بوليتيكو عن مسؤول أمريكي بارز: واشنطن تستغرب انزعاج إسرائيل من تسريب خبر تجميد شحنة الأسلحة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

انزعاج العلمانيين من مسلسل غسَّال التركي

أدرك الأتراك الإسلاميون قبل فترة طويلة مدى خطورة الأفلام والمسلسلات التي توظَّف كسلاح فتاك لتحقيق أهداف حملات التغريب والغزو الفكري، ومحاربة قيم المجتمع المسلم وأخلاقه ومعتقداته، ورأوا أن هناك حاجة ماسة للتصدي لتلك الأعمال الفنية الهدامة من خلال أفلام ومسلسلات تحترم عادات المجتمع وتقاليده، وتحمل رسائل نبيلة، وترمي إلى رفع مستوى الوعي لدى المشاهدين. وقد أنتجوا فيلمين أو ثلاثة، إلا أن تلك الجهود ظلت غير مؤثرة أمام السيل الجارف من الأفلام والمسلسلات الهابطة. 

تاريخ السينما التركية مليء بالأفلام التي تصوِّر المسلمين المتدينين كأشرار فاسدين ومنافقين يستغلون تدينهم لأغراض دنيوية، في مقابل تصوير العلمانيين كأشخاص ذوي قلوب طيبة وأيادٍ بيضاء يحاربون أولئك الأشرار من خلال "تنوير" المجتمع ليتخلص من "الرجعية" ويرتفع إلى مصاف المجتمعات الغربية المتقدمة. وتهدف تلك الأفلام إلى أن ترسم صورة ذهنية تسهم في ترسيخ العلمانية وتغريب المجتمع التركي، وقطع صلته بجذوره الإسلامية وتراث الدولة العثمانية.

وصول حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان إلى الحكم في تركيا فتح المجال أمام إنتاج الأفلام والمسلسلات الهادفة، بدعم من الحكومة ونشرها في القنوات التلفزيونية الرسمية
وصول حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان إلى الحكم في تركيا فتح المجال أمام إنتاج الأفلام والمسلسلات الهادفة، بدعم من الحكومة ونشرها في القنوات التلفزيونية الرسمية. وحظي بعض تلك الأعمال بقبول كبير من المشاهدين وشهرة واسعة تجاوزت حدود البلاد لتصل إلى أنحاء العالم، كمسلسل "قيامة أرطغرول". ثم جاءت في أيار/ مايو 2023 المنصة الرقمية "طبيعي" التي أنشأتها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) لتنافس المنصات العالمية، مثل "نتفليكس"، وتقدم محتوى يناسب المجتمعات المسلمة والعائلات المحافظة.

منصة "طبيعي" نشرت الشهر الماضي مسلسل "غسَّال" الذي يتألف موسمه الأول من عشر حلقات، ويحكي قصة رجل تركي يعمل في غسل الجنائز وتكفينها، وهو من نوع الدراما الكوميدية التي تجمع بين القصص الجادة والمشاهد الفكاهية. ويطرح المسلسل أسئلة حول حقيقة الموت، ويدعو المشاهدين إلى التأمل والتدبر في معاني الحياة والعلاقات الإنسانية. ووصل عدد المشاهدين للمسلسل إلى الملايين خلال أيام، إلا أنه أثار جدلا بين العلمانيين والإسلاميين حول نجاحه كعمل فني.

العلمانيون لم يعجبهم مسلسل "غسال" رغم ثناء معظم المشاهدين عليه، وحاولوا التقليل من قيمة المسلسل الفنية والنجاح الذي حققه في فترة وجيزة، دون أن يفصحوا عن أسباب انزعاجهم الحقيقية. إلا أن أي باحث عن تلك الأسباب لا يجد صعوبة في اكتشافها في مواقف العلمانيين السابقة من مثل هذه الأعمال الفنية، وبين سطور التعليقات والتصريحات التي لا تخفي حكمهم المسبق وانحيازهم ضد أي عمل هادف تقف حكومة حزب العدالة والتنمية وراءه، بغض النظر عن قيمته وفق المعايير الفنية.

الأسباب التي أثارت انزعاج العلمانيين من مسلسل "غسال" مختلفة، أولها ظهور مثل هذه الأفلام والمسلسلات لتنافس أفلامهم ومسلسلاتهم الهابطة. كما أنهم يريدون أن يبقى مجال الفن والسينما تحت سيطرتهم، وأن لا يلمع فيه نجوم الفنانين والممثلين الوطنيين الذين يقومون بأدوار في الأفلام والمسلسلات الهادفة، ويحترمون إرادة شعبهم وقيمه وعاداته وتقاليده، ولا يعادون حكومة بلادهم لصالح أجندات قوى إقليمية ودولية، ويرفضون الدعاية للشذوذ بدعوى الدفاع عن الحريات الشخصية.

ومن المعلوم أن معظم الفنانين والممثلين حاليا من لون سياسي واحد، ويتم توظيفهم في دعم أحداث ومواقف، كأحداث "غزي باركي" التي كانت تهدف إلى إسقاط الحكومة المنتخبة من خلال إثارة الفوضى وأعمال الشغب. 

ومن المعلوم أن معظم الفنانين والممثلين حاليا من لون سياسي واحد، ويتم توظيفهم في دعم أحداث ومواقف، كأحداث "غزي باركي" التي كانت تهدف إلى إسقاط الحكومة المنتخبة من خلال إثارة الفوضى وأعمال الشغب
السبب الثاني لانزعاج العلمانيين من مسلسل "غسال" هو تذكيره بهادم اللذات. ومن المؤكد أن تذكير المجتمع المسلم بحقيقة الموت يجعله متمسكا بدينه أملا في الفوز بالجنة والنجاة من النار، ويبعده عن الانشغال بمتاع الحياة الدنيا، ويفسد خطط العلمنة والتغريب. ومما لا شك فيه أن هذا الأمر يزعج العلمانيين الذين يكرهون مظاهر التدين، ويسعون إلى إبعاد المجتمع التركي عن الالتزام بتعاليم دينه، وإشغال الناس باللغو واللهو والترفيه، بدعوى الفصل بين أمور الدين والدولة.

هناك سبب آخر لانزعاج العلمانيين من المسلسل، وهو تطرقه إلى جهلهم بالدين ومدى بعدهم عن المجتمع المسلم. وفي أحد المشاهد، على سبيل المثال، تسأل امرأة من أقارب ميِّت: متى ينتهي غسله وتكفينه وتجهيزه للدفن، ويقول بطل المسلسل: "قبل العصر"، في إشارة إلى صلاة العصر، إلا أن المرأة لا تفهم الجواب، لأنها لا تعرف ما هو وقت العصر. وأغضب هذا المشهد العلمانيين، واعتبروه إساءة إليهم، إلا أن الأتراك لم ينسوا الفضائح التي تكشف عن مدى جهل هؤلاء بأمور الدين وعادات المجتمع وتقاليده، وأنهم نشروا في إحدى الصحف تقريرا بعنوان "هذه السنة يصادف موسم الحج عيد الأضحى"، وأن أحدهم اقترح تأجيل شهر رمضان لأن المسلمين لن يستطيعوا أداء صلاة التراويح في المساجد مع الجماعة بسبب جائحة كورونا، كما اقترح كاتب علماني شهير إنشاء كعبة مشرفة في كل بلد من البلدان الإسلامية لتجاوز مشكلة الازدحام في الحج. 

نجاح مسلسل "غسال" أدَّى إلى اشتراك مئات الآلاف في منصة "طبيعي" الرقمية، ومن المتوقع أن يعلن في الأيام القادمة موعد نشر الموسم الثاني للمسلسل. ويفتح هذا النجاح آفاقا أمام إنتاج أفلام ومسلسلات مشابهة في المستقبل. كما أن هناك فرصة للتعاون بين تركيا والدول العربية والإسلامية في هذا المجال لإنتاج أعمال فنية مشتركة من أجل التصدي لغزو المنصات الرقمية الهدامة وحماية الأجيال الناشئة.

x.com/ismail_yasa

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمريكي رفيع المستوى قادم إلى تركيا
  • موقع أمريكي: تدخل واشنطن في اليمن فاشل
  • من المسدس إلى الكلاشينكوف.. طوفان سلاح الضفة يفاقم هواجس إسرائيل
  • انزعاج العلمانيين من مسلسل غسَّال التركي
  • بالفيديو.. إسرائيل تدمّر أسلحة لـحزب الله
  • جنرال أمريكي كبير يصل إسرائيل
  • واشنطن تفرض عقوبات على مسؤول حكومي مجري بارز بتهم فساد
  • مسؤول أمريكي لـCNN: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لا تزال صعبة
  • بعد التوغل في أرضهم..إسرائيل تطالب سكان الجولان بتسليم أسلحة الجيش السابق
  • مسؤول عسكري أردني سابق: إسرائيل أداة لتنفيذ المخططات الأمريكية في المنطقة