رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار دولار
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
قال الرئيس التنفيذي الجديد لشركة "آلات" التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، والعاملة في مجال أشباه الموصلات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إن السعودية ستسحب استثماراتها من الصين إذا طلبت منها الولايات المتحدة ذلك، بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرغ".
ووفقا للوكالة، قال أميت ميدا، الرئيس التنفيذي لـ"آلات"، وهي شركة استثمارية مدعومة برأسمال قدره 100 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة برئاسة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان: "حتى الآن كانت الطلبات هي إبقاء سلاسل التصنيع والتوريد منفصلة تمامًا، ولكن إذا أصبحت الشراكات مع الصين مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة، فسنسحب استثماراتنا".
وأوضحت الوكالة أن المسؤولين الأميركيين أبلغوا نظراءهم السعوديين أنهم بحاجة إلى الاختيار بين التكنولوجيا الصينية والأميركية لأنهم يهدفون إلى بناء صناعة أشباه الموصلات في المملكة، بحسب "بلومبرغ"، التي ذكرت أن هذا كان "جزءا من المحادثات الجارية حول مجموعة من قضايا الأمن القومي بين البلدين".
وقال ميدا في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" على هامش المؤتمر العالمي لمعهد ميلكن في كاليفورنيا: "نسعى إلى شراكات موثوقة وآمنة في الولايات المتحدة التي تعتبر الشريك الأول بالنسبة لنا والسوق رقم واحد في مجال الذكاء الاصطناعي والرقائق وأشباه الموصلات."
وأضاف ميدا أن شركة "آلات" ستعلن في الوقت نفسه عن شراكات مع شركتين أميركيتين للتكنولوجيا، بحلول نهاية يونيو، وستشارك في الاستثمار مع شركة أميركية. ورفض التعليق على الشركات المشاركة في تلك المحادثات أو ما إذا كانت تركز على الذكاء الاصطناعي أو الرقائق أو مزيج من الاثنين.
وذكرت الوكالة أن السعودية تتنافس على الريادة الإقليمية في مجال التكنولوجيا المتقدمة، على أمل إنشاء مراكز بيانات وشركات الذكاء الاصطناعي وتصنيع أشباه الموصلات.
وأوضحت أن طموحات المملكة تأتي في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بالتدقيق بشكل متزايد في علاقات الشرق الأوسط مع الصين، بسبب المخاوف من أن دول مثل السعودية والإمارات يمكن أن تكون بمثابة قنوات لبكين للوصول إلى التكنولوجيا التي تُمنع الشركات الصينية من شرائها من الولايات المتحدة.
ووفقا للوكالة، طلبت الولايات المتحدة بالفعل من شركة الذكاء الاصطناعي G42، ومقرها أبو ظبي، التخلص من التكنولوجيا الصينية، مقابل استمرار الوصول إلى الأنظمة الأميركية التي تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ومهدت هذه الاتفاقية الطريق لاستثمار شركة "مايكروسوفت" بقيمة 1.5 مليار دولار في G42.
وفي فبراير الماضي، أعلن مجلس إدارة شركة "آلات" تعيين أميت ميدا رئيساً تنفيذياً للشركة، بحسب وكالة الأنباء السعودية، التي أوضحت أن أميت "يُعد أحد رواد الأعمال العالميين، إذ ساهم في بناء شركات عدة وقيادة التحول فيها خلال المهام القيادية التي تولاها في الصين والولايات المتحدة والهند وسنغافورة ودول أخرى".
ووفقا للوكالة السعودية، تعمل "آلات على تعزيز قدرات القطاع التقني مستفيدةً من التطور السريع الذي يشهده القطاع في المملكة، لتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية وتمكين القطاع الخاص من خلال التعاون مع الشركات العالمية الرائدة في مجال تصنيع التقنيات".
وأوضحت الوكالة أن "آلات ستركز على قيادة التحول في القطاعات العالمية، مثل الإلكترونيات والصناعات المتقدمة، وإنشاء مركز تصنيع بمعايير عالمية في المملكة، كما ستتبع الشركة ممارسات التصنيع المستدامة لمساعدة الشركات العالمية على تقليل انبعاثاتها وتسريع وتيرة العمل نحو تصنيع خالٍ من الكربون".
وقال ميدا عند تعيينه رئيسا تنفيذيا للشركة: "تتمثل مهمة آلات في تحويل القطاعات العالمية لتصنيع الإلكترونيات والصناعات المتطورة من خلال إنشاء مركز تصنيع مستدام يستفيد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر في المملكة".
وفي ديسمبر الماضي، ذكرت وكالة بلومبرغ، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أجبرت صندوق رأس مال استثماري تابع لأرامكو السعودية على بيع أسهمه في شركة ناشئة لرقائق الذكاء الاصطناعي في سيليكون فالي يدعمها المؤسس المشارك لـ "OpenAI"، سام ألتمان.
وأوضحت الوكالة أن هذا قد يحمل آثارا أوسع على استثمارات المملكة المتنامية في التكنولوجيا الأميركية.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر لبلومبرغ إن شركة "Prosperity7"، وهي المستثمر الرئيسي في جولة تمويل جمعت 25 مليون دولار لشركة "Rain AI" في عام 2022، باعت أسهمها في الشركة الناشئة بعد مراجعة أجرتها لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة "CFIUS".
وذكرت المصادر التي طلبت من "بلومبرغ" عدم الكشف عن هويتها، لأن المعلومات خاصة، أن "CFIUS"، وهي الهيئة الرقابية الأميركية الرئيسية للصفقات التي لها آثار على الأمن القومي، أصدرت تعليمات للصندوق السعودي بإلغاء هذه الصفقة في وقت ما خلال العام الماضي.
وتعمل الولايات المتحدة على تشديد التدقيق في نشاط صناديق الثروة في الشرق الأوسط، كجزء من الكبح المتزايد تجاه الكيانات التي يُعتقد أن لها علاقات وثيقة مع الصين، بحسب الوكالة.
وأفادت "بلومبرغ نيوز" أن "CFIUS" تراجع عدة صفقات بمليارات الدولارات هذا العام بسبب مخاوف من أنها قد تشكل مخاطر على الأمن القومي.
وتعد "Rain AI"، الممولة جزئيا من ألتمان، شركة ناشئة تصمم شرائح الذكاء الاصطناعي المستوحاة من الطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري.
وباعت "Prosperity7" حصتها في الشركة لصالح شركة "Grep VC" الاستثمارية في وادي السيليكون، وفقا لشركة البيانات "PitchBook".
وسعت بكين إلى تعزيز العلاقات مع الشرق الأوسط بينما تصاعدت التوترات مع الولايات المتحدة وأوروبا. وفي نوفمبر، وقعت الصين والسعودية اتفاقية مبادلة عملات محلية بقيمة حوالي 7 مليارات دولار.
كما استثمرت شركة أرامكو السعودية، التي تسيطر على شركة "Prosperity7"، مليارات الدولارات في قطاع الطاقة الصيني حتى في الوقت الذي تحاول فيه المملكة جذب شركات التكنولوجيا الصينية، بحسب بلومبيرغ.
وتعتبر عمليات البيع التي قام بها صندوق "Prosperity7"، وهو صندوق رأس مال استثماري بقيمة مليار دولار مملوك لشركة "Aramco Ventures"، ملحوظة بسبب حملة البيت الأبيض لاحتواء التفوق التكنولوجي للصين، ويركز هذا المسعى بشكل خاص على أشباه الموصلات التي ستقود الابتكارات المستقبلية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وفق الوكالة.
مع ذلك، يعمل ألتمان على جمع مليارات الدولارات لمشروع جديد لرقائق الذكاء الاصطناعي للتنافس مع شركة "Nvidia Corp"، وقد سافر إلى الشرق الأوسط لجمع الأموال لمشروع يحمل الاسم الرمزي "Tigris" (أي دجلة)، حسبما أفادت بلومبرغ نيوز هذا الشهر. ولم يكن من الواضح ما إذا كانت "Rain AI" مرتبطة بهذا الجهد من عدمه، ولا تزال تقنيتها في مرحلة مبكرة من التطوير.
وفي حين تهيمن "Nvidia" على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، تنضم "Rain AI" وألتمان إلى العشرات من الشركات الناشئة من آسيا إلى أوروبا التي تتطلع إلى تصميم شرائح يمكن أن تكون أرخص وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
وحظرت الولايات المتحدة مبيعات الرقائق عالية الأداء المطلوبة لتطوير الجيل القادم من خدمات الذكاء الاصطناعي للصين، مما يعيق طموحات الصين للمنافسة في هذا المجال المزدهر.
ومع ظهور "تشات جي بي تي" الذي قدمته شركة "OpenAI"، كان هناك قلق بشأن احتياج مراكز البيانات التي تنشئ نماذج كبيرة للذكاء الاصطناعي إلى طاقة مفرطة.
وتهدف "Rain AI" وغيرها من الشركات الناشئة في مجال تصنيع الشرائح إلى إعادة خلق معالجة البيانات لتقليل الحاجة إلى عمليات النقل وخفض استهلاك الطاقة.
وفي حين أن ألتمان هو من أوائل المستثمرين في "Rain AI"، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان لا يزال نشطا في الشركة أو كيف يتابع تلك التكنولوجيا حاليا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة أشباه الموصلات الشرق الأوسط ملیار دولار الوکالة أن فی المملکة فی مجال
إقرأ أيضاً:
صناعة الأسلحة تحقق إيرادات قياسية.. الولايات المتحدة في المقدمة
فتح تقرير صادر عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام "SIPRI"، الباب على صناعة الأسلحة بالعالم ومداخيل كبرى الشركات العاملة في القطاع، والتي تسيطر عليها الولايات المتحدة.
واستنادا إلى البيانات التاريخية لآخر 10 سنوات (2014 - 2023)، لمبيعات أكبر 100 شركة أسلحة بالعالم، كشف أن إيراداتها من مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية تجاوزت 5.3 تريليونات دولار.
ويعادل هذا الرقم الناتج المحلي لعام 2023 لبلد مثل ألمانيا أو الهند أو فرنسا أو المملكة المتحدة، كما أنه يعادل ما تعهدت به الدول المتقدمة للبلدان النامية المتأثرة بتغير المناخ لمدة 53 عاما مقبلة (بمتوسط 100 مليار دولار في كل عام).
والعام الماضي فقط، بلغت مبيعات أكبر 100 شركة أسلحة عالميا نحو 632 مليار دولار، وهو أعلى رقم مبيعات على الإطلاق بحسب البيانات التاريخية الصادرة عن "SIPRI".
وبينما نمت الإيرادات 4.2 بالمئة، مقارنة بـ2022 الذي سجل 600 مليار دولار، فإن النمو جاء مدفوعا بتوترات الشرق الأوسط من جانب، واستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا من جانب آخر.
سيطرة أمريكية
ويظهر المسح أن أعلى خمس شركات في آخر 10 سنوات، كانت أمريكية، باستثناء عامي 2014 و2015 اللذين ضما شركة واحدة بريطانية وهي "BAE Systems".
وبلغت إيرادات أعلى 5 شركات خلال العقد الماضي نحو 1.63 تريليون دولار، أي ما نسبته 31 بالمئة من إجمالي إيرادات الشركات المئة خلال الفترة نفسها، بينما توزعت نسبة 69 بالمئة المتبقية على الشركات الـ 95 الأخرى.
وعلى مدى السنوات العشر الماضية، جاءت لوكهيد مارتن الأمريكية، بوصفها أكبر شركة تحقيقا للإيرادات المالية من مبيعات الأسلحة والخدمات الدفاعية والعسكرية.
وبلغ إجمالي إيرادات الشركة وحدها خلال العقد الماضي نحو 496.7 مليار دولار، بمتوسط سنوي يبلغ قرابة 50 مليار دولار، وفق البيانات الخام المنشورة على موقع "SIPRI".
وكانت الولايات المتحدة، أكبر منفق فردي على مبيعات الأسلحة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا منذ فبراير/ شباط 2022، كما أنها أكبر منفق على الدفاع بين أعضاء حلف الناتو.
أمريكا والإنفاق الدفاعي
فيما يلي تحليل عام للنفقات العسكرية السنوية بناءً على بيانات من وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" وتقارير ميزانية الدفاع، جمعتها الأناضول من بيانات وزارة الخزانة الأمريكية التاريخية:
2014: بلغ الإنفاق العسكري حوالي 610 مليار دولار: شهدت هذه السنة نهاية التدخل الأمريكي المكثف في أفغانستان، مع توجه نحو إعادة تموضع القوات.
2015: ارتفع الإنفاق إلى 612 مليار دولار: التركيز كان على مواجهة تهديدات الإرهاب، خاصة من تنظيم داعش.
2016: وصل إلى 611 مليار دولار: تم تخصيص ميزانيات لتعزيز التكنولوجيا العسكرية والطائرات من دون طيار.
2017: بلغ 626 مليار دولار: مع تولي إدارة دونالد ترامب، بدأ الاتجاه نحو زيادة الإنفاق لتعزيز الردع العالمي.
2018: قفز الإنفاق إلى 676 مليار دولار: أطلقت الإدارة الأمريكية مبادرات لتطوير القوات النووية والدفاع الفضائي.
2019: وصل الإنفاق إلى 686 مليار دولار: استمر التركيز على تطوير الأسلحة الحديثة ومواجهة الصين وروسيا.
2020: بلغ الإنفاق حوالي 714 مليار دولار: تم تعزيز القدرات الدفاعية السيبرانية، مع التركيز على تحديث البحرية والقوات الفضائية.
2021: قُدر الإنفاق بـ 740 مليار دولار: ركزت إدارة الرئيس جو بايدن على الابتكار في التكنولوجيا العسكرية والاستثمار في القوى الناشئة.
2022: ارتفع إلى 767 مليار دولار: تم تعزيز المساعدات العسكرية لأوكرانيا في مواجهة الحرب مع روسيا، إضافة إلى مواجهة تحديات الصين.
2023: تجاوز الإنفاق 800 مليار دولار: تزايد الدعم لأوكرانيا، مع تخصيص ميزانيات لتعزيز الردع النووي وتحديث الأسلحة.
وخلال هذه الفترة (2014-2023)، بلغ إجمالي الإنفاق العسكري الأمريكي حوالي 6.8 تريليونات دولار.