ابتكر باحثون تقنية جديدة لمعالجة العمى الوراثي عبر استخدام ما يعرف بتقنية كريسبر، وهي أداة يستخدمها العلماء لتحرير الجينات، وذلك بتمويل عدد من المؤسسات والجامعات العلمية.

وبحسب ما نشرت شبكة "سي إن إن" الأميركية فقد شاركت الطالبة الجامعية أوليفيا كوك، في تجربة تلقت خلالها علاجا تجريبيا لما يعرف بتحرير الجينات في إحدى عينيها من خلال استخدام تقنية كريسبر فأصبحت ترى أشياء لم ترها من قبل.

التجربة مولتها شركة التكنولوجيا الحيوية "إديتاس ميديسين" وأجريت في الولايات المتحدة من قبل باحثين في مؤسسة "ماس آي أند إير أوف ماسس جينيرال بريغهام" المختصة بالرعاية الصحية وشاركت فيها مؤسسات أخرى مقرها الولايات المتحدة بما في ذلك كلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا وجامعة ميشيغن وجامعة ميامي وجامعة أوريغون للصحة والعلوم.

تبين أن العلاج الذي يستخدم تقنية كريسبر آمن وفعال في تحسين الرؤية بين عينة صغيرة من المرضى الذين يعانون من العمى الوراثي في المرحلة 1 و2 من التجربة السريرية التي شاركت فيها كوك، حيث تعد تنكسات الشبكية الوراثية سببًا رئيسيًا للعمى في جميع أنحاء العالم.

الجينات والآثار الجانبية

ومن بين إجمالي 14 متطوعًا، بما في ذلك كوك، وجد أن أداة تحرير الجينات مرتبطة بـ "تحسن ملموس" في الرؤية لدى معظم المرضى بعد حوالي ثلاثة أشهر، ولم تكن مرتبطة بشكل مباشر بأي آثار جانبية خطيرة، وفقًا لما ذكره الباحثون.

نتائج التجربة، نشرت يوم الإثنين، في مجلة نيو انغلاند الطبية، لكن العلاج يظل تجريبيًا ويجب تكرار النتائج على مجموعة أكبر من الأشخاص.

وقال إريك بيرس، المؤلف الأول للدراسة ومدير معهد الجينوم البصري في ماس آي آند إير : "تقدم نتائج هذه الدراسة دليلاً على مفهوم إمكانية استخدام تحرير الجينات بتقنية كريسبر-كاس9 بأمان وفعالية لعلاج اضطرابات الشبكية الموروثة".

وقال بيرس: "نأمل حقًا أن يتم الآن تطبيق تقنيات تحرير الجينات كريسبر-كاس9 على الأشكال الجينية الأخرى للعمى الوراثي، وفي الواقع الأمراض الوراثية الأخرى بشكل عام".

خلال التجربة لم تتم استعادة الرؤية الكاملة بين المرضى، ولم يتمكن معظم المشاركين في التجربة من قراءة أي سطر من مخطط العين قبل الدراسة، وأربعة منهم فقط شهدوا بعض التحسينات في هذه القدرة، لكن بعض المرضى أفادوا، بعد تلقي العلاج، بأنهم أصبحوا قادرين على رؤية هواتفهم المحمولة تضيء، والتمييز بين الأطعمة المختلفة على أطباق العشاء الخاصة بهم، والتعرف على أيقونة أبل الدوارة على شاشة الكمبيوتر، أو حتى ملاحظة غروب الشمس.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الولايات المتحدة جامعة بنسلفانيا العمى الولايات المتحدة بحوث الولايات المتحدة جامعة بنسلفانيا أخبار علمية

إقرأ أيضاً:

العلاج الجنائزي في كوريا الجنوبية.. الموت 10 دقائق لتخفيف ضغوط الحياة

في ظل ارتفاع معدلات التوتر والاكتئاب في كوريا الجنوبية، برز نهج علاجي غير تقليدي يُعرف بـ"العلاج الجنائزي" أو "تجربة الدفن الوهمي"، وهو أسلوب علاجي يُستخدم لمساعدة الأفراد على إعادة تقييم حياتهم والتغلب على الأزمات النفسية.

ويقوم المشاركون في هذه التجربة بالاستلقاء داخل توابيت مغلقة لمدة 10 دقائق، في محاولة لإعطائهم إحساسا بالموت المؤقت، مما يساعدهم على إدراك قيمة الحياة وإعادة التفكير في أولوياتهم.

وتعد كوريا الجنوبية واحدة من الدول التي تعاني من معدلات مرتفعة للاكتئاب والانتحار، خصوصا بين الشباب والعاملين في الشركات الكبرى. وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، تصنف كوريا الجنوبية ضمن الدول ذات أعلى معدلات للانتحار في العالم، حيث تؤدي الضغوط الاجتماعية والمهنية إلى تزايد حالات الاكتئاب والانتحار بشكل مقلق، مما جعلها تحتل المرتبة العاشرة عالميا في هذا السياق.

South Korea holds funerals for the living. More here: https://t.co/CNOlz9sg2d pic.twitter.com/gIlRj6ni2W

— Reuters (@Reuters) November 6, 2019

أمام هذه الظاهرة، لجأت بعض الشركات الكورية الجنوبية منذ أواخر عام 2000 إلى اقتراح تجربة الجنازات الوهمية لموظفيها، كوسيلة لمساعدتهم على تخفيف الضغط النفسي والتأمل في حياتهم.

إعلان

داخل غرفة خافتة الإضاءة، يرتدي المشاركون أكفانا بيضاء قبل أن يرقدوا داخل التوابيت الخشبية المغلقة. في تلك اللحظات، يجدون أنفسهم في عزلة تامة، حيث يبدؤون في التفكير في ماضيهم وأحبائهم.

وبعد خروجهم، يعبر العديد منهم عن شعورهم بتقدير أكبر للحياة، ويتعهدون بعيشها بطريقة أكثر إيجابية. وتُعد هذه التجربة جزءا من اتجاه "الموت بسلام"، الذي يعكس تحول المجتمع الكوري الجنوبي من التركيز على النجاة بعد الحرب الكورية إلى التركيز على جودة الحياة والصحة النفسية.

كثيرون يرون أن هذه الجنازات الوهمية تقدم فرصة للتخلص من الضغوط الهائلة التي يعاني منها الشباب الكوري الجنوبي، حيث يتعرضون لمنافسة شرسة في امتحانات القبول الجامعي، وصعوبة في العثور على عمل، وساعات عمل طويلة ومرهقة، واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

ومنذ افتتاح مركز هيوون للشفاء عام 2012، شارك أكثر من 25 ألف شخص في هذه التجربة، أملا في تحسين حياتهم من خلال استحضار فكرة الموت بطريقة رمزية.

You can now experience how death feels through virtual reality from cardiac arrest to brain death. pic.twitter.com/mMUhW2XQf8

— Daily Loud (@DailyLoud) March 28, 2023

تجارب مماثلة ظهرت في أماكن أخرى حول العالم، حيث تمارس الصين نوعا مشابها من العلاج في مقبرة "باباوشان" في بكين، حيث يتم استخدام الواقع الافتراضي لمحاكاة تجربة الموت.

ويرتدي المشاركون نظارات وسماعات متطورة ليعيشوا تجربة نوبة قلبية مفاجئة، يليها فشل محاولات الإنقاذ، ثم الدخول إلى عالم ما بعد الموت، مما يمنحهم فرصة لإعادة التفكير في حياتهم وتقديرها بشكل أعمق. وفي عام 2023، نظمت أكبر دار جنازات في بكين يوما مفتوحا تضمن تجربة مماثلة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، لكن التجربة أثارت تساؤلات عديدة حول مدى جدواها وما إذا كانت مفيدة بالفعل في تحسين الصحة النفسية.

إعلان

يثير العلاج الجنائزي جدلا واسعا بين الخبراء النفسيين. يرى البعض أنه أداة فعالة لمساعدة الأفراد على تقدير حياتهم وتقليل القلق والاكتئاب، بينما يحذر آخرون من أنه قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات النفسية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات حادة. ومع ذلك، لا يزال هذا النهج يحظى بشعبية متزايدة في كوريا الجنوبية، حيث يبحث الأفراد عن طرق غير تقليدية لمواجهة تحديات الحياة المتزايدة.

مقالات مشابهة

  • منخفض جوي يسبب تدني الرؤية الأفقية 9 ساعات
  • العلاج الجنائزي في كوريا الجنوبية.. الموت 10 دقائق لتخفيف ضغوط الحياة
  • "أمواج" تُطلق عطرين جديدين من "أوديسي" يُجسِّدان "قوة المالانهاية"
  • تقنية مبتكرة للاستماع إلى أصوات الفيروسات الدقيقة
  • تقنية جديدة في مونديال الأندية 2025 لحسم جدل اللمسات المزدوجة
  • الشقيري يختبر قدرة الرجال على تحمل محاكاة ألم الولادة..فيديو
  • “سعودية” تبتكر تقنية متطورة لتوثيق نبضات الأجنة
  • مختصون لـ"الرؤية": تحسين مستوى التحصيل الدراسي للطلبة يتطلب تطبيق استراتيجيات تعليمية تفاعلية تجعل التعلّم أكثر متعة
  • زوج يطالب بضم حضانة طفلته بعد هجر زوجته منذ عام ورفضها تمكينه من الرؤية
  • أول تقنية في العالم لطباعة مجسمات دقيقة بتفاصيل عالية الدقة