تركزت العمليات العسكرية في غزة في محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، إضافة إلى المنطقة الشرقية من مدينة رفح جنوبا، والتي تمتد من السياج الحدودي إلى عمق يبلغ 3 كيلومترات.

وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن سير المعارك في رفح لا يزال محدودا، لكون الهجوم يقتصر على جبهة ضيقة شرقي المدينة الحدودية مع مصر.

ويعتقد الفلاحي أن هذه العملية تهدف للضغط السياسي في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى أكثر منها لتحقيق أهداف عسكرية، موضحا أن قيام الاحتلال بقصف مكثف للبنايات العالية في رفح  يهدف إلى "عدم استغلال المقاومة هذه المباني في عمليات الرصد والمراقبة والقنص للحشود العسكرية الإسرائيلية".

ويلفت إلى أن الاحتلال يتوخى الحذر في تقدمه بالمنطقة، حيث يحاول تأمين المناطق الملاصقة بين مدينتي خان يونس ورفح قبل تعميق العملية، التي قال إنها تشمل القتال فوق الأرض وتحتها.

بحسب الفلاحي، فإن قصف المقاومة مناطق غلاف غزة يستهدف الحشود العسكرية التي قد تستخدم في عمليات داخل القطاع، قبل أن يؤكد أن عملية رفح "لن تقدم شيئا على الصعيد العسكري والسياسي، فمنظومة الردع الإسرائيلية ضربت في مقتل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".

كما يرى الخبير العسكري أن الأهداف الإستراتيجية للحرب الإسرائيلية وصلت إلى مأزق حقيقي بعدما أثبتت كافة الوقائع والشواهد أن الأسرى المحتجزين في غزة "لن يخرجوا سوى بصفقة تبادل بعد فشل الخيار العسكري لتحريرهم".

وعن محور نتساريم، أكد الفلاحي أن فصائل المقاومة كثفت من عمليات القصف بقذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى للحشود العسكرية في المنطقة خلال الأيام الثلاثة الماضية بغية تكبيد تلك الحشود خسائر فادحة وإجبارها على الانسحاب.

قرار أميركي

وحول قرار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تعليق إرسال 3500 قنبلة إلى إسرائيل، استبعد الخبير الإستراتيجي أن يؤثر القرار على سير عمليات الاحتلال في رفح لعدة أسباب، من بينها أن المنطقة المستهدفة محدودة المساحة، كما أن القوة التدميرية لجيش الاحتلال لا ترتكز على هذه القنابل.

وأضاف أن الاحتلال لديه من ذخائر المدفعية والقدرات العسكرية التي تمكنه من تدمير جزء كبير من رفح، مشيرا إلى أن هذه القنابل ليست موجهة لمنزل فحسب، وإنما طاقتها التدميرية تمتد لمسافة واسعة وهي غير دقيقة وتحدث أضرارا مادية وبشرية كبيرة.

وأوضح أن التدمير الممنهج خلال حرب غزة جرى أيضا بقنابل موجهة، علاوة على أن القرار الأميركي يندرج في سياق التعليق وليس الإلغاء، مما يعني إمكانية استئناف إرسال الشحنات في الفترة المقبلة.

وخلال جلسة بمجلس الشيوخ الأميركي اليوم الأربعاء، أكد أوستن أن واشنطن علقت إرسال شحنة من الذخائر الشديدة الانفجار لإسرائيل، وأنها تراجع المساعدات الأمنية لها في ظل الأحداث الحالية برفح، مشيرا إلى أن "واشنطن تريد رؤية إسرائيل تنفذ عمليات أكثر دقة في غزة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تعزز وجودها العسكري عالمياً.. تنفيذ عمليات بحرية معقدة مع حلفاء دوليين

في إطار تعزيز الوجود العسكري البريطاني عالميًا، وإبراز قدرة المملكة المتحدة على تنفيذ عمليات بحرية معقدة بالتعاون مع حلفاء دوليين، تستعد حاملة الطائرات البريطانية “إتش إم إس برينس أوف ويلز”، وهي السفينة الرئيسية في الأسطول الملكي البريطاني للإبحار إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ بهدف إرسال رسالة حول قدراتها.

وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية، “ستقود حاملة الطائرات -التي تبلغ قيمتها نحو 4 مليارات دولار- سفنا حربية من المملكة المتحدة والنرويج وكندا في مهمة تستغرق 8 أشهر، تشمل تدريبات وعمليات وزيارات مشتركة مع 40 دولة عبر البحر المتوسط والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا واليابان وأستراليا”.

وأضافت الوكالة: “من المتوقع أن يحتشد آلاف من الأسر والمؤيدين قرب ميناء بورتسموث اليوم الثلاثاء لتوديع السفينة الحربية التي تزن 65 ألف طن، والتي سترافقها المدمرة “إتش إم إس دونتلس” من القاعدة البحرية، و”سينضم إليهم لاحقا سفينتان نرويجيتان، بالإضافة إلى فرقاطات بريطانية وكندية تنطلق من ميناء بليموث”.

وأوضحت الوكالة، “ستستكمل المجموعة البحرية الهجومية “سي إس جي” بسفينة الدعم “آر إف إيه تايدسبرينغ” التابعة للبحرية الملكية، كما ستنضم لاحقا سفن ودول أخرى خلال العملية التي تعرف باسم “عملية هايماست”.

ووفق الوكالة، “ستلتحق بالحاملة 18 طائرة مقاتلة بريطانية من طراز “إف-35 بي” في الأيام التي تلي الانطلاق، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 24 طائرة خلال فترة المهمة”.

وبحسب قناة “سكاي نيوز”، “ستحمل هذه المهمة، المعروفة باسم “عملية هايماست” (Operation Highmast)، طابعا استراتيجيا واسع النطاق، إذ تتضمن تدريبات مشتركة وزيارات إلى أكثر من 40 دولة تشمل مناطق البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، واليابان، وأستراليا”.

ووفق القناة، “تقود “برنس أوف ويلز”، بصفتها الأكبر ضمن فئة سفن البحرية الملكية، مجموعة الحاملة الضاربة رقم 25 (Carrier Strike Group 25 – CSG25). ويشارك في هذه المجموعة ما يقارب 2500 من أفراد البحرية الملكية البريطانية، إلى جانب 592 من سلاح الجو الملكي و900 من الجيش البريطاني، وفي مراحل لاحقة من المهمة، من المتوقع أن يرتفع عدد المشاركين إلى نحو 4500 عنصر عسكري خلال التدريبات التي ستجرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. كما ستشارك في هذه العمليات قوات من دول أخرى، من بينها النرويج وكندا وإسبانيا، ضمن تحالف يضم 12 دولة”.

وبحسب القناة، “تبدأ أولى مهام مجموعة الحاملة الضاربة بالمشاركة في تدريب تابع لحلف شمال الأطلسي قبالة السواحل الفرنسية، يهدف إلى اختبار قدرات الدفاع الجوي، قبل أن تنتقل السفن إلى البحر المتوسط للتعاون مع قوة حاملة تقودها إيطاليا، ثم تتجه لاحقا شرقًا عبر البحر الأحمر، وتشمل الأصول العسكرية المشاركة في هذه المهمة مجموعة متنوعة من القدرات الجوية والبحرية، من بينها ما يصل إلى 24 مقاتلة من طراز “إف-35 بي لايتنينغ” تابعة لسلاح الجو الملكي، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر مضادة للغواصات من طراز “ميرلين إم كيه 2″، وطائرات “ميرلين إم كيه 4 كوماندوز”، و”وايلدكات”. كما تضم المهمة طائرات مسيرة من طراز “تي-150 مالوي” و”بوما”.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: سنواصل الضغط العسكري على حماس حتى القضاء عليها
  • خبير عسكري: روسيا تسعى إلى تجميد خط المواجهة مع أوكرانيا
  • العراق وفرنسا يأملان عملية سياسية شاملة بسوريا و يدعمان المفاوضات بين ايران وامريكا
  • واشنطن تعتزم إرسال المزيد من العتاد العسكري لمواجهة الحوثيين
  • سر قاله عمر سليمان لمبارك.. كيف يؤثر نزع سلاح المقاومة على الأمن القومي المصري؟
  • بريطانيا تعزز وجودها العسكري عالمياً.. تنفيذ عمليات بحرية معقدة مع حلفاء دوليين
  • لماذا حرصت القسام على توثيق عملية بيت حانون بالفيديو؟ خبير عسكري يجيب
  • خبير عسكري: عملية كسر السيف تفرض على الاحتلال إعادة حساباته
  • خبير عسكري: المغرب يدرس جدياً اقتناء دبابات وغواصات من صنع كوري
  • خبير عسكري: المناورات المشتركة للجيش المصري رسالة ردع قوية