انقلابات مزعومة.. حرب معلومات مضللة بين الجزائر والمغرب
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
انقلابات مزعومة وأزمات غذاء مفترضة وسياسة ورياضة، هكذا هي صورة المغرب في وسائل إعلام بالجزائر وصفحات مستخدمين جزائريين لمواقع التواصل، وهي نفس الصورة تماما للجزائر في بعض وسائل الإعلام بالمغرب وصفحات المؤثرين المغاربة، فيما يصفه مراقبون بـ"حرب المعلومات المضللة" بين البلدين ضمن نزاعهما الأكبر بشأن الصحراء الغربية.
ويرى دبلوماسي سابق أن الحملات المضللة من البلدين متعمدة وتقف وراءها أطراف تختلق القصص والأخبار الوهمية وبعضها قد يكون بإيعاز من الجهات الرسمية.
ورسمت صحيفة "الخبر" الجزائرية، صورة لحرب أهلية تدور في المملكة، في مقال بعنوان "بيت محمد السادس يحترق!" وقالت إن هناك اشتباكات دامية بين الحرس الخاص لـ"مولاي رشيد" وحرس ولي العهد، على خلفية من تكون له خلافة الملك الذي تزعم أنه مصاب، منذ سنوات، بمرض مزمن.
وفي ذات المقال تدعي الصحيفة أن الجيش ومختلف مصالح الأمن المغربي تشهد "تصدعا حادا في صفوف الضباط والجنود، وتصاعد وتيرة الفرار من الخدمة العسكرية وإعلان العصيان بسبب بطش نظام المخزن" بحسب تعبيرها.
ويتابع المقال سرديته بالقول "آلة التمرد والعصيان انتقلت أيضا إلى صفوف قوات الأمن المغربية التي تشهد ثورة غير مسبوقة، برفضها قمع الاحتجاجات الشعبية اليومية التي تشهدها المدن المغربية، بفعل موجة الغضب على الظروف الاجتماعية والمهنية المزرية".
ولم يصدر أي شيء في المغرب عن السلطات أو وسائل الإعلام المغربية عما ذكرته الصحيفة الجزائرية.
والصورة التي رسمتها الصحيفة الجزائرية للمغرب هي نفس الصورة التي يتم بها رسم الجزائر في المغرب، إذ بالموازة مع الحديث الجزائري عن انقلاب مغربي، انتشر مقطع فيديو على صفحات مؤثرين مغاربة يدعي حدوث انقلاب في الجزائر.
ونشرت صفحة مغربية المقطع وأرفقته بعنوان "ماذا يقع في الجزائر، أنباء تتحدث عن انقلاب يقوده جنرال وإطلاق نار قرب قصر الرئاسة".
¶
مادا يقع في الجزائر انباء تتحدت عن انقلاب يقوده جنرال واطلاق نار قرب قصر الرئاسة ????????#الجزائر_الفرنسية #الجزائر_المنكوبة pic.twitter.com/iEF2FpQEGL
وقبل يومين، نشر موقع مغربي أن مخميات تندوف فوق التراب الجزائري صارت تحت رحمة الجنرال السعيد شنقريحة وأن زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، أصبح مجرد دمية بسبب التوتر هناك.
يرى الدبلوماسي الجزائري السابق، محمد العربي زيتوت، أن النظامين معا لهما جيوش إلكترونية وأتباع رسميين يقومون بتبادل السب والشتم والمعلومات المضللة وملء وسائل التواصل الاجتماعي بكل ماهو سيئ عن كل بلد منهما.
ويقول زيتوت في حديث لموقع "الحرة" إن الناشطين أو المؤثرين يقومون بنشر المعلومات المضللة لجلب المتابعين، وهؤلاء يقومون بدور "قذر جدا" لأنهم يعمقون الخصومة رغم أن ما يقومون به ليس بتكليف من جهة رسمية ما.
ويرى الدبلوماسي السابق المقيم بلندن أن المعلومات المضللة يكون أحيانا مصدرها خارجي من جهات تهدف إلى زيادة التوتر بين البلدين وتصعيد الخلاف في منطقة شمال أفريقيا.
وانتقل الخلاف المغربي الجزائري إلى مجال الرياضة بعد أزمة قمضان نهضة بركان المغربي التي تظهر خارطة المغرب شاملة للصحراء الغربية وهو ما أثار غضب الجزائر، وفي انسحاب فريق اتحاد العاصمة من مباراتي ذهاب وإياب الدور نصف النهائي لبطولة كأس الكونفدرالية الأفريقي لكرة القدم.
وكان منتخبا الجمباز وكرة اليد الجزائريان قد انسحبا أيضًا خلال الفترة الأخيرة، من منافسات بطولة أفريقيا للجمباز بمراكش، والبطولة العربية لكرة اليد للشباب في الدار البيضاء.
وتشهد علاقات الجزائر مع جارتها المغرب أزمة دبلوماسية متواصلة منذ قطع الأولى علاقاتها مع الرباط صيف 2021، متهمة الأخيرة باقتراف "أعمال عدائية" ضدها، في سياق النزاع بين البلدين حول الصحراء الغربية، وتطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادته على هذا الإقليم المتنازع عليه.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
واقعة نكاز تعيد مطالب فرض التأشيرة على الجزائريين خلال كأس أفريقيا 2025
زنقة 20 | الرباط
أثار تصريح رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وليد صادي، بتقديم طلب رسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بزيادة عدد الصحافيين الجزائريين المعتمدين لتغطية بطولة أمم إفريقيا المقبلة 2025 بالمغرب، شكوكا حول نوايا الجزائر الحقيقية من وراء مشاركتها المقبلة في “كان المغرب”.
رئيس الاتحاد الجزائري قال أنه قدم طلبا للحصول على 100 تصريح للصحافيين الجزائريين، بدلا من 50 تصريحا التي يمنحها الكاف لكل البلدان المشاركة في البطولة.
من جهة أخرى، صعدت وسائل الإعلام الجزائرية مؤخرا من شائعاتها حول سحب تنظيم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم من المغرب، بسبب عدم جاهزية الملاعب في الوقت المحدد.
كل هذه الأمور، دفعت كثيرين إلى القول بأن تنظيم المغرب لكأس أفريقيا 2025 سيواجه مخططا تخريبيا من قبل الجزائر عبر عدة وسائل.
و بحسب مراقبين ، فإن تسلل عدائيين إلى المغرب خلال تنظيم البطولة، حقيقة لا يمكن تجاهلها.
و أشاروا في هذا الصدد إلى لجوء النظام الجزائري إلى الضغط على الكاف من الآن لتخصيص أكبر من المقاعد للصحافيين بغية شن حملة تشويه واسعة بدأ التخطيط لها مبكرا.
و أعادت واقعة رشيد نكاز أحد ابواق النظام العسكري الجزائري، و الذي أساء للمغرب مؤخرا من قلب مدينة مراكش، دعوات لتطبيق إجراءات صارمة ضد المواطنين الجزائريين الذين سيدخلون التراب الوطني لمتابعة كأس أفريقيا.
و من ضمن هذه الإجراءات إمكانية فرض “تأشيرة الثقة” على الجزائريين الوافدين إلى المغرب (الجزائر تفرض التأشيرة على المغاربة)، بالمجان لكن بشروط، بالإضافة إلى توقيع ميثاق شرف يمنع القيام بأي عمل عدائي.
كما أن التقاط الصور والتسجيل البيومتري وكاميرات التعرف على الوجه ستكون ضرورية لتتبع كل شخص خلال تواجده بالمغرب ، لتفادي أعمال عدائية أو تخريبية قد تعكر الأجواء الإحتفالية.
هذه الإجراءات وفق ذات المهتمين ، لا تعني أن المغاربة يكنون عداوة للجزائريين، بل ستكون وقائية لتفادي تحويل الحدث القاري إلى تصفية حسابات سياسية.