صحيفة عاجل:
2025-01-27@19:12:17 GMT

قانونك جامد يا أخ Y

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

ندخل في نقاشات مختلفة كمحامين مع عدد من زملاء مهنة المحاماة حول العالم وما إن ندخل إلى نقاش في نقطة قانونية ذات خلاف واسع، يبادر أحدهم بقول "قانونك جامد يا أخ"، أي أن هناك مشكلات في البيئة التشريعية في مختلف المجالات،

ولكن ما إن أبدأ في شرح التقدم العدلي الذي تحفل به القطاعات القضائية في السعودية، سرعان ما تتبدل وجهات النظر، ليقوم الكثير من الزملاء بهز رؤوسهم متفاعلين مع هذه التطورات التي نشاهدها في القضاء والأنظمة ومهنة المحاماة في السعودية.

إن المنظومة العدلية في المملكة كان لها النصيب الوافر في شمولها وتطورها تطوراً ملحوظاً، وهو ما ينبغي أن تحتف به القوانين مما أدخل المرونة إلى العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والشخصية، وهذا يؤكد أن القوانين يجب ألا تكون جامدة؛ بل متواكبة لتداعيات العصر، كما أن القوانين بطبيعتها يفترض أن تتسم بكونها موصلة إلى استقرار النظام القانوني، بما يجعل القاعدة القانونية مستدامة التطبيق، مؤدية إلى كفالة الحقوق، مستوعبة لما يكتنفها من ظروف متغيرة يفرضها الواقع المعاش.

وبالنظر إلى نظام المعاملات المدنية السعودي فإنه يعد تطورا مميزا في المنظومة العدلية، والذي يتجلى فيه هذا التلاقي بين الفقه والقانون، حيث استمد قواعده القانونية من مبادئ الشريعة الإسلامية بشكل أساس، وذلك ظاهرٌ باستقراء ثنايا النظام والذي جعل الأساس لكل ما نص عليه الشارع الحكيم فمن ذلك خيار الشرط في المادة (106)، وبطلان كل شرط عند العقد أو عند تأجيل الوفاء يتضمن زيادة في رد القرض التي يؤديها المقترض للمقرض في المادة (385)، كما تضمن القاعدة القانونية الناتجة عن مصادر التنظيم فيما هو دون الشريعة، كقاعدة الإثراء بلا سبب في المادة (144).

من ناحية أخرى، عزز النظام تواجد الفقه الإسلامي ومرونته في النظام القانوني السعودي من خلال توفير إطار مرجعي واسع يمكن تطبيقه على مختلف السياقات والتحديات المعاصرة. يعكس في ذلك اهتمام المنظم باستحداث الأنظمة واللوائح بشكل دوري لتعكس التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، مع الحفاظ دائمًا على الالتزام بالمبادئ الأساسية للشريعة.

أخيرا، إن التفاعل بين الفقه والقانون في نظام المعاملات المدنية بالمملكة يؤكد أهمية الشريعة كمصدر رئيسي للقانون، مع تأكيد الدور الحيوي الذي تلعبه في تشكيل الأنظمة واللوائح وما في حكمها والتي تعالج قضايا المعاملات المدنية والتجارية بطريقة تضمن العدالة والإنصاف لجميع الأطراف المعنية، وبالتالي استفادة المواطن والمقيم من مرونة القوانين ومواكبتها للتغيرات التي تطرأ على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.

محامي ومستشار قانوني.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: مهنة المحاماة المنظومة العدلية القطاعات القضائية

إقرأ أيضاً:

«مشروع رؤية».. رحلة ثقافية بين صفحات الفقه وأخلاقيات الإسلام في معرض الكتاب

استضافت قاعة «فكر وإبداع» في بلازا 1 جلسة حوارية مميزة تحت عنوان «مشروع رؤية»، والتي تركزت على استعراض أعمال وأهداف السلسلة الثقافية «رؤية»، التي يشرف عليها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، وذلك في إطار فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

الجلسة جرت ضمن محور «كاتب وكتاب»، وشارك فيها كل من أساتذة الفقه البارزين، الدكتور عبد الستار الجبالي، والدكتور محمود عثمان، وأدارها الإعلامي أحمد عصام.

في بداية الجلسة، أعرب أحمد عصام عن إعجابه بمشروع «رؤية»، الذي أُطلق بالتعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب ووزارة الأوقاف، مؤكداً على أن السلسلة تعد من المبادرات الثقافية المهمة التي تهدف إلى نشر الفكر الديني الوسطي، وقد شهدت إقبالاً كبيراً من القراء في كافة الفئات العمرية والاجتماعية. كما أشار إلى أن آخر إصدارات السلسلة كان كتاب «النبي القدوة وشهادات غير المسلمين له»، الذي لقي استحساناً واسعاً لدى المهتمين بالأدب الديني والإسلامي.

جلسة حوارية في معرض الكتاب

من جانبه، عبّر الدكتور محمد مختار جمعة عن سعادته الكبيرة بمشاركة أساتذة في مثل هذه الندوات الثقافية القيمة، مشيراً إلى أن حضورهم يعكس أهمية هذا المشروع الذي يسعى لتوثيق الفكر الديني الوسطي في العالم الإسلامي.

ووجه الوزير السابق الشكر للهيئة المصرية العامة للكتاب على التنظيم المتميز للمعرض، الذي يعد ملتقى للثقافة والمعرفة، وأكد أن هذا الإقبال الكبير على المعرض وعلى مشروع "رؤية" يبرهن على أهمية القراءة في حياة المجتمع المصري والعربي بشكل عام.

وأضاف الدكتور مختار جمعة أن مشروع «رؤية» يسعى إلى نشر الفكر الديني المتوازن، الذي يتسم بالوسطية والاعتدال، وهو ما يعكس التوجهات التي يجب أن تسود في العالم الإسلامي.

كما أشار إلى أن السلسلة تتضمن إصدارات متنوعة تغطي مواضيع مختلفة في الفقه والأخلاق الإسلامية، وأن أكثر من 200 إصدار عربي قد تم نشره حتى الآن، مشيراً إلى أنه كان له الشرف في المشاركة والإشراف على 26 إصداراً من هذه السلسلة المتميزة.

وأوضح أن السلسلة لاقت إقبالاً غير مسبوق على المستوى المحلي والعالمي، حيث تضم إصدارات جديدة استهدفت نشر ثقافة الإسلام السمحة، وتبرز مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء.

وتابع قائلاً إن السلسلة تضم مجموعة من الكتب المهمة التي تتناول «قيم الإسلام وأخلاقياته» و«سنة النبي» بالإضافة إلى «ترسيخ الهوية الدينية» في مواجهة التحديات المعاصرة.

جلسة حوارية في معرض الكتاب

وأشار الدكتور مختار جمعة إلى أن كتاب «النبي القدوة وشهادات غير المسلمين له» يُعد من الكتب المميزة في السلسلة، حيث يتناول أخلاقيات الإسلام ونبوة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مع تسليط الضوء على شهادات غير المسلمين الذين أعجبوا بسيرته وتعاليمه.

وأضاف أن جميع إصدارات السلسلة متاحة بأسعار مدعمة، حيث لا تهدف السلسلة إلى الربح، بل إلى نشر الوعي الديني والفكري الصحيح بين أوساط الشباب والمجتمع بشكل عام. ولفت إلى أن بعض الكتب في السلسلة حققت مبيعات تتجاوز الـ70 ألف نسخة، مما يعكس نجاح المشروع في جذب اهتمام واسع.

من جانب آخر، تحدث الدكتور عبد الستار الجبالي عن أهمية القراءة في الإسلام، مؤكداً أن القرآن الكريم كان أول من حث المسلمين على طلب العلم، حيث نزلت أول آية في القرآن الكريم «اقْرَأْ» كدعوة صريحة للعلم والتعلم. وأشار إلى أن القلم والعلم هما أساس بناء الأمة الإسلامية، وأن القرآن الكريم امتدح العلماء ورفعهم، واعتبر العلم سلاحاً يمكن به أن يتقدم المسلمون في كافة مجالات الحياة. كما أشاد الجبالي بسلسلة «رؤية»، ووصفها بأنها خطوة مهمة في نشر العلم والثقافة الدينية التي تعزز الفهم الصحيح للشريعة الإسلامية.

وأضاف الجبالي أن كتاب «القواعد الفقهية» الذي صدر ضمن السلسلة يشكل أساساً مهماً في علم الفقه، ويسهم في تبسيط فقه الشريعة الإسلامية، خاصة في التعامل مع الوقائع المستجدة. وأوضح أن القواعد الفقهية تشمل مراحل متعددة بدأت مع نزول الوحي، مروراً بمرحلة التأسيس التي بدأها النبي صلى الله عليه وسلم، وصولاً إلى مرحلة التقييد في عهد الفقهاء القدامى.

من جانبه، أعرب الدكتور محمود عثمان عن شكره للدكتور مختار جمعة على هذه المبادرة الثقافية القيمة، مثمناً الجهود التي بذلها في تطوير وتحديث المساجد في مصر. كما أشاد الدكتور عثمان بمحتوى سلسلة "رؤية" التي تناولت مواضيع متنوعة مثل الأحكام العقائدية والعملية في القرآن الكريم، وأضاف أن الكتب التي صدرت في السلسلة تُعرض بأسلوب بسيط وميسر يمكن للجميع، بما في ذلك الأميين، فهمه والاطلاع عليه.

جلسة حوارية في معرض الكتاب

وتوجه الدكتور عثمان في حديثه إلى ضرورة اطلاع المسلمين على سلسلة «رؤية» من أجل فهم أحكام الله بشكل صحيح، مؤكداً أن السلسلة تقدم العلم بأسلوب سهل وبسيط. وأضاف أن السلسلة تناولت موضوعات مهمة مثل المعاملات في الإسلام وأحكام الفقه وأخلاقيات التعامل مع الآخرين. كما أشار إلى أن هذه السلسلة لا تقتصر على الجانب الفقهي فقط، بل تشمل أيضاً كتباً تتعلق بالأخلاق والسلوك الإسلامي، مثل كتاب «الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم»، الذي يعتبر من أكثر الكتب جذباً للقراء.

وفي ختام الجلسة، قام الدكتور مختار جمعة بتوقيع عدد من إصدارات سلسلة «رؤية» للجمهور الحاضر، وسط أجواء من التفاعل الكبير من الحضور الذين عبروا عن تقديرهم لهذه المبادرة الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الوعي الديني والفكري في المجتمع المصري والعربي.

اقرأ أيضاًمعرض الكتاب يناقش «فك شفرة الرجال والنساء» لـ آيات الحداد

مدير المتحف المصري يكشف تفاصيل وأسرار «مقبرة بيتوزيريس» في معرض الكتاب 2025

«ريادة الأعمال والاستثمار في المحتوى».. ندوة بمعرض الكتاب 2025

مقالات مشابهة

  • «مشروع رؤية».. رحلة ثقافية بين صفحات الفقه وأخلاقيات الإسلام في معرض الكتاب
  • أوحيدة: المجرم أمام الليبيين هي حكومة الدبيبة التي ترفض القوانين الانتخابية
  • وزارة التربية توضح بخصوص تاريخ بدء الاستفادة من القانون الأساسي ومن النظام التعويضي
  • بعد إقراره.. التفاصيل الكاملة للتيسيرات الضريبية للمشروعات التي لا تتجاوز أعمالها سنويًا 20 مليون جنيه
  • القانونية النيابية:حسم الجدل بشأن إقرار القوانين الجدلية من اختصاص المحكمة الاتحادية
  • النواب يوافق نهائيًا على تيسيرات ضريبية للمشروعات التي لا تتجاوز أعمالها سنويًا 20 مليون جنيه
  • انطلاق الجلسة العامة لمجلس النواب لاستكمال مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية
  • بعد ضبط مسئولي 12 شركة لإلحاق العمالة بالخارج.. تعرف على العقوبة القانونية
  • وقفة تضامنية في محافظة إدلب بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب السوري للمطالبة برفع العقوبات التي فرضت على النظام البائد
  • سانا توثق عودة بعض العائلات إلى منازلهم وقراهم التي هُجروا منها بفعل إجرام النظام البائد