ندخل في نقاشات مختلفة كمحامين مع عدد من زملاء مهنة المحاماة حول العالم وما إن ندخل إلى نقاش في نقطة قانونية ذات خلاف واسع، يبادر أحدهم بقول "قانونك جامد يا أخ"، أي أن هناك مشكلات في البيئة التشريعية في مختلف المجالات،
ولكن ما إن أبدأ في شرح التقدم العدلي الذي تحفل به القطاعات القضائية في السعودية، سرعان ما تتبدل وجهات النظر، ليقوم الكثير من الزملاء بهز رؤوسهم متفاعلين مع هذه التطورات التي نشاهدها في القضاء والأنظمة ومهنة المحاماة في السعودية.
إن المنظومة العدلية في المملكة كان لها النصيب الوافر في شمولها وتطورها تطوراً ملحوظاً، وهو ما ينبغي أن تحتف به القوانين مما أدخل المرونة إلى العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والشخصية، وهذا يؤكد أن القوانين يجب ألا تكون جامدة؛ بل متواكبة لتداعيات العصر، كما أن القوانين بطبيعتها يفترض أن تتسم بكونها موصلة إلى استقرار النظام القانوني، بما يجعل القاعدة القانونية مستدامة التطبيق، مؤدية إلى كفالة الحقوق، مستوعبة لما يكتنفها من ظروف متغيرة يفرضها الواقع المعاش.
وبالنظر إلى نظام المعاملات المدنية السعودي فإنه يعد تطورا مميزا في المنظومة العدلية، والذي يتجلى فيه هذا التلاقي بين الفقه والقانون، حيث استمد قواعده القانونية من مبادئ الشريعة الإسلامية بشكل أساس، وذلك ظاهرٌ باستقراء ثنايا النظام والذي جعل الأساس لكل ما نص عليه الشارع الحكيم فمن ذلك خيار الشرط في المادة (106)، وبطلان كل شرط عند العقد أو عند تأجيل الوفاء يتضمن زيادة في رد القرض التي يؤديها المقترض للمقرض في المادة (385)، كما تضمن القاعدة القانونية الناتجة عن مصادر التنظيم فيما هو دون الشريعة، كقاعدة الإثراء بلا سبب في المادة (144).
من ناحية أخرى، عزز النظام تواجد الفقه الإسلامي ومرونته في النظام القانوني السعودي من خلال توفير إطار مرجعي واسع يمكن تطبيقه على مختلف السياقات والتحديات المعاصرة. يعكس في ذلك اهتمام المنظم باستحداث الأنظمة واللوائح بشكل دوري لتعكس التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، مع الحفاظ دائمًا على الالتزام بالمبادئ الأساسية للشريعة.
أخيرا، إن التفاعل بين الفقه والقانون في نظام المعاملات المدنية بالمملكة يؤكد أهمية الشريعة كمصدر رئيسي للقانون، مع تأكيد الدور الحيوي الذي تلعبه في تشكيل الأنظمة واللوائح وما في حكمها والتي تعالج قضايا المعاملات المدنية والتجارية بطريقة تضمن العدالة والإنصاف لجميع الأطراف المعنية، وبالتالي استفادة المواطن والمقيم من مرونة القوانين ومواكبتها للتغيرات التي تطرأ على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.
محامي ومستشار قانوني.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: مهنة المحاماة المنظومة العدلية القطاعات القضائية
إقرأ أيضاً:
الذهب يرتفع وسط تداولات محدودة بسبب عطلة نهاية العام
شمسان بوست / متابعات:
ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء، حيث يترقب المستثمرون سياسات أقل حدة للفدرالي الأميركي بشأن خفض أسعار الفائدة العام المقبل، وسط تداولات محدودة بسبب عطلة نهاية العام.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.28بالمائة ليصل إلى 2620.25 دولارًا للأونصة.
وارتفعت العقود الآجلة بنسبة 0.22بالمائة إلى 2634.10 دولارًا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1بالمائة لتسجل 29.68 دولارًا للأونصة، وزاد البلاديوم بنسبة 0.5بالمائة ليصل إلى 934.51 دولارًا، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.1 بالمائة ليسجل 938 دولارًا.