اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الخميس، قوات الدعم السريع في السودان بارتكاب "تطهير عرقي" وعمليات قتل، مما قد يشير إلى أن "إبادة جماعية حدثت أو تحدث" ضد جماعة المساليت العرقية الإفريقية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

ونشرت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، تقريراً من 186 صفحة بعنوان "المساليت لن يعودوا إلى ديارهم: التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في الجنينة"، في إشارة إلى ما تتعرض له المجموعة العرقية غير العربية الأبرز في غرب دارفور.

ووثق التقرير، وفقاً لهيومن رايتس ووتش، "استهداف قوات الدعم السريع مع الميليشيات العربية لأحياء الجنينة التي تسكنها أغلبية من المساليت، في موجات متواصلة من الهجمات في الفترة من أبريل إلى يونيو، وتصاعد الانتهاكات مرة أخرى في أوائل نوفمبر".

وحسب التقرير فإن "الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية، أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن آلاف الأشخاص وتركت مئات الآلاف لاجئين"، مشيرة إلى فرار أكثر من نصف مليون لاجئ من غرب دارفور إلى تشاد بين أبريل و أواخر أكتوبر 2023، "75 في المئة منهم من الجنينة".

وأكدت المنظمة غير الحكومية أن "استهداف المساليت وغيرهم من المجتمعات غير العربية تأتي بهدف واضح، هو دفعهم إلى مغادرة المنطقة بشكل دائم، يشكل تطهيراً عرقياً".

ونقل التقرير عن المديرة التنفيذية للمنظمة الحقوقية، تيرانا حسن، قولها، إن "السياق الخاص الذي وقعت فيه عمليات القتل الواسعة النطاق يثير أيضا احتمال أن تكون لدى قوات الدعم السريع وحلفائها نية تدمير المساليت كليا أو جزئيا في غرب دارفور على الأقل، مما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث هناك".

وأضافت المنظمة في تقريرها أن "احتمال ارتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور يتطلب تحركاً عاجلاً من جميع الحكومات والمؤسسات الدولية لحماية المدنيين، وينبغي لها ضمان التحقيق في ما إذا كانت الوقائع تظهر نية محددة من جانب قيادة قوات الدعم السريع وحلفائها لتدمير المساليت وغيرهم من المجتمعات العرقية غير العربية في غرب دارفور".  

وناشدت حسن "الحكومات والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة التحرك الآن لحماية المدنيين".

بعد "فيديو التهديد".. ما مصير العلاقات بين السعودية والسودان؟ موجة من الانتقادات الكثيفة طالت  السعودية، من ناشطين وإعلاميين سودانيين، على خلفية مقطع فيديو ظهر فيه عدد من عناصر قوات الدعم السريع، بينما قال متحدث في المقطع إنهم "يحتلفون بتدريبهم على استخدام أسلحة المدفعية والقنص في أحد المعسكرات بالسعودية".

وبدأت أعمال العنف في الجنينة بعد 9 أيام من اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل بين الجيش بقيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو.

وأدت هذه الحرب حتى اليوم إلى سقوط آلاف القتلى، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة. 

كذلك، دفعت الحرب البلد البالغ عدد سكانه 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسببت بتشريد أكثر من 8,5 ملايين شخص بحسب الأمم المتحدة.

"ألقوا جثثهم في النهر"

وحسب تقرير هيومن رايتس ووتش، فإن العنف "بلغ ذروته بمذبحة واسعة النطاق في 15 يونيو، عندما فتحت قوات الدعم السريع وحلفاؤها النار على قافلة من المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار ويمتدّ طولها لكيلومترات، برفقة مقاتلين من المساليت".

وفي نوفمبر، قامت قوات الدعم السريع، حسب التقرير، مجدداً بـ"استهداف المساليت الذين لجأوا إلى ضاحية أردماتا بالجنينة، واعتقلت رجالا وأولادا، وقتلت ما لا يقل عن ألف شخص، وفق الأمم المتحدة".

شهود: الجيش السوداني يتقدم في جبل كردفان تمكن الجيش السوداني، الثلاثاء، من التقدم في منطقة جبل كردفان الواقعة جنوبي مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، وذلك بعد معارك ضد قوات الدعم السريع التي سيطرت لساعات على معسكر قوات الاحتياطي المركزي بالمدينة، قبل أن يسترده الجيش.

وأورد تقرير المنظمة إفادة فتى يبلغ من العمر 17 عاماً، كان شاهداً على مقتل 12 طفلاً و5 بالغين من عدة عائلات.

وقال الفتى، وفقاً للتقرير: "قامت قوتان من الدعم السريع.. بشد الأطفال من ذويهم، وعندما بدأ الآباء بالصراخ، أردتهم قوتان أخريان قتلى بالرصاص، ثم جمعوا الأطفال وأطلقوا النار عليهم. وألقوا في النهر جثثهم وأمتعتهم".

كذلك، وثقت هيومن رايتس ووتش من جهة أخرى "قيام المساليت بقتل بعض السكان العرب في دارفور ونهب أحيائهم السكنية"، وطلبت من المجتمع الدولي أن "يدعم التحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية لتمكينها من الاضطلاع بمهمتها في دارفور وفي مختلف أجندتها".

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد باشرت في 14 يوليو تحقيقاً حول جرائم حرب محتملة في دارفور، لا سيما أعمال عنف جنسية واستهداف مدنيين استناداً إلى انتمائهم العرقي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع عاصمة ولایة غرب دارفور رایتس ووتش فی الجنینة فی دارفور

إقرأ أيضاً:

قتلى وجرحى إثر قصف للدعم السريع بالفاشر

سقط عدد من النازحين قتلى وجرحى، جراء قصف مدفعي من قوات الدعم السريع على معسكر أبوشوك في شمال دارفور.

الفاشر: التغيير

أكد ناشطون في ولاية شمال دارفور، مقتل 7 نازحين وإصابة 11 آخرين على الأقل وإصابة، إثر تدوين مدفعي من قبل قوات الدعم السريع على معسكر أبوشوك وسوق نيفاشا اليوم الأربعاء، فيما أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح إفشال هجوم واسع بالمحور الشرقي للمدينة.

ومنذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، تصاعدت الأعمال العدائية في دارفور، وأدى الحصار المفروض على الفاشر منذ مايو 2023 إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، فيما تعرضت المدينة لعشرات الهجمات.

ونشرت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك اليوم، قوائم باسماء المتوفين والجرحى جراء تدوين مدفعي من قبل الدعم السريع لمعسكر أبوشوك وسوق نيفاشا، شملت 7 شهداء و11 جريحاً.

من جانبه، قال الناطق باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المقدم أحمد حسين مصطفى، إن مليشيا الدعم السريع استهدفت منذ الصباح الباكر تجمعات المدنيين بالمدفعية الثقيلة، وقصفت معسكر أبوشوك للنازحين مما أدى لمقتل 7 أشخاص وجرح أكثر من 12 آخرين.

وأضاف في بيان، أنه “في محاولة فاشلة حاولت المليشيا التوغل داخل المدينة بشنها هجوم واسع بالمحور الشرقي إلا أن أبطال الفاشر المتمثلة في القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والقوة الشعبية للدفاع عن النفس {قشن} وأبطال المقاومة الشعبية وميارم وكنداكات فاشر السلطان، كانوا لهم بالمرصاد وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد”- حسب وصفه.

وأكد مصطفى أنهم تمكنوا من تحييد أكثر من 200 من عناصر “المليشيا” وتدمير عدد من العربات القتالية واستلام أخرى بكامل عتادها العسكري في معركة قال إنها رقم 180 “ينتصر فيها الأبطال”- حد تعبيره.

وطالب المجتمع الدولي بالضغط على الدول التي تمد “المليشيا” بالسلاح والمرتزقة والتي تتسبب بمقتل عشرات المدنيين يومياً بواسطة هذه المساعدات.

كما دعا مصطفى إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1591 والذي يحظر بيع أو توريد الأسلحة إلي دارفور، والقرار رقم 2736.

الوسومالجيش الدعم السريع السودان الفاشر القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المجتمع الدولي شمال دارفور معسكر أبوشوك نيفاشا

مقالات مشابهة

  • سودان تربيون: الدعم السريع تنقل عتادًا ثقيلًا من ليبيا إلى دارفور
  • مقتل جلحة نهاية مليشيا الدعم السريع في كردفان والخرطوم
  • اتهامات جديدة للجيش بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في مدينة بحري
  • في ظروف غامضة.. مقتل 8 من أبرز قادة الدعم السريع السودانية
  • قتلى وجرحى إثر قصف للدعم السريع بالفاشر
  • الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وسط انسحابات مستمرة لقوات الدعـ ـم السريع
  • آلاف النازحين الجدد شمال دارفور خوفا من «الدعم السريع»
  • تطهير عرقي وانتهاكات جسيمة.. الجنائية الدولية تتجه لإصدار مذكرات اعتقال بحق متهمين بجرائم في دارفور
  • منظمة أممية: الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع تسببت بنزوح الآلاف في شمال دارفور  
  • للنشر 06.00 ------- سيناتور أمريكي: دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين جريمة حرب وتطهير عرقي