فورين بوليسي: السعودية تتجه لتصبح مصر الجديدة
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
تقترب الولايات المتحدة والسعودية من توقيع اتفاق أمني يتضمن ضمانات أمنية أميركية ومساعدة في المجال النووي للمملكة للأغراض المدنية في إطار صفقة محتملة أكبر تشمل تطبيعا للعلاقات مع إسرائيل، لكنها قد تؤدي بالنهاية إلى "تشويه" العلاقات بين واشنطن والرياض وتتحول السعودية لمصر ثانية، وفقا لتحليل نشرته مجلة "فورن بوليسي"، الأربعاء.
ووفقا للتحليل، الذي كتبه الزميل في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن ستيفن كوك، فإنه على المسؤولين في واشنطن والرياض استبعاد إسرائيل من الصفقة حتى لا يكون لذلك أي تأثيرات سلبية على العلاقات الثنائية بين البلدين كما هو حاصل مع مصر.
يرى كاتب المقال أنه في حال كان التزام الولايات المتحدة تجاه السعودية مشروطا بالتطبيع مع إسرائيل، فمن المرجح أن تفرض العلاقات الإسرائيلية السعودية نفسها على العلاقة الثنائية بين واشنطن والرياض.
يطرح الكاتب أمثلة على ما جرى مع مصر خلال السنوات الماضية، حيث يشير إلى أنه وطوال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وبشكل خاص خلال السنوات الأخيرة من حكمه، كان تسبب "المنطق الثلاثي" للعلاقات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل في تأثير سلبي ومدمر للنظام المصري.
ويتابع أن معارضي مبارك اتهموا واشنطن بتحويل مصر لقوة من الدرجة الثانية في المنطقة بسبب إسرائيل، مما يعني أن القاهرة لم تتمكن من عمل أي شيء عندما غزت إسرائيل لبنان مرتين واستوطنت الضفة الغربية، وضمت القدس.
ويبين أن القيام بخلاف ذلك كان من شأنه أن يعرض العلاقات مع إسرائيل للخطر، وهو ما من شأنه أن يؤدي بدوره إلى تقويض العلاقات مع الولايات المتحدة.
ونتيجة لذلك، وبدلا من تحدي إسرائيل بشكل مباشر، تُركت مصر للاحتجاج على الاستفزازات الإسرائيلية في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى، وهو "سلاح الضعفاء" بحسب الكاتب.
كذلك تعرضت القاهرة للانتقادات عندما جرى اكتشاف أنفاق للتهريب من مصر إلى قطاع غزة لأول مرة في عام 2007، حيث استغلت إسرائيل ومؤيدوها الأمر وأشركوا واشنطن فيه، مما تسبب بغضب لدى المسؤولين المصريين الذين كانوا يفضلون التعامل معه كمسألة ثنائية، خوفا من تعرض المساعدة العسكرية التي تقدمها واشنطن القاهرة للخطر.
بالتالي يرى كاتب المقال أن إشراك إسرائيل في الجهود الرامية إلى تأمين اتفاق أمني مع السعودية لن يؤدي سوى لمزيد من التعقيد للعلاقات الثنائية المعقدة بالفعل مع واشنطن.
ليس بالضرورة أن تكون المشاكل المستقبلية بين إسرائيل والسعودية أمنية كتلك التي حصلت مع مصر على أن البلدين لا يمتلكان حدودا برية.
لكنها على الأغلب ستكون سياسية، بحسب كاتب المقال، الذي أشار إلى أن النهج السعودي مع خصوم إسرائيل في المنطقة، وعلى رأسهم إيران، قد يثير غضب الإسرائيليين.
ومثل المصريين، يعتمد السعوديون على المساعدات الأمنية الأميركية، وفي حال كان هناك عدم رضا من إسرائيل على السيساة الخارجية للديوان الملكي السعودي، فإن احتمال حدوث مشاكل في العلاقات الأميركية السعودية سيكون أمرا حقيقيا، بحسب كاتب المقال.
بالتالي ينصح الكاتب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بإبرام اتفاقية دفاع مع السعودية بشكل منفصل عن مسار التطبيع مع إسرائيل.
وتسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إبرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، استكمالا لمسار بدأ في عهد سلفه دونالد ترامب، وأثمر اعتبارا من العام 2020، توقيع اتفاقات بين الدولة العبرية ودول عربية عدة هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وتأثرت المباحثات بشأن الاتفاق السعودي الإسرائيلي باندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، إثر هجوم شنّته الحركة على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل نحو 1170 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا لأرقام رسمية إسرائيلية.
وانتقدت السعودية بشدة الحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية التابعة لحماس.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان أكد، السبت، أن واشنطن لن توقع اتفاقية دفاع مع السعودية إذا لم توافق المملكة وإسرائيل على تطبيع العلاقات، مشددا على أنه "لا يمكنك فصل قطعة عن الأخرى".
وفي مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" نفى سوليفان الاقتراحات الأخيرة القائلة إنه يتم النظر في اتفاق ثنائي بين إدارة بايدن والمملكة إذا رفضت إسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة کاتب المقال مع السعودیة مع إسرائیل إسرائیل فی
إقرأ أيضاً:
هل سيطبع الشرع العلاقات مع إسرائيل؟!
البوابة - يبدو أن تقارب الدول من إسرائيل يفتح لها أبواب الرخاء، وهذا ما قد يحصل إن وافق الرئيس السوري أحمد الشرع على تطبيع علاقات بلاده مع الكيان الصهيوني، بحسب ما تداولت مواقع إخبارية عدة ذلك دون أي توضيح رسمي من قبل الجانب السوري.
اقرأ ايضاًلكن اللافت للنظر أنّ هذه التقارير لم تأتِ على لسان الشرع نفسه، وإنما على لسان بعض الشخصيات الغربية التي زارت دمشق، وقيل إنها التقته، وهي: عضو الكونغرس الأمريكي كوري ميلز، وعضو الكونغرس الأمريكي مارلين ستوتزمان، والدبلوماسي البريطاني السابق كريغ موراي.
ماذا سيحقق التطبيع لـ "سوريا"؟ففي خضم الأوضاع الراهنة التي يعاني منها الداخل السوري، من اقتصاد متهالك، والحاجة الملحة للإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع لكسب الشرعية الدولية، يكثر التساؤل حول ما سيحققه التقارب مع إسرائيل، ولا سيما أن التقارب السوري الإسرائيلي سيضمن رفع العقوبات الأمريكية والدولية عنها، وخاصة أن المعضلة الأساسية التي تواجه الحكومة الجديدة في إدارة البلاد هي العقوبات المفروضة عليها.
بحسب ما تناقلته مواقع إخبارية على لسان شخصيات أمريكية كانت قد التقت الشرع خلال زيارتها إلى سوريا، أوضحت أن الشرع وضع شروطه للموافقة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومنها:
الأول: أن تبقى سوريا دولة موحدة ذات سيادة كاملة.
الثاني: وقف جميع الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
أما الشرط الثالث، فهو الأكثر تحفظًا، وخاصة لدى إسرائيل، وهو التوصل إلى اتفاق حول وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية، بما في ذلك جبل الشيخ والمناطق العازلة.
اقرأ أيضا: أميركا تخزن المعادن في قاع البحار والصين تعترض
عند النظر إلى المكاسب التي تحققها إسرائيل، سواء وجد تقارب مع سوريا أم لم يوجد، يتضح أنها مستفيدة في جميع الأحوال.
فسيطرتها على المناطق العازلة، ولا سيما جبل الشيخ، دون أي مقاومة تُذكر من الجانب السوري، تُعد فرصة ثمينة قدمت لها على طبق من ذهب، ومن غير المرجح أن تتنازل عنها بسهولة.
أما من ناحية أخرى، فإن فتح قنوات العلاقات مع سوريا من شأنه أن يحقق لإسرائيل مكاسب إضافية، تتمثل في تعزيز أمنها الإقليمي وخلق بيئة أكثر استقرارًا، خصوصًا بعد نجاحها في تطبيع العلاقات مع كل من الأردن ومصر.
كلمات دالة:هل سيطبع الشرع العلاقات مع إسرائيل؟!سورياإسرائيلالشرعتطبيعأحمد الشرع
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن