ماذا تعرف عن مصطلح العقل النظيف؟ وكيف تعزز صحتك العقلية؟
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
يتسبب القلق والاكتئاب في خسارة 12 مليار يوم عمل على مستوى العالم، فضلا عن تريليون دولار للاقتصاد العالمي سنويا، وهي خسائر تتزايد كل يوم مع الأزمات الإنسانية والصحية المتوالية في عالم يعاني فيه 280 مليون شخص من الاكتئاب، وسط تراجع الخدمات النفسية بشكل ملحوظ في العديد من البلدان التي تعد فيها فرصة الحصول على مساعدة نفسية رفاهية.
ورغم السمعة الطيبة التي يتمتع بها مصطلح "العقل النظيف" والتي تشير غالبا إلى الذكاء الشديد، فإن للمصطلح قصة غريبة، إذ كان يشير في الأصل إلى نشاط دشنته رابطة أطلقها كليفورد وتنغام بيرز مطلع القرن الماضي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الحل الأمثل للتعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء؟ما الحل الأمثل للتعامل مع ...list 2 of 2سحر الذكريات الجميلة كيف يسهم في تحسين المزاج؟سحر الذكريات الجميلة كيف يسهم ...end of listوقبل استعراض الممارسات التي تساعد الشخص على الاستمتاع بعقلية ونفسية نظيفة، سنستعرض أدناه قصة مصطلح "العقل النظيف".
تأسست الرابطة الوطنية للصحة العقلية بشكل رسمي في أعقاب الحرب العالمية الثانية مباشرة وتحديدا في العام 1946، وكانت منظمة تطوعية تعمل بشكل وثيق مع الأطباء النفسيين والحكومة، وتقدم خدماتها من دورات تعليمية وعلاج.
ورغم أن الهدف من المنظمة كان تحسين العلاج والرعاية في المصحات العقلية، فإن مؤسس الرابطة كليفورد وتنغام بيرز كان يرى أهمية التركيز على الوقاية والعلاج المبكر من المشاكل العقلية.
ومن هنا ظهر مصطلح "النظافة العقلية والعاطفية"، لكنه حين ظهر للمرة الأولى، ارتبط بشكل أساسي بمرحلة الطفولة، إذ تم النظر إلى تلك المرحلة باعتبارها الأهم للحيلولة دون وقوع مشاكل عقلية أكثر خطوة، أو مشاكل اجتماعية لاحقة.
وبالفعل، تم التشجيع على إنشاء عيادات إرشادية لعلاج الأطفال الذين تظهر عليهم علامات سوء التكيف وصعوبات التعلم، ونشر الدعاية حول أهمية التنشئة الصحية والمسؤولة للأطفال، فوُضعت قواعد صارمة لقياس الذكاء والتشخيص النفسي والعقلي للأطفال، خلصت إلى تشخيص عدد كبير من الأطفال والبالغين بـ"القصور العقلي".
ويمكن فهم الصورة بشكل أوضح عبر اقتباس من كتيب أصدرته الرابطة في العام 1930، والذي حسم الموقف من الأطفال الذين تم وصمهم بأنهم "يعانون من القصور العقلي":
من المعروف أن حال الطفل الذي يتم تدريبه لسنوات في إحدى المؤسسات سيتدهور بشكل مؤسف نتيجة لبقائه بضعة أشهر في المنزل. وبنفس الطريقة أيضاً، فإن الطفل ذو درجة الذكاء المنخفضة من المرجح أن يظل عاجزا وقذرا وغير خاضع للسيطرة إذ تُرك دون تدريب، وهو عبء لا يطاق تقريباً على المؤسسة التي يجب إرساله إليها في النهاية.
وفي مرحلة لاحقة من القرن الماضي، توصل العلماء إلى أن بقاء الأطفال في مؤسسات التأهيل -التي يفترض أنها كانت معدة لعلاجهم من "القصور العقلي" – تسبب في خلل عاطفي أثناء التعامل مع الآخرين، دون أن يقابله عجز فكري كما كان متصورا! لتتم بعدها إعادة النظر في ممارسات المؤسسة التي أخرجت مصطلح "النظافة العقلية" إلى العالم.
في أواخر خمسينيات من القرن الماضي، أبطلت تجربة علمية عُرفت باسم "دراسة بروكلاندر" التمييز ضد الأطفال الموصومين بـ"التخلف العقلي"، وتسببت في تعديل السياسات العلاجية القائمة على العلاقات الأسرية والاجتماعية.
وأكدت التجربة أيضا أن العلاقات الاجتماعية والأسرية من شأنها أن تعزز الصحة العقلية لمن يعانون صعوبات التعلم وليس العكس، إلا إن مصطلح "العقل النظيف" بقي قائما ولكن بشكل مختلف.
فبحسب الموسوعة البريطانية، يشير مصطلح "النظافة العقلية" إلى علم الحفاظ على الصحة العقلية والوقاية من الاضطرابات لمساعدة الأشخاص على العمل بكامل إمكاناتهم العقلية.
ويشمل جميع التدابير التي يمكن اتخاذها لتعزيز الصحة العقلية والحفاظ عليها، ومنها:
إعادة تأهيل المضطربين عقليا. الوقاية من الأمراض العقلية.المساعدة على التكيف في عالم مرهق.
وتشتمل برامج "النظافة النفسية" على كل من العلاج النفسي والعلاج الدوائي ومجموعات الدعم، وتتضمن عددا من الخطوات الأساسية التي من شأنها تعزيز الصحة العقلية، أهمها:
تغطية الاحتياجات الأساسية للذات، كالطعام والنوم بشكل صحي، وعدم التهاون بشأنهما. احترام الذات والوثوق بها، بما يتطلبه من قبول النفس والإيمان بها، والوثوق بالآخرين أيضا. إقرار العواطف والتحكم بها، ليس بإنكارها، أو تجاهلها، بل بالتعرف عليها جيدا، وتفسيرها وتنظيم شدتها، بحيث تتناسب الاستجابة مع الحدث، وهذا أيضا مفتاح الذكاء العاطفي. وضع أهداف قابلة للتحقق تجنبا للشعور بالإحباط مع القدرة على إدارة التوقعات وفقا للواقع. الانتباه إلى المشاعر السلبية أولا بأول، فلا بأس من الشعور بالخوف أو الشك، أو الضيق، لكن الاستسلام لتلك المشاعر أو التفكير بطريقة إيجابية هو خيارك الشخصي. تعلم كيفية الاسترخاء والتعامل مع الشدائد، تجنبا للشعور بالإجهاد المستمر، فعلى الرغم من أن الشعور بالتوتر والإجهاد أمور طبيعية في المواقف الصعبة، فإن استمرار الشعور بالإنهاك خلال فترات الاستقرار والهدوء يتطلب عددا من التمرينات والممارسات الخاصة بكيفية الاسترخاء وعلى رأسها اليقظة الذهنية. الانتباه إلى أهمية الحياة الاجتماعية، والعناية بالعلاقات في المحيط القريب والبعيد، سواء في محيط الأسرة، أو الأصدقاء، أو حتى العمل. ممارسة التمارين بانتظام، للحفاظ، ليس فقط على الصحة البدنية، ولكن أيضا لتصفية الذهن، حيث تساعد ممارسة الرياضة إدارة الأمور الشخصية بشكل أفضل.يحذر استشاري الطب النفس الدكتور أحمد عبد الله، مما تنطوي عليه بعض المصطلحات الرائجة في مجال الطب النفسي ومن بينها "النظافة النفسية".
ويقول المدرس بكلية الطب بجامعة الزقازيق بمصر، "ثمة خطوط عريضة تتعلق بالصحة النفسية، يمكننا أن نراها تحت عناوين عديدة مثل: الصحة النفسية الإيجابية، أو النظافة النفسية، وغيرها، كالنوم الكافي في الأوقات المناسبة مثلا، أو التقليل من استخدام الشاشات للكبار والأطفال، لكن يظل السؤال بشأن بعض التفاصيل الدقيقة تحت العناوين الجذابة المماثلة".
ويرى مدرس الطب النفسي أن اضطلاع جهة معينة أو منظمة، أو رابطة بتحديد ما هو طبيعي، وما هو غير طبيعي، أمر مثير للريبة، يستحق الانتباه، ويضرب مثالا بالتغيير الذي طرأ على دليل التشخيص الذي يعمل وفقه أطباء الطب النفسي.
ويختم، "لذلك أنصح المتعمقين في التعامل مع مصطلحات الطب النفسي من المهتمين والهواة بضرورة التركيز مع التفاصيل الدقيقة التي قد لا تتناسب مع ثقافاتنا وعاداتنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات نفسي الصحة العقلیة الطب النفسی
إقرأ أيضاً:
الصحة: إغلاق مراكز الطب النفسي وعلاج الإدمان غير المرخصة بالجيزة
أعلنت وزارة الصحة والسكان، إغلاق المراكز الخاصة بعلاج الإدمان والطب النفسي غير المرخصة بمنطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، لمخالفتهم الاشتراطات الصحية والعمل بدون ترخيص، وذلك بناءً على توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بتكثيف الرقابة على مراكز علاج الإدمان والطب النفسي للتأكد من استيفائها لاشتراطات التراخيص اللازمة لإحكام الرقابة عليها حرصًا على صحة وسلامة المواطنين.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه تم تشكيل لجنة من الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص وإدارة التراخيص والعلاج الحر بمحافظة الجيزة والأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان والمجلس القومى للصحة النفسية، بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة في شرطة المرافق والإدارة العامة لمكافحة المخدرات، للمرور على عدد من المراكز الخاصة والتى تمارس نشاط علاج الإدمان بدون ترخيص بجانب عدم وجود متخصصين للإشراف على الخدمة الطبية المقدمة.
ومن جانبه، أشار الدكتور هشام زكي، رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص، إلى أنه تم ضبط العديد من المخالفات بهذه المنشآت تنوعت بين عدم وجود ترخيص من وزارة الصحة بالمخالفة لقانون 153 لسنة 2004، وإدارة المنشأة بدون الحصول على موافقة الصحة النفسية بالمخالفة لقانون 71 لسنة 2009، ومزاولة مهنة الطب بدون ترخيص، وعدم اتباع سياسات مكافحة العدوى.
وتابع "زكي" ان المخالفات شملت ايضا عدم وجود طبيب مختص بالصحة النفسية ولا تتوفر غرفة كشف على المرضى أو طاقم تمريض مختص بالصحة النفسية، والمشرفين المتواجدين بداخل المنشأة غير مقيدين بالمركز الإقليمي للصحة النفسية واتضح انهم متعافين من الادمان مما يؤثر على الصحة والسلامة الخاصة بالمرضى الخاضعين للعلاج داخل المكان، مؤكدا أنه تم غلق وتشميع تلك المراكز، والتحفظ علي القائمين عليها وتقديمهم للنيابة العامة.
استمرار حملات الرقابة المكثفة على المنشآت الطبية الخاصةوأكد "ذكى" على استمرار حملات الرقابة المكثفة على المنشآت الطبية الخاصة لضمان الالتزام بالمعايير والاشتراطات الصحية سواء للمنشات او العاملين بها، مشدداً على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه المخالفات التى يتم رصدها خلال المرور، لضمان تقديم خدمات طبية آمنة حرصا على صحة وسلامة المرضى.