تواصلت عمليات المقاومة الفلسطينية في مناطق عدة بـقطاع غزة وأصابت جنودا للاحتلال الإسرائيلي الذي انسحب من موقع بغلاف غزة خوفا من تسلل المقاومة، في الوقت الذي واصل فيه قصفه ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن جنديا أصيب جراء سقوط قذيفة أطلقتها المقاومة في منطقة كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة.

وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أنه تم رصد عدة قذائف أطلقت من رفح وسقطت داخل قطاع غزة قرب معبر كرم أبو سالم، في حين أفادت مراسلة الجزيرة بأن صفارات الإنذار تدوي في كرم أبو سالم بغلاف غزة.

أما كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- فقد أعلنت أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات العدو المتوغلة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

كما أعلنت القسام قصف تجمعات قوات العدو في موقع كرم أبو سالم العسكري بمنظومة الصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار 114، فضلا عن دك تجمعات قوات العدو شرق مدينة رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

وقالت كتائب القسام إن مقاتليها استهدفوا تجمعا لقوات العدو وقوة مشاة إسرائيلية غرب محور "نتساريم" بقذائف الهاون.

بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لـحركة الجهاد الإسلامي، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والمناسبة مع جنود وآليات العدو المتوغلة شرق مدينة رفح.

كما أعلنت قصف جنود العدو وآلياته المتوغلة في محيط المطار شرق مدينة رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل، وقذائف الهاون النظامي عيار 60، وبثت سرايا القدس مقاطع مصورة لعمليات القصف.

ولاحقا أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة جندي بجراح جراء إطلاق صواريخ من غزة على مستوطنة "شلوميت"، مساء الأربعاء.

من جهتها، كشفت القناة الـ14 الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بإخلاء موقع عسكري مؤقت بغلاف غزة تخوفا من تسلل عناصر من المقاومة إلى الغلاف.

خسائر الاحتلال

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال إصابة 4 جنود إسرائيليين في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن 520 ضابطا وجنديا أصيبوا بجروح بالغة الخطورة منذ بداية الحرب، وإن 243 ضابطا وجنديا لا يزالون يتلقون العلاج إثر إصابتهم في معارك غزة، 26 منهم جروحهم خطيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن 41 عسكريا قُتلوا بنيران صديقة وحوادث عملياتية، بينما أصيب 630 آخرون منذ بداية الحرب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 3 آلاف و361 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب، بينهم 1610 جنود أصيبوا منذ بدء العملية البرية.

قصف وعملية مستمرة

من جانب آخر، أكد مسؤولون إسرائيليون أن العملية العسكرية ستستمر في رفح، بينما قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن حرب غزة هي الأصعب في العالم.

وفي الأثناء، يتواصل القصف الإسرائيلي على أنحاء القطاع. وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 4 وإصابة 16 آخرين إثر قصف إسرائيلي على منزل في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.

كما أصيب عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف محيط مستشفى الكويت وسط مدينة رفح.

وقال مراسل الجزيرة إن 8 فلسطينيين بينهم 4 أطفال استشهدوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بمحيط مسجد الأيبكي في حي التفاح شرق مدينة غزة، بينما سقطت شهيدة في غارة قرب مدرسة التابعين في حي التفاح أيضا.

وقد وصل عدد من ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلا قرب مسجد الأيبكي في حي التفاح وسط مدينة غزة إلى مستشفى المعمداني في حي الزيتون جنوبي قطاع غزة.

وفي منطقة خزاعة شرقي خان يونس، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد ثلاثة أشخاص بينهم امرأتان وإصابة عدد من أفراد عائلة القرّا في قصف مدفعي لقوات الاحتلال الإسرائيلي استهدف منزلهم. وأكد مراسلنا استمرار قوات الاحتلال في استهداف المناطق الشرقية من خزاعة والفخاري.

وللشهر السابع، تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت أكثر من 113 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجیش الإسرائیلی شرق مدینة رفح کرم أبو سالم قوات العدو قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد

عبدالله علي صبري

لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله. وقاد بنفسه مجموعات قتالية اشتبكت مع قوات الاحتلال البريطاني والعصابات اليهودية في ريف جنين، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من اغتياله عام 1935، وكان لاستشهاده الأثر الكبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30

مقالات مشابهة

  • حماس تدين الموقف الأمريكي تجاه الأونروا
  • 14 شهيدا في قصف الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • ضربات موجعة للانتقالي في أبين وسط تصاعد الرفض الشعبي
  • عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
  • حماس: تصريحات نتنياهو حول “الانتصار الحاسم” تغطية على فشل جيشه
  • جامعة مدينة السادات: تعليق الدراسة غدا الأربعاء بسبب سوء الطقس
  • قبائل أفلح اليمن بحجة تعلن النفير والجهوزية لمواجهة العدو الأمريكي
  • إعلام العدو يعترف: كمين الشجاعية كان الأصعب
  • طيران الجيش ينفذ ضربات جوية استهدفت مواقع قوات الدعم السريع في مدينة الدبيبات
  • في عمليات منفصلة.. الجيش الإسرائيلي يُعلن اغتيال 3 مقاومين فلسطينيين