الذكرى المنسية لمغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي في الهند الصينية
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
حارب عشرات الآلاف من أبناء الدول العربية في شمال أفريقيا من أجل فرنسا في الهند الصينية. وبينما غادرت غالبيتهم بعد الحرب، بدأ بعضهم حياة جديدة في فيتنام حيث يدافع أحفادهم اليوم عن ذكراهم المنسية.
لا يخفي لي توان بِينه (64 عاما) أن "الكثير من المشاعر" تخالجه بينما يحمل "شاهد قبر" والده محمد، أو مزيد بن علي وفقاً لما كُتب عليه، والذي توفي في عام 1968.
فقد أثر الجثمان نظرا لعدم إقامة مراسم تشييع في حينها. لكنّ بينه احتفظ باللوح الذي يحدّد الجنسية المغربية للمتوفي.
بين عامي 1947 و1954، التحق أكثر من 120 ألفا من أبناء دول شمال أفريقيا العربية، نصفهم من المغرب الذي لم يكن قد نال استقلاله بعد، بصفوف الجيش الفرنسي في الهند الصينية. وكان والد بِينه من بين نحو 150 مغربيا فارا أو سجينا، بقوا في فيتنام الشيوعية لأكثر من عقد من الزمن بعد الهدنة.
تُلقي قصّة هذا الأخير الضوء على جانب غير معروف للحرب التي لا تزال تؤثر على الذاكرة الفيتنامية والفرنسية، بعد مرور 70 عاما على معركة "ديان بيان فو" ونهاية الحرب.
ويقول بيار جورنو، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة بول فاليري، في مونبيلييه، إنه في فرنسا "بقي تاريخ الشجاعة في ديان بيان فو لفترة طويلة حكرا على البيض الذين كانوا يشكّلون الغالبية في كوادر القوات المسلحة".
ويضيف "بعد عام 1947، تم الاعتماد على الكتائب الاستعمارية لدعم المجهود الحربي، ومن ثم أصبح هؤلاء يشكلون الأغلبية"، مضيفا "لقد فقدنا جزءا من هذه الذاكرة" للجنود المستعمَرين.
شاي "على الطريقة المغربية"يقدم لي توان بينه في منزله الواقع في فو ثو (على بعد ساعتين برّا شمال هانوي)، شايا أسود بأوراق النعناع التي قطفها من الحديقة. ويقول مازحا: "على الطريقة المغربية ولكن بدون سكّر".
يُلقّب في القرية بـ"الأجنبي" بسبب لون بشرته الداكن، لكن المقربين منه يلقبونه بـ"علي" وهو الاسم الذي أطلقه عليه والده.
أدت الحرب ضد الولايات المتحدة والتنمية الاقتصادية إلى تشتيت العائلات المغربية الفيتنامية القليلة التي كانت تعيش في المنطقة منذ عقود.
عاد البعض إلى المغرب في السبعينيات، ولكنّ بينه أراد البقاء مع والدته الفيتنامية وشقيقيه.
ويتذكّر قائلا: "كان والدي يتجنّب الحديث عن الحرب. كان رجلا قليل الكلام".
لا يزال الغموض يكتنف جزءا من حياة والده الذي يُقال إنه غيّر مواقفه، في عام 1953 أو 1954.
وتقدم الدعاية الفيتنامية الفارّين الأجانب على أنهم رفاق نضال للشعوب المضطهدة. غير أن باحثين فرنسيين يشيرون إلى أن دوافعهم كانت بعيدة كلّ البعد عن الأيديولوجيا، مثل الحصول على أجور أفضل أو الخوف من العقاب بعد ارتكاب خطأ، وفق ما نقلته فرانس برس.
بعد الحرب، بقي حوالى 300 جندي أفريقي وأوروبي "بعد استسلامهم"، وفق هانوي، في مزرعة جماعية في منطقة با في على بعد ساعة من العاصمة.
في هذا المكان، التقى والد بينه بامرأة فيتنامية وولد بينه في 1959.
اعترافأزيل هذا الموقع في السبعينيات، ولكن لا تزال هناك بوابة بارتفاع عدّة أمتار مستوحاة من العمارة المغاربية بناها عمّال مغاربة تخليدا لبلادهم.
يقع هذا النصب التذكاري في حديقة عائلة فيتنامية، حيث يزوره القليل من الزوّار، بما في ذلك أجانب، كلّ شهر.
وبعدما تضرّرت هذه البوابة جراء الإهمال على مدى نصف قرن، استعادت مظهرها بعد أعمال تجديد في عامي 2009 و2018، في وقت بدأت الأبحاث في تسليط الضوء على مقاتلي الكتائب الاستعمارية في الهند الصينية.
في هذه الفترة، كان لي توان بينه يناضل من أجل الاعتراف بماضيه.
وبعد سنوات من التعقيد الإداري، حصل، في عام 2016، على جواز سفر مغربي له ولولدَيه المولودَين لأم فيتنامية، وذلك تحت كنية "المكي" التي اختارتها السفارة.
وتقول ابنته ليلى (36 عاما)، التي تعيش حاليا في الدار البيضاء: "شجعني والدي على المغادرة. كان يتحدث عن المغرب منذ أن كنت طفلة".
لم تطأ قدما بينه المغرب. ويقول: "الآن أنا طاعن في السن، لقد منحتُ الفرصة لابنتي"، مضيفا "أنا سعيد الآن. لقد تحقّقت بعض أحلامي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الهند الصینیة فی عام
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تخسر 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية
أفادت تقارير بأن أوكرانيا فقدت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية، وفق تصريحات لمسؤول عسكري أوكراني رفيع المستوى. وتراجعت المساحة التي كانت تحت سيطرة القوات الأوكرانية من 1,376 كيلومترًا مربعًا في ذروة التوغل إلى حوالي 800 كيلومتر مربع حاليًا.
اعلانيأتي هذا التراجع بعد نشر روسيا عشرات الآلاف من الجنود في المنطقة، في استجابة سريعة لتوغل مفاجئ نفذته قوات كييف في أغسطس الماضي، مما شكل أكبر هجوم أوكراني على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
في بيان له، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى إخراج القوات الأوكرانية من المنطقة بحلول 20 يناير المقبل.
وعلّق زيلينسكي قائلاً: "كل الضربات الاستعراضية بالصواريخ الجديدة ليست مجرد استعراض، بل جزء من مهمة واضحة لتحقيق هذا الهدف".
Relatedماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد أوكرانيا؟زيلينسكي: تدمير قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب يهدد الأمن الغذائي في دول مثل مصر وليبيا ونيجيرياروسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ بداية الحرب.. وبوتين يحذر الغرببايدن يأذن بتزويد أوكرانيا بسلاح ألغام جديد تحرّمه 160 دولة من أجل صدّ التوغل الروسيودعا زيلينسكي جنرالات الجيش الأوكراني إلى الانضمام للجنود في الخنادق لتعزيز الروح المعنوية، مشددًا: "الجنرال الذي لم يكن في خندق ليس جنرالاً حقيقيًا، مهما كانت خبرته".
جندي أوكراني يودّع رفيقه الذي قُتل خلال القتال مع القوات الروسية في إقليم كورسك في إيربين، منطقة كييف، أوكرانيا، 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.Evgeniy Maloletka/APمن جهتها، أعلنت السلطات الروسية أنها أجلت أكثر من 120,000 مدني من المناطق المتضررة نتيجة التوغل الأوكراني. وشهدت العملية استيلاء قوات كييف على عدد من القرى وأسر مئات الجنود الروس.
تصاعد التوتر في الحرب الأوكرانية الروسية الأسبوع الماضي بعد سماح واشنطن لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية، في خطوة تمثل تحولًا ملحوظًا في الموقف الأمريكي. وردت موسكو على هذه الخطوة بتجربة صاروخ باليستي جديد، ما أثار مخاوف دولية من احتمال تحوّل خطير في الصراع المستمر منذ قرابة ثلاث سنوات.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية روسيا تطلق صاروخاً عابراً للقارات وتُعدل عقيدتها العسكرية.. ما الذي نعرفه عن ترسانتها النووية؟ زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاصيل جديدة عن التصعيد حين يجتمع الأضداد ولا يلتقيان.. مظاهرتان في شوارع بورتو: واحدة مناهضة الهجرة وأخرى ضد الفاشية الغزو الروسي لأوكرانيافولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينصاروخجو بايدنالحرب في أوكرانيا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة وصواريخ حزب الله تنهمر على تل أبيب يعرض الآن Next حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على قصف بيروت يعرض الآن Next صحيفة عبرية اعتبرته "فصلاً عنصرياً".. ماذا يعني إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين بالضفة المحتلة؟ يعرض الآن Next من بينهم مشاهير وصحف عالمية.. نزوح جماعي عن منصة "إكس" لكن إلى أين يذهبون؟ يعرض الآن Next حين يجتمع الأضداد ولا يلتقيان.. مظاهرتان في شوارع بورتو: واحدة مناهضة الهجرة وأخرى ضد الفاشية اعلانالاكثر قراءة 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان "في وقت قياسي".. الإمارات تعلن القبض على المشتبه بهم في حادثة قتل الحاخام تسفي كوغان جرائم حرب وإبادة: قادة صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية.. تعرف عليهم؟ تحذير أوروبي شديد اللهجة لأوربان: دعوة نتنياهو انتهاك للالتزامات الدولية حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29ضحاياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني تدمرقصفالاتحاد الأوروبيجنوب لبناناعتداء إسرائيلاحتجاجاتأزمة المناخحزب اللهعاصفةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024