أكد الدكتور خالد حنفي، امين عام اتحاد الغرف العربية، أنه نظراً للدور الحيوي الذي يلعبه الشباب في رسم ملامح مستقبل المنطقة، تبرز الحاجة الماسة لإعطاء الأولوية للاستثمار في مجالات التعليم وتطوير المهارات وريادة الأعمال وتوفير فرص العمل. وذلك من خلال دعم المواهب والقدرات الشابة، بما يمكن للمنطقة العربية من أن تسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتنمية شاملة.

وأضاف حنفي، خلال مشاركته في ملتقى الاستثمار السنوي Aim الذي تقام فعالياته في العاصمة الإماراتية ابوظبي، انه على الرغم من مواجهة المنطقة العربية لمعدلات بطالة مرتفعة تصل في المتوسط إلى حوالي 25 ٪؜، إلا أن هناك اتجاهاً متزايداً نحو ريادة الأعمال بين الشباب في المنطقة ويتجه الكثير من الشبان إلى ريادة الأعمال كوسيلة لخلق فرص عمل جديدة، لدفع عجلة الابتكار والمساهمة في النمو الاقتصادي، مما يؤكد على أهمية تمكين الشباب العربي لتحقيق التنمية المستدامة.

وقال: يُعد الابتكار أساس هذه الجهود إذ تزدهر الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في المنطقة العربية، وذلك في قطاعات متعددة، وبشكل خاص في الإمارات العربية المتحدة، الأردن، مصر، والسعودية، وتشمل نجاحات مثل "كريم" لخدمات النقل، منصة "سوق.كوم" للتجارة الإلكترونية، و"فيتشر" لخدمات اللوجستية والتوصيل. وتستثمر الحكومات والشركات في مشاريع التحول الرقمي لتحديث البنية التحتية وتعزيز القدرة التنافسية، كما يتضح في مبادرات مثل "دبي الذكية" واستراتيجية التحول الرقمي في ُعمان.

وأكد حنفي،  أنه على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، تواجه المنطقة العربية تحديات مثل الحصول المحدود على التمويل وفجوات البنية التحتية، مما يسهم في تراجع التصنيف في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2023 مقارنة بمناطق أخرى. ومع ذلك، فإن الجهود جارية لمعالجة هذه القضايا وتحسين نظم الابتكار حيث تتصدر الإمارات (المركز الثاني والثلاثون عالمياً) والسعودية (المركز الثامن والأربعون عالمياً) مجال الابتكار بالمنطقة العربية، مع أجندات وطنية طموحة ومبادرات استثمارية تعزز البحث وتبني التكنولوجيا وريادة الأعمال.

وكشف حنفي عن أنه من المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي إلى 320 مليار دولار بحلول عام 2025، مع ريادة الإمارات والسعودية في الاستثمار. وتزايد التبني في قطاعات مثل الرعاية الصحية، المالية، النقل، والتعليم. أضف الى ذلك من المتوقع أن يصل سوق الإنترنت للأشياء في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 24 مليار دولار بحلول عام 2025، مدفوعا بمبادرات مثل "دبي الذكية". أما بالنسبة للعملات المشفرة وتكنولوجيا البلوكتشين فتستكشف الإمارات، البحرين، والسعودية تكنولوجيا البلوكتشين في الهوية الرقمية، إدارة سلسلة التوريد، والمدفوعات عبر الحدود. ومن المتوقع أن يتجاوز حجم سوق العملات المشفرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 30مليار دولار بحلول عام 2025، ما يُظهر إمكانية نمو كبيرة.

وأوضح امين عام الاتحاد أنه من المتوقع أن يصل سوق التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2.5 مليار دولار بحلول عام 2022، مدفو ًعا بالدفع الرقمي، التحويلات المالية، ومبادرات الشمول المالي. مشددا على أنه يُعد الاستثمار، سواء كان محليًا أو أجنبيًا، العصب الحيوي لأي اقتصاد. وقد جذب العالم العربي في السنوات الأخيرة، استثمارات أجنبية مباشرة هائلة (74 مليار دولار)، خاصة في قطاعات مثل الطاقة، العقارات، المالية، والاتصالات.

وتُعد السعودية، الإمارات، مصر، وعمان من بين أكبر المتلقين للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة. كما شهدت الدول العربية توسعًا في نشاطاتها للاستثمار الأجنبي المباشر الخارجي (23 مليار دولار)، حيث استثمرت في مختلف القطاعات عالميًا، بما في ذلك الطاقة، البنية التحتية، الضيافة، والتصنيع. وتلعب صناديق الثروة السيادية والمؤسسات المملوكة للدولة دو ًرا ها ًما في الاستثمار الخارجي من العالم العربي. ومع ذلك، فمن الضروري أن يعطي الاستثمار في المنطقة أولوية ليس فقط للازدهار الاقتصادي ولكن للاستدامة أيضا من مشاريع الطاقة المتجددة إلى نماذج الأعمال الشاملة، حيث توجد فرصة فريدة للمنطقة لتكون رائدة عالميًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اتحاد الغرف العربية اتحاد الغرف استراتيجية التحول الرقمي التكنولوجيا التنمية المستدامة الدكتور خالد حنفي الشركات الناشئة تنمية المستدامة تحقيق التنمية المستدامة خلق فرص عمل أبوظبي ملیار دولار بحلول عام المنطقة العربیة من المتوقع أن فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

بتكوين والعملات المشفرة.. ما هي الفئة الأكثر ربحية لعام 2025؟

نشر موقع "لا ميا فينانسا" موقعا سلّط فيه الضوء على أهمية البتكوين والعملات المشفرة باعتبارها أفضل فئة استثمارية محققة للأرباح؛ حيث يؤول هذا التفوق إلى التأثير الأمريكي و تضافر عدة عوامل تحفيزية أخرى، الأمر الذي سيسرع من نمو معدلات العملات المشفرة.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن البيتكوين والعملات المشفرة هي الأصول التي سجلت أفضل أداء في عام 2024، ونتوقع أن تظل في العام المقبل هي الفئة الاستثمارية الأكثر ربحية، حيث إن تضافر العديد من العوامل الاقتصادية الكلية والعوامل المتعلقة بالبلوكشين له تأثير إيجابي على الأسعار.

وفقا للموقع، فإن من بين أهم هذه العوامل: صدمة العرض الناتجة عن عملية تخفيض مكافآت التعدين التي حدثت في نَيْسَان/أبريل الماضي، والانخفاض الكبير في حالة عدم اليقين التنظيمي في الولايات المتحدة، مما سيحفز عمليات الشراء من قبل المستثمرين المؤسسين ويسرع معدلات تبني العملات المشفرة، بالإضافة إلى استمرار الحوافز النقدية في ظل سياق من النمو الاقتصادي البطيء الذي سيعزز القطاع بشكل أكبر.

وأشار الموقع إلى إنه من المحتمل أن تزداد تأثيرات انخفاض عدد عملات البتكوين إلى النصف، الذي حدث في نَيْسَان/أبريل 2024، وتتضاعف بشكل أكثر وضوحًا في النصف الأول من عام 2025. تاريخيًا، لوحظ وجود تأخير زمني كبير بين هذا الحدث (الخفض إلى النصف) والآثار الإيجابية على الأداء، حيث يميل العجز في العرض إلى التراكم تدريجيًا بمرور الوقت. واليوم، نحن نصل إلى "نقطة القوة" لهذا التأثير.


بالإضافة إلى ذلك، ستتزامن هذه الحالة مع استمرار فائض الطلب الناجم عن عمليات شراء صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) الفورية للبتكوين في الولايات المتحدة، وزيادة اعتماد العملات المشفرة من قبل الخزائن المؤسسية للشركات، وعمليات الشراء المحتملة من قبل الحكومات نفسها.

وأوضح الموقع أن الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) الفورية للبتكوين في الولايات المتحدة تجاوز بالفعل الإنتاج بمقدار 2.5 مرة منذ إطلاق التداولات في كانون الثاني/يناير 2024، ونتوقع أن تستمر التدفقات في عام 2025. وإذا أضفنا إلى ذلك الخزائن المؤسسية للشركات وعمليات الشراء الحكومية المحتملة، فإن الاختلال بين العرض والطلب يبدو كبيرًا.

وأكد الموقع أن السوق لا يزال يقلل من تأثير الانتخابات الأمريكية التي خفضت بشكل كبير مستوى التهديد التنظيمي الفعلي والمُتصوَّر على قطاع العملات المشفرة في أكبر اقتصاد في العالم. ومن المرجح أن تُسرِّع المواقف المؤيدة للعملات الرقمية للإدارة الجديدة بقيادة ترامب اعتماد العملات الرقمية داخل الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم.


ووفق الموقع؛ فيُعتقد أيضًا أن الوقت الذي كان يتم فيه التقليل من أهمية العملات الرقمية البديلة (إلتكوين) مثل الإيثيريوم مقارنةً بالبيتكوين يوشك على الانتهاء، حيث من المتوقع أن تسرع الموضوعات الرئيسية مثل العملات المستقرة (ستابيلكوين) وترميز الأصول من العالم الحقيقي من هذا التحول. وبوجه عام، فإن انخفاض حالة عدم اليقين التنظيمية في الولايات المتحدة من المفترض أن يفيد العملات البديلة بشكل أكبر مقارنةً بالبيتكوين. وبالتالي، قد تتفوق المنصات الرئيسية للعقود الذكية، مثل سولانا و أبتوس، على البيتكوين في العام المقبل.

واختتم الموقع التقرير بتسليط الضوء على أنه يمكن أن تتضاعف وتيرة تبني الأصول الرقمية من خلال خطط الحكومة الأمريكية لاعتماد البيتكوين كأصل احتياطي إستراتيجي. وإذا تم تنفيذ اقتراح "بيتكوين بيل"، الذي ينص على أن تشتري الحكومة الأمريكية وتحتفظ بمليون بيتكوين، فقد يؤدي ذلك إلى إطلاق سباق عالمي لاعتماد العملات المشفرة من قِبل الدول الوطنية، مما يزيد من تسريع معدلات التبني على المستوى العالمي.

مقالات مشابهة

  • استعراض التجربة المصرية في الإصلاح الإداري أمام رابطة السياسات العامة بالشرق الأوسط
  • ملامح عام 2024 في سوق العملات المشفرة
  • قراصنة كوريا الشمالية ينهبون 1.3 مليار دولار من العملات الرقمية في عملية جريئة!
  • أمين الاتحاد العربي: 50 مليار دولار أقساط التأمين في المنطقة
  • بعد سقوط الأسد.. نظام جديد بالشرق الأوسط يلوح في الأفق
  • قراصنة عملات مشفرة من كوريا الشمالية يسرقون 1.3 مليار دولار
  • «إنفستوبيا طوكيو» تستكشف فرص الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد وريادة الأعمال
  • بتكوين والعملات المشفرة.. ما هي الفئة الأكثر ربحية لعام 2025؟
  • خبير اقتصادي يتوقع وصول البيتكوين إلى 150 ألف دولار في العامين المقبلين
  • محلل الاقتصادي يتوقع وصول البيتكوين إلى 150 ألف دولار خلال عامين