صدى البلد:
2025-04-25@12:35:31 GMT

أحمد حسن يكتب: هل كان النبي محمد فقيرًا؟

تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT

يبحث كثير من المسلمين والمثقفين المحبين للتراث الإسلامي عن حقيقة كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقيرًا، ويتساءلون متعجبين: تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن النبي محمد كان يمر عليه الهلال تلو الهلال تلو الهلال ولا يُوقد في بيوته نار، ففهمنا من بعض الأحاديث أن النبي محمد كان فقيرًا، فهل هذا الكلام صواب أو أن هناك حقائق لا نعرفها؟! 

ولمعرفة تفاصيل الموضوع نحاول مع حضراتكم الوصول إلى الإجابة الشافية عن السؤال الذي شغل بال وعقل الكثيرين للوقوف على حقيقة فقر أو غِنى النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه.

ثروة النبي محمد من أبيه وأمه وزوجه خديجة

كان عبد الله بن عبد المطلب والد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعمل في التجارة، ومن المعلوم أن هذه المهنة تُدِر أموالًا على أصحابها، ومن ثمَّ ورث النبي عن أبيه بعض الممتلكات والعبيد والإماء، فكانت أم أيمن الحبشية التي كان يطلق عليها “بركة” إحدى الإماء التي ورثها النبي محمد عن أبيه، وورث من العبيد  شقران وولده صالح، بالإضافة إلى خمسة جمال وغنمة، وباستطاعتنا أن نقدر قيمة هذه الأشياء في وقتنا الحالي.

أما أم النبي محمد آمنة بنت وهب، فقد ورث عنها المصطفى دارها في شعب بني علي التي شهدت مولده، أما خديجة رضي الله عنها فورث عنها دارها التي تقع في مكان مميز جدًّا بين الصفا والمروة، كما ورث عنها أموالًا كثيرة.

حقيقة فقر النبي محمد صلى الله عليه وسلم

إن الناظر في كُتب السيرة يتعجب من وصف النبي بالفقر! فكيف لفقير أن يفتح أحد عشر بيتًا ويتكفل بالرعاية والنفقة؟! قيل: إن النبي محمد كان يرعى نحو 70 عبدًا، حتى أعتق أكثرهم، كان يُكرم ضيوفه بسخاء لا يُوصف، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر، يُهدي المحبين هدايا قيمة، يُعين المديونين والمكروبين من الصحابة.

سخاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم

ثبت أن النبي عليه السلام نحر من الهدي 25 ناقة من ماله الخاص، وبإمكانك أن تقارن ذلك بأسعار اليوم حتى تعلم حقيقة فقر النبي أو غناه، لأنك إن حاولت أن تشتري خمسة وعشرين ناقة اليوم فستكلفك أكثر من مليوني جنيه، وأثناء بحثي عن الحقيقة وقعت على كتاب “أموال النبي كسبًا وإنفاقًا وتوريثًا” للباحث الدكتور عبد الفتاح السمان الذي أكد بما لا يدع مجالا للشك أن النبي محمد كان ثريًّا منفقًا باستثناء أوقات الحصار التي عانى منها النبي والصحابة، ولكن هذه أوقات استثنائية، وكما تعلمون القليل النادر لا يُقاس عليه.

كسْب النبي محمد في حياته إجماليًّا 

أشار الدكتور السمان إلى أن إجمالي كسب النبي محمد طوال حياته يقدر بـ مليون ومائتي جرام من الذهب، أما الأراضي التي أوقفها النبي محمد فكانت نحو خمسة عشر أرضا، كل أرض تقدر بنحو خمسة وعشرين جرامًا من الذهب.

خدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم

كان يخدم النبي الكريم صحابة أجلاء نالوا شرف خدمته والقرب منه والاهتداء بهديه، من هؤلاء: 
- بلال بن رباح الحبشي الذي اختصه النبي بالأذان، وأطلق عليه «مؤذن الرسول».
- أنس بن مالك، الملقب بأبي حمزة، وهو من أكثر الصحابة رواية عن النبي محمد، وآخر أصحابه موتًا.
- عقبة بن عامر الجهني صحابي جليل، كان فقيهًا وكاتبًا وشاعرًا، وهو أول من بايع النبي محمد بعد هجرته إلى المدينة وهو لا يزال شابًا صغيرًا يافعًا.

خلاصة القول

ختامًا أقول: إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن فقيرًا ولم يعانِ إلا في أوقات الحصار، ولم يَنسب الله إليه الفقر، لكنه كان صلى الله عليه وسلم كثير الإنفاق في أمور البِرِّ والخير، ففي حديث أنس بن مالك: ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، قال: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فأعْطَاهُ غَنَمًا بيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إلى قَوْمِهِ، فَقالَ: يا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فإنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عطاء لا يخشى الفاقَةَ. فاللهم صلِّ وسلم على خاتم الأنبياء محمد وآله وصحبه أجمعين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النبی محمد صلى الله علیه وسلم النبی محمد کان أن النبی فقیر ا

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب | رنا التونسي.. شاعرة الحافة التي تنزف جمالًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في المشهد الشعري العربي الحديث، تقف رنا التونسي ككائنٍ لغوي هشّ، يمشي فوق شفا الهاوية، حاملةً في يدٍ زهرةً للغفران، وفي الأخرى رمادًا لما لم يعد ممكنًا إصلاحه. شاعرة خرجت من قلب القاهرة لا بوصفها مدينة، بل ككائن خرافي متعدد الوجوه: أنثى مرّت من الأزقّة الضيقة، من الحروب الصغيرة داخل النفس، ومن محطات الانتظار التي لا تصل فيها القطارات.

 

إنّ رنا التونسي ليست مجرّد شاعرة تكتب، بل امرأة تؤسس لكتابة مغايرة، كتابة تحفر عميقًا في أرض الطفولة، في علاقة الأم بابنها، في الذكريات التي لم تكتمل، في الحب بوصفه نوعًا من الهروب، وفي الهروب بوصفه نوعًا من الحب.

 

في دواوينها الأولى مثل "وردة للأيام الأخيرة" و"وطن اسمه الرغبة"، بدت رنا وكأنها تنقّب عن شظايا ذاتها في أنقاض عالم لا يعترف بالهشاشة. كانت القصائد هناك أقرب إلى صرخات فتاة فقدت خريطة البيت، لكنها لا تزال تحمل مفاتيحه في جيب معطف ممزق. يتكرر حضور الفقد، الغياب، الوحدة، والعشق غير المتحقق. لكن هذه الموضوعات لا تأتي ككليشيهات، بل كل مرة بلغة مفاجئة، صورة تجرح، استعارة تهمس أكثر مما تصرخ.

 

في هذه المرحلة، يمكن ملاحظة تشكل ما يمكن تسميته بـ"لغة رنا التونسي": لغة تتعمد الكسر، تحب القفز من سطرٍ إلى آخر، لا تستكين لإيقاع تقليدي، ولا تخشى من الانكسار الداخلي للبيت الشعري. إنها تكتب كما تحلم، كما تنزف، وكما تتنفس.

 

يأتي ديوان "كتاب الألعاب" كعتبة جديدة في تجربتها، حيث تتقاطع اللغة مع الأمومة، لا بوصفها وظيفة بيولوجية، بل كنوع من التورط العاطفي. رنا لا تكتب عن الطفل فقط، بل تكتب عبر الطفل، ومن خلاله. يتحول الحلم، الخوف، الحكاية، واللعبة إلى مفردات شعرية. كل شيء هنا يبدو هشًا، لكنه مشبع بالحب الذي لا يحتاج إلى إثبات.

 

في هذا الديوان تحديدًا، تبلغ تجربتها درجة من النضج تؤهلها لتأسيس ما يشبه "أدب الأمومة" العربي، وهو أدب نادر في الشعر العربي الحديث، تفتحه رنا بصوت لا يشبه أحدًا سواها. من خلال هذا الصوت، تكتب الأم التي تخاف من كل شيء، من النوم، من الموت، من أن يسألها طفلها لماذا العالم قاسٍ. لا تجيب، لكنها تكتب.

 

في شعر رنا التونسي، لا وجود للجمال المتكامل. الجمال يأتي دائمًا مشوهًا، ناقصًا، أشبه بجناح طائر لا يستطيع الطيران به. إنها تؤمن بأنّ العالم لا يُحتمل إلا حين يُكسر قليلًا، حين نرى في الشقوق ما يشبه وجوهنا. وفي هذا السياق، تصبح الكتابة عندها فعل نجاة، لا رفاهية.

 

 لذلك نجد في دواوين مثل "فهرس الخوف" و"عندما لا أكون في الهواء" نبرة أقرب إلى السرد الحميم، إلى اليوميات، إلى التدوين الشخصي الذي يتجاوز الشعر ليؤسس حميمية لا تُقاوم.

 

رنا التونسي ليست فقط شاعرة، بل قارئة نهمة، ومحرّرة أدبية. في تحريرها لكتاب "ديوان الأمومة"، لم تكن تنسّق نصوصًا لشاعرات عربيات فحسب، بل كانت تؤسس لمشهد، لمجال، لصوتٍ جديد يصرخ من منطقة نادرًا ما يُصغى إليها: الجسد الأنثوي حين يتقاطع مع الجسد الأمومي، لا بوصفه بيولوجيا، بل كجغرافيا وجود.

 

في زمنٍ باتت فيه كثير من القصائد تُكتب بطمأنينة كاذبة، تخرج رنا التونسي من صمتها لا لتقول "أنا هنا"، بل لتهمس: "أنا هناك... حيث لا أحد يجرؤ على البقاء." إنها شاعرة لا تعيش في المركز، بل تقيم في الأطراف، في الظلال، في الأماكن التي يخاف منها الشعراء لأنها "لا تصلح للنشر".

 

ولعلّ هذا بالضبط ما يجعل شعرها جديرًا بالقراءة: أنه لا يسعى لإرضاء أحد، لا يعرض نفسه على مقاييس الجمال الجاهزة، بل يخلق مقاييسه بنفسه، كما لو أنّ القصيدة هي جرحٌ يكتب نفسه كل مرة بطريقة جديدة.

 

ربما يمكن القول إنّ رنا التونسي تكتب كما لو أنها تكتب في مرآة، لا لترى نفسها، بل لتكسر انعكاسها. شاعرة لا تخاف من القبح، من الخوف، من الوحدة، بل تحوّلها إلى زهورٍ سوداء تصلح لتزيين قصائدها. وإذا كان الشعر محاولة لترميم الكائن، فإن رنا التونسي تفعل ذلك، لكنها لا تستخدم الإسمنت، بل القصائد.

 

وفي زمنٍ يهرب فيه الشعراء من الحافة، تقف هي على شفيرها، مبتسمة، كأنها تقول لنا:

الشعر هو أن تبقى واقفًا هناك، حيث الجميع يسقط..

مقالات مشابهة

  • ما هي الأعمال المستحبة عند زيارة مسجد النبي؟.. داعية يُوضح
  • ما الأعمال المستحبة عند زيارة مسجد النبي؟ أحمد الطلحي يوضح
  • الشيخ أحمد الطلحي للحجاج: سيدنا النبي حي في روضته
  • حكم النقاب.. أمين الفتوى: لو كان فرضا لما منعه النبي فى الحج والعمرة
  • أمين الفتوى: لو كان النقاب فرضا لما منعه سيدنا النبي فى الحج والعمرة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: سبعون سنة يتيهون في الأرض
  • سامح قاسم يكتب | رنا التونسي.. شاعرة الحافة التي تنزف جمالًا
  • هل النبي محمد ولد في 22 أبريل؟.. اعرف القول الراجح عند العلماء
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
  • محمود مهنا: دعوة الرئيس السيسي لتحويل المساجد لمراكز علمية تجسد سنة النبي محمد