تحرص وزارة المالية على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص إدراكاً منها لما لهذه الشراكة من دور كبير في مسيرة التطور الاقتصادي والاجتماعي في الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق الرخاء الشامل لجميع أفراد المجتمع.

وأثبتت التجارب العالمية أن عقود الشراكة مع القطاع الخاص تعمل على رفع كفاءة وفاعلية الأداء، والارتقاء بمستوى وجودة الخدمات، وخفض التكاليف، والاستغلال الأمثل للموارد من خلال الابتكار وتعزيز المنافسة وتنشيط الاقتصاد وضمان مصالح الأفراد.

وتسعى وزارة المالية في ضوء ذلك إلى بناء وإدارة استراتيجيات متكاملة وفعالة، والعمل على تعزيز وتطوير التعاون والحوار بين القطاعين العام والخاص نظراً لأهمية هذا التعاون وانعكاساته على مختلف أوجه النشاط الاقتصادي، والعمل على الارتقاء بأطر الحوكمة للحفاظ على كفاءة ومرونة العمل الحكومي وتطوير أدواته.

ويعد مفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص نموذجاً يهدف إلى تعزيز التعاون والتفاهم بين القطاع العام الاتحادي والقطاع الخاص لتنفيذ مشاريع مشتركة أو تقديم خدمات للمجتمع في مجالات مختلفة مثل البنية التحتية، الصحة، التعليم، الطاقة، النقل، وغيرها.

وتساعد الشراكة بين القطاعين العام والخاص على توفير رأسمال القطاع الخاص ومعارفه وخبراته في إدارة المشاريع، ما يسهم في توسيع الموارد المالية المتاحة نتيجة التعاون مع القطاع الخاص وتقليل المدد الزمنية لتنفيذ المشاريع، وخفض تكلفة الخدمات وتحسينها.

وتواصل وزارة المالية مساعيها إلى تأسيس وتطوير منظومة الشراكة بين القطاعين العام والخاص ووضع إطار قانوني وتشريعي يساهم بشكل فعال في حماية حقوق الأطراف كافة من خلال تنفيذ عدد من المبادرات والاجراءات والورش التوعوية لتحقيق هذا الهدف.

وبهدف تهيئة أفضل الظروف لتشجيع قطاعات الأعمال المختلفة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحفيز الاستثمار وجذب المزيد من الاستثمارات الجديدة، أعلنت وزارة المالية مؤخراً عن إصدار القانون الاتحادي رقم (12) لسنة 2023 بشأن تنظيم الشراكة بين القطاعين العام الاتحادي والخاص والذي يشجع القطاع الخاص على المشاركة في المشاريع التنموية والاستراتيجية، وذلك في إطار تنظيمي واضح يضمن نجاح المساعي الرامية إلى بناء مشاريع الحكومة الاستراتيجية بكفاءة وفعالية.

أخبار ذات صلة أبناء «زايد العليا» يصنعون أغطية المسيرة «قرموشة» ابن طوق يترأس وفداً اقتصادياً إماراتياً إلى إيطاليا

يهدف القانون إلى تشجيع القطاع الخاص على المشاركة في المشاريع التنموية والاستراتيجية، وتنظيم الشراكة بين القطاع العام الاتحادي والقطاع الخاص في الدولة، وزيادة الاستثمار في المشاريع ذات القيمة الاقتصادية والاجتماعية والخدمية التي ينفذها القطاع العام الاتحادي، وتمكين الحكومة من تنفيذ مشاريعها الاستراتيجية بكفاءة وفاعلية، والاستفادة من الطاقات والخبرات المالية والإدارية والتنظيمية والفنية والتكنولوجية المتوفرة لدى القطاع الخاص، وتقليل أعباء المخاطر المالية والتشغيلية عن الحكومة التي قد تترتب على تنفيذ المشاريع، وزيادة الإنتاجية وتحسين جودة الخدمات العامة، مع ضمان إدارة فاعلة لتطوير تلك الخدمات.

وبدأت وزارة المالية هذا العام مضاعفة جهودها لتحقيق رؤى قيادتنا الرشيدة في تطوير القطاع المالي والاقتصادي، ودفع عجلة التنمية المستدامة وتحقيق المراكز الأولى للإمارات العربية المتحدة على الأصعدة كافة، لتعزيز ريادة الدولة.

وفي هذا السياق، تعمل وزارة المالية على السجل الموحد للمشاريع القائمة والمستقبلية على مستوى الجهات الاتحادية، والاجتماع مع الجهات المؤهلة لمناقشة المشاريع المستقبلية.

وفي إطار سعي وزارة المالية لدعم جهود الدولة الرامية إلى تحفيز المشاريع المشتركة بين الجهات الاتحادية والقطاع الخاص، ستعد دليل تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص والذي يُحدد الأحكام التفصيلية المنظمة لمشاريع الشراكة، لحوكمة إجراءات ومعايير طرح مشاريع الشراكة بما في ذلك اقتراح المشاريع وآلية طلب الاستيضاح، ودراسة السوق وتقييم القيمة مقابل المال وهيكلة المشروع وإدارته.

يُبرز الدليل جهود وزارة المالية في إيضاح أدوار ومسؤوليات الجهات ذات الصلة من خلال توثيق الإجراءات المتعلقة بعقود الشراكة بين الجهات الاتحادية والقطاع الخاص، وكيفية حوكمتها، والتي تتوافق مع أحكام القانون الاتحادي رقم (12) لسنة 2023، المتعلق بتنظيم الشراكات بين القطاعين العام الاتحادي والخاص.

ويتضمن مشروع الشراكة 5 مراحل هي تحديد الفرص، وفحص الفرص، وتقييم المشاريع، وطرح المشاريع، وإدارة العقود.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القطاع العام القطاع الخاص وزارة المالية الشراکة بین القطاعین العام والخاص الشراکة بین القطاع العام الاتحادی والقطاع الخاص وزارة المالیة القطاع الخاص

إقرأ أيضاً:

«الفاو» تكرم الشيخة فاطمة لإسهاماتها بتمكين المرأة

كرمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ، تقديراً لإسهامات سموها البارزة في تمكين المرأة وتعزيز التنمية المستدامة على المستويين الوطني والدولي.
جاء ذلك خلال احتفالية عقدت في أبوظبي بمقر الاتحاد النسائي العام، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة، وذلك بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
تسلمت التكريم نيابة عن سموها، نورة خليفة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، وذلك بحضور لفيف من المسؤولين وممثلي البعثات الدبلوماسية في الدولة، حيث تم تسليط الضوء على مسيرة «أم الإمارات» وإرثها الممتد في دعم المرأة وتمكينها للاضطلاع بدورها الحيوي بمسيرة التنمية المستدامة. وشهد الحفل عرض مقطع مرئي خاص يستعرض مسيرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وجهود سموها في مجال دعم وتمكين المرأة على المستويين الوطني والدولي وأبرز المبادرات التي أطلقتها سموها لتعزيز دور المرأة في مختلف القطاعات، ومساهمة سموها الرائدة في دعم التنمية المستدامة ومكافحة الفقر والجوع.
وعبّر كيان أكرم جاف، رئيس بعثة مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، عن امتنانه لقيادة دولة الإمارات لالتزامها المستمر بقضايا التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن إرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، لا يزال مصدر إلهام في جهود مكافحة الجوع والفقر.
واستشهد كيان بوجود «مركز الشيخ زايد للإعلام والمعرفة» في المقر الرئيسي لمنظمة الفاو بروما، والذي يجسد الشراكة التاريخية بين دولة الإمارات والمنظمة في دعم التنمية الزراعية والأمن الغذائي.
وفي تصريحات لوكالة أنباء الإمارات (وام) أعرب رئيس بعثة مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عن فخرهم في منظمة الفاو بتكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لجهودها المستدامة ودعم المرأة والأطفال.
ومن جانبها صرحت نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، قائلة: «التزمت دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة منذ لحظة تأسيسها بتنمية المجتمع والمساهمة الفاعلة في دعم مبادرات التنمية حول العالم، وهو ما أصبح جزءاً أصيلاً من محددات السياسة الخارجية للدولة. كما كان دعم القيادة الرشيدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية» «أم الإمارات»، دافعاً لتحقيق قفزات على صعيد تمكين المرأة. ونحن في الاتحاد النسائي العام نعمل تحت توجيهاتها وفي ضوء رؤيتها السديدة لأهمية دمج المرأة، وتفعيل قيادتها ضمن كافة خطط وبرامج التنمية».
وقالت الدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي: «سعدنا بالتكريم المستحق لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» لدورها الريادي عالمياً في تمكين المرأة، ولقيادة سموها لإسهامات دولة الإمارات في هذا المجال. وأود التأكيد أن التعاون مع برامج ومنظمات الأمم المتحدة إنما يبرهن على التزام الإمارات الراسخ بدعم النساء في مواجهة التحديات البيئية وتعزيز التنمية المستدامة». وأضافت الشحي: «ويؤكد الاحتفال مجدداً على المكانة الدولية الرفيعة التي تحظى بها الإمارات بفضل إسهاماتها الإنسانية، التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال الأمن الغذائي والعمل الإنساني، هذا الإرث المستمر يعزز من رؤية الإمارات في دعم التنمية المستدامة وتمكين المرأة، ويبرز دور القيادة الرشيدة في دعم مساعي الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية العالمية والأمن الغذائي».
ويُعد هذا التكريم علامة فارقة في مسيرة (الفاو)، حيث يأتي في سياق التزام المنظمة بتعزيز الشراكات التي تدعم أهداف التنمية المستدامة، وتدعم دور المرأة كعنصر أساسي في تحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع التغيرات المناخية. (وام)

مقالات مشابهة

  • مستثمر سياحي: يجب فتح المجال للقطاع الخاص للمشاركة فى تطوير المطارات
  • برواتب مجزية.. 3862 فرصة عمل جديدة في القطاع الخاص
  • ملفات داهمة على طاولة وزارة التربية.. حلول سريعة مطلوبة او إضرابات في الافق
  • «التوطين» توعي ضباط السلامة في منشآت «الخاص»
  • محافظ مطروح: بحث إسناد منظومة المخلفات الصلبة إلى القطاع الخاص
  • يوم التأسيس السعودي 2025.. موعد إجازة القطاعين الحكومي والخاص
  • وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بدء سريان تعديلات نظام العمل
  • لموظفي القطاعين العام والخاص: رفع الحد الأدنى للأجور إلى الواجهة مُجدداً هل يصبح 500 دولار؟
  • «الفاو» تكرم الشيخة فاطمة لإسهاماتها بتمكين المرأة
  • اختتام اللقاء الكشفي الدولي الـ10 في الشارقة