تساؤلات على طاولات أولياء طلاب المدارس الصيفية

يمانيون – متابعات
ثمة تساؤلات تطرح نفسها على طاولات أولياء أمور طلاب المدارس الصيفية: فأي ولي أمر يأبى أن يتعلم أبناؤه وبناته القرآن وثقافته وتعاليمه السمحة وعظمة السيرة النبوية وقصص اليمانيين الفاتحين والمجاهدين الأوائل نصرة لله ودينه وعزة الأمة؟

ماذا يعني شعار “علم وجهاد”؟

“علم وجهاد” شعار قرآني رفعته المدارس الصيفية للعام العاشر؛ يحمل رسالتين، أولاهما تجديد وتثبيت الهوية الإيمانية، وثانيها تحصين الرسالة الأولى.

ولأهمية هاتين الرسالتين قامت الجهات المختصة باستيعاب فئتي النشء والشباب من الجنسين، عقب انتهاء كل عام دراسي لنظام التعليم العام.

ماذا يعني الأقبال على الدورات الصيفية؟

يعني الرغبة في إشباع الروح بروحانية القرآن والتزوّد من تعاليم الدين الحنيف، وفقه شريعته، وتحصين العقل من سموم الأفكار المتطرفة، وثقافة الغزو الفكري، والخداع التكنولوجي.
فالقرآن هو بمثابة الكتاب الملهم، والحصن الحصين، وزاد العقول، وغذاء الأرواح المؤمنة، ومنهاجها الفكري والمعرفي والأخلاقي والإنساني، والمدرسة الأولى للأنبياء والصالحين والمجاهدين، وعامة البشرية.

لماذا ينزعج أعداء المدارس الصيفية؟

من وجهة نظر العدو، تشكِّل المراكز الصيفية عائقاً لمخططاته ومشروعاته التقسيمية والاستغلالية والاستعبادية والاستعمارية والاحتلالية، فهو يعتبر “المدارس الصيفية” المحطة الإيمانية والحاضنة القرآنية، التي تحصن النشء والشباب، وتحميهم من الضياع في أزقة الشوارع ومحلات اللهو، وعبث الحياة، واستغلال ظروف الزمان في بيوتها العلمية، باختصار “هي مصانع قادة الأمة التي يخافها العدو”.

ما أساليب حرب العدو على الدورات الصيفية؟

قبل الإجابة، ماذا تتوقع من عدو لا يتمنَّى لك الخير؟
الحقيقة الموجعة أن أعداء الأمة من خارجها وداخلها يتفقون على هدف واحد، وينتهجون أساليب واحدة تستهدف تدمير الأمة والنشء والشباب على وجه الخصوص، ويستخدم العدو أبواقه الإعلامية وأسلحته كالطائفية والمناطقية لنشر سمومه عبر ضعاف النفوس، والقلوب الخالية من الضمير الإنساني؛ لاستهداف وحدة الأمة، وليس فقط طلاب المدارس الصيفية.

ما يجب فعله تجاه رسائل العدو؟

يجب على المجتمع التسلح بالوعي، ومعرفة غاية رسائل العدو، التي يكتبها بعناوين حميدة، ومضمون خبيث؛ وذلك بالعزف على نغمة الطائفية والمناطقية، التي تهدد أمن المجتمع ونسيجه الاجتماعي وعقيدته الإسلامية، وإدراك “لو أن العدو كان ناصحا لكان إبليس أول الناصحين”.

ما الذي يخرج به طالب المدرسة الصيفية؟

معرفة الله أهم ما يجنيه طلاب الدورات الصيفية، ومن عرف الله عرف ما يدور حوله وما يحيكه العدو على أمته، وهذا بعض من ثمار حفظ القرآن وثقافته، وتعاليم السيرة النبوية، وتعلَّم الأنشطة الرياضية، والثقافية، والعلمية، والإبداعية، والترفيهية المجانية التي تصقل شخصية النشء.

ما الذي يجب على أولياء الأمور؟

هناك ثمة رسائل يجب على أولياء الأمور قراءتها بإدراك أن الشباب هم أمل ومستقبل الأمة، وأن مستقبل الأمم مرهون على فكر شبابها، وهذا لن يتحقق إلا بالتوجيه وفق مبادئ الدين الحنيف، والمتابعة المباشرة والدورية تربويا وتعليميا وثقافيا من أولياء الأمور، وتحفيزهم على الالتحاق ببيوت العلم والإرشاد، كالمدارس الصيفية، التي تعتبر محطة إيمانية، وفرصة ذهبية لتوجيه النشء والشباب وفق الأيديولوجيا القرآنية، التي تمنحهم سلاح الوعي والإيمان لفك رموز ومكائد أفكار ومخططات العدو، الذي جعل منهم هدفه الأول.

ما دور الإعلام في نجاح الأنشطة الصيفية؟

إن نجاح أي حدث أو فعالية مرهون بمدى الحضور الإعلامي والخطة المعدَّة، وهنا بدأ الإعلام بتوعية أولياء الأمور بأهمية التحاق النشء والشباب، وتوجيه الفئات الملتحقة في المدارس الصيفية وفق خطة وتغطية إعلامية وثقافية تبرز التفاعل المجتمعي، وتقوم بمهمة التوجيه والإرشاد، والتحذير من مخاطر الانحراف، وخداع الحرب الناعمة، وكيفية التعامل مع أفكارها الهدامة، والجهة التي تقف خلفها.

ماذا تعني حصيلة أرقام الطلاب؟

بدأ تدشين الدورات الصيفية في عموم محافظات الجمهورية، يوم السبت، بتأريخ ١١ شوال ١٤٤٥ – الموافق ٢٠ أبريل ٢٠٢٤، وفق إعلان اللجنة العليا للدورات والأنشطة الصيفية.

وحسب إحصائية اللجنة المُشرِفة، سجّل أكثر من مائتين وواحد وخمسين ألفا و134 طالبا في 3672 مدرسة، منهم مائة وثلاثون ألفا و911 طالبا، ومائة وعشرون ألفا و323 طالبة؛ على أربعة مستويات:
– المستوى التمهيدي (95693).
– المستوى الأول (87622).
– المستوى الثاني (47765).
– المستوى الثالث (18885).
-المستوى الرابع (1271).

تلك الأرقام تعني صحوة ووعي وإدراك أولياء الأمور بأهمية الدور الذي تقوم به المدارس الصيفية في توعية النشء والشباب بمخاطر الأعداء المحدقة بالأمة والأجيال القادمة.

ما تحتاجه الأمة؟

خلاصة الكلام: على الرغم من ما تمتلكه الأمة من مقومات الحياة، فإنها لا تزال تفتقر إلى الوعي المعرفي والديني والدنيوي والجهادي.
وكم من شعوب غنية بالمال لكنها تفتقر إلى الوعي، فتجدها تهتم بشراء وصناعة السلاح، وتهمل صناعة الرجال.

السياسية || صادق سريع ||

المصدر: يمانيون