الجزيرة:
2024-11-15@02:40:45 GMT

هل ينجح الاتفاق الإطاري في وقف العدوان على غزة؟

تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT

هل ينجح الاتفاق الإطاري في وقف العدوان على غزة؟

تحاول حكومة الحرب الإسرائيليّة المراوغة في التعامل مع الاتفاق الإطاري، الذي أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، وبالنيابة عن قوى المقاومة، الموافقة عليه، ولعلّ السيطرةَ على معبر رفح الحدودي – والذي يعد صلة الوصل الوحيدة لقطاع غزة مع العالم الخارجي، والتلويح باجتياح مدينة رفح – جزءٌ من هذه المحاولة.

الاتفاق يتكون من 3 مراحل، حيث يفضي في مرحلته الأخيرة إلى وقف كامل للأعمال العدائية والعسكرية، أي وقف كامل لإطلاق النار ونهاية العدوان.

وبما أن المرحلة الأولى من الاتفاق تنص على وقف مؤقت لإطلاق النار، وتبادل محدود للأسرى، فإن التساؤل حول فرص استمرار الاتفاق، والانتقال به إلى المراحل الأخرى، وصولًا لنهاية الحرب، يبدو منطقيًا للاعتبارات الآتية:

عدم إنجاز الاحتلال أهدافَه المعلنة للحرب، التي يمكن أن تسوق أمام الجمهور الإسرائيلي على أنها نصر مطلق، كما أطلق عليه بنيامين نتنياهو، رغم مرور أكثر من سبعة أشهر على اندلاعها. ما زال موقف غالبية الجمهور الإسرائيلي يؤيدون استمرار الحرب، ولا يبدو أن تحولًا جديًا حدث على موقفهم حتى اللحظة، إذا لم نشهد احتجاجات أو مسيرات مؤثرة تدعو إلى وقف الحرب. ما زال نتنياهو يتمتع بأغلبية برلمانية مستقرة داعمة لحكومته، 64 عضوًا في الكنيست من أصل 120، وهي كتلة متماسكة ومنسجمة سياسيًا وأيديولوجيًا. غياب الضغط الكافي، حتى اللحظة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي الذي يجبر الاحتلال على وقف عدوانه.

من جانب آخر تتوافر العديد من العوامل الضاغطة التي تشير إلى إمكانية تطبيق كافة المراحل، وصولًا إلى وقف العدوان. وهي عوامل يعتدّ بها، ويرجّح أنها ستكون كافية للتأثير في سلوك الأطراف المختلفة، وسيكون تأثيرها أكثر فاعلية وأعمق أثرًا مما ذكر سابقًا، وستدفع باتجاه وقف هذه الحرب الدموية والعبثية على الشعب الفلسطيني ومن أبرزها:

الصمود الفلسطيني الذي يشكّل أولًا وأخيرًا حجر الزاوية ونقطة القوة الأساسية في المواجهة، وهو في ذات الوقت نقطة الضعف والتحدي المركزية لدى الاحتلال. فلا هجرةَ، ولا استسلامَ ولا ضغطَ على قيادة المقاومة، بل هناك استبسال وصمود وتحدٍّ منقطع النظير. التطور المستمر في البيئة الدولية، وبالذات الشعبية منها، التي لم تعد تحتمل كل هذا القدر من الجرائم والوحشية الصهيونية، التي كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال، فلا هو امتداد مشرّف للحضارة الغربية، ولا دولة ديمقراطية تعتنق القيم الديمقراطية والإنسانية السامية، وإنما تسيطر عليه الرغبة الجامحة في القتل والتعذيب، والإبادة، ترجمها عمليًا بهذا الحجم من التوحّش والبربرية.

كما أن هذه الجماهير بدأت تعي وتتفهم أن لدى الفلسطيني قضيةً عادلة ومحقّة، وأن نضاله وصموده والقيم التي يعتنقها هي التي تتقاطع مع ما لديهم من قيم إنسانيّة كالحرية والعدالة والتحرر، ولعل من أبرز معالم التحول في هذه البيئة، انتفاضة طلاب الجامعات، والتحوّل في رأي الشباب، تحديدًا في الولايات المتحدة الأميركية؛ معقل رعاة الحرب.

البيئة الإقليمية، أيضًا، لا تلعب لصالح الاحتلال، وتتطور باستمرار ولو بشكل محدود لصالح الفلسطينيين، فالتصعيد الكبير الذي حدث مع إيران وما أحدثه من آثار على مستويات عدة، والتصعيد المستمر في لبنان واليمن، يساهم ذلك في تقوية الموقف الفلسطيني.

يضاف إلى ذلك تنامي المواقف والجهود الدبلوماسية والسياسية المبذولة من دول عدة في الإقليم من أبرزها مصر وتركيا وقطر، تهدف إلى وضع حد للعدوان الإسرائيلي، ووقف الحرب بما يلبّي المطالب الفلسطينية.

التحوّل في بعض المواقف داخل الكيان، حتى وإن كانت حتى اللحظة غير كافية لتغيير موقف الحكومة، لكنّها ذات تأثير متزايد، ويحسب نتنياهو وحكومته حسابها جيدًا. فعائلات الأسرى لدى المقاومة يتحرّكون باستمرار، وقد زاد موقفهم قوة بعد موافقة المقاومة الفلسطينية على ورقة الاتفاق الإطاري لوقف الحرب.

وفي ذات الوقت ترتفع أصوات العديد من الخبراء وكبار المسؤولين السابقين – مثل إيهود باراك، وإيهود أولمرت – الذين يطالبون بوقف الحرب ويعلنون فشل الحكومة والجيش في تحقيق الأهداف، وضرورة الإقرار بذلك وتبنّي مقاربة جديدة للتعامل مع الأزمة تستند لرؤية سياسية.

يضاف لذلك ظهور تقييمات عسكرية تشير إلى عبثية الحرب، وعدم القدرة على إنجاز الأهداف بعد مرور كل هذا الوقت، وأن الزمن لا يلعب لصالح الجيش وخططه العسكرية، حتى لو أُعطي فرصًا إضافية.

ختامًا؛ تحاول الحكومة الإسرائيلية وضع العراقيل أمام هذا الاتفاق، وستحاول تغيير بعض بنوده، وبالذات تلك المتعلقة بالأسرى، والوقف الكامل لإطلاق النار، لكن الأرجح أن هذه المحاولات، وإن نجحت في تأخير تنفيذ الاتفاق، فإنها لن تنجح في وقفه وتعطيله. ذلك أن المفاعيل التي أفرزتها الموافقة الفلسطينية على الاتفاق، من خلال التفاوض مع الولايات المتحدة والوسطاء القطريين والمصريين، يصعب مواجهتها أو إيقافها.

كما أن هذا الاتفاق وما يرافقه من ديناميات، إن لم يتمكن من وقف الحرب في نهاية المطاف، فستكون المقاومة الفلسطينية، وعبر مرحلته الأولى على الأقل التي من المرجح أن تنفذ، قد قدمت ما عليها، وتعاملت بقدر عالٍ من المرونة والحكمة السياسية، إذ بدت متجاوبة مع رغبة الأصدقاء في الإقليم والعالم، وكذلك نزعت فتيل الضغط الأميركي وفوّتت الفرصة على نتنياهو، وكل من يرغب في إلقاء اللوم على المقاومة في استمرار الحرب.

كما أنَّها لم تخسر مما لديها من أوراقٍ، الكثيرَ، بل إنها قد تعزز من أوراقها السياسية والعسكرية، وسيبقى لديها عدد كبير من الأسرى من الضباط والجنود الإسرائيليين الذين لن يتجرأ أحد على المطالبة بالإفراج عنهم دون مقابل كبير، وستعطي هذه المرحلة للشعب الفلسطيني في غزة فرصة للالتقاط الأنفاس، وستشكل لمقاتلي المقاومة استراحة محارب تعينهم على الاستمرار في معركتهم الوطنية والإنسانية المشرّفة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

حميد عاصم لـ “الوحدة”:الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود وعليه مغادرة أرضنا العربية

حاوره / نجيب علي العصار

قال حميد عاصم، عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الناصري، أن العدوان الأميركي البريطاني لن يثني اليمنيين عن دعم وإسناد مقاومة غزة ولبنان، مبينا أن الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود وعليه مغادرة أرضنا العربية.

وبخصوص مشاورات السلام مع النظام السعودي أكد عاصم، في حوار أجرته معه “الوحدة” أنه ليس هناك أي جديد والسبب هو تهرب الجانب السعودي من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في رمضان العام الماضي في صنعاء، من خطوات سياسية واقتصادية وأمنية وإعادة الإعمار لما تم تدميره وإطلاق سراح الأسرى.

وتطرق عاصم الذي يشغل منصب وكيل أول محافظة صنعاء، إلى موقف محور المقاومة في الإسناد والدعم لمقاومة غزة ولبنان، خاصة الموقف اليمني، بالإضافة إلى جملة من الأحداث والتطورات الجارية في المنطقة، فإلى تفاصيل الحوار:

لو بدأنا الحديث عن العدوان الذي يدخل عامه التاسع وما تلاه من عدوان أميركي بريطاني الآن، ما قراءتك لهذه التطورات وتأثيراته على مسار السلام في اليمن؟

بدايةً يمكن القول إن العدوان البربري الغاشم الذي شنه النظام السعودي والإماراتي ومعهما دول عديدة منذ الـ26 مارس 2015م، وحتى اليوم فشل في تحقيق أهدافه في اليمن، سوى أنه دمر البنى التحتية وقتل وجرح المدنيين وارتكب المجازر بحق الآلاف من أبناء شعبنا اليمني، نساء وأطفال وكبار السن، ونزحت العديد من الأسر جراء قصف الطيران الذي شن أكثر من مائتي وخمسة وسبعون ألف طلعة جوية استهدفت كل شيء  البشر والحجر، كما جندت دول العدوان آلاف من المرتزقة من أبناء اليمن ومن بعض الشركات كـ”بلاك ووتر” وغيرها لقتال أبناء اليمن، واستطاع اليمن بقيادته الربانية الحكيمة وقيادته السياسية والعسكرية أن يقف ضد العدوان الذي دخل عامه العاشر، ووصل اليمن إلى صنع ترسانة عسكرية كبيرة من أصغر آلة عسكرية (المسدس إلى الصواريخ الباليستية البعيدة المدى والطيران المسير وتحديث القوات البحرية وبجهود ذاتية في ظل حصار بربري غاشم وانعدام صرف المرتبات بسبب نقل البنك المركزي إلى عدن والاستحواذ على مقدرات الوطن، وخاصة النفط الذي يمثل ثمانين في المائة من إجمالي الدخل القومي والناتج المحلي.

مشاورات السلام مع السعودية توقفت بسبب تهربها من اتفاق صنعاء 

ماذا عن مسار مفاوضات السلام في اليمن؟

حقيقةً مشاورات السلام متوقفة منذ رمضان العام الماضي 2023م، ولم تتقدم في أي جانب، والسبب هو تهرب الجانب السعودي من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، من خطوات سياسية واقتصادية وأمنية وإعادة الإعمار لما تم تدميره وإطلاق سراح الأسرى من الطرفين، خصوصاً بعد تلك المشاورات التي تمت في صنعاء بيننا وبين الجانب السعودي بوساطة عمانية، وبعد طوفان الأقصى أعلنت أميركا وبريطانيا بأنهما سيقفان ضد أي سلام حتى توقف اليمن حصارها للكيان الصهيوني، ومنع السفن المتجهة إلى الكيان، ومنذ انطلقت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر وها هي تكمل عاماً من المقاومة الباسلة متحدية الترسانة العسكرية لجيش الاحتلال ومن يدعمه وبكل قوة، لم يثنِ الشعب اليمني عن موقفه القوي والمستمر في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ومساندته مهما كانت  التهديدات والتحديات، وتعرضت اليمن نتيجة هذا الموقف الثابت والمساند لغزة ولبنان لعدوان بريطاني أمريكي مستمر حتى اللحظة باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية والبنية التحتية، وبالنتيجة سيفشلون في إخضاع اليمن، حتى وإن أوغلوا في دماء المدنيين والأبرياء.

الفساد والبذخ في نفقات المرتزقة أديا إلى تدهور العملة المحلية في المحافظات الجنوبية

هناك حديث عن مبادرة أممية بشأن توحيد العملة والقطاع المصرفي خاصة بعد أن شهدت أسعار صرف الريال مزيدا من التراجع أمام العملات الأجنبية في مناطق سيطرة حكومة المرتزقة.. ما حقيقة هذا الأمر؟

لا شك أن العملة المحلية في مناطق سيطرة المرتزقة تدهورت تدهورا كبيرا حتى تعدى سعر الريال أمام الدولار ألفي ريال، وأما الريال السعودي تجاوز خمسمائة وخمسين ريالاً، والسبب هو الفساد الذي يمارسه المرتزقة والبذخ في نفقات تلك القيادات في الداخل والخارج، بالإضافة إلى نهب المال العام بالرغم من المساعدات التي تصب في بنك عدن من دول العدوان والمنظمات الأجنبية، وحينما نرى الامم المتحدة تهب لإنقاذ تلك العصابات فإننا نتأكد بأنها ليست مهتمة باليمن بشكل عام.

وأعتقد إن ما تم الاتفاق عليه في محادثات السويد كافٍ لحل الاشكالات المالية والاقتصادية وعلى رأسها دفع مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين، وإذا تم الضغط على المرتزقة والنظام السعودي من أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سواء في مشاورات السويد أو في مفاوضات صنعاء بين اليمن والسعودية، فإن الحلول ستكون سهلة وفي متناول أبناء اليمن.

العدوان الأميركي البريطاني لن يثنينا عن دعم وإسناد مقاومة غزة ولبنان

دهاليز مجلس الأمن ومراكز الدراسات الأمريكية تُحذر من خطر تنامي قدرات الجيش اليمني على “إسرائيل” والمصالح الأمريكية ما السر وراء ذلك؟

لا شك أن اليمن الذي اعتدي عليه في مارس ٢٠١٥م، وما زال العدوان قائما حتى اللحظة، من حقه أن يسعى إلى امتلاك السلاح الرادع الذي يجب أن نستخدمه ضد كل من يعتدي على وطننا ويقلق أمننا أو يعتدي على أبناء أمتنا العربية والإسلامية، وهذا الأمر ليس سرا وقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، يعلن مرارا وتكرارا عن ذلك في خطاباته المتتالية ويؤكد على جاهزية قواتنا المسلحة، وأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما ترتكبه العصابات الصهيونية من جرائم وإبادة في حق أبناء أمتنا في غزة ولبنان.

وعلى الجميع أن يدركوا أن الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود، وأن هذا العدو يجب أن يغادر أرضنا العربية إلى البلاد التي أتى منها.

وبإيجاز، فالسر من وراء امتلاكنا للسلاح هو الدفاع عن الأرض والعرض والأمة العربية والإسلامية.

لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه حرب الإبادة في غزة ولبنان

كمتابع لمجريات الأحداث.. كيف تقرأ دور دول محور المقاومة بما فيها اليمن “صنعاء”، في الوقوف بوجه آلة العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان؟

لا شك أن دول محور المقاومة قد عملت إلى جانب إخواننا في غزة ولبنان ودعمتهما بالإسناد وبالعمليات الصاروخية والطيران المسير، وضربت أهدافا حيوية، وما زالت مستمرة وستستمر في ذلك ما دام العدوان مستمرا.

أما بالنسبة لليمن فعملياتها منذ انطلاقة طوفان الأقصى تعد ما كان يتوقعه السياسيون والعسكريون والمهتمون خاصة وأن اليمن لم يخرج بعد من آثار العدوان الذي شنته عليه دول العدوان منذ ٢٠١٥ والذي ما زال مستمرا وتعدى كل التوقعات وانطلق للدفاع عن أهلنا في غزة ومؤخرا للدفاع عن أهلنا في لبنان وأعلن وقوفه الكامل بكل ما لديه من قدرات عسكرية في قطع الشريان الاقتصادي للعدو وأعوانه في البحر الأحمر، وهذا الفعل الذي قلب الموازين وأعطى مثالاً في إيجاد الوسائل في الضغط على العدو والقدرة على مواجهة الاحتلال، بالإضافة إلى الوسائل الأخرى من المسيرات الشعبية والصواريخ والطيران  المسير ، لا سيما ضرب عاصمة الكيان الصهيوني تل أبيب، بالإضافة قصف ومنع وطرد البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية من الإبحار في مياهنا سواء في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ووصل الأمر إلى المحيط الهندي، ناهيك عن حشد أبناء اليمن المقاتلين إلى الدورات التدريبية للاستعداد لهذه المعركة المقدسة، كما أن اليمنين قدموا دعما ماليا لإخوانهم في غزة ومؤخرا في لبنان بالرغم من الظروف المعيشية، التي تمر بها اليمن جراء الحصار الغاشم، وهو واجب ديني وعربي وإسلامي ، كما أن دول محور المقاومة قامت بدورها المساند والفعال وخاصة لبنان والعراق وإيران،  وهي أدوار عظيمة سينتج عنها الانتصار العظيم بإذن الله تعالى.

معركة طوفان الأقصى “مصيرية” وستولد مقاومات من رحم المعاناة

بعد مرور عام على معركة “طوفان الأقصى”، هل سيكون الشرق أمام مشهد إقليمي جديد بالكامل.. إلى أين في رأيك تتجه الأحداث؟

كل المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد الوطن العربي منذ عشرات السنين، هي مؤامرات صهيونية أمريكية بريطانية وبتواطؤ من بعض الأنظمة الرجعية العميلة المطبعة مع الكيان.

وباختصار شديد أرى أن الأمور متوقفة على هذه المعركة المصيرية، التي تُمرغ أنوف الصهاينة ومن معهم التراب على أرض غزة ولبنان، نثق أننا منتصرون وأن الوطن العربي سيكون بخير، أما لا سمح الله وانتصر الأعداء فلا شك أنهم سيحاولون فرض رؤيتهم للشرق الأوسط، وبالمقابل ستكون هناك مقاومات عديدة، وستولد مقاومات من رحم المعاناة، وسيندم كل من وقف ضد المقاومة وسيدفع الثمن باهظاً.

مصر ستكتوي بنار السيسي والعدو الصهيوني قبل غيرها من الدول العربية

كيف تنظر إلى الخطوة المصرية الأخيرة بشأن السماح للسفن الحربية الأجنبية بما فيها سفن الاحتلال -الذي يمارس حرب إبادة في غزة ولبنان- بالعبور من قناة السويس باتجاه البحر الأحمر؟

لا شك أن الصهيونية العالمية تمكنت من زرع قيادات للدول العربية وعلى رأسها القيادات المصرية من لحظة وفاة القائد المعلم جمال عبدالناصر في سبتمبر ١٩٧٠م ، واخترقت أغلب الأنظمة العربية وجعلتها في خدمة الصهيونية ومشاريعها التوسعية، ولعل ما نراه من ممارسات يقوم بها السيسي تجاه أهله في غزة ولبنان، ما هي إلاّ ممارسات صهيونية تخدم العدو الصهيوني، وما منعه للشعب العربي في مصر من دعم أهلنا في غزة ولبنان إلاّ شاهد على عمالته، وأجزم أن مصر ستكتوي بنار السيسي والعدو الصهيوني قبل غيرها من الدول باعتبارها العمق الاستراتيجي لفلسطين ، وإن ما يدور في فلسطين سينتقل إلى مصر والأردن وكل الأنظمة المتواطئة بل والداعمة للكيان الصهيوني، وهي جرائم كبيرة ترتكبها القيادة في مصر وفي البلاد العربية، التي أنجرت قياداتها وراء الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا.

المؤامرات الصهيونية تحاك على فلسطين بتواطؤ أنظمة رجعية مطبعة مع الكيان

ما السر وراء عجز المنظومة الدولية عن وقف الحرب والإبادة في غزة ولبنان؟

من يتحكم في الأمم المتحدة ومجالسها ومنظماتها اليوم هي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهي الدول الدائمة في مجلس الأمن، وهي مشاركة في العدوان، فكيف نريد منها أن توقف عدواناً هي صاحبته وممولته؟

كلمة أخيرة تودون قولها للرأي العام؟

ثقتنا مطلقة في النصر لا محالة وبأنه قادم بإذن الله وأن المقاومة مستمرة وأن محور المقاومة، لن يتخلى عن أهله في غزة ولبنان دعما وإسنادا وجهادا وأن الليل مهما طال سيأتي بعده الفجر..

والنصر كذلك آت لامحالة لأنه وعد الله..

وسلام الله على الشهداء.. والشفاء العاجل للجرحى

والفكاك للأسرى، والخزي والعار لكل متخاذل ومتواطئ وعميل في هذا العالم.

مقالات مشابهة

  • على شماله، يجلس “صديق موية”، القيادي بحزب الأمة القومي، ورئيس إدارة جنجويد الجزيرة، باسط كرشه بالوصيد
  • ما بعد طوفان الأقصى.. في البحث عن اتجاه ثالث في المقاومة
  • أحمد حسين: الحرب الإعلامية التي تمارسها الميليشيا عن تحركاتها في الأطراف الشرقية لمدينة الفاشر محاولة “
  • من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين
  • بالفيديو.. أسير لدي المقاومة يوجه رسالة مهمة للإسرائيليين
  • والي الجزيرة يشدد علي ضرورة رصد الخلايا النائمة التي تتعاون مع المليشيا المتمردة
  • حميد عاصم لـ “الوحدة”:الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود وعليه مغادرة أرضنا العربية
  • الكتابة في زمن الحرب (48): أبكتني أوجاع أهل الجزيرة
  • قاآني والأعرجي يؤكدان على إبعاد إيران من الحرب المباشرة مع إسرائيل
  • خبير عسكري: جيش الاحتلال أصيب بـ”إرهاق الحرب” ولا يكشف خسائره الحقيقية