رئيس استخبارات إسرائيلي سابق: صفقة واحدة توقف الحرب وتحرر الأسرى
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
دعا رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق تامير هايمان إلى إنجاز صفقة واحدة تعرض فيها إسرائيل وقفا كاملا للحرب مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى، معتبرا أن أي صفقة متدرجة ومقسّمة ليست ناجحة.
وأكد هايمان -في مقال نشره معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أن العملية في رفح لها 4 أهداف، "من الضروري مواصلتها حتى تحقيقها وفقا لترتيب الأولويات".
وقسّم الكاتب وجهة نظره -التي تبدو شاذة عن كل ما يطرح في الساحة الإسرائيلية- إلى جزأين: يتعلق الجزء الأول بموافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح الوسطاء، والثاني عرض فيه موقفه من عملية رفح التي بدأها جيش الاحتلال يوم الثلاثاء.
اقتراح حماس
ففيما يتعلق برد حماس، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق إنه من الناحية العملية، فإن الاقتراح الذي وافقت عليه حماس يختلف جذريا عن ذلك الذي وافقت عليه إسرائيل، وهناك نقطتان رئيسيتان للخلاف، هما نهاية الحرب، وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وأشار إلى أنه في المسألة الأولى، ترى إسرائيل أن اقتراح الوسطاء مقبول لعدم ذكر عبارة "وقف الحرب"، والاكتفاء بـ"وقف النشاط"، وهي عبارة غامضة تتيح مرونة لتجديد الحرب في المستقبل، إذا اختارت إسرائيل ذلك.
وتابع أن المعضلة تكمن في المسألة الثانية، حيث ستتنازل إسرائيل عن حق النقض (الفيتو) على قرار إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
وأوضح هايمان أن إسرائيل ستطلق سراح 50 أسيرا فلسطينيا، من بينهم 30 محكوما بالسجن المؤبد، مقابل إطلاق سراح كل جندية إسرائيلية أسيرة. أي، في المجمل، ستطلق إسرائيل في نهاية المرحلة الأولى سراح 150 أسيرا محكوما عليهم بالمؤبد، بناء على طلب حماس، دون السماح لإسرائيل بالتدخل في ذلك.
وتابع إذا حدث ذلك فإن "إسرائيل ستطلق سراح جميع السجناء الخطرين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد والمرتبطين بحماس، وهو ما سيترك إسرائيل من دون أي ورقة مساومة للمرحلة الثانية. ومن الناحية العملية، ستطلق إسرائيل سراح كل شخص مهم بالنسبة لحماس دون استعادة جميع الأسرى، وستحقق الحركة كافة مطالبها في المرحلة الأولى، باستثناء التزام إسرائيل بإنهاء الحرب بشكل كامل".
لا لاحتلال رفح.. نعم للمعبر
وفي الشق الثاني المتعلق برفح، حدد رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، أهداف عملية رفح بـ4، وهي:
زيادة الضغط العملياتي على حماس لتحسين فرص التوصل إلى اتفاق أفضل. إغلاق الحدود بين مصر ورفح لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس في المستقبل. السيطرة على معبر رفح تعبيرا عن فقدان حماس للسيادة. تفكيك كتائب لواء رفح الأربع -التابع لكتائب القسام- بالقضاء على قادته وعناصره، وتحييد الأنفاق تحت الأرض.ولخص موقفه من ذلك بالقول إنه في "غياب اتفاق أو تسوية من جانب حماس، فمن المضر لإسرائيل أن تستمر في الوضع الجامد الذي كنا فيه. ومن الإيجابي أن تدخل طاقة جديدة إلى المعركة".
ورغم أنه اعترف بعدم فعالية الضغط العسكري في التأثير على إطلاق سراح الأسرى، وأن ذلك لم يتحقق حتى الآن، إلا أنه اعتبر أن "غياب الضغط العملياتي لا يحسن موقفنا نحو التوصل إلى اتفاق".
وهنا اتسقت وجهة نظره مع الكثير من المحللين العسكريين الإسرائيليين، معارضا احتلال رفح بالكامل.
وقال هايمان "السيطرة على حدود قطاع غزة ومعبر رفح إنجازان في غاية الأهمية، في حين أن تفكيك الكتائب المستمر له أهمية ثانوية. وذلك لأنه حتى بعد تفكيكها وبعد تدمير حماس في رفح، إذا لم نقرر السلطة الحاكمة التي ستحل محل الجيش الإسرائيلي هناك، فيجب أن توقع أننا سنشعر بخيبة أمل مرة أخرى بعد انسحابنا وبعد استعادة حماس السيطرة. إن احتلال رفح بشكل كامل لا يضمن النصر الكامل، وخلق توقعات مفرطة حول هذا الموضوع ليس مفيدا".
مواقف متباينةوعرض الكاتب موقفه من صفقات التبادل، وقال "إن صفقات الرهائن التدريجية لا تنجح. يجب أن نتبنى مفهوما مختلفا لصفقة واحدة تعرض فيها إسرائيل وقفا كاملا للحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن. وماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل لن نعمل أبدا في غزة؟ فهل يتعين علينا أن نترك حماس سليمة ونبقي على جهودها في بناء قوتها؟ في رأيي بعد 7 أكتوبر لا!".
كما لخص موقفه من عملية رفح، قائلا: "العملية في رفح بدأت للتو، وليس من المستحسن الإعلان عن نطاقها.. هذه عملية متطورة، ويمنع إعطاء العدو اليقين.. وقد بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي العملية وسيستمر طالما كان ذلك ضروريا لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه وفقا لترتيب الأولويات".
يذكر أن هذا المعهد يرأسه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق والاستخبارات العسكرية، الجنرال (احتياط) عاموس يدلين، وهو معهد مختص بمجالات شؤون الأمن القومي مثل الجيش والشؤون الإستراتيجية والصراع المنخفض الحدة، والتوازن العسكري في الشرق الأوسط، والحرب الإلكترونية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات إطلاق سراح موقفه من
إقرأ أيضاً:
مزاعم إسرائيلية حول موافقة حماس على صفقة إنسانية دون وقف كامل للحرب
ادعت وسائل إعلام عبرية، الخميس، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وافقت على صفقة تبادل أسرى تشمل تعليق إطلاق النار لمدة 42 يوما، دون وقف كامل للحرب المتواصلة على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي.
ونقل إعلام عبري، عن مسؤول أمني إسرائيلي وصفته بأنه "رفيع المستوى"، قوله إن "الظروف للتوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس تبدو أكثر نضجا في هذه الفترة ومما سبق في السنة الأخيرة".
وزعم المسؤول الأمني أن حماس "تنازلت عن مطلبها لإنهاء الحرب"، مشيرا إلى أن تقديرات الاحتلال الإسرائيلي تشير إلى أن "الحركة معنية بالتوصل لاتفاق تبادل".
واعتبر أن الحديث يدور في الوقت الراهن حول فرص للتوصل إلى اتفاق وصفه بـ"الصفقة الإنسانية" تشمل إطلاق سراح اسرى على خلفية "إنسانية" ووقف إطلاق نار لمدة 42 يوما، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بالإضافة "لأثمان كبيرة ستضطر إسرائيل لدفعها".
وتابع المسؤول الإسرائيلي قائلا إن "للصفقة أثمان، ولكننا على قناعة أننا سنعود للقتال بعد 42 يوما".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مصدر أمني زعمه أن "حماس وافقت الآن على عدم وقف الحرب بشكل كامل"، لافتا إلى أن "إطلاق سراح الرهائن هو هدف الحرب المركزي وقبل أي هدف آخر".
وأضاف أن "حماس تتعرض الآن لضغوط كبيرة، لكنها لم تستسلم وهي مهتمة أيضا بالتوصل إلى اتفاق، على أن تستمر المرحلة الأولى 42 يوما ويتوقف خلالها القتال، هذا ما قاله لنا الوسطاء، بما في ذلك تركيا، نحن الآن أقرب إلى صفقة الرهائن مما كنا عليه خلال العام الماضي".
وتواصلت "عربي21" مع قيادي في حركة حماس لأخذ تعليق منه حول ما تداولته الصحف العبرية بشأن موافقتها على صفقة دون وقف كامل للحرب، إلا أنها لم تتلق ردا حتى الآن.
وأكدت حماس مرارا وعلى لسان عدد من قادتها البازين أنها لن تبرم أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، دون وقف تام ودائم للحرب، و انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وضمان إعادة الإعمار.
والأربعاء، شدد القيادي في حركة حماس، خليل الحية، على أن اتصالات تجري حاليا لتحريك ملف المفاوضات، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحركة تبدي مرونة تجاه ذلك، وأنه لا صفقة تبادل دون وقف الحرب على قطاع غزة.
ولليوم الـ412 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ44 ألف شهيد، وأكثر من 103 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.