حكم استخدام زجاجات الخمر الفارغة في المنزل.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
وجه شخص سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، خلال أحد الدروس الدينية يقول فيه: "استخدم بعض زجاجات الخمر الفارغة لتزيين البيت فهل فى ذلك شيء؟".
وأجاب جمعة قائلا: "لا شيء فى استخدام زجاجات الخمر الفارغة فالنبي -صلى الله عليه وسلم- "عندما أفرغ آنية الخمر أمر بكسرها، فقالوا: هل نستفيد منها يا رسول الله؟ قال إذا فذاك"، وترك لنا الاستفادة من أمثالها، لكن هناك أمرا آخر وهو أنهم يقومون بتصنيع زجاجات الخمر حسنة المنظر حتى يرغبوا الناس فى المعصية، فيجب ألا تكون ثقافتنا حب جمال المعصية، لكن الاستفادة بالفوارغ لا شيء فيه".
حكم استخدام زجاجات الخمر الفارغة في شرب الماء؟
قال الشيخ أحمد ترك، مدير من علماء الأزهر، إن استعمال زجاجات الخمر الفارغة في شرب الماء جائز، إذا غسلت من الخمر، مشيرا إلى أن الآنية كلها مباحة إلا ما استثناه الشارع.
واستشهد «ترك» خلال لقائه بأحد البرامج الفضائية ، بما رواه ابن ماجة (3405) حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا معرف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نهيتكم عن ثلاث، وأنا آمركم بهن: نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإن في زيارتها تذكرة، ونهيتكم عن الأشربة أن تشربوا إلا في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تأكلوها بعد ثلاث، فكلوا واستمتعوا بها في أسفاركم».
ونصح الداعية الإسلامي، الابتعاد عن استعمال زجاجات الخمر الفارغة إذا كان ذلك يؤثر سلبا على نفسية من يستخدمها، وعليه استبدال زجاجات الخمور بأخرى كانت مملوءة بالعصير أو المشروب الحلال الأخرى مثلا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: كثير من الناس حينما يرون المتشددين يفسرون النصوص بعنفهم ينكرونها
قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف بشأن الرحمة التى وصف الله سبحانه وتعالى وصف بها نبيَّه، انها عجيبة.
واستشهد بقوله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، فالنبي صلى الله عليه وسلم انزل رحمة ليس للمسلمين فقط، ولا للسابقين دون اللاحقين، ولكن للعالَمين.
حقيقة الدين الإسلاميواشار الى ان هذا الكلام يجعلنا نفهم حقيقة الدين، وأن حقيقة الدين ما دامت الرسالة قد بدأت بالرحمة، وأصرت عليها، وجعلتها البداية والنهاية، ووصفت مُبلِّغ هذه الرسالة بها، فهي إذن حقيقة الدين. يقول رسول الله ﷺ: «إنما أنا رحمةٌ مُهداةٌ»، أي: إن الله أهدى هذه الرحمة للبشرية.
إذن، لا بدّ أن نضع على أعيننا نظارةً مكوَّنةً من عدستين: الرحمن الرحيم. فما الذي نفعله بهذه النظارة؟ أول شيء، وقد افتقده كثير من الناس، هو قراءة النصوص. فعندما أقرأ النصوص، لا بد أن أقرؤها بنظارة "الرحمن الرحيم"، لا بنظارة "المنتقم الجبار"، ولا بنظارة "المتكبر الشديد".
ونوه انه يمكن لأي نص، وفي أي لغة، أن يُفهم بوجوهٍ مختلفة: في اللغة حقيقة ومجاز، في اللغة مشترك، في اللغة ترادف، وفي اللغة أساليب كالتقديم والتأخير، والحذف والإضافة، وهكذا. فإذا ما قرأنا، أمكن أن نؤوِّل النص؛ فهل نُؤوِّله في اتجاه الرحمة، أم نُؤوِّله في اتجاه مشرب التشدد والعنف؟
هذه مشكلة كبيرة نراها اليوم قد تغلغلت في مجتمعاتنا، بل في العالم كله، وأصبح هناك ما يحلو للبعض أن يسميهم المتطرفين، وكثير في الغرب يسمِّيهم اليمين المتطرف، لكنه في الحقيقة مشربٌ واحد، وهو أنه نزع نظارة الرحمة في قراءته لكل شيء، وأول هذا الشيء هو النص الذي يُقدِّسه ويُكرمه، ويريد أن يجعله مرجعًا له.
واستطرد قائلا: فنحن ندعو الناس أجمعين إلى أن يستعينوا بالرحمة في فهم النصوص؛ فالنصوص قابلة للفهم، وإذا ما سلكنا بها مسلك الرحمة، لا نجد بينها وبين نصوصٍ أخرى أيَّ تعارُض، ولا بينها وبين الواقع، ولا بينها وبين المصالح، ولا بينها وبين الفطرة. في حين أننا إذا سلكنا بها مسلك التشدد ومشرب العنف، فإننا نجدها سريعًا ما تصطدم بالواقع، وبالمصالح، بمصالحي الشخصية ومصالح الآخرين.
والنبي ﷺ يقول في هذا: «لا ضررَ ولا ضِرارَ»؛ أي: لا تضرَّ نفسك ولا تضرَّ غيرك. بل تصطدم هذه القراءة المتشددة بالمآل؛ فلكل شيء مستقبلٌ، وقد تصطدم معه. وتصطدم بسُنن الله؛ {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}. وتصطدم مع فطرة الإنسان، واستقرار الناس.
وذكر انه من العجب العُجاب أن كثيرًا من الناس، حينما يرون المتشددين يفسرون النصوص بتشددهم وعنفهم، فإنهم يُنكِرون النصوص، وكأنها هي السبب في البلاء! والحقيقة أن النصوص بريئة؛ لأنه يمكن أن تُقرأ بالرحمة. وإذا لم تُقرأ بالرحمة، فإن المعيب هو القارئ، لا المقروء.
وحين يُصرّ البعض على أن المقروء هو الخطأ، فإنهم يُعطون مبررًا زائدًا للمتطرفين أن يتطرفوا، وللمتشددين أن يتشددوا. في حين أننا لو أحسنّا علاجهم بدعوتهم إلى ارتداء نظارة الرحمة التي يرونها بأعينهم ويتغافلون عنها في البداية، وفي النهاية، وفي الوسط، وفي الصفة، وفي كل شيء، فإننا قد نصل إلى قلوبهم.
ويكون تعاملنا معهم أيضًا بالرحمة، رغم أنهم أعلنوا عدم الرحمة. نحن نريد الرحمة حتى لأولئك الذين لم يريدوا لأنفسهم، ولا للناس، الرحمة.