كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

أعلنت الدكتورة رهام عبدالله سلامة، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، توصيات النسخة الثالثة لمبادرة "اسمع واتكلم"، التي عقدت الأربعاء بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.

وجاءت التوصيات على النحو التالي:

1. يؤكد مرصد الأزهر عزمَه في المضي قدمًا للتواصل المُنفتح مع الشباب بكل مشاربهم وأعمارِهم، وفتح المزيد من القنوات الحوارية معهم من أجل التعرف عن قرب عما يشغل هؤلاء الشباب؛ لا سيما في ظل التحدياتِ المعاصرة الخطيرة التي يتمثل بعضُها في التعامل مع المحتوى الديني الذي يروجه غير المتخصصين؛ لذا لن نتخلى عن مسئولياتِنا في الوصول إلى شباب وطننا للحفاظ على ثوابت الدين ومناقشة كل الأفكار من غير خطوط حمراء، فجميع الأفكار الحسنة النية هي محل نقاش ودراسة في ما بيننا.

2. المشاعر الإنسانية من أرقى الجوانبِ التي فطر اللهُ الناسَ عليها، فالشعورُ بالناسِ ومبادلتِهم ودًا بود من أسمى العلاقات في الوجود، إلا أن هذا المَدخل وفق بحوثِنا داخل المرصد وجدناه قد يوقع عددًا من الشبابِ والبناتِ فريسةَ لجماعاتٍ إرهابية أو لجرائمَ مجتمعية تحت مسميات جذابة، وهو ما يوجبُ علينا سدَ جميعِ الثغراتِ التي قد تَنْفُذُ من خلالِها الجماعاتُ الإرهابية للتلاعبِ بعواطفِ الشبابِ ومشاعرِهم وجذبِهم لصفوفِهم من أجلِ تنفيذ عملياتٍ إجرامية وانتحارية.

3. الاهتمامُ بالرعايةِ الوقائية والتحصينِ المبكر للأطفال والنشء في مراحلِ التعليمِ المختلفة، وذلك لغرسِ القيمِ والأفكارِ الدينيةِ والثقافيةِ المنضبطة التي تحول دونَ وقوعِهم ضحايا للأفكارِ المتطرفة، وهنا يتعاظَمُ دورُ الأبوين -وبخاصةَ الأم- في معرفةِ المؤثراتِ الخارجيةِ المحيطة بمشاعر الأبناء، وكذلك معرفةِ الطرق والأساليب الصحيحة للتصدي للتأثيرات السلبية في مشاعرِهم درءًا للتفكير في الانتحار أو الإلحاد.

4. الحالةُ النفسية محركٌ أساسيٌ في حياة الشباب، وفي ظل التحديات الراهنة أصبح اللجوءُ إلى أهل الاختصاصِ من الأطباءِ النفسيين لمعرفةِ الطُرقِ الصحيحةِ للتعاملِ مع الضغوط والمشاعرِ السلبية ليس رفاهيةً كما يُخَيل للبعض، بل سبيلًا لإدارة المشاعرِ وتوجِيهِها لمساراتٍ تحفظُ حياتَهم وتمكنُهم من اتخاذ القراراتِ المناسبةِ للتغلبِ على تلك الضغوط.

5. إن الأخبارَ الواردةَ عن جرائمَ تُرتَكب انطلاقًا مما يُعرف بـ "الدارك ويب" وغيره من تقنيات تكنولوجية تتعلق بالذكاء الاصطناعي، فَرَضَ تحدياتٍ كثيرة على مؤسساتِ الدولةِ وهيئاتِها المختلفة، وبدورِنا في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بدأنا في تنفيذِ سلسلةٍ من ورش العمل التي تتناولُ الظواهرَ السلبية للإنترنت، ومن المقررِ استكمالِها في الفترات القادمة بالاستعانةِ بخبراءَ في مجالي الأمن السيبراني وأمن المعلومات لاِستيضاح الكثير من الإشكاليات المتعلقةِ بهذه التقنيات المتطورة.

6. إن السبيل لمواجهة أي تحديات هو التعلمُ وتنمية التفكير النقدي لدى الشباب وجميع الفئات العمرية بما يَحُولُ دونَ قبولِ الأفكارِ المتداولةِ بالمطلق دونَ وعيٍ بالآثار التي قد تترتب عليها، فإِعمالُ العقلِ وفحصِ الأفكارِ لرصد النافعِ منها وطرحِ الضارِ أمرٌ لا يقبل الاستهانة؛ خصوصًا مع تصاعد وتيرة التهديدات الناتِجة عن كلِ ما يتعلقُ بالشبكةِ العنكبوتية وما يُثار عليها من شبهات.

7. لا يخفى على حضراتِكم أن التكنولوجيا في بعض فتراتِها التاريخية قادتْ البشريةَ إلى الهاويةِ، حيث قُتِلَ عشراتُ الملايين من البشر، وما تزال آلة القتل تَعْمَلُ على بُعد خطواتٍ منا في أرض غزةَ الجريحة، وإن رسالتَنا ووصيتَنا أن نعملَ جاهدينَ وبإخلاصٍ على أن يُقَدِم التَقَدم التكنولوجي للبشريةِ مزيدًا من المنافعِ وتحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ وخدمةِ الإنسانِ - لا أن يكونَ أداةً للقتلِ والتخريبِ والاحتلالِ - كما رأينا وما زلنا نرى.

8. يوصي مرصد الأزهر بتعزيزِ الوعي الرقمي القائمِ على التحكمِ في الوقت وحمايةِ الخصوصيةِ وعدمِ الانهماكِ في الواقعِ الافتراضي، والاستعاضةِ عنه بإقامةِ علاقاتٍ صحيةٍ وواقعيةٍ بين أفرادِ الأسرة، والتحكم في المحتوى الرقمي المُقَدم للأطفال، ونشيرُ هنا إلى وجودِ تقنياتٍ وآلياتٍ تُمَكِنُ الأسرةَ من تحقيقِ ذلك؛ لهذا ندعو الآباء والأمهات -إعمالًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ"- إلى السعي لحماية أبنائِهم من الأثر السلبي الذي يُخَلِفُهُ الإنترنت وما يَحْويهِ من معلوماتٍ وأفكارٍ خاطئة تَمَسُ الثوابتَ الدينيةِ والهُويةِ الثقافيةِ والفكريةِ لمجتَمَعِنَا المصري، وتدفعُ بهؤلاء الأبناءِ إلى حافةِ الانهيار الإنساني الذي يطال أثرُه الوطنَ واستقرارَه.

9. انطلاقًا من أهميةِ التواصلِ مع الشبابِ وجميعِ فئاتِ المجتمعِ والتعريفِ بمبادراتِ المرصد وإصداراتِه، يشرِفُنَا الإعلانُ عن إطلاق منصةٍ إلكترونية مستقلة تعدُ امتدادًا للموقعِ الإلكتروني الرسمي لمرصد الأزهر، بهدفِ نشرِ كل ما يَخُص مبادرة اسمع واتكلم، ومبادرة "اعرف أكثر" الموجَهة لطلبةِ المدارسِ وغيرِهما من مبادرات، وكذلك الإصدارات المرئيةِ والمطبوعةِ التي أُنتجتْ منذُ نشأةِ المرصدِ في عام ٢٠١٥ من أجلِ تسهيلِ الوصولِ والتعرفِ عليها والاستفادةِ من محتواها.

10.العملُ على تدريب الباحثين المُهتمين بمجالِ مكافحة التطرف تدريبًا مهنيًا يتسمُ بالدقةِ والموضوعيةِ والعمق، ويساعدُهمْ على تناول قضايا التطرف تناولاً موضوعيًا مُقنعًا. وفي هذا الصدد يمد مرصد الأزهر يديه لكل مؤسسةٍ وهيئةٍ فاعلةٍ في المجتمعِ لنفعِ شبَابِانا ومواجهةِ الفكر المتطرف، كما يعلن المرصد البدء الفعلي في عقد عددٍ من الفعالياتِ واللقاءاتِ والدرواتِ التدريبية مع عددٍ من الجهاتِ داخلَ مصرَ وخارجِها؛ على أن يُعلَن عنها في حينه.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: التصالح في مخالفات البناء لقاح أسترازينيكا مقاطعة الأسماك أسعار الذهب الطقس سعر الدولار سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف مبادرة اسمع واتكلم مرصد الأزهر

إقرأ أيضاً:

وزير الشباب والرياضة يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين المنظمتين المصرية والإماراتية لمكافحة المنشطات

 أشاد وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، بدور المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات، التي تُعد واحدة من أفضل 50 منظمة على مستوى العالم، مؤكدًا أن الوزارة تقدم دعمها الكامل لها لضمان استمرار جهودها في تعزيز الرياضة النظيفة. 


جاء ذلك خلال حضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات (NADO) والوكالة الإماراتية لمكافحة المنشطات (UAE NADA)، وذلك بحضور السفيرة مريم الكعبي، سفيرة الإمارات بالقاهرة، والدكتور كمال درويش، رئيس اللجنة العلمية بالوزارة.


وفي كلمته، رحب الدكتور أشرف صبحي بجميع الحضور، وعلى رأسهم السفيرة مريم الكعبي، والدكتورة مي الكعبي، والدكتور حازم خميس.


وأوضح الوزير أن توقيع البروتوكول يُعزز التعاون العربي، مشيرًا إلى أهمية مكافحة المنشطات للحفاظ على صحة ومستقبل الرياضيين، ووجه شكره للسفيرة الإماراتية على جهودها في تعزيز التعاون الرياضي بين البلدين.


من جانبها ، أعربت السفيرة مريم الكعبي عن سعادتها بحضور مراسم توقيع البروتوكول، مؤكدة أنه يُمثل خطوة هامة للتعاون العربي في مكافحة المنشطات، وأشادت بدور مصر الرائد عالميًا في هذا المجال. واعتبرت أن تعزيز الرياضة النظيفة هو رسالة مشتركة تسعى الإمارات ومصر لتحقيقها لحماية صحة الرياضيين وضمان مستقبل أفضل لهم.


وأكد الدكتور حازم خميس، رئيس المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات، أن توقيع البروتوكول يُبرز جهود مصر في مكافحة المنشطات، مشيرًا إلى أن المنظمة المصرية تُعد نموذجًا يحتذى به على المستوى الدولي. وأضاف أن الدعم المستمر من وزارة الشباب والرياضة كان له دور كبير في تحقيق هذه المكانة المميزة. كما شكر الدكتور أشرف صبحي والدكتورة مي الكعبي على تعاونهم المثمر لتعزيز الرياضة النظيفة.
وأكدت الدكتورة مي الكعبي رئيس الوكالة الاماراتية لمكافحة المنشطات أن البروتوكول يُمثل بداية قوية للتعاون العربي في مكافحة المنشطات، ويُبرز التزام الإمارات بدعم الرياضة النظيفة. وأشادت بالدور المصري المميز في هذا المجال، مؤكدة أن مصر تُعد شريكًا استراتيجيًا في تعزيز جهود مكافحة المنشطات على المستويين العربي والدولي.


قام بتوقيع البروتوكول الدكتور حازم خميس، رئيس المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات، والدكتورة مي الكعبي، رئيسة الوكالة الإماراتية لمكافحة المنشطات، وشهد مراسم التوقيع حضور عدد من رؤساء الاتحادات الرياضية المصرية والشخصيات الرياضية البارزة الذين أكدوا أهمية هذا التعاون في دعم الرياضة النظيفة وتعزيز العلاقات العربية.

مقالات مشابهة

  • أستراليا تحقق في عبارات مسيئة للمسلمين.. ومرصد الأزهر يعلق
  • وزير الشباب والرياضة يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين المنظمتين المصرية والإماراتية لمكافحة المنشطات
  • أمانة جدة تدخل موسوعة جينس
  • مرصد الأزهر: تصاعد الإرهاب في باكستان 2024 يتطلب استراتيجيات شاملة للمواجهة
  • مرصد الأزهر يحلل إحصائيات جرائم التنظيمات الإرهابية شرق إفريقيا خلال ديسمبر 2024
  • انطلاق النسخة الثالثة من "مهرجان بيت الزبير للموسيقى الصوفية"
  • بطولة “هيرو دبي ديزرت كلاسيك” للجولف تختتم غداً
  • مناقشة توصيات استكمال مشروع صالة الشهيد الصماد الرياضية
  • تفعيلاً لمبادرة علشان نربى صح..تنظيم ندوة توعوية حول دور المرأة في الإسلام ببلبيس
  • التنمية الشبابية تنظم ندوة توعوية حول دور المرأة في الإسلام ببلبيس