فايننشال تايمز: غزة هدية أبدية لبوتين واستنزاف خطير لبايدن
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
منذ الغزو الإسرائيلي لغزة، يجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سهولة في وصف "النظام الدولي الليبرالي" للرئيس الأميركي جو بايدن بأنه "قوقعة جوفاء" خصوصا بعد أن أعلن هذا الأخير أنه سيقف في وجه المحكمة الجنائية الدولية إن هي أصدرت اتهامات بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أن كان قد أيد اتهامها لبوتين بجرائم حرب في أوكرانيا.
هذا ما يراه الكاتب البريطاني إدوارد لوس في مقال له بدأه بقاعدة لدى المافيا الإيطالية تقضي بأنه كلما نفذت عملية، يطرح السؤال: "من المستفيد؟"، ثم علق الكاتب بأنه لا يوجد ما يدل على أن روسيا كانت وراء عملية حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ولكنها كانت أحد المستفيدين الرئيسيين.
وأكد لوس أن من أراد أن يتوصل لنفس النتيجة فما عليه إلا أن يسأل السؤال: "من الخاسر؟"، ليتضح له دون عناء أن بايدن هو الخاسر من الناحية الجيوسياسية وأن تحرك القوات الإسرائيلية صوب رفح جنوب قطاع غزة لا يرجح أن يزيد الأمر إلا سوءا.
ويقول الكاتب: شاءت الأقدار أن يصادف هجوم حماس مع ذكرى ميلاد بوتين ليمثل ما نتج عن هذه العملية من عدم استقرار جيوسياسي؛ هدية مستمرة لموسكو، بما في ذلك موقف بايدن من الجنائية الدولية إذا تعلق الأمر بنتنياهو مقارنة بموقفه منها بخصوص بوتين.
ولفت إدوارد لوس، وهو أحد كتاب فايننشال تايمز، إلى أن المفارقة هي أنه قبل هجوم حماس كان ثمة إعجاب متبادل بين بوتين ونتنياهو، إذ كان كل منهما ينظر إلى الآخر على أنه زعيم قوي لن يألو جهدا من أجل التمسك بالسلطة، وأنهما كانا مشتركين في ازدرائهما لليبراليين الأميركيين، والديمقراطيين "الخيرين" بشكل عام، وإن كان غزو روسيا لأوكرانيا وتقاربها مع إيران قد أثر على تلك العلاقة، وفقا للكاتب.
وأوضح لوس أن بوتين يظل طرفا مستفيدا من تداعيات عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، لكن مصالحه في هذا الشأن تتداخل مع مصالح نتنياهو الذي يخشى أن تؤدي نهاية الحرب إلى إجراء انتخابات عامة لا يتوقع أن يفوز فيها حزب الليكود وهو ما يعني أنه قد يذهب مباشرة إلى السجن بسبب محاكماته المؤجلة بالفساد، وعليه فإن "لديه كل الحوافز لمواصلة الحرب. وهذا يجعل نتنياهو يشكل تهديدا كبيرا لاحتمالات إعادة انتخاب بايدن تماما، كما هي حال بوتين".
وختم الكاتب بالقول: "كل شيء جيد لبوتين هو جيد لدونالد ترامب وبالتالي سيئ لبايدن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف: تلقينا تحذير من هجوم حماس ليلة 7 أكتوبر لكن نتنياهو ظل نائما
#سواليف
أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن أمانته العسكرية تلقت ليلة 7 أكتوبر معلومات حول استعداد حماس تنفيذ هجوم، وهو ما يناقض مزاعم سابقة بأن مكتبه لم يتلق أي تحذيرات مسبقة.
ويعد هذا البيان اعتراف هو الأول من نوعه، وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو مساء السبت، أن “ضابط الاستخبارات في السكرتارية العسكرية لرئيس الوزراء تلقى في تلك الليلة رسالة تحتوي على عدة إشارات دالة، إلى جانب تأكيد بأن حماس تتصرف كالمعتاد، وأن قائد المنطقة الجنوبية سيعقد مناقشة حول الأمر في صباح اليوم التالي فقط”.
وأوضح البيان أن الرسالة نقلت حرفيا إلى السكرتير العسكري، لكن “نظرا لعدم اعتبار الأمر عاجلا، اختار الضابط عدم إيقاظ رئيس الوزراء”.
مقالات ذات صلةيتناقض هذا الاعتراف مع الموقف الرسمي السابق لمكتب رئيس الوزراء، حيث زعم لفترة طويلة أن أي معلومات استخباراتية متعلقة بهجوم محتمل لم تصل إلى المكتب بأي شكل خلال الساعات الأربع والعشرين التي سبقت الهجوم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشف الصحفي رونين بيرجمان في تقارير أن العقيد (س)، وهو ضابط استخبارات بارز في مكتب نتنياهو، تلقى تحذيرات عبر اتصالات مشفرة ومكالمات هاتفية من مركز عمليات مديرية الاستخبارات، لكنه لم ينقلها إلى رئيس الوزراء. ولم ينف مكتب نتنياهو صحة هذه التقارير آنذاك.
وكشف تحقيق أجراه جيش الدفاع الإسرائيلي أن تقييما للوضع أعده قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، بالتنسيق مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس قسم العمليات عوديد بيوك، قد تم إرساله إلى الهواتف العملياتية للأمناء العسكريين لرئيس الوزراء ووزير الدفاع آنذاك، يواف غالانت.
لكن وفقا للتحقيق، لم يستيقظ نتنياهو أو غالانت من النوم، ولم يتأكد أحد في الجيش من وصول تقييم الوضع إليهما أو قراءته. وعند الاستفسار من الجيش حول البروتوكول المتبع في مثل هذه الحالات، لم يقدم أي رد بشأن ما إذا كان يتوجب التأكد من أن السكرتيرين العسكريين قد تلقوا المعلومات واطلعوا عليها.
كما كشف التحقيق أن الاستخبارات العسكرية والقيادة الجنوبية تلقت خلال تلك الليلة خمس إشارات واضحة على هجوم وشيك، شملت تفعيل عشرات بطاقات الهواتف المحمولة في غزة، ورصد تحركات مشبوهة في منظومة الصواريخ التابعة لحماس، وعلامات أخرى غير واضحة.
في سياق متصل، شن يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، هجومًا حادًا على قيادات المؤسسة الأمنية، متهمًا إياهم بعدم إيقاظ والده ليلة الهجوم.
وكتب على منصة “إكس”: “كان بإمكانهم الوصول إلى رئيس الوزراء مباشرة في أي وقت عبر هاتفه المحمول، والهاتف الأحمر بجانب سريره، والخط الأرضي في منزله. لو فعلوا ذلك، لما تعرض أي مدني أو جندي للقتل أو الاختطاف”.
ونشر الجيش الإسرائيلي تحقيقا حول هجوم “طوفان الأقصى”، الذي نفذته كتائب القسام وفصائل فلسطينية في 7 أكتوبر، كاشفا عن إخفاقات أمنية واستخباراتية سبقت الهجوم وفي أثنائه.