استمرار المفاوضات ودعم المول العربية.. ماذا يحدث في فلسطين؟
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
في خطوة هامة نحو إحلال السلام في غزة، تعتزم إسرائيل وحماس استئناف المفاوضات بشأن الهدنة في القاهرة، وذلك بمشاركة جميع الأطراف المعنية، وفقا مصدر رفيع المستوى.
المفاوضات بين حماس وإسرائيلوتستضيف مصر وفودا تمثل كلا من طرفي الحرب حركة حماس وإسرائيل، إضافة إلى قطر والولايات المتحدة اللتين تشاركان مع مصر في جهود الوساطة لوقف الحرب، التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.
وكان مصدر قد نفى شكلًا وموضوعًا صحة ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تولي مصر أي مسئوليات أمنية داخل قطاع غزة من أي نوع.
وقال مصدر رفيع المستوى، لقناة القاهرة الإخبارية، إن الوفود القطرية والأمريكية تواصل مباحثاتها مع الوفد الأمني المصري ووفد حركة حـماس.
وأكد المصدر أن الوفد الأمني المصري أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة وقف التصعيد تجنبًا للعواقب السلبية المنتظرة جراء استمرار التصعيد في رفح.
وقال مسئول إسرائيلي لوكالة رويترز، اليوم الأربعاء، إنه "لا توجد بوادر على حدوث انفراج في المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن الوفد باقٍ في القاهرة في الوقت الراهن".
وقبل قليل، انتهى اللقاء بين مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وقبل ذلك، التقى بيرنز برئيس الموساد دافيد برنياع، الذي كان حاضرا أيضا في اللقاء مع نتنياهو.
قال مسؤول الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، الأربعاء، إن الصراع في غزة يمر بمنعطف حرج آخر.
وأضاف عبر منصة إكس، أن القرارات التي يتم اتخاذها اليوم وعواقبها في المعاناة الإنسانية سوف يتذكرها الجيل القادم، وعلينا أن نكون مستعدين لتوبيخاتهم.
"إن أوامر الإخلاء الأخيرة التي أصدرتها إسرائيل وعملياتها البرية ستزيد من الموت والتشريد"، بحسب غريفيث.
وأشار إلى ضرورة أن يكون لدى أولئك الذين يقومون بالإخلاء الوقت الكافي لذلك، بالإضافة إلى تأمين طريق آمن ومكان للذهاب إليه.
وحول معبر رفح، أوضح أن إغلاق المعبر يمنع حركة المساعدات ووصول الوقود والموظفين من وإلى غزة.
فيما حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية الإسرائيلية البرية في رفح.
وجدد الملك الأردني، "إدانة الأردن للاعتداء على قافلة مساعدات أردنية كانت متجهة إلى غزة عبر معبر بيت حانون من قبل مستوطنين إسرائيليين ".
فيما عبر ترودو عن قلقه من "هجمات المتطرفين على قوافل المساعدات المتجهة للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأكد القائدان على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وتكثيف جهود إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع دون أية عوائق أو تأخير، بالإضافة إلى العمل على إيجاد أفق سياسي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
ودعت جمهورية مصر العربية الجانب الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، و التي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة.
كما طالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
قبل أيام، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان مناطق في شرق رفح الفلسطينية بأقصى جنوب غزة، إلى "الإخلاء الفوري"، والتوجه نحو وسط القطاع، في ظل التلويح بشنّ هجوم بري على المدينة المكتظة بالسكان.
من جانبه، قال زاهر هر جبارين، نائب رئيس حركة حماس وعضو في وفد المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، إن المقاومة الفلسطينية تظهر قوة وصموداً في مفاوضاتها الحالية، وأنها وصلت إلى مرحلة حاسمة، مؤكدا أن هذه المرحلة تعتبر مهمة للغاية في مسار النضال الفلسطيني الذي استمر لأكثر من 76 عامًا، وتواجه جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتصعيده الفاشي والنازي ضد الفلسطينيين.
تطورات القضية الفلسطينيةوأشار "جبارين" إلى أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم أبدًا وسيظل يدافع عن حقوقه في الحرية والكرامة، معربًا عن ثقته في أن المقاومة أقوى من الاحتلال الإسرائيلي رغم كل أشكال الدعم التي يحصل عليها هذا الاحتلال من الغرب.
وتحدث عن تفاصيل المفاوضات الأخيرة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن مستقبل الأسرى في غزة يتوقف على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف على الاتفاق. وأكد على أن حماس تعاونت مع الوسطاء في مصر وقطر لتحقيق اتفاق يؤسس لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
واختتم جبارين عن أن الأساس الرئيسي للاتفاق يشمل انسحاب الاحتلال ووقف إطلاق النار وتقديم المساعدات لأهل غزة وتبادل الأسرى، مؤكدًا أن الضمانات لوقف إطلاق النار ستكون متاحة، وأن مستقبل الأسرى في غزة يعتمد على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف على الاتفاق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة إسرائيل حماس السلام استئناف المفاوضات الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مفاوضات الساعات الـ72 الأخيرة بين حماس وإسرائيل
اتفق محللون على أن إسرائيل تتبنى سياسة واضحة للتهرب من اتفاق الأسرى الأصلي مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتسعى إلى عدم الالتزام باستحقاقات المرحلة الأولى منه، خاصة فيما يتعلق بالانسحاب من محور فيلادلفيا والمساعدات الإنسانية.
وكشف مراسل الجزيرة تامر المسحال عن تفاصيل المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل التي أجريت في الدوحة خلال الساعات الـ72 الماضية بحضور الوسطاء القطريين والمصريين والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف.
وأوضح المسحال أن الوسطاء قدموا مقترحا لوقف إطلاق النار يتضمن 4 بنود رئيسية تحت عنوان "إطار عمل للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار".
ويقضي المقترح بأن تفرج حماس في اليوم الأول عن 5 من الرهائن الإسرائيليين الأحياء -بينهم عيدان ألكسندر- مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، ثم يتم الشروع في مفاوضات غير مباشرة خلال 50 يوما للتوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار.
وأفاد المسحال بأن حماس قدّمت تعديلات على المقترح، منها تغيير العنوان ليصبح "آليات عمل وقف دائم لإطلاق النار استنادا إلى اتفاق 17 يناير/كانون الثاني الماضي"، واقترحت الإفراج عن ألكسندر و4 جثامين لجنود يحملون جنسيات مزدوجة.
إعلانكما اشترطت حماس بدء وقف إطلاق النار فورا يوم التسليم، وفتح المعابر واستئناف دخول المساعدات قبل الإفراج عن الرهائن، والانسحاب من محور فيلادلفيا.
أما الرد الإسرائيلي -حسب المسحال- فتضمن طلب الإفراج عن 11 من الرهائن الأحياء -بينهم ألكسندر و16 جثمانا- مقابل إطلاق 120 أسيرا فلسطينيا محكومين بالمؤبد، و110 معتقلين من غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، و160 جثة فلسطينية.
تقليص فترة المفاوضات
وطلبت إسرائيل تقليص فترة المفاوضات من 50 إلى 40 يوما، ووضعت شرطا جديدا بأن تقدم حماس "إشارات حياة" لكل الرهائن قبل بدء المفاوضات.
وأشار المسحال إلى أن النقطة الوحيدة التي اتفق عليها الطرفان هي تأكيد دور الوسطاء (أميركا وقطر ومصر) في ضمان استكمال المفاوضات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقال إن وفدا قياديا من حماس برئاسة خليل الحية موجود حاليا في القاهرة، مشيرا إلى أن الفجوات لا تزال كبيرة بين موقفي الطرفين، وأن حماس تؤكد ضرورة أن يكون هذا المقترح جزءا لا يتجزأ من الاتفاق الأساسي الذي تم التوافق عليه سابقا.
وقال كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية الدكتور جيمس روبنز إن المقترح الذي قدمته حماس بإطلاق سراح جميع الأسرى الأميركيين -بمن فيهم عيدان ألكسندر و4 جثامين أصحابها من مزدوجي الجنسية- "في غاية الأهمية".
وأضاف روبنز "كانت المباحثات الثنائية بين الولايات المتحدة وحماس بادرة حسن نية من جانب الرئيس دونالد ترامب، ومن الأهمية بمكان أن تنفذ حماس ما قالته وألا تضيف شروطا في اللحظات الأخيرة".
وأكد أن "كل تصريح استمعنا إليه من البيت الأبيض يشير إلى استمرار الاتفاق، البيت الأبيض لم يتخلَ عنه، ولكن المسألة تقضي بالوصول إلى المرحلة الثانية"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة لا ترى دورا لحماس في حكم قطاع غزة بالمستقبل".
إعلانوأضاف أن "الولايات المتحدة خلال فترة وقف إطلاق النار الممتد ستسعى إلى إيجاد حل دائم لهذا الصراع المستعصي".
وختم روبنز بأن "الولايات المتحدة تصر على أن المساعدات الإنسانية يجب أن تستمر بالتدفق إلى قطاع غزة، وهذا موقف واضح لها".
انحياز أميركي
من جانبه، انتقد الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة الموقف الأميركي قائلا "موقف ويتكوف ومجلس الأمن القومي يقدمان مقاربة قريبة من موقف نتنياهو".
وأضاف أن "البيان تحدث عن اقتراح تمديد وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى، ولم يتحدث عن الانتقال إلى المرحلة الثانية".
واعتبر الحيلة أن "هناك نوعا من التخاطب والتقاطع بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي باتجاه خلق مسار موازٍ مختلف عن مسار الاتفاق الأصلي"، واصفا التهديد الأميركي بـ"فتح أبواب الجحيم" بأنه "ليس طريقة تفاوض وليس أسلوبا يمكن أن يقدم عليه وسيط نزيه".
أما الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى فقد ركز على الرد الإسرائيلي قائلا "إسرائيل اتخذت سياسة واضحة بالانفصال عن الاتفاق الأصلي الذي وقّعت عليه، الأمر الأول عدم الالتزام بجميع استحقاقات المرحلة الأولى".
وأضاف مصطفى "جوهر المقترح الذي تقدمت به إسرائيل عن الأسرى الـ11 الأحياء الذين تطالب بهم وكأنه يضع العصا في الدواليب، ولا يراد من ورائه التوصل إلى اتفاق".
وأوضح "الفرق بين حماس وإسرائيل أن حماس تعديلاتها على المقترح من أجل العودة إلى الاتفاق الأصلي، في حين إسرائيل تعديلاتها من أجل الانفكاك نهائيا من الاتفاق الأصلي".
وخلال الحلقة ورد خبر عاجل عن سحب ترشيح آدم بولر مبعوثا رئاسيا لشؤون الرهائن في الخارجية الأميركية، فعلق الحيلة على ذلك قائلا "هذا يعني أن إسرائيل ضغطت في هذا الاتجاه من أجل إقصاء هذا الرجل".
أما مصطفى فاعتبر أن بولر "أجرى مباحثات مع حماس، وهذا ما استفز اليمين الإسرائيلي واليمين الأميركي، ودفعا لإزاحته".
إعلان