العلماء يتوصلون إلى فك شفرة لغة حيتان العنبر
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
نشرت مجلة “نيتشر كوميونيكيشن” دراسة تشير إلى أن الباحثين بدأوا في فك شفرة ما تقوله حيتان العنبر واللغة التي يستخدمونها فيما بينهم كشكل من أشكال التواصل.
وأوضحت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه، في عام 2020، تعاون فريق من علماء الأحياء البحرية وعلماء الكمبيوتر لتحليل أصوات “طقطقة” حيتان العنبر، وهي حيوانات الطاغوت الرمادية ذات الشكل الكتلي التي تسبح في معظم محيطات العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ عام 2005، تابع شين جيرو، عالم الأحياء البحرية في جامعة كارلتون في أوتاوا بكندا ومؤلف الدراسة، وزملاؤه عشيرة مكونة من 400 من حوت العنبر في جميع أنحاء دومينيكا، وهي دولة جزيرة في شرق البحر الكاريبي، للتنصت على الحيتان باستخدام ميكروفونات تحت الماء.
ووفقا للدراسة، اكتشف الباحثون الذين يدرسون آلاف المكالمات المسجلة نوعًا من “الأبجدية الصوتية لحوت العنبر” مدمجة في سلاسل أصوات “النقر” الخاصة بهم. وتشير النتائج إلى أن هذه الحيتان لديها نظام اتصالات أكثر تعقيدا بكثير مما كان يعتقد سابقا.
وبالنسبة لحيتان العنبر، أوضحت الدراسة أن دفعات النقرات المعروفة باسم الكودا تأتي بأنواع مختلفة وتشكل اللبنات الأساسية للكلام، تمامًا كما تنشأ اللغة البشرية من الأصوات الصوتية المختلفة التي نجمعها لتكوين الكلمات والجمل.
ووفقا للدراسة، تقوم الحيتان بتشكيل هذه الكودات إلى حوالي 300 نوع من خلال تغيير مدتها وإيقاعها، وأحيانًا بإضافة نقرة إضافية.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن نتائج هذه الدراسة تُضيف إلى ما يقرب من قرن من الأبحاث حول الحيوانات والحشرات، والتي تخلصت من الفكرة السائدة منذ فترة طويلة بأن البشر وحدهم يمتلكون نظامًا معقدًا للتحدث مع بعضهم البعض.
ونقلت الصحيفة عن الأستاذ المشارك في الدراسة، جاكوب أندرياس، قوله: “يجب الإشارة إلى ما زلنا لا نعرف ما إذا كان من الممكن اعتبار الكودا على أنها كلمة، أو مثل جملة، أو مثل حرف علة فردي أو حرف ساكن”.
اقرأ أيضاًتقارير“سدايا” تسهم في تصدر المملكة المؤشرات العالمية للبيانات والذكاء الاصطناعي
وأضاف: “إن الاكتشاف الكبير في هذه الدراسة يتمثل في الطريقة التي تكتشف بها ما يتحدثون عنه بالفعل، وكيف يعمل نظام الاتصال هذا وما تعنيه الأشياء، هو من خلال محاولة ربط النداءات المحددة بسلوك الحوت”. “وهذا شيء نعمل عليه بدأب الآن”.
وأوضحت الصحيفة أن حيتان العنبر لا تغني مثل الحيتان الحدباء، إذ أنهم يقومون بنقرات لاكتشاف الفريسة وكذلك التواصل باستخدام شفاههم الصوتية، وهي أعضاء مكونة من الدهون والأنسجة الضامة الموجودة عند فتحة الأنف. وتفتح الشفتان الصوتيتان لفترة وجيزة جدًا وتجتمعان مرة أخرى، ما يؤدي إلى نقرة عالية يتم تضخيمها بعد ذلك في المجمع الأنفي.
وذكرت الصحيفة أن نقرات حوت العنبر تصل إلى ما يعادل حوالي 170 ديسيبل في المحيط، وهو ما يعادل صوت انفجار بندقية. ويمكن للأصوات التي تزيد عن 120 ديسيبل أن تسبب ضررًا فوريًا للأذن البشرية، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وأثناء تجوالها في المحيط، تغوص حيتان العنبر على عمق أكثر من 3200 قدم تحت السطح بحثًا عن الحبار والفرائس الأخرى.
وبدراسة خوارزميات لتجميع رموز حيتان العنبر المسجلة، وجد هذا البحث الجديد 18 إيقاعًا مختلفًا، وخمسة إيقاعات، ونوعين مختلفين من النقرات الإضافية، والتي يسمونها الحلي. كما وجد الباحثون ثلاثة أنواع مختلفة مما يسمونه روباتو، وهو تغيير طفيف في مدة الكودا. ويخطط العلماء لاستخدام تحليلاتهم لإنتاج أدوات يمكن استخدامها في التعلم الآلي.
وذكرت “نيويورك تايمز” أنه أخيرًا، حدد الباحثون 156 كودا مختلفة، لكل منها مجموعات متميزة من الإيقاع والروباتو والوتيرة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
السلام والتسامح.. وزير الأوقاف يزرع شجرة في مرقد الإمام البخاري بسمرقند
واصل الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، إحياء تقليده الراسخ الذي دأب على الالتزام به في كل زيارة خارجية، والمتمثل في غرس "شجرة مصرية" مثمرة أو معمرة، تحمل في رمزها روح السلام، وتحاكي في ثباتها جذور مصر الحضارية الممتدة في أعماق التاريخ، وتعكس رسالتها في البناء، والتسامح، وإعمار الأرض، وحماية البيئة، وتكريس معاني الوفاء والوصال بين الشعوب، يأتي هذا استمرارا لتقليد راسخ حيث سبق أن غرس معالي الوزير شجرة في ماليزيا وفي كرواتيا، واليوم في أوزبكستان.
وغرس وزير الأوقاف اليوم شجرةً مثمرةً في رحاب مرقد الإمام محمد بن إسماعيل البخاري - رضي الله عنه -، وفي الساحة المجاورة لمعهد العلوم الكائن بمدينة سمرقند، تبركًا بهذا المقام العلمي الشريف، وتجسيدًا حيًّا لرسالة مصر التي لم تزل تمدّ جذورها في أرض العلم، وتزهر في ربوع المعارف، وتثمر في ميادين الفكر والدين والحضارة، جاء ذلك بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء؛ وسماحة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية؛ وسماحة الدكتور أحمد الحسنات، مفتي المملكة الأردنية الهاشمية؛ وسماحة الدكتور مصطفى إبراهيم سيرتش، المفتي العام في البوسنة سابقًا؛ وكوكبة من العلماء من مختلف أنحاء العالم.
وأكّد وزير الأوقاف خلال الغرس، أنّ هذه الشجرة ليست مجرّد نبات يغرس، بل هي عنوان رمزي شاهق، يعبّر عن وطنٍ يمدّ يده لكل بقعة من بقاع الأرض، وينسج من ظلاله جسورًا من الرحمة والعطاء، ويرسل مع أوراقها رسائل المحبة والوئام، ويوصل من خلالها معاني الانتماء لرسالة إعمار الكون التي شُرِّف بها الإنسان في استخلافه على هذه الأرض.
وتوجّه الدكتور أسامة الأزهري عقب ذلك بزيارة لمتحف الإمام البخاري - رضي الله عنه -، حيث اطّلع على ما يحويه من كنوز تراثية، ومخطوطات نادرة، ومقتنيات علمية تحفظ سيرة هذا الإمام الجليل الذي ملأ الدنيا علمًا وصدقًا وإتقانًا، ودوّن كلمة تذكارية في سجل كبار الزوار، عبّر فيها عن خالص تقديره وعظيم احترامه لجهود الإمام البخاري في خدمة السنة النبوية، وصيانة ميراث النبوة، وصياغة منهج علمي صارم ظلّ نبراسًا لكل الدارسين عبر العصور.
وأشاد وزير الأوقاف بالاهتمام الذي تبديه دولة أوزبكستان في الحفاظ على التراث الإسلامي، وصيانة مراقد العلماء، وتكريم رموز العلم الذين أضاءوا جنبات الأمة بعلومهم، مشيرًا إلى أن هذا الحرص يعكس وعيًا حضاريًّا راقيًا، ووفاءً مستحقًّا لأهل العلم والفضل.
وجاءت هذه الفعاليات المتميزة على هامش زيارة وزير الأوقاف إلى جمهورية أوزبكستان، للمشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي: "الماتريدية – مدرسة التسامح والوسطية والمعرفة"، الذي تحتضنه مدينة سمرقند، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم الإسلامي.
وشدّد وزير الأوقاف على أن مدرسة الماتريدية تمثل إحدى الركائز الكبرى في تراث أهل السنة والجماعة، وقدّمت نموذجًا فريدًا في الجمع بين العقل والنقل، ورسّخت منهجًا رشيدًا في مواجهة الغلو والانحراف، مشيرًا إلى أن دعم هذه المدرسة وتفعيل مناهجها يُعدُّ من الواجبات الفكرية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة.
وأكد الدكتور أسامة الأزهري أن مشاركة مصر في هذا المحفل الدولي تأتي انطلاقًا من مسئوليتها التاريخية في قيادة الفكر الإسلامي الوسطي، وتجديد الخطاب الديني، والتفاعل الواعي مع مختلف قضايا الأمة، في إطار رؤية شاملة تتبنى الحوار، وتؤمن بالتنوع، وتحرص على إرساء القيم المشتركة بين الحضارات.