أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي، أن المصريين بالخارج قوة متميزة يمكنها دعم صورة مصر حول العالم، والتعريف بمنجزاتها، مثمنة دورهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وضخ الاستثمارات في شرايينه، بجانب إسهاماتهم في المبادرتين الرئاسيتين" مراكب النجاة، وحياة كريمة"، في دعم الفئات الأولى بالرعاية في المناطق المصدرة للهجرة غير الشرعية، وتنمية المجتمعات المحلية.


جاء ذلك خلال لقاء الوزيرة مع نادية عز الدين من أعضاء الجالية المصرية في إيطاليا؛ للوقوف على آخر مستجدات أوضاع الجالية واحتياجاتهم، وذلك ضمن استراتيجية الوزارة للتواصل الفعال والمستدام مع أبناء مصر حول العالم وذلك وفقا لبيان الوزارة اليوم /الخميس/.


وأشارت الوزيرة إلى حرص مصر الدائم على التواصل الفعّال مع أبنائنا حول العالم، مشيدة بجهود أبناء الجالية المصرية في إيطاليا ومساهماتهم الفاعلة في تعزيز أثر القوى الناعمة لمصر بالخارج، بجانب الدور المجتمعي الذي يلعبه أبناء الجالية المصرية في إيطاليا، على اختلاف خلفياتهم وتخصصاتهم.


وأوضحت أن الجالية المصرية في إيطاليا، تعد من أكبر الجاليات في أوروبا عدداً، ولها دور وطني مشرف في مختلف المحافل والفعاليات التي ترتبط بالدولة المصرية، انطلاقًا من شعورهم بالمسئولية وارتباطهم بمصر.


وقالت وزيرة الهجرة:" إننا نعمل مع الجانب الإيطالي على إنشاء المركز المصري الإيطالي للوظائف والهجرة، ومن المقرر العمل على تدريب وتأهيل المصريين، قبل السفر للعمل بالخارج، وتعريفهم بقوانين الدولة التي سيسافرون إليها وكذلك ثقافة الدولة المنتقلين للعمل بها، للحد من المشكلات الناجمة عن عدم المعرفة بهذه القوانين والنظم والتي تسبب المزيد من المشكلات، ومن بينها المسافرون إلى إيطاليا والتي يترتب على عدم المعرفة بقوانينها الكثير من التحديات الخاصة بالحفاظ على النظام الاجتماعي للأسرة والأبناء". 


وتابعت أن الوزارة تحمل على عاتقها مسؤولية ملايين المصريين حول العالم، ولذلك هناك خلية نحل تعمل في تناغم على مدار الساعة، لتقديم الخدمات لأبناء الوطن في الخارج، مشيرة إلى الحرص على تنسيق الجهود مع مختلف وزارات ومؤسسات الدولة المصرية والتي تقدم خدماتها للمصريين بالخارج للعمل على تحقيق تطلعاتهم وتنفيذ رغباتهم، في شتى المجالات.


وأبرزت السفيرة سها جندي الحرص على تقديم مختلف الخدمات والمحفزات لأبنائنا حول العالم، بجانب العمل على مناقشة أفكارهم ومقترحاتهم، مؤكدة العمل على تذليل أي عقبة تواجههم والحرص على دعم طموحاتهم وأفكارهم، مشيرة إلى العمل على تنفيذ "صندوق الطوارئ" لخدمة المصريين بالخارج في المواقف الصعبة، ويضمن تقديم حلول حاسمة في فترات الأزمات، ووعدت بالمتابعة مع الجانب الإيطالي ما تم بحثه خلال زيارتها لإيطاليا في أكتوبر الماضي بشأن الاعتراف المتبادل برخص القيادة.


من جانبها، أعربت نادية عز الدين عن تقديرها لجهود وزيرة الهجرة، وحرصها على متابعة المصريين بالخارج على مدار الساعة، وعرضت عددا من التحديات التي تتعرض لها الجالية المصرية وتطالب بتدخل وزارة الهجرة لحلها ونقلت حرص المصريين في إيطاليا على الاستفادة القصوى من مبادرة تسوية الموقف التجنيدي لأبناء مصر في الخارج والتي لاقت إقبالًا واسعًا من المصريين في الخارج في مرحلتها الأولى وتتمنى النظر في بعض التحديات المرتبطة بمرحلتها الثانية، خصوصا وأن هناك عددًا كبيراً من أبناء الجالية المصرية في إيطاليا، من المستهدفين بالاستفادة بهذه المبادرة.


وأكدت حرصها على المشاركة في مؤتمر المصريين بالخارج في نسخته الخامسة، مشيرة إلى أنها حريصة أيضًا على مشاركة عدد من الشباب المصري بإيطاليا في المؤتمر للتعرف على ما يتم من تنمية على أرض مصر والخدمات التي تقدمها الدولة دعماً لمستقبل افضل لهم، واستماع الحكومة إلى طلباتهم وأفكارهم وما يواجهونه من تحديات، وما يستهدفونه من العلاقة مع الوطن الأم.


وثمنت إعلان وزيرة الهجرة تخصيص قسما في تطبيق المصريين بالخارج الجاري إطلاقه لعرض منتجات الأسر المنتجة والحرف التراثية التي يحتاجونها، وكذلك الدراسة الجارية بشأن إضافة قسم لمنتدى الحوار بين الجاليات المصرية بالتطبيق، ييسر التعارف بين الجاليات المصرية بالخارج والجيل الثاني والثالث من أبنائهم. 


وفي ختام اللقاء، أكدت الوزيرة أنه سيتم التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية للعمل على دراسة كافة الطلبات التي تقدمت بها الجالية المصرية في إيطاليا والمقترحات التي تطرق لها الاجتماع بشأن مبادرة التسوية التجنيدية وغيرها، مؤكدة أن هذه الجهود من شأنها تعزيز الانتماء في نفوس أبناء الوطن بالخارج، والحرص على بناء الثقة بينهم وبين الدولة المصرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سها جندي الجالية المصرية في إيطاليا إيطاليا الجالیة المصریة فی إیطالیا المصریین بالخارج وزیرة الهجرة حول العالم العمل على

إقرأ أيضاً:

لماذا تدعم الطرق الصوفية المصرية الدولة وتحتمي بها؟

وعلى عكس الطريقة النقشبندية التي كانت تؤول إمامتها للرجل الأكثر زهدا وورعا، أصبح قانون الطرق الصوفية ينص على انتقال المشيخة بالوراثة للابن الأكبر، وهي طريقة تراها الدولة مريحة ونافعة لها، كما يقول الباحث السياسي الدكتور عمار علي حسن.

وخلال حلقة 2025/4/10 من بودكاست "وسط البلد"، قال الباحث إن هذا التوريث بحاجة لإعادة النظر لأن الأبناء لا يشبهون الآباء بالضرورة، وخصوصا فيما يتعلق بالأمور الدينية.

واستدل على ذلك، بأن الشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية المصرية، ورث المشيخة عن أبيه رغم أنه لم يكن يسير في هذا الطريق، ويرى أنه أكره على هذا الأمر لأنه كان متعلما ومدخنا وله طريقة تختلف عن والده في الحياة.

في الوقت نفسه، لعب القصبي -الذي كان محافظا للغربية ثم نائبا في البرلمان- دورا في ضبط العلاقة بين الطرق والدولة لأنها على دراية واسعة بطبيعة وحدود هذه العلاقة، وفق الباحث الذي يصف الرجل بأنه "دولة".

لكن هذه الطريقة، تتماشى مع مصلحة الدولة التي تفضل أن تظل المشيخة في بيوت بعينها تكون على علاقة جيدة معها، كما يقول الباحث.

خدمة الدولة والاحتماء بها

ورغم أن كثيرين كانوا يعتقدون أن هذه الطرق سوف تموت في مواجهة الحداثة وتطور المجتمعات، فإنها نمت وحجزت لنفسها مكانة، وأصبحت أكثر ارتباطا بالدولة بحثا عن الحماية.

إعلان

في الوقت نفسه، فإن هذه الطرق تجعل رعاياها جزءا من الموالين للدولة، يقبلون بها ويؤيدونها ولا يناهضونها أبدا من باب الصبر على الحاكم، في صورة من صور مواجهة جماعات دينية أخرى تبحث عن الحكم، وفق تعبير الباحث.

وبسبب هذا التحالف مع السلطة، لم تغلق هذه الطرق الباب أمام الانضمام إليها على عكس الجماعات الدينية السياسية التي تتشدد في هذه الأمور خشية الاختراق، ومن ثم تجتذب الطرق الصوفية كثيرا من أصحاب المناصب الحساسة السابقة من ضباط جيش وشرطة وقضاة.

وعلى عكس الطرق الصوفية التي واجهت المستعمر في ليبيا والجزائر مثلا، يقول الباحث إن نشأة الطرق الصوفية المصرية مختلفة بحيث جعلت عينها متجهة باستمرار نحو الدولة المركزية التي تضمن حمايتها ومصالحها.

ومع ذلك، فقد ناهض الشيخ ماضي أبو العزايم -شيخ الطريقة العزمية- الإنجليز في مصر والسودان، واتهم سعد زغلول بتملق المحتل.

لكن هذه الطرق في العموم لم تلعب دورا وطنيا ملموسا في مناهضة الاحتلال، على عكس الإخوان المسلمين الذين عارضوا الاحتلال رغم مساعدة بريطانيا للشيخ حسن البنا في تأسيس الجماعة، كما يقول الباحث.

وأكثر من ذلك، فقد لعب مشايخ الطرق الصوفية الذين كانوا قريبين من السلطان عبد الحميد، آخر سلطان شرعي للدولة العثمانية، دورا في إضعاف الخلافة وصولا لسقوطها.

حيث أخذ هؤلاء المشايخ مكانة عالية عند السلطان بينما هم ينشرون الخرافات ويضفون الشرعية على السلطان حتى لو تخاذل أو تواطأ، وكان على رأس هؤلاء أبو الهدى الصيادي، الذي كان لصيقا بالسلطان، حسب كلام الباحث.

الصوفية والإخوان المسلمون

ورغم أن مؤسس الإخوان المسلمين، كان سكرتيرا للطريقة الحصافية فإنه قد تخلى -وفق الباحث- عن موقف الصوفية المبتعد عن طلب السلطة، وأخد منها ما يتعلق بالتربية الروحية.

وقد ظل البنا ومَن خلفه من مرشدي الجماعة -يضيف الباحث- على موقفهم الذي لم يناهض الصوفية على اعتبار أنها ربما تكون مخزنا لأعضاء الجماعة مستقبلا، وهو ما دفعهم لعدم مواجهتها أو انتقادها بوضوح في مسألة التبرك بالأضرحة، على عكس السلفيين.

إعلان

ولعبت الطرق الصوفية دورا مهما في تعزيز شرعية الرئيس جمال عبد الناصر في مواجهة الإخوان المسلمين الذين تحدثوا عن تحكم الشيوعية في مصر.

وعندما احتدم الصدام بين الإخوان وعبد الناصر، ردت الطرق الصوفية على بيانات الجماعة ببيانات تنتقدهم وتدعم الرئيس وصولا إلى وصفه بأنه من "أولياء الصالحين"، كما يقول الباحث.

وامتد خلاف الصوفيين ليشمل جماعة الجهاد الإسلامي والسلفيين الذين سعوا للحكم، ودخلوا معهم صراعا استعانوا فيه بقوة الدولة لأن الصوفيين ليسوا حركة اشتباك بقدر ما هي حركة مواجهة كلامية، كما يقول الباحث.

كما اتكأ الرئيس أنور السادات أيضا على الصوفية خلال خلافه مع الإخوان المسلمين والكنيسة بسبب ذهابه للسلام مع إسرائيل، في حين تعامل الرئيس حسني مبارك مع الإخوان والسلفيين الجهاديين بمنطق آخر يقوم على "التسكين".

أما الصوفية، فلم يكن مبارك على خلاف معهم لأنه لم يكن صاحب مشروع تصفية لأي جماعة لا تصارعه على الحكم، والأمر نفسه كان مع الأزهر الشريف، وفق الباحث.

واستمر وضع الطرق الصوفية في دعم الدولة المركزية حتى خلال أحداث 2013، وأيدوا عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي.

لكن الباحث يقول إن الصوفيين والأزهر كانوا مدفوعين في هذا الأمر بخوفهم من تعاون الإخوان المسلمين خلال وجودهم في الحكم مع السلفية الجهادية التي تنادي بهدم الأضرحة وإلغاء الأزهر.

ومع ذلك، فإن الدولة المصرية لا ترغب في وجود حزب سياسي لهذه الفئة لأن لها ملايين الأتباع ولديها دخل مالي كبير، وهو أمر يمثل خطرا على السلطة ما لم يكن في كنفها، كما يقول الباحث.

12/4/2025

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: الجالية المصرية داعم رئيسي لمسيرة التنمية بالكويت
  • المصلحة أهم.. جر شكل ببن عمرو أديب والأطباء بسبب الهجرة للخارج
  • نشرة التوك شو| هجرة الأطباء المصريين للخارج والمهن التمثيلية توضح موقفها من اللجنة المشكلة لبحث تحديات الدراما
  • نشرة التوك شو| هجرة الأطباء المصريين للخارج وموقف المهن التمثيلية من اللجنة المشكلة لبحث تحديات ال
  • وزيرة السياحة تعفي مندوبا إقليميا ظهر في فيديو وبحوزته مشروبات كحولية بأكادير
  • عراقجي يكشف الدولة التي ستستضيف جولة المفاوضات الثانية مع واشنطن
  • حاملين الأعلام.. الجالية المصرية تستقبل الرئيس السيسي في الكويت
  • ديانة المصريين القدماء.. لماذا لقب آمون بملك الآلهة؟
  • عون: الاستقواء بالخارج يجعلنا نخسر لبنان
  • لماذا تدعم الطرق الصوفية المصرية الدولة وتحتمي بها؟