سكاي نيوز عربية – أبوظبي

قتل، يوم الاثنين، المئات من جنود الجيش والدعم السريع في معارك شرسة شهدتها عدد من المناطق المحيطة بمدينة الأبيض كبرى مدن إقليم كردفان الذي تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطقه.

وتضاربت الأنباء حول الموقف الميداني وعدد القتلى من الطرفين، وقالت منصات تابعة للدعم السريع إن المعارك التي اندلعت حول مقر قوات الاحتياطي المركزي بمدينة الأبيض "أسفرت عن مقتل 700 من قوات الجيش، في حين أشارت منصات أخرى إلى مقتل ألف جندي على الأقل من الطرفين.



وشملت المعارك إضافة إلى الأبيض (عروس الرمال) مناطق أخرى حول مدن تندلتي وأم روابه في ولاية شمال كردفان.

وفيما قالت مصادر تابعة للجيش السوداني تصديه لهجوم نفذته قوات الدعم السريع، أكدت الأخيرة مطاردتها لقوات فرقة ‏الهجانة التابعة للجيش إلى داخل مناطق سكنية تبعد عن قيادة الفرقة بنحو 600 مترا، مشيرة إلى تمكنها من استلام 13عربة قتالية و3 مدرعات ودبابتات وكمية من الاسلحة والذخائر.

ولم يتسن لنا التأكد من جهة مستقلة.

ماذا يجري في الفاشر
يأتي هذا فيما أشارت تقارير إلى حشد قوات الدعم السريع أكثر من الآلاف من مقاتليها حول مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، التي شهدت عدد من أحياؤها خلال الساعات الماضية عمليات قصف جوي مكثفة واشتباكات بالأسلحة الخفيفة.

وتتصاعد المخاوف من مواجهة شاملة وشيكة بين الجيش وقوات الدعم السريع في المدينة، رغم النداءات الدولية الداعية لتجنب القتال في المدينة.

وفي حين واصلت قوات الدعم السريع الدفع بآلاف المقاتلين المدججين بأسلحة خفيفة وثقيلة، نفذ سلاح الجو التابع للجيش عدة طلعات في سماء المدينة، لكن قوات الدعم السريع قالت إن مضاداتها أبطلت مفعول تلك الطلعات وأسقطت طائرة من طراز انتينوف، وفقا لمقطع فيديو نشرته منصات اعلامية تابعة لها.

ويقول مسؤولون في منظمات دولية وسكان محليون إن الأوضاع الإنسانية في المدينة ومعسكرات النازحين المحيطة بها تزداد سوءا في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.

وحذرت الأمم المتحدة من خروج الأوضاع في المدينة عن السيطرة، مناشدة طرفي الحرب بوقف القتال وفتح الممرات الإنسانية لإنقاذ آلاف الجوعى المحاصرين في المدينة.

وتتزايد المخاوف الدولية والمحلية من تفاقم الوضع المتأزم اصلا في ظل الحصار الشديد الذي تعيشه الفاشر، آخر مدن إقليم دارفور التي لا يزال للجيش وجود فيها. وتشهد المدينة ترديا شديدا في الأوضاع الصحية والمعيشية وسط نقص حاد في المعينات الطبية والسلع والمواد الغذائية التي تضاعفت أسعار بعضها ثلاث مرات خلال الشهرين الماضيين.

شبح المجاعة
وقالت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك إن الوقت ينفد لمنع المجاعة بسبب تصاعد الاشتباكات حول الفاشر، مما يعيق الجهود المبذولة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة.

وقد أدى التصعيد الأخير لأعمال العنف حول الفاشر إلى إيقاف قوافل المساعدات من معبر الطينة الحدودي في تشاد، في حين تمنع السلطات في بورتسودان نقل المساعدات عبر "أدري"، وهو الممر الوحيد الآخر القابل للحياة عبر الحدود من الجارة الغربية للسودان، بحسب بيان وكالات الأمم المتحدة.

وشددت وكالات الأمم المتحدة على وجوب تمكين العاملين في المجال الإنساني من استخدام معبر أدري الحدودي ونقل المساعدات عبر الخطوط الأمامية من بورتسودان للوصول إلى الناس في جميع أنحاء دارفور.

وتتزايد المخاوف من أن يؤدي القتال في الفاشر إلى سقوط المزيد من المدنيين ويؤجج الصراعات القبلية خصوصا في ظل الانقسامات الكبيرة بين الحركات المسلحة التي انقسمت مواقفها بين الانحياز لجانب الجيش والاصطفاف مع الدعم السريع، فيما اتخذت مجموعة أخرى يقودها عضوا مجلس السيادة السابقان الهادي ادريس والطاهر حجر موقفا محايدا.

وعبر نمر عبد الرحمن والي شمال دارفور السابق، عن مخاوفه من ان يؤدي القصف المدفعي والجوي لوقوع المزيد من الخسائر في أوساط المدنيين ومفاقمة الوضع المعيشي والإنساني بالمدينة.

وفي ذات السياق، وصف الصادق علي حسن عضو هيئة محامي دارفور الاصطفافات والانقسامات الحالية بـ "الخطيرة"، وقال لموقع سكاي نيوز عربية إن الحرب في طريقها للخروج من سيطرة جميع الأطراف بما فيها الجيش والدعم السريع والأطراف المسلحة الأخرى.

وأشار حسن إلى التبعات الكارثية التي قد تنجم عن الانقسامات المتزايدة في الإقليم، محذرا من ان يؤدي تكريس الاستقطاب بين المجموعات القبلية إلى توسيع رقعة الحرب ودخول البلاد في الفوضى والحرب الأهلية الشاملة.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الأمم المتحدة فی المدینة

إقرأ أيضاً:

«7» قتلى في قصف على مخيم أبوشوك بدارفور غرب السودان

 

أعلن مسعفون متطوعون سودانيون مقتل سبعة أشخاص وإصابة 11 آخرين بجروح جراء قصف لقوات الدعم السريع على مخيم للنازحين يشهد مجاعة قرب مدينة الفاشر المحاصرة عاصمة ولاية شمال دارفور.

الفاشر ــ التغيير

واستهدفت قوات الدعم السريع، التي تخوض حربا مع الجيش منذ أبريل 2023، مخيم أبو شوك للنازحين وسوقاً قريباً “بقصف مدفعي”، وفق غرفة الطوارئ في المخيم، وهي جزء من شبكة منقذين متطوعين منتشرة في كل أنحاء السودان.

ونُفّذ الهجوم في خضم مواصلة قوات الدعم السريع حصار مدينة الفاشر منذ أشهر، وهي آخر عاصمة ولاية في إقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد ما زالت تحت سيطرة الجيش.

وفي أحدث محاولاتها للسيطرة على المدينة، أصدرت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي إنذاراً يطالب الجيش وحلفاءه بالانسحاب.

والجمعة، استهدف هجوم بمسيّرة المستشفى الوحيد الذي بقي قيد الخدمة في الفاشر، نسبه مراقبون محلّيون إلى قوّات الدعم السريع وأودى بحياة 70 شخصاً، بينهم مرضى كانوا في حالة حرجة.
وصد الجيش وحلفاؤه هجمات متكررة شنتها قوات الدعم السريع في محيط المدينة في حين يرزح المدنيون تحت وطأة القصف المتواصل.

وفي ولاية شمال دارفور وحدها، نزح 1.7 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة ويقدّر أن نحو مليوني شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي و320 ألفا من المجاعة.

وفي المنطقة المحيطة بالفاشر، تسود المجاعة في 3 مخيمات للنازحين هي زمزم وأبو شوك والسلام. ويتوقع أن تتوسّع رقعة المجاعة لتشمل خمس مناطق أخرى بما فيها المدينة نفسها بحلول مايو، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.

وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.

الوسومالدعم السريع الفاشر مجاعة مخيم أبو شوك هجوم

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. على طريقة “الحكامة” الشهيرة.. أحد مشايخ الدعم السريع يخاطب الجنود وينزع “سرواله” أمامهم ويربط ارتدائه من جديد بدخول القوات للفاشر
  • «7» قتلى في قصف على مخيم أبوشوك بدارفور غرب السودان
  • قتلى وجرحى إثر قصف للدعم السريع بالفاشر
  • الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وسط انسحابات مستمرة لقوات الدعـ ـم السريع
  • آلاف النازحين الجدد شمال دارفور خوفا من «الدعم السريع»
  • الهجرة الدولية: 3960 أسرة نزحت من الفاشر جراء هجمات “الدعم السريع”
  • اشتباكات في جوما: معارك عنيفة توقع مئات القتلى والجرحى
  • منظمة أممية: الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع تسببت بنزوح الآلاف في شمال دارفور  
  • معارك الخرطوم… انهار «الدعم السريع» أم انسحب باتفاق؟
  • عشرات القتلى والجرحى في معارك الفاشر السودانية.. هل تحقق النصر؟