عاجل | "الداخلية" تحدد أنظمة حماية وتيسير مناسك الحج وتشدد على عقوبات المخالفين
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
شددت وزارة الداخلية على أهمية الالتزام أنظمة وتعليمات الحج، معلنة عن تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج (الحج بلا تصريح) لعام 1445 هـ، وأشارت إلى أن مخالفي أنظمة وتعليمات الحج ممن لا يحملون تصاريح حج يتسببون في الازدحام وتعطيل حركة ضيوف الرحمن.
وأشارت الداخلية إلى عقوبة كل من ينقل مخالفي أنظمة وتعليمات الحج بلا تصريح هي السجن، والتي تصل لمدة 6 أشهر وبغرامة مالية تصل إلى 50 ألف ريال، محذرة حملات الحج الوهمية والمكاتب غير المرخصة.
أخبار متعلقة رفع استعدادات سوق الطائف لاستقبال موسم الفاكهة الصيفيةجولات إرشادية لمربي الماشية بمحافظة خليصوتابع: "وهنا تؤكد الجهات المختصة والمسئولة عن أمن الحج والحجيج بأن البوابات الرسمية والمعتمدة هي مصدر الأمان وماعدا ذلك هو تفريط، والمفرط أولى بالخسارة".
وقال اللواء متقاعد عبد الله الأحمري: "يعتبر موسم الحج فريضة على المسلمين لمن استطاع، وهو مؤتمرًا ربانيًا عالميًا ليس له مثيل على الكرة الأرضية، من حيث خصوصية المكان والزمان والأعداد المليونية التي تستهدفها المملكة من خلال رؤية 2030، والتي افردت للحج والعمرة برنامجا يسمى برنامج خدمة ضيوف الرحمن، من هنا يأتي إعلان وزارة الداخلية بتطبيق عقوبات على المخالفين من أجل حج آمن خالي من المخالفات، سواء كان ذلك حجًا بغير ترخيص أو أولئك الذين ينقلون مخالفي الأنظمة والتعليمات، بعقوبة مستحقة وسجن لمدة تصل إلى ستة أشهر وغرامة مالية تصل إلى خمسين ألف ريال".اللواء متقاعد عبدالله الأحمري
وأكمل: "ومن جهة أخرى فإن حرص الحكومة الموقرة على سمعة المملكة من خلال منع الحملات الوهمية التي تخدع الناس وتأخذ أموالهم بغير وجه حق وكذا المكاتب غير المرخصة، ومن أوجب الواجبات الإبلاغ عنها للجهات المعنية، حتى يكون حجًا سليما وآمنا للمسلمين الراغبين في أداء الفريضة، دون أن يتعرضوا لما يعكر حجهم".جهودة الأجهزة المعنية لخدمة الحجاجوبين اللواء متقاعد سالم الزهراني: "في نهاية موسم الحج من كل عام تقوم كافة الأجهزة المكلفة بخدمة الحجاج بمراجعة الخطط والعمل على معالجة الأخطاء إن وجدت، وذلك من أجل تقديم خدمات مميزه للحجاج في كل عام والتيسير عليهم لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة، ولا شك أن إيجاد تصاريح لكل من يريد أداء فريضة الحج هو عامل أساسي لتقديم خدمات مميزه، لذا يجب على كل من يقيم على أرض المملكة من مواطنين أو وافدين أن يلتزموا بهذه التنظيمات، وعدم محاولة تجاوزها.لواء سالم الزهراني
وأضاف: "كما يجب على كل المواطنين أن يكونوا عوننا لرجال الأمن وعدم نقل أو مساعدة من لا يحمل تصريح لأداء فريضة الحج من تجاوز الأنظمة، وليعرف الجميع أن من يحاول تجاوز الأنظمة والتعليمات سوف تطبق بحقه العقوبات الرادعة".
وقال اللواء متقاعد علي آل هادي: "تسعى حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، إلى تنظيم الحج ليتمكن الحجاج من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وفق تنظيم دقيق للحملات النظامية. ولتكون تنقلاتهم وفق الخطط المرسومة والتي تعكف عليها الجهات المختصة لفترات طويلة وبعناية فائقة لنجاح الحج".لواء متقاعد علي ال هادي
واتبع: "ودخول أشخاص غير مرخصين لأداء فريضة الحج يسبب خلل في المنظومة لكونهم غير مسجلين في حملات الحج، وبالتالي دخولهم وتنقلاتهم كلها خارج خطة الحج، وهذا يؤدي إلى زيادة الأعباء على الحجاج النظاميين وعلى الخدمات المقدمة لهم، وأن اتخاذ الإجراءات بموجب الأنظمة تجاههم أمر حتمي للقضاء على مخالفي أنظمة وإجراءات الحج".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: الأمير بدر بن عبدالمحسن الأمير بدر بن عبدالمحسن الأمير بدر بن عبدالمحسن وزارة الداخلية الحج مخالفات تعليمات الحج أنظمة وتعلیمات الحج اللواء متقاعد مخالفی أنظمة
إقرأ أيضاً:
هل الدعاء على المخالفين يعكس روح الإسلام؟
بدر بن خميس الظفري
في خضم الأحداث السياسية العالمية الراهنة، وفي عالمٍ يعجُّ بالصراعات الفكرية والاختلافات العقائدية، يقفُ الخطابُ الدينيُّ أمام تحدٍ كبير، وهو تقديمُ صورةِ الإسلام الحقيقية التي تتسمُ بالرحمة والرفق.
لقد جاء الإسلام ليكون رسالة عالمية تهدف إلى بناء جسور التفاهم بين الشعوب، لا لهدمها. وقد وجه الله رسالة لنبيه محمد مفادها "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
ولكننا نجد في بعض مظاهر واقعنا اليوم ما يخالف هذا المقصد النبيل؛ إذ باتت أدعية التعميم والدعاء بالهلاك على غير المسلمين جزءًا من خطب ودروس بعض الدعاة، مثل قولهم: "اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تُبقِ منهم أحدا". لكن السؤال المطروح: هل هذه الأدعية تعكس روح الإسلام؟ وهل هذا ما يريده الله تعالى في دعوته إلى عباده؟
حين نتأمل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، نجد أن الدعوة لم تكن مجرد كلمات تُقال أو مواقف تُعلن، بل كانت فنًا يتقن مخاطبة القلوب والعقول بلطفٍ وحكمة. وقد أمر الله تعالى نبيه الكريم أن يتبع أسلوب الحنان والحوار البناء في دعوته: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وجادلهم بالتي هي أحسن"؛ وهي دعوة صريحة لتقديم الدين بأسلوب يفتح القلوب بدلاً من أن يغلقها.
يخبرنا التاريخ أن التغيير الفكري والعقديّ لم يكن يومًا أمرًا يسيرًا، فقد أمضى الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة يدعو قريش إلى الإسلام، ومع ذلك ظل أغلبهم على كفرهم، متمسكين بموروثاتهم وأعرافهم، منطقهم الوحيد التعصب لما ورثوه: "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون". لقد كانت هذه الفترة دليلًا على صعوبة كسر القيود الفكرية التي تأسر العقول، ومع ذلك، لم يفقد النبي صلى الله عليه وسلم صبره ولا رحمة قلبه. وعندما آذاه أهل الطائف ورموه بالحجارة، عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين، أي يسقط الجبلين الكبيرين على أهلها، لكنه رفض قائلاً: "بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا". تلك الكلمات تحمل دروسًا عميقة في التسامح والرحمة، وهي تشهد على أن الدعوة إلى الله لا تقوم على الانتقام، بل على الأمل في الهداية.
الأمر لم يكن مقتصرًا على موقف الطائف؛ ففي غزوة أحد، عندما اشتد الأذى بالمسلمين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"، وهذا الموقف النبوي العظيم يُظهر لنا أن الداعي إلى الله يرى في مخالفيه بشرًا يحتاجون إلى الهداية، لا أعداءً يجب أن يُزالوا. هذه القيم النبوية لم تكن استثناءً؛ بل كانت قاعدة ثابتة في تعامله عليه الصلاة والسلام مع الجميع، حتى مع من عارضوا دعوته أشد المعارضة.
وبناءً على ما تقدم، نحتاج أن نتساءل: كيف يمكن أن تتفق هذه القيم مع ما نراه اليوم من انتشار دعاء بعض الخطباء على عموم غير المسلمين بالذل والهوان والهلاك؟ هل أصبحت هذه الأدعية جزءًا من الدين؟ أم هي مجرد تعبير عن انفعالات اللحظة؟ الله سبحانه وتعالى نهانا عن التعميم في الحكم على الآخرين، وأمرنا بالعدل حتى مع من نختلف معهم. يقول تعالى: "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ"، فالعدل في الخطاب الدعوي ليس خيارًا؛ بل هو واجب ديني وأخلاقي.
النظر في قصص القرآن الكريم يبين لنا أيضا وبوضوح أن الله سبحانه وتعالى أراد للدعوة أن تكون سبيلًا للهداية، لا وسيلة للإقصاء والانتقام. حين أرسل الله موسى وهارون إلى فرعون، أمرهما أن يخاطباه بلين قائلاً: "فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يخشى"، فإذا كان هذا هو النهج الإلهي مع أشد الطغاة عنادًا وظلمًا وهو فرعون، فكيف نتجاوز نحن هذا التوجيه في تعاملنا مع شعوب قد لا تعرف عن الإسلام إلّا القليل أو قد لا تكون قد سمعت به أبدًا.
إن واقعنا اليوم يحتم علينا أن نعيد النظر في خطابنا الدعوي، ذلك أن وسائل الاتصال الحديثة أصبحت نافذة سهلة للوصول إلى شعوب الأرض، وتُظهر ممارساتنا وألفاظنا أمام العالم أجمع بكل يسر.
إن الكلمة القاسية قد تُبعد أمة عن الإسلام، بينما الكلمة الطيبة قد تُفتح بها قلوب الملايين. يقول تعالى: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"؛ فهذه الآية ليست فقط توجيهًا للدعاة؛ بل هي مبدأ يجب أن يسري في كل تعاملاتنا مع الآخرين.
إننا بحاجة إلى خطاب يعكس روح الإسلام الحقيقية، خطاب يجعل من الدعوة وسيلة للبناء، لا للهدم. لقد كان أبو طالب، عم النبي صلى الله عليه وسلم، نموذجًا لشخص غير مسلم وقف بجانب الدعوة وحماها، وفي عالمنا اليوم، هناك كثيرون ممن يشبهون أبا طالب في دعمهم لقضايا المسلمين أو في احترامهم للإسلام. هل نصنفهم كأعداء لمجرد اختلافهم في العقيدة؟ أم نحاول أن نبني معهم جسور التفاهم؟
الدعوة إلى الله مسؤولية عظيمة، وهي ليست مجرد كلمات تلقى على المنابر، بل أمانة تتطلب حكمة ورفقًا. علينا أن نتذكر دائمًا أن الإسلام لم ينتشر بالقوة؛ بل انتشر بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة. الدعوة هي رسالة حب، وأي خطاب يخلو من الحب لا يمكن أن يصل إلى القلوب. فهل نعيد النظر في أدعيتنا وخطابنا، ونستلهم من القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما يفتح القلوب بدلاً من أن يغلقها؟