(CNN) -- قال مسؤول دفاعي أمريكي، الأربعاء، إن طائرات مقاتلة روسية اقتربت من شرق الولايات المتحدة مرتين، على الأقل، الشهر الماضي في مناورة "غير عادية" لم تشهدها وزارة الدفاع الأمريكية  (البنتاغون) منذ عدة سنوات، فيما بقيت جميع الطائرات في المجال الجوي الدولي.

وتحلق الطائرات الروسية بشكل متكرر بالقرب من ألاسكا وتخترق منطقة تحديد الهوية الدفاعية الجوية هناك، بما في ذلك الأسبوع الماضي، وفقا لبيان صادر عن قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأمريكا الشمالية (نوراد).

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة شهدت مؤخرا "زيادة" في عدد الاختراقات الروسية لمنطقة منطقة تحديد الهوية الدفاعية لكن الأمر الأكثر غرابة هو مسار تحليق الطائرات، كما قال المسؤول، حيث يطير الروس في المحيط الأطلسي بالقرب من غرينلاند وأيسلندا ثم إلى  ولاية مين الأمريكية.

 وقال المسؤول إن الولايات المتحدة لاحظت قيام روسيا بذلك "مرتين إلى 3 مرات" قبل شهر تقريبا، وأضاف: "هذا ما جذب الانتباه".

 وتعمل البنتاغون الآن مع السويد وفنلندا لمعرفة ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة الحصول على معلومات من الرادارات الخاصة بهم لإعطاء الولايات المتحدة تفاصيل أكبر إذا اقتربت الطائرات الروسية من الولايات المتحدة من هذا الاتجاه.

وقال المسؤول  الأمريكي إن بلاده كانت مستعدة لاعتراض الطائرات الروسية التي كانت تقترب من شرق الولايات المتحدة، لكن النرويج فعلت ذلك أولا واستدارت المقاتلات الروسية.

وأضاف المسؤول أنه ليس من الواضح ما الذي دفع هذا النشاط الروسي، وتابع: "تكهن البعض بأن ذلك مجرد إلهاء عما يحدث في أوكرانيا، وقال آخرون إن الروس أصبحوا أكثر جرأة بسبب ما يحدث في أوكرانيا".

أمريكاأوكرانياالنرويجروسيافنلنداالأزمة الأوكرانيةالجيش الأمريكيالجيش الروسينشر الخميس، 09 مايو / أيار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الأمريكي الجيش الروسي الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ما بعدَ الذروة.. “أمريكا” إلى الخلف من البحر

يمانيون – متابعات
سبَقَ وأن تعرَّضتِ الدولةُ النوويةُ الأُولى في العالَمٍ لهزيمةٍ ساحِقةٍ وَمُخزِيةٍ هزَّتها حتى النُّخاعِ، كما حصَلَ في فيتنامَ بعد حربٍ شبهِ عقدية.

وَقد كُتِبَ أن أمريكا -حينَها ولأول مرة- أدركت أن للقوة حدودًا وأن هذه الحدودَ تَفرِضُ عليها بشكلٍ قَسْرِيٍّ التراجُعَ وعدمَ التورُّطَ أكثرَ، كما أن نموذجَ فيتنام يبرُزُ -بحسب المُفكِّرِ العربي الكبير جمال حمدان- “كآخرِ طبعةٍ من القانون الاستراتيجي القارِّي القديم -لا بقاءَ لقوةٍ أجنبية غازية على اليابس الآسيوي-” بعد أكثرَ من نصف قرن على هذا التطبيق العملي للقانون السابق أَو من هزيمة أمريكا في البر تجِدُ نفسَها أمام انكشافٍ كبيرٍ في البحر، وتحديدًا في منطقة عمليات الجيش اليمني، ومن هنا يُمكِنُ أن نناقِشَ فاعليةَ المفهوم القتالي الأمريكي “إلى الأمام.. من البحر” في ضوء ما أسفرت عنه عملياتُ اليمن البحرية من نتائجَ، ونبحثُ ما إذَا كانت تُشَكِّلُ بدايةَ النهاية لسيطرةِ أمريكا البحرية واضطرارها وبشكل قَسْري على تعديلِ المفهومِ القتالي السابق إلى ما مفاده “إلى الخلف من البحر”.

إلى الأمام من البحر:

من المعلوم للباحثين والمختصين على الأقل أن أمريكا اعتمدت استراتيجيةً هجومية للهيمنة البحرية المطلَقة تحت هذا الشعار “إلى الأمام من البحر” بما يُشيرُ إليه من إظهارِ القوة العسكرية وفرضِ السيطرة عبر البحر، بالاعتمادِ على حاملات الطائرات الأمريكية كقواعدَ بحريةٍ متحَرِّكة، بالإضافة إلى شبكة مُكوَّنة من عشرات القواعد، تبدأُ على امتداد السواحل الأمريكية، وخارجَها في جزر البهاماس وكوبا، وُصُـولًا إلى عدةِ دول أُورُوبية، ثم في إفريقيا وآسيا وَالمحيط الهندي حتى اليابان.

فحقّقت سيطرةً فريدةً على المحيطات، وأسقطت الطرُقَ التجاريةَ الأكثرَ استخدامًا في العالم، واحتكرت دولُ المركَز -أمريكا وأُورُوبا الغربية- خاماتِ الذهب الأسود في الشمال الإفريقي والهلال الخصيب وفي الجزيرة العربية؛ احتكارًا كليًّا، بدايةً من الاستكشافِ وَالتنقيب إلى النقل والتسويق والتسعير؛ فغدا بالنسبة لها مصدرًا للنفوذ الدولي وليس مصدرًا للطاقة فقط.

وبهذه السيطرةِ على حقول النفط في منطقتنا أمكَنَ لها أن تتحكَّمَ بنسق ومستوى علاقات دول المنطقةِ، وكُلِّ الدول التي تعاني الحاجةَ الدائمةَ إلى مزيدٍ من النفط، مثل الصين واليابان وحتى أُورُوبا الغربية، في المحصِّلَةِ كانت الهيمنةُ متشعِّبَةً -عسكريةً واقتصاديةً وسياسيةً-، وهذه الهيمنةُ لا ترتبطُ ببسط السيطرة على مساحاتٍ كبيرة من العالم، إنما إلى الانتشار الجيِّد والقدرة على الوصول والتدخُّل المباشر السريع، وهي ميزاتٌ فقدت الكثيرَ من حضورِها، ظهَّرَت ذلك عملياتُ اليمن ضد سفن أمريكا وبريطانيا وقبلَهما سفن العدوّ الإسرائيلي؛ فرأينا كيف أن القُدرةَ على الوصول -كميزةٍ بحريةٍ أمريكية سابقة- تراجعت، وأن الانتشارَ الجَيِّدَ اضطرب بدرجة كبيرة وَفقد تموضُعَه في غير بُقعةٍ بحرية ضمن أهمِّ سلسلةٍ فقرية تربطُ شرقَ العالَم بغربه، ونجح اليمنُ في تعقيد قُدرة أسطول الحرب السطحي للبحرية الأمريكية على إسقاطِ القوة في اليمن، لدرجة أن حاملاتِ الطائرات الأمريكية نفسَها لجأت إلى مغادرةِ منطقة عمليات اليمن المُسانِدَةِ لغزةَ، وغير مرة فرَّت؛ خشيةَ النيل منها، كما فعلت ذلك في الأيّام الماضية حاملةُ الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن”؛ لتترُكَ منطقتَنا “الشرق الأوسط” بدون حاملةِ طائرات للمرة الثانية فقط خلال أكثرَ من عام، وهو ما يجعلُنا ننتهي إلى أن المفهومَ القتاليَّ “إلى الأمام.. من البحر” فقد أثرَه مع انحسار المَدِّ الأمريكي المُهيمِنِ من بحرَينِ اثنَينِ -الأحمر والعربي- وخليج ومحيط، وتحوّله إلى جَزْرٍ حقيقيٍّ؛ مخافةَ انتهاء عصر حاملاتِ الطائرات بكارثة بالنسبة للبحرية الأمريكية، في حال تعرضت للقصف المُدمِّـر والإغراق، كما حذرت من ذلك مراكزُ دراسات علمية ومعاهدُ عسكرية غربية، بعد انتشارِ شكوكٍ كثيرة حول نجاةِ “أيزنهاور” من عمليةٍ يمنيةٍ سبق وَاستهدفتها.

فيما مضى جَسَّدَت صناعةُ حاملات الطائرات الأمريكية مفهومَ المزج بين القوة البحرية والجوية؛ بغرض زيادة القوات الهجومية الاستطلاعية، وعنونت نهايةَ الحروب البحرية الكلاسيكية، وَقدَّمت البوارج التقليدية عبئًا لسهولةِ قصفها، اليوم يعنوِنُ اليمنُ عبر استخدامه صواريخَ أكثرَ تطوُّرًا في عملياته البحرية نهايةَ عصر حاملات الطائرات، ويؤكّـدُ استحالتَها لعِبْءٍ استراتيجي، وأنها من الناحية العملية لم تعد هذه الأصولُ تُشَكِّلُ مِئةَ ألف طن من الدبلوماسية كما يصفها الأمريكان.

وبمعنىً أوضحَ وأقربَ، لم تعد حاملاتُ الطائرات مفتاحًا من مفاتيح السياسة الأمريكية والهيمنة، بعد أن أصبحت واشنطن -جغرافيًّا وسياسيًّا- جَارًا تشتركُ حدودُه مع حدودِ كُـلِّ دولة.

لماذا بدايةُ النهاية؟

بعد زمنٍ من ذروة تضخُّمِ قوة أمريكا خارجَ كُـلّ حدودِها عبر قواعدها البحرية -العائمة والثابتة-، توصفُ بـ “الأرمادا الأمريكية” أَو “انكشارية العصر الحديث”، قرَّرَ اليمنُ بقوةٍ إسقاطَ جُمُوحِها البحري، حتى أصبح عجزُ أمريكا في منطقةِ العمليات اليمنية قضيةً شبهَ يوميةٍ في وسائل الإعلام والصحافة وَمراكز الدراسات الغربية، وهي تقارب ذلك من نواحِ عدة، وتنطلِقُ من تساؤلات كثيرة، أبرزها تلك المرتبطة ببحث مستقبل الاستراتيجية البحرية الأمريكية، وَما إذَا كان تقادم حاملات الطائرات وانكشاف ذلك عمليًّا أمام القوى المعادية لأمريكا كالصين وروسيا وغيرهما يعني بداية لزوال سيطرتها، هذه المخاوفُ ليست مبالَغةً بل مدفوعةٌ بدروس وعِبَرِ التاريخ الغابر، وهو ما يُظهِرُ أن تراجُعَ وَضعفَ السيطرة التقليدية في البحر شكَّلَ بدايةَ النهاية لإمبراطوريات كُبرى عالميًّا وإقليميًّا مثلما حدث مع الإمبراطوريتَينِ البريطانية واليابانية.

في هذا السياق، تتقاطَعُ توصياتُ الدراسات الأمريكية وصيحاتُ التحذير القادمة من هنا وهناك عند نقطة لافتةٍ ترى أن حَـلَّ التحديات الحقيقية أمام البحرية الأمريكية يكمُنُ في إصلاح الخلل المُهيمِن في عُمقِ الاستراتيجية في المقام الأول، في إشارة إلى استمرارِ واشنطن بتمويلِ الأنظمة القديمة أَو أُسطول الحربِ السطحي للبحرية -بما فيها حاملات الطائرات- والاتّجاه بدلًا عن ذلك للاستثمار في أسلحة جديدة مختلفة، وَحتى تتخذَ وزارةُ الحرب الأمريكية هذه الإجراءات، ستستمرُّ فاعليةُ الجيش الأمريكي ضد أعدائه في التدهور حَــدَّ تعليقِ مجلة “ناشونال انترست” الأمريكية.

ويبقى القولُ إن العالَــمَ متغيِّرٌ، وَمصائرُ الأمم متعلِّقةٌ ومرتبطةٌ بشكل دائم بالمتغيِّرات، وسبق وَشكَّلَ بروزُ قائدٍ ما محطةً أَو عاملًا حاسمًا لتغيير مصير أُمَّـة؛ لأَنَّ الرؤيةَ تُولَدُ مع القيادة، كما أن الأسلحةَ وأدواتِ القوة كانت تعني في منعطفاتٍ كثيرةٍ النصرَ أَو الهزيمةَ، وَالمفارقةُ أن اليمنَ -كصاحَبِ لِواءِ إسقاطِ غُرُورِ القُوَّةِ الأمريكيةِ في البحرِ- يَسِيْرُ في رِكَابِ قائِدٍ عظيمٍ وَفْقَ منهجيةٍ قُرآنيةٍ خالِصَةٍ تَضَعُ في صُــلْبِ استراتيجيتِها محدِّداتِ النهوضِ المختلفة.
————————————-
المسيرة – عبد الحميد الغرباني

مقالات مشابهة

  • «الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
  • الخارجية الروسية: "فيتو" الولايات المتحدة يعقّد مساعي السلام في غزة
  • الولايات المتحدة تعلن منح أوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية.. كم بلغت قيمتها؟
  • “هدية” يبحث مع المسؤول الاقتصادي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز التعاون بين البلدين
  • الولايات المتحدة تغلق سفارتها في كييف بسبب “هجوم جوي محتمل كبير”
  • مد أوكرانيا بألغام مضادة للأفراد.. وزير الدفاع الأمريكي يوضح سبب قرار بايدن
  • رويترز: إغلاق سفارات أمريكا وإيطاليا واليونان بأوكرانيا خوفا من غارة روسية
  • أمريكا تشكر “البحرية الليبية” على مشاركتها في مناورة “فينيكس إكسبريس 24”
  • ماذا قالت أمريكا عن تحديث بوتين للعقيدة النووية الروسية؟
  • ما بعدَ الذروة.. “أمريكا” إلى الخلف من البحر