الإعلان عن تأسيس الائتلاف ضد التعذيب في تونس
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
تونس – أعلنت منظمات حقوقية تونسية، من بينها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، عن تأسيس "الائتلاف ضد التعذيب" بهدف توحيد الجهود لكشف التجاوزات، والحد من الإفلات من العقاب، وتعديل القانون ليتماشى مع المعايير الدولية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الأربعاء بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، تزامنا مع إحياء "اليوم العالمي لمناهضة التعذيب" الذي يوافق 8 مايو/أيار من كل عام، كما يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ47 لتأسيس "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان".
وتشمل هذه المبادرة لبنة أولى من الجمعيات الحقوقية التونسية من مثل "الجمعية التونسية للعدالة والمساواة" و"جيل ضد التهميش" و"الجمعية التونسية أولادنا"، إضافة إلى جمعية أفريقية.
يقول المدير التنفيذي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان محمد مزام، للجزيرة نت، إن هذه المبادرة ستبقى مفتوحة لكل قوى المجتمع المدني للانضمام إليها، بهدف توحيد جهودها والاستفادة من تجاربها من أجل الحد من ظاهرة التعذيب وسوء المعاملة والتي لا تزال قائمة.
ويشير مزام إلى أن إطلاق هذه المبادرة يأتي في ظل استمرار تسجيل انتهاكات تتعلق بسوء المعاملة والتعذيب، والتي رغم تراجعها بعد الثورة، فإنها لم تنتهِ بعد، بل تأخذ أشكالا متعددة أخرى تختلف بتغير السياقات والظروف السياسية، خاصة في ظل الإفلات من العقاب، وفق قوله.
ووفق الناشط الحقوقي، فإن ضحايا التعذيب وسوء المعاملة لا يزالون موجودين، و"في كل سنة نسجل ضحايا جددا، في وقت لم يحدث فيه إنصاف للضحايا السابقين، ولم تُكشف الحقيقة الكاملة بشأن تلك الانتهاكات".
وسيعمل الائتلاف وفق منهجية تسعى لرصد الانتهاكات لحقوق الإنسان، والكشف عن التجاوزات التي قد تحدث، وأيضا تقديم المساعدة النفسية والطبية والقانونية لضحايا التعذيب وسوء المعاملة، وتقديم مقترحات تشريعية لاجتثاث ظاهرة التعذيب.
تنقيح القانونويقول مدير الرابطة مزام إن جريمة التعذيب المنصوص عليها وفق الفصل 101 مكرر، وما يليه من بنود قانونية في المجلة الجزائية -رغم ما أدخل عليها من تنقيحات سابقة-، لا تتماشى مع المعايير الدولية، ولا تتطابق مع أحكام الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب.
ويختزل الفصل 101 مكرر جريمة التعذيب في نزع اعترافات ومعلومات بشكل قسري، أو في ارتكاب اعتداءات من منطلق التمييز العنصري، لكن مزام يوضح أن التعريف الدولي لهذه الجريمة أوسع وأشمل نطاقا مما يستوجب تعديل القانون التونسي.
وخلال المؤتمر الصحفي، قدّم الائتلاف ضد التعذيب مقترح قانون أساسي يتعلق بتنقيح الفصل 101 مكرر في المجلة الجزائية، الذي جاء فيه تعريف جريمة التعذيب على أنها "كل فعل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديا كان أو معنويا، يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول منه أو من غيره على معلومات أو اعتراف بفعل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه هو أو غيره، أو تخويفه للحصول على معلومات".
ويدخل في نطاق التعذيب في هذا الفصل الألم أو العذاب أو التخويف أو الإرغام الحاصل لأي سبب من الأسباب بدافع التمييز العنصري.
ويقترح الائتلاف ضد التعذيب تنقيحا لهذا الفصل بإضافة عبارات تجرم تورط أي موظف عمومي أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية في أعمال ينتج عنها ألم وتعذيب بسبب عقوبات قانونية.
وضع متأزمويأتي الإعلان عن مبادرة "الائتلاف ضد التعذيب" في وقت تعيش فيه تونس على وقع مطالب حقوقية واسعة للإفراج عن سياسيين اعتقلوا منذ فبراير/شباط 2023 بتهمة التآمر على أمن الدولة، خاصة مع انتهاء فترة الاحتفاظ القصوى بهم في السجن وهي 14 شهرا، وفق المبادرة.
ومن بين هؤلاء السجناء رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، والأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي، وقياديون فيما تعرف بـ"جبهة الخلاص" التي تتكون من أحزاب معارضة منها حركة النهضة.
وفي السياق، يقول المدير التنفيذي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان محمد مزام إنه من غير المقبول مواصلة احتجاز هؤلاء السياسيين على خلفية نشاطهم السياسي، داعيا إلى احترام جميع الإجراءات القانونية وتوفير شروط المحاكمة العادلة لكل المساجين.
وفي الذكرى الـ47 لتأسيسها، عبّرت "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان" عن تنديدها بما اعتبرته "تضييقا على الحريات العامة وحرية التعبير، وانحرافا بالسلطة لإرساء حكم فردي مطلق وهيمنة السلطة الحالية على القضاء"، مطالبة بإطلاق سراح المساجين السياسيين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يناقش تعزيز حقوق الإنسان في مصر مع أعضاء مجلس النواب
التقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اليوم الثلاثاء، مع أعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب برئاسة طارق رضوان، وذلك في إطار اللقاءات الدورية التي يعقدها وزير الخارجية مع نواب البرلمان واللجان المختلفة بمجلسي النواب والشيوخ.
أشاد «عبد العاطي»، بالتعاون القائم بين البرلمان والقطاعات المختلفة بوزارة الخارجية، ومنها قطاع حقوق الإنسان، مؤكدًا حرص الوزارة على المشاركة في جلسات اللجان المختلفة لاستعراض جهود الوزارة في الملفات المختلفة وتناول محددات السياسة الخارجية المصرية، مشيدًا بالدور الهام الذي تلعبه لجنة حقوق الإنسان للدفاع عن مصالح أبناء الشعب المصري من خلال تعزيز البنية التشريعية ذات الصلة بحقوق الإنسان، وذلك على ضوء الأهمية التي يوليها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين حياة المواطن المصري وتوفير حياة كريمة له.
وسلط وزير الخارجية، الضوء على التقدم الذى حققته مصر خلال الفترة الماضية للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك من خلال رفع مستوى الوعي بحقوق الإنسان وتضمينها في خطط وبرامج الدولة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان. كما نوه إلى حرص وزارة الخارجية على إقامة حوار مع الدول والمنظمات الدولية في إطار الحوار الموضوعي البناء القائم على أساس الاحترام المتبادل لاطلاعهم على ما تحقق من إنجازات في هذا الملف. كما استعرض مشاركة مصر في جلسة المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان التي عقدت في 28 يناير 2025، وأكد على الحرص على مواصلة الجهود لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، بالتعاون مع كافة الجهات الوطنية المعنية بملف حقوق الإنسان.
وأشاد وزير الخارجية خلال اللقاء بالتشريعات التي تم تمريرها خلال الفترة الأخيرة والتي تعكس الأولوية التي توليها مصر للنهوض بالمناخ العام لحقوق والحريات، مبرزا قانون الإجراءات الجنائية الذى مثل ثورة تشريعية وخطوة هامة نحو تعزيز منظومة العدالة الجنائية فى مصر.
واستعرض «عبد العاطى»، التحديات الإقليمية المختلفة، مشيراً إلى الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مشددا على رفض مصر الكامل لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتصفية القضية الفلسطينية. وقد تناول السيد وزير الخارجية ايضا الأوضاع فى السودان حيث شدد على ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية ودعم مؤسساتها الوطنية، كما استعرض محددات الموقف المصري من التطورات فى سوريا حيث شدد على حرص مصر على دعم الشعب السورى واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة.
فى نهاية اللقاء، استمع وزير الخارجية لآراء ومقترحات أعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب ودار نقاش تفاعلي حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية وارتباطها بحقوق الإنسان.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية يبحث مع رئيس مجلس الشيوخ تعزيز التعاون في قضايا حقوق الإنسان
عاجل| وزير الخارجية: اتصالاتنا مستمرة مع كل الأطراف لوقف انتهاك إسرائيل لسيادة الدول العربية
عاجل| وزير الخارجية يؤكد دعم مصر الكامل لجهود لبنان لاستعادة الأمن والاستقرار