عالم منقسم إلى 3 كتل.. التحولات الجيوسياسية تعيد تشكيل ديناميكيات التجارة العالمية
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
في أعقاب الأحداث العالمية غير المسبوقة، من جائحة كوفيد-19 إلى الصراعات الجيوسياسية، يشهد مشهد التجارة العالمية تحولا كبيرا، تلقي جيتا جوبيناث، النائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي، الضوء على هذه التحولات في خطاب ألقته مؤخرا في معهد ستانفورد لأبحاث السياسات الاقتصادية.
أحد الاتجاهات الرئيسية التي لوحظت هو إعادة تقييم الشركاء التجاريين وتدفقات الاستثمار على أساس الاعتبارات الاقتصادية واعتبارات الأمن القومي.
وعلى الرغم من هذه التحديات، لا توجد علامات واضحة على تراجع العولمة على المستوى الإجمالي. ومع ذلك، تحت السطح، هناك دلائل تشير إلى زيادة التشرذم، مع إعادة توجيه تدفقات التجارة والاستثمار على طول خطوط جيوسياسية. على سبيل المثال، أدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين إلى انخفاض حصصهما التجارية الثنائية، في حين تراجعت التجارة المباشرة بين روسيا والغرب بسبب العقوبات.
تسلط جوبيناث الضوء على عالم منقسم إلى ثلاث كتل: كتلة تميل إلى الولايات المتحدة، وكتلة تميل إلى الصين، وكتلة من دول عدم الانحياز. يظهر التحليل انخفاضًا كبيرًا في نمو التجارة بين الدول ذات الميول الأمريكية والدول ذات الميول الصينية مقارنة بنمو التجارة داخل الكتلة. علاوة على ذلك، تراجعت التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر بين الكتل بشكل أكبر في أعقاب التوترات الجيوسياسية.
ومع ذلك، يتم إعادة توجيه بعض التجارة والاستثمار عبر دول ثالثة، مما يعوض جزئيًا عن تآكل الروابط المباشرة بين المنافسين الجيوسياسيين. وتؤكد هذه الظاهرة، التي تسهلها الدول "الواصلة" مثل المكسيك وفيتنام، على التعقيد الذي تتسم به ديناميكيات التجارة العالمية في المناخ الجيوسياسي الحالي.
وتمتد الآثار المترتبة على هذه التحولات إلى ما هو أبعد من التجارة لتشمل النظام النقدي الدولي وتكوين العملة. وفي حين كان هناك تنويع تدريجي لاحتياطيات العملات الأجنبية بعيدًا عن الدولار الأمريكي، إلا أنها لا تزال مهيمنة في تمويل التجارة العالمية. ومع ذلك، هناك تغيرات ملحوظة في تكوين العملة لتمويل التجارة، وخاصة بالنسبة للبلدان ذات الميول الصينية، حيث زادت حصة الرنمينبي.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن التكاليف الاقتصادية المترتبة على التفتت على طول الخطوط الجيوسياسية قد تكون باهظة. ومن الممكن أن تؤدي القيود التجارية والتفتت المالي إلى تقليص مكاسب الكفاءة الناجمة عن التخصص، والحد من اقتصاديات الحجم الكبير، والحد من المنافسة. ويمكن أن يؤدي التجزئة المالية أيضا إلى إضعاف تقاسم المخاطر الدولية وزيادة مخاطر الأزمات.
وللتخفيف من هذه المخاطر، تؤكد جوبيناث على أهمية تعزيز النظام التجاري العالمي المتعدد الأطراف القائم على القواعد والنظام النقدي الدولي. ويتطلب هذا استعادة آلية تسوية المنازعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية التي تعمل بكامل طاقتها، ومعالجة إعانات الدعم والقيود التجارية المتعلقة بالأمن الوطني، وتعزيز الشفافية والكفاءة في المعاملات عبر الحدود.
علاوة على ذلك، هناك حاجة إلى خطوات عملية لإعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون الدولي. إن الحوار بين المتنافسين الجيوسياسيين، والمشاركة مع دول عدم الانحياز، والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل تغير المناخ، يشكل ضرورة أساسية لمنع المزيد من التفتت والحفاظ على المكاسب الناجمة عن التكامل الاقتصادي.
يتطلب التعامل مع المشهد الجيوسياسي المتطور بذل جهود متضافرة لدعم التعددية، وتعزيز الشفافية، وبناء الثقة بين الدول. إن الفشل في القيام بذلك يهدد بتقويض الاستقرار الاقتصادي العالمي والازدهار في عالم متزايد الترابط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التجارة العالمیة
إقرأ أيضاً:
النائب أحمد صبور: تعديل قانوني لتسجيل السفن التجارية والتجارة البحرية ضرورة مُلحة
قال المهندس أحمد صبور ،عضو مجلس الشيوخ، إن مشروعي القانونين المقدمين من الحكومة ويناقشهما مجلس الشيوخ، بتعديل بعض أحكام القانون رقم (48) لسنة 1941 بشأن تسجيل السفن التجارية، وبتعديل بعض أحكام قانون التجارة البحرية الصادر بالقانون رقم 8 لسنة 1990، من مشروعات القوانين المهمة والملحة والتي تحتاج إلى تعديلات لمواكبة التطورات الحديثة وتطوير التشريعات المتعلقة بمجال النقل البحري، لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحفيز الاقتصاد البحري.
وأضاف "صبور" أن هذه التعديلات تأتي في إطار جهود الدولة لتنشيط ونمو مختلف الأنشطة الخاصة بالاقتصاد المصري، تحقيقاً للأهداف المرجوة، وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالعمل على تحويل مصر إلى مركز عالمي للتجارة واللوجستيات، وتعظيم دور قطاع النقل البحري، وزيادة طاقة وحجم الأسطول التجاري البحري المصري.
وأكد عضو مجلس الشيوخ، على أهمية هذه التعديلات التشريعية لإحداث طفرة كبيرة في دعم وتعزيز قطاع النقل البحري، خاصة في ضوء ما تتمتع به مصر من موقع جغرافي فريد، وفي ظل ما تبذله الدولة المصرية من جهود لتعظيم دور النقل البحري في خطة التنمية الشاملة والمستدامة، وصولاً إلى الهدف المنشود بتحويل مصر إلى مركز عالمي للتجارة واللوجستيات، مما يتطلب تنمية وتعزيز الأسطول التجاري البحري المصري، وذلك يسهم في تنشيط حركة التجارة الداخلية والخارجية، ويتماشى مع التطور الهائل في الموانئ المصرية، ويحقق النمو الاقتصادي المستهدف.
وأشار "صبور"، إلى أن هذه المشروعات بقوانين تأتي في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية وتعزيز الأسطول التجاري البحري، التي اقتضت التوسع في اكتساب السفن للجنسية المصرية، بحيث لا يقتصر منح الجنسية المصرية على السفن المملوكة لشخص طبيعي أو اعتباري مصري فقط، ولتنظيم تسجيل السفن المستأجرة غير المجهزة تحت العلم المصري، بما يعود بالنفع على قطاع الملاحة والتجارة البحرية، لدفع عجلة التنمية وزيادة الاستثمار البحري.
ولفت إلى أن مشروع قانون تعديل بعض أحكام قانون التجارة البحرية عام ١٩٩٠، قانون هام جدا ولم تمتد له يد التعديلات منذ سنوات طويلة، ويحتاج تعديلات كثيرة لتلافي بعض المشاكل التى يواجهها قطاع النقل البحرى، لتعزيز قدرة الدولة المصرية على المنافسة البحرية، وبالتالي لابد أن يكون هناك حلول للمشكلات التي تواجه النقل البحرى، وتحديد احتياجات مصر لبناء أسطول تجارى بحرى، حتي نستطيع الوصول للتنمية المستدامة.
وشدد النائب أحمد صبور، على أن مشروع القانون يساهم في تيسير التجارة، وتحسين مؤشرات الأداء، وإنتاج خدمات بحرية قادرة على المنافسة، وكذلك تعظيم دور الأسطول التجاري البحري المصري من خلال الإحلال والتجديد وبناء السفن لزيادة الطاقة الاستيعابية للسفن المصرية، وتوفير فرص العمل، وتوفير العمله الصعبة.