استضاف برنامج "ما بعد النفط" على منصة أثير رئيس قسم العلوم السياسية السابق في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي في حلقة تناولت التغيرات الواقعة في مستوى النظام العالمي ومدى تأثير تنامي المنافسة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين على دول الخليج العربي حاضرا ومستقبلا.

وتطرق ضيف "ما بعد النفط" إلى مراحل توغل الولايات المتحدة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط موضحا أهدافه الحقيقية، وأيضا ما تمتلكه دول الخليج من هامش للمناورة والتأثير على واشنطن ومواقفها من النزاعات الدائرة في المنطقة، على رأسها القضية الفلسطينية.

ومن جهة أخرى، ناقش البروفيسور جدوى التقارب بين الصين ودول الخليج وآفاقه.

بداية اهتمام القوى الكبرى بمنطقة الخليج

وانطلق الشايجي بعرض تاريخ اهتمام القوى الكبرى بمنطقة الخليج العربي، مشيرا إلى أنه بدأ منذ القرن الـ19 حينما هيمنت بريطانيا على المنطقة، ووقّعت جملة من معاهدات الحماية مع الحكام العرب، على غرار توقيع معاهدة الحماية مع الكويت في عام 1899.

وتواصلت الهيمنة البريطانية في المنطقة إلى غاية إعلان نيتها الانسحاب من شرق السويس عام 1968 ليتحول النفوذ في دول الخليج إلى الولايات المتحدة الأميركية، بحسبه.

وأشار الشايجي إلى أن بداية الاهتمام الأميركي بمنطقة الخليج كانت مع الرئيس الأميركي نيكسون في نهاية الستينيات، حينما اعتمد "مبدأ العمودان التوأمان" والتي بمقتضاها عولت أميركا على الدولتين الحليفتين لها حينها (إيران والسعودية) للقيام بمهمة حفظ الاستقرار في المنطقة.

وأضاف الشايجي أن "سقوط نظام الشاه في إيران عام 1979 أدى إلى خلل في موازين القوى في المنطقة" بما تسبب في غزو السوفيات لأفغانستان، بالإضافة إلى إعلان الرئيس الأميركي كارتر منطقة الخليج منطقة نفوذ ومصالح حيوية أميركية في عام 1980، مشيرا إلى أن واشنطن مستعدة لاستخدام جميع الوسائل المتوفرة لديها لحماية مصالحها في الخليج بما فيها القوة العسكرية.

ولاحقا أنشأت أميركا قوات التدخل السريع وطلبت تأسيس قواعد عسكرية في دول الخليج العربي، بحسب الشايجي، وأصبح عام 1987 نقطة تحول جديدة في مراحل توغل الأميركان في المنطقة، حين طلبت الكويت من أميركا حماية ناقلات نفطها التي تعرضت إلى القصف الإيراني أثناء حرب الخليج الأولى.

View this post on Instagram

A post shared by Atheer – أثير (@atheerplatform)

غزو الكويت الخطيئة التي عززت وجود أميركا في المنطقة

وتطرق الشايجي إلى الغزو العراقي للكويت في أغسطس/آب 1990، قائلا: "عبارة غزو لا تكفي لوصف ما حدث حينها، حيث ألحقها صدام حسين بالعراق باعتبارها المحافظة 19 وشطبها من قائمة الدول، كما غير جنسية مواطنيها من الكويتية إلى العراقية".

وأشار إلى أن قيادة الولايات المتحدة الأميركية للتحالف الدولي لتحرير الكويت مكنها من التوغل أكثر في المنطقة، وكان سبب توجه دول الخليج لإمضاء ترتيبات أمنية مع واشنطن مكنتها من تركيز قواعد عسكرية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وأيضا لاعتمادها كمركز لقيادة عملياتها في المنطقة المركزية الوسطى.

الموقف الأميركي من محاولات التقارب الصينية الخليجية

وفي الحديث عن علاقات دول الخليج مع الصين، انطلق الدكتور بمقارنة بين الصين وأميركا على المستوى الفكري والثقافي، مبينا أن انغلاق الصين فكريا وسياسيا عرقل تقدمها في البروز كقوة عالمية جاذبة وأخر من ربط علاقات شراكة بينها وبين دول الخليج.

View this post on Instagram

A post shared by Atheer – أثير (@atheerplatform)

وأوضح ضيف "ما بعد النفط" أن الصين الشعبية تركز على الجانب الاقتصادي حيث تريد من دول الخليج دعم اقتصادها وتوفير مصادر للطاقة بأسعار مقبولة، وأن بكين تستورد 40% من احتياجاتها من الطاقة من دول الخليج بما يجعلها شريكها التجاري الأول بقيمة 400 مليار دولار.

ويرى الشايجي أن هدف الصين من مشروع "الحزام والطريق" هو نشر قواعدها العسكرية حول العالم، لذا فهي تتجه لتعزيز استثماراتها وعلاقاتها مع دول الخليج من خلال إدماجها في المبادرة ومشروع طريق الحرير، وهو ما يثير حفيظة أميركا، بحسب رأيه.

وفي هذا الخصوص، أكد أستاذ العلوم السياسية أن الهدف من مشروع الممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا مرورا بالشرق الأوسط، المقترح في قمة الـ20 المنعقدة في يوليو/تموز الماضي في الهند، هو الرد على طموحات الصين في المنطقة وعرقلة مبادرتها "الحزام والطريق".

وأضاف الدكتور أن قلق الغرب من المبادرات التوسعية الصينية بدأ منذ اتفاقية إمضاء ربع القرن بين الصين وإيران عام 2021، والذي تضمن عقودا واستثمارات بقيمة 400 مليار دولار، على مدى ربع قرن قادم، تتوزع ما بين النفط والتكنولوجيا والسلاح وأيضا البنى التحتية والعلمية.

View this post on Instagram

A post shared by Atheer – أثير (@atheerplatform)

من سيحكم العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية؟

وكشف ضيف "ما بعد النفط" أن الاستراتيجيات الأمنية والدفاعية الأميركية بالإضافة إلى تقارير مؤسساتها الاستخباراتية تؤكد، منذ عام 2012، أن العالم يتجه نحو التعددية القطبية وأن المنافس الرئيسي لواشنطن بحسب التقارير ذاتها هي بكين، مستبعدا أن تكون روسيا ضمن سباق الدول القادرة على الهيمنة على العالم بسبب ضعف اقتصادها.

وبحسب الدكتور الشايجي لا يمكن لروسيا أن تكون دولة عظمى متنفذة بدون اقتصاد قوي يدعم خططها العسكرية وصناعاتها الدفاعية وأيضا جهودها في مجال البحث العلمي، ففي حين يبلغ حجم اقتصاد الصين 18 تريليون دولار، ويصل اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية إلى 26 تريليون دولار، فإن حجم اقتصاد روسيا لا يتجاوز تريليونَي دولار.

وشدد خبير العلوم السياسية على أن الصين اليوم، بفضل ما تحققه من نقلة في المجال التكنولوجي، تنافس أميركا وتهدد أمنها القومي، متداركا أن الولايات المتحدة ما زالت القوة الأولى عالميا باعتبارها الاقتصاد الأكبر في العالم كما تمتلك أساطيل في جميع البحار والمحيطات.

View this post on Instagram

A post shared by Atheer – أثير (@atheerplatform)

حقيقة مواقف الدول الكبرى من القضية الفلسطينية

وحول مدى تأثر النظام العالمي بأحداث طوفان الأقصى وما لحقه من حرب إبادة على غزة، يشير الشايجي إلى أن الصين وروسيا تسعيان إلى الاستفادة من استياء العرب من موقف واشنطن المتواطئ مع إسرائيل، مشددا على أن موقفهما من الصراع العربي الإسرائيلي في ظاهره يحمل تعاطف مع الفلسطينيين ولكن في واقعه لا يتجاوز مجرد معارضة الموقف الأميركي.

ويرى الدكتور أن روسيا مستفيدة مما يحدث في غزة حيث حولت اهتمام العالم عن الحرب في أوكرانيا، ومن جهة أخرى فإن ما تقوم به الصين في حق مسلمي الإيغور يمكن أن يكشف موقفها الحقيقي من جرائم الاحتلال في غزة.

فاعلية سلاح النفط

وفي نهاية الحلقة تطرق عبد الله الشايجي إلى ما تمتلكه دول الخليج من وسائل للضغط على القوى الكبرى خدمة للحق الفلسطيني.

ولا يرى الشايجي جدوى من استخدام سلاح النفط للضغط على الولايات المتحدة الأميركية اليوم، مذكرا أن واشنطن لا تستورد سوى 2% من احتياجاتها من النفط من الخليج على خلاف ما كان عليه الوضع إبان حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، حينما كانت تستورد 50% من حاجياتها النفطية من المنطقة.

View this post on Instagram

A post shared by Atheer – أثير (@atheerplatform)

وأشار الدكتور الشايجي إلى أن علاقة دول الخليج مع الولايات المتحدة الأميركية الأمنية والإستراتيجية والعسكرية لن تتغير في السنوات العشر القادمة، في المقابل يتوقع "أن تتنامى العلاقة الاقتصادية مع الصين في قادم السنوات لأنها ستصبح الاقتصاد الأول في العالم"، في حين تجمع الخليج بروسيا "علاقة مهمة لتحقيق أمن الطاقة النفط والغاز".

ويستنتج ضيف "ما بعد النفط" أنه على دول الخليج المحافظة على علاقة متوازنة مع الدول الثلاث، مرجحا أن تشهد السنوات القادمة صراعات ومواجهات بينها.

ويتوقع الشايجي أن يتراجع النفوذ الأميركي عسكريا واقتصاديا مستقبلا في المنطقة لعدة أسباب من بينها حجم الخسائر التي تكبدتها على امتداد أكثر من 20 عاما بالإضافة إلى تركيز جهودها مستقبلا في منطقة المحيطين الهندي والهادي، مرجحا عدم الانسحاب الكلي لواشنطن من المنطقة نظرا لتواصل رغبتها في الهيمنة على الأمن الطاقي في العالم، بحسبه.

وختم رئيس قسم العلوم السياسية السابق في جامعة الكويت قوله إن الخيار الأفضل لدول الخليج هو عدم الاعتماد الكلي على أميركا أو الصين أو روسيا وإنما العمل على تطوير قدراتها الذاتية وتعزيز التنسيق الأمني بينها، منبها إلى أن الحليف الضعيف يكون عرضة للتبعية والتهميش.

يذكر أن الدكتور عبد الله الشايجي كاتب مختص في الشأن الأميركي وصدر له أكثر من كتاب حول تطور مبادئ مختلف رؤساء الولايات المتحدة في بلورة السياسة الخارجية الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة الأمیرکیة العلوم السیاسیة منطقة الخلیج ما بعد النفط الشایجی إلى فی المنطقة دول الخلیج الخلیج من إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هو الفيروس الرئوي HMPV المنتشر في الصين ومدى خطورته وانتشاره حول العالم ؟

سرايا - الفيروس الرئوي البشري المتنقل (Human Metapneumovirus - HMPV) هو أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، والذي تم اكتشافه في بداية الألفية الجديدة، ويُعتبر من الأسباب الشائعة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، خاصة عند الأطفال الصغار وكبار السن، وتتشابه أعراضه بشكل كبير مع أعراض نزلات البرد والإنفلونزا، وتشمل السعال والحمى وألم في الحلق والصداع واحتقان الأنف وصعوبة في التنفس.

ينتشر فيروس HMPV عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس من شخص مصاب إلى آخر، كما يمكن أن ينتقل عن طريق لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين، وتشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة الأطفال الرضع والأطفال الصغار، كبار السن، حيث يضعف جهاز المناعة لديهم مع تقدم العمر، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

تم اكتشاف الفيروس الرئوي لأول مرة في بداية الألفية الجديدة، تحديدًا في عام 2001 بدولة هولندا، وأظهرت الدراسات أنه موجود في المجتمعات البشرية منذ ما لا يقل عن 50 عاماً، يتميز بكونه فيروساً مغلفاً يحتوي على RNA أحادي السلسلة سالب الاتجاه، غلافه به بروتينات سطحية مهمة والتي تلعب دوراً أساسياً في دخول الفيروس إلى الخلايا البشرية.

يتم التشخيص عادة من خلال الفحص السريري، اختبارات PCR للكشف عن الفيروس، ودراسة الأعراض والعلامات، ويشمل علاجه في معظم الحالات الراحة التامة، وتناول السوائل بكثرة، خافضات الحرارة عند الحاجة، والعلاج بالأكسجين في الحالات الشديدة.

يزداد انتشار الفيروس خلال فصلي الشتاء والربيع، حيث تساعد الظروف المناخية مثل البرودة والرطوبة على بقاء الفيروس نشطاً لفترات أطول، كما أن قضاء الناس وقتاً أطول في الأماكن المغلقة خلال هذه الفترات يزيد من فرص انتقال العدوى.

هناك عدة عوامل اجتماعية تساهم في انتشار الفيروس مثل التجمعات في الأماكن المغلقة، عدم الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية، استئناف الأنشطة الاجتماعية بعد فترة الجائحة، زيادة السفر والتنقل بين المناطق المختلفة، ويلعب ضعف المناعة دوراً مهماً في انتشار الفيروس، بسبب قلة التعرض السابق للفيروس، تأثير الإجهاد والتوتر على المناعة، وزيادة عدد الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

يتميز الفيروس بقدرته العالية على الانتشار بسبب انتقاله عبر الرذاذ التنفسي، قدرته على البقاء على الأسطح لفترات، وفترة حضانة قد تكون طويلة قبل ظهور الأعراض، تؤثر الظروف البيئية على انتشار الفيروس من خلال التلوث الهوائي الذي يضعف الجهاز التنفسي، سوء التهوية في الأماكن المغلقة، والازدحام السكاني في المدن الكبيرة.

يصعب السيطرة على انتشار الفيروس بسبب تشابه الأعراض مع الفيروسات التنفسية الأخرى، صعوبة التشخيص المبكر، وعدم توفر اختبارات سريعة في بعض المناطق، ومن الممكن أن يتطور الفيروس ويتغير جينياً مما يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة أكثر قدرة على الانتشار، تغير في نمط الأعراض، وتجاوز قدرة المناعة على محاربة الفيروس.

عادة ما تختفي الأعراض من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام. ومع ذلك، يمكن تناول بعض الأدوية لتخفيف الأعراض، مثل مسكنات الألم لتخفيف آلام العضلات والحمى، وأدوية تخفيف احتقان الأنف، وينبغي استشارة الطبيب في حالة الشعور بصعوبة في التنفس، ألم شديد في الصدر، ارتفاع في درجة الحرارة، جفاف شديد، عدم القدرة على تناول الطعام أو الشرب.

لا يوجد لقاح خاص للوقاية من فيروس HMPV، ولكن يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية للحد من خطر الإصابة، مثل غسل الأيدي بانتظام بالماء والصابون، تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين قدر الإمكان، والحفاظ على نظافة الأسطح والأشياء التي يتم لمسها بشكل متكرر.

خطورة فيروس HMPV غالبًا ما يسبب الفيروس أعراضًا شبيهة بنزلات البرد والإنفلونزا، وعلى الرغم من أن الإصابة به عادة ما تكون خفيفة وتزول من تلقاء نفسها، إلا أنه قد يشكل خطورة على بعض الفئات، خاصةً الأطفال الصغار وكبار السن، والتي تتمثل في:

المضاعفات التنفسية الحادة يمكن أن يسبب الفيروس مضاعفات تنفسية خطيرة تشمل التهاب رئوي حاد قد يتطلب العناية المركزة، التهاب الشعب الهوائية الحاد، صعوبة في التنفس قد تستدعي التنفس الاصطناعي، وتفاقم حالات الربو المزمنة.

الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات تزداد خطورة الفيروس بشكل خاص على الأطفال الرضع وخاصة دون سن الستة أشهر، كبار السن فوق 65 عاماً، مرضى نقص المناعة، المصابون بأمراض القلب و الرئة المزمنة، والنساء الحوامل.

تأثيرات طويلة المدى قد يسبب الفيروس آثاراً طويلة المدى مثل ضعف وظائف الرئة، تكرار الإصابات التنفسية، زيادة حساسية المجاري التنفسية، وتأثيرات على نمو الرئة عند الأطفال الصغار.

النظام الصحي يشكل الفيروس تحدياً للنظام الصحي من خلال زيادة حالات دخول المستشفى، الضغط على أقسام العناية المركزة، وارتفاع تكاليف العلاج والرعاية الطبية.

إمكانية العدوى المتكررة يمكن أن يصاب الشخص بالفيروس بشكل متكرر، ضعف المناعة المكتسبة ضده، وتزامن الإصابة مع فيروسات تنفسية أخرى.

تأثيرات غير مباشرة تشمل التغيب عن العمل أو المدرسة، الضغط النفسي على المرضى وعائلاتهم، وتأثير على جودة الحياة.

صعوبات العلاج تكمن خطورة الفيروس أيضاً في عدم وجود علاج نوعي مضاد للفيروس، اعتماد العلاج على الإجراءات الداعمة فقط، صعوبة التنبؤ بتطور الحالة المرضية، واحتمال تطور مقاومة للعلاجات المتاحة.

قابلية التحور يشكل تحور الفيروس خطراً بسبب ظهور سلالات جديدة أكثر شراسة، تغير نمط الأعراض والمضاعفات، وصعوبة التنبؤ بسلوك السلالات الجديدة.

انتشار فيروس HMPV في الصين شهدت الصين في الفترة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بفيروس HMPV، مما أثار قلقًا واسعًا وتساؤلات حول أسباب هذا الانتشار ومدى خطورته، ويرجع ذلك إلى الطقس البارد، حيث يُعتبر فصل الشتاء هو الموسم الذي تشهد فيه الفيروسات التنفسية بشكل عام ارتفاعًا في معدلات الإصابة، والكثافة السكانية العالية، كما تُعد الصين واحدة من أكثر دول العالم كثافة سكانية، مما يسهل انتشار الفيروسات المعدية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف المناعة لدى بعض الفئات خاصة الأطفال الصغار وكبار السن، وهم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الفيروس، يزيد من انتشاره، وبعد تخفيف القيود المفروضة لمكافحة كوفيد-19، ربما يكون هناك تراجع في الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامات وغسل الأيدي، مما ساهم في زيادة فرص انتشار الفيروسات بشكل عام.

يظهر الفيروس بشكل موسمي في الصين، خاصة خلال فصلي الشتاء والربيع، وتم توثيق وجوده في مختلف المناطق الصينية، مع اختلاف معدلات الانتشار حسب المنطقة الجغرافية والظروف المناخية، وتقوم الصين بمراقبة الفيروس من خلال شبكة المختبرات الوطنية، نظام الإبلاغ عن الأمراض المعدية، مراكز مراقبة الأمراض التنفسية، والمستشفيات المرجعية في مختلف المقاطعات.

قد أجرت المؤسسات الصحية الصينية دراسات عديدة حول الفيروس تركز على نمط انتشاره في المجتمع الصيني، خصائصه الجينية، تأثيره على مختلف الفئات العمرية، وفعالية طرق الوقاية والعلاج.

مدي انتشار فيروس HMPV حول العالم تم رصد فيروس HMPV في معظم دول العالم، حيث أظهرت الدراسات وجوده في القارات الخمس الرئيسية، ومختلف المناخات والبيئات، والمناطق الحضرية والريفية، والدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وتختلف معدلات الإصابة حسب المناطق والمواسم، حيث تتراوح بين 5-15% من التهابات الجهاز التنفسي، تزداد النسبة في موسم الشتاء والربيع، ويصيب جميع الفئات العمرية مع تركيز أعلى في الأطفال وكبار السن.

تظهر بعض المناطق معدلات إصابة أعلى مثل مناطق شرق آسيا، أوروبا الشمالية، أمريكا الشمالية، والمناطق المعتدلة، ويختلف نمط انتشار الفيروس حسب المنطقة، ففي المناطق المعتدلة الذروة في الشتاء والربيع، في المناطق الاستوائية تنتشر على مدار السنة مع زيادة في موسم الأمطار، وفي نصف الكرة الجنوبي تكون الذروة في أشهر مختلفة عن نصف الكرة الشمالي.

تتم متابعة انتشار الفيروس من خلال شبكات المراقبة العالمية، منظمة الصحة العالمية، المراكز الوطنية لمكافحة الأمراض، والمؤسسات البحثية والأكاديمية، كما تواجه عملية رصد انتشار الفيروس تحديات منها صعوبة التشخيص الدقيق، تشابه الأعراض مع فيروسات تنفسية أخرى، اختلاف قدرات الرصد بين الدول، ونقص البيانات من بعض المناطق.

الوقاية من فيروس HMPV

النظافة الشخصية من أهم الإجراءات الوقائية الأساسية من الفيروس، والتي تتضمن غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر لمدة 20 ثانية على الأقل، استخدام معقم اليدين عند عدم توفر الماء والصابون، تجنب لمس الوجه والعينين والأنف والفم بأيدٍ غير نظيفة، والحفاظ على نظافة الأسطح والأدوات المستخدمة بشكل يومي.

اتباع الممارسات الصحية السليمة، وتشمل تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس بمنديل، التخلص من المناديل المستعملة فوراً في سلة المهملات، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة والمغلقة.

اتخاذ احتياطات التباعد الاجتماعي مثل الحفاظ على مسافة آمنة من الآخرين، خاصة المصابين، تجنب التجمعات المزدحمة غير الضرورية، وتقليل الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين.

ينبغي تقوية المناعة من خلال تناول غذاء صحي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن، ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم.

ينبغي الحفاظ على بيئة صحية عن طريق تهوية المنازل والأماكن المغلقة بشكل جيد، تنظيف وتعقيم الأسطح المشتركة بانتظام، استخدام أجهزة ترطيب الهواء للحفاظ على رطوبة مناسبة، وتجنب التدخين والتعرض للملوثات البيئية.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 929  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 28-01-2025 08:47 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
قطعة من القمر تنفصل وتدور حول الأرض .. حقيقة مذهلة يكتشفها علماء الفلك ظاهرة كونية .. كواكب خارج المجموعة الشمسية "تتفكك" 10 حقائق صادمة عن الأثرياء في العالم بالفيديو .. امرأة تدهس حشدا بسيارتها في مدينة أميركية انتقادات واسعه لوزيرة السياحة بسبب دعوتها للاردنيين... اشخاص يعتدون على ستيني في الأغوار الشمالية أثناء... ستيني ينهي حياته برصاصة في رأسه بالزرقاء بالفيديو .. الممثلة الامريكية سيلينا غوميز تنهار... حادث سير مروع على طريق المفرق الخالدية يودي بحياة... سوريا تستقبل أول مسؤول روسي منذ سقوط الأسدوزير الحرب الإسرائيلي: سنبقى على جبل الشيخ لأجل غير...تأكيد قطري أميركي على استمرار جهود الوساطة في غزة حماس تنشر تفاصيل حول لقاء وفدها مع رئيس المخابرات...الإجابة قد تكون خلال 100 يوم .. ماذا ستفعل مصر...ترامب: تطبيق "ديب سيك" الصينى بمثابة جرس... الاحتلال يجبر أهالي مخيم جنين على إخلاء منازلهمعلى غرار كورونا .. تحذير من تسرب سلالات فيروسية... وفد روسي رفيع المستوى يصل إلى دمشق للقاء الشرع بعد قبلة عبدالمجيد عبدالله .. أنغام تعود للغناء في... أزمة قانونية تهدد عرض فيلم السيرة الذاتية لمايكل... تامر حسني يطلب من جمهوره الدعاء سميرة أحمد تكشف كواليس إجازة "البريء" ..... صدمة وفاة فنان مصري شاب بعد معاناة مع "مرض... تراجع الإسترليني مقابل الدولار وارتفاعه أمام اليورو سيتي وباريس أبرز المهددين .. كل ما يهم عن الجولة الأخيرة لأبطال أوروبا بعد 10 سنوات على رحيله .. الأهلي المصري يتعاقد مع تريزيغيه خلال ساعة واحدة .. نفاد تذاكر مباراة ألمانيا وإيطاليا في دوري الأمم المنتخب الوطني يتعادل وديا مع نظيره الأوزبكي بالفيديو .. ميت يفتح عينيه للتصوير في جنازة على غرار كورونا .. تحذير من تسرب سلالات فيروسية قاتلة من مختبر دولة إفريقية تتويج اليابان بكأس العالم للحلويات التحقيق مع "كوكا كولا" بعد سحب مشروباتها من بريطانيا بسبب منشورات زوجته خلال إجازة عائلية .. القبض على زعيم عصابة مخدرات خطير صور عبر غوغل إيرث تكشف لافتات غامضة في لوس أنجلوس السعودية: قرار جديد يمنع تسمية الأطفال بهذه الأسماء العثور على خاتم آخر إمبراطور بيزنطي في بلغاريا بيل غيتس يحذر: العالم غير مستعد نهائيًا لوباء جديد اميركا .. طالب يقتل زميلته داخل المدرسة ثم ينتحر

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • الغاز والمفاعلات النووية.. أسلحة واشنطن لمواجهة تمدد الصين
  • خبير: الولايات المتحدة تريد الهدوء والاستقرار في المنطقة
  • الخليج” وOMV يناقشان خطة التعاقد لعام 2025 لتعزيز الإنتاج النفطي
  • أميركا تقرر ترحيل مئات اليمنيين من أراضيها
  • انخفاض ملحوظ في أسعار النفط مع ارتفاع مخزونات الخام الأميركية
  • انخفاض أسعار النفط مع ارتفاع مخزونات الخام الأميركية
  • أسعار النفط تتراجع بعد زيادة في المخزونات الأميركية
  • ما هو الفيروس الرئوي HMPV المنتشر في الصين ومدى خطورته وانتشاره حول العالم ؟
  • خلال ساعات.. الصين تكشف عن اختراع مذهل وتبهر العالم وتهز عرش التكنولوجيا الأميركية وتسقط أسهم الذكاء الاصطناعي
  • استقرار أسعار النفط بعد بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين