفاظ بهم حتى يومنا هذا.

المعاملة والمبدأ

يقوم مبدأ معاملة الأسرى في هذه الوحدة كما أعلنت كتائب القسام على “معاملة أسرى الاحتلال بكرامة واحترام وفق أحكام الإسلام، وتوفير الرعاية التامة لهم، المادية والمعنوية، مع الأخذ بعين الاعتبار مطريقة عاملة الاحتلال للأسرى الفلسطينيين، التي تنعكس على معاملة المقاومة لأسرى الاحتلال لديها.

وبعد الهدنة الأولى عام 2023 أكدت إحدى أسيرات الاحتلال المفرج عنهن أنها تلقت معاملة حسنة من عناصر المقاومة الذين أشرفوا على احتجازها.

القادة والعناصر

كشفت كتائب القسام عام 2022، أن قائد لواء غزة الشهيد باسم عيسى، هو من شكل الفريق الأول لوحدة الظل المسؤولة عن تأمين الجندي “جلعاد شاليط”.

وروى الشهيد في التسجيل المصور تم نشره في حينها تفاصيل الاحتفاظ بـ”شاليط” قائلاً: “تواصل معي الإخوة وطلبوا مني أتواجد في مكان بعد عملية الخطف، فتوجهت إلى المكان ووجدت الجندي مع الإخوة، وحينها بدأ الاحتلال بقصف شوارع القطاع، فقلت لهم أنا بوخذ الجندي وبحميه وما حدا يتواصل معي، ونقلناه إلى مكان آخر ضمن ترتيبات وإجراءات أمنية مشددة، بعرف دواوين اليهود في هاي القصص، همي ما عندهم أي دليل وبضربوا فتاشات عشان نحركه”.

وكشفت القسام تباعاً عن أسماء الشهداء الذين تركوا بصمة واضحة في تأسيس وعمل الوحدة، وكان أبرزهم الشهيد سامي الحمايدة الذي استشهد بعملية اغتيال عام 2008، والشهيد خالد أبو بكر الذي استشهد خلال الاشتباك مع قوة خاصة لجيش الاحتلال على مدخل أحد أنفاق المقاومة عام 2013، برفقة الشهيد محمد داود.

إضافة للشهيد عبد الله لبد، الذي استشهد إثر قصف إسرائيلي عام 2011، والشهيد عبد الرحمن المباشر الذي استشهد عام 2015 برفقة 6 من مقاومين القسام إثر انهيار نفق للمقاومة عليهم.

طوفان الأقصى واتساع المهمة

بعد معركة “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية على الاحتلال يوم 7 تشرين الأول/أكنوبر 2023، كان لهذه الوحدة دور في حراسة وتأمين ما بين 200 إلى 250 أسيراً من أسرى الاحتلال الذين تم اختطافهم والعناية بهم.

واستطاعت الوحدة على مدار 15 شهراً من حرب الإبادة، الاحتفاظ بأسرى الاحتلال في ظل ظروف صعبة عاشها قطاع غزة، تمثلت بالغارات الإسرائيلية المدمرة، والتوغل البري لجيش الاحتلال داخل القطاع، ومنظومات المراقبة والتجسس بتعاون أمريكي، فضلاً عن عملاء الاحتلال على الأرض.

مقالات مشابهة

  • خبراء: خلافات حكومة نتنياهو تؤكد يد المقاومة العليا في اتفاق وقف الحرب
  • اليافعي يتفقد المنشآت الثقافية والسياحة التي استهدفها العدوان في الحديدة
  • مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟
  • محلل سياسي فلسطيني: مصر أدت دورا محوريا لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار
  • حركة الجهاد الإسلامي: اتفاق مشرف لوقف العدوان والانسحاب وتبادل الأسرى
  • الإبادة الجماعية والقتل خارج القانون في أرض المحنة وقلب الجزيرة .
  • البرهان يصدر قراراً بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي وقعت بكمبو طيبة بولاية الجزيرة
  • غزة في قلب مصر.. أخيرًا بعد 470 يومًا من العدوان الإسرائيلي ..التوصل إلى اتفاق لإنهاء إطلاق النار .. دبلوماسيون: انتصر الشعب الفلسطيني ونجحت الدبلوماسية المصرية القطرية بالوساطة الأمريكية
  • «القاهرة الإخبارية»: الاتفاق الإطاري يشمل توقف مؤقت للطيران الإسرائيلي بغزة لمدة 10 ساعات يوميا
  • سلام عليك يا غزة…!