يحيى المحمدي .. كافي همبلة وتزبّن
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
بقلم: أياد السماوي ..
تصريحات مضحكة أدلى بها المتحدّث بأسم حزب تقدم يحيى المحمدي إلى برنامج بالمختزل الذي يقدّمه الإعلامي سامر جواد في قناة السومرية الفضائية .. المحمدي في تصريحاته قد عكس المأزق الذي يعيشه حزب تقدم ورئيسه محمد الحلبوسي بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا التاريخي بإلغاء عضويته من مجلس النواب ، ومنذ ذلك اليوم البهيج وحتى هذه اللحظة يعيش حزب تقدّم ورئيسه الحلبوسي مرحلة عصيبة ينطبق عليها توصيف ( الصراع من أجل البقاء ) .
ويبدو أنّ المتحدّث بأسم تقدّم يحيى المحمدي لا زال في طور الهمبلة والتزبّن ، وما تحدّث به لبرنامج بالمختزل هو نوع جديد من الهمبلة الفكاهية والتزبّن الأجوف ، فهو حين يصرّح ويقول ( تقدّم لها الكلمة الأولى والأخيرة في قضية رئاسة البرلمان ) وهو يعلم أنّ فرصة تقدّم قد انتهت بعد انسحاب شعلان الكريّم ، فمثل هذا التصريح المضحك لا يدلي به إلا من صعدت نشوة الخمر في رأسه ، أو حين يقول ( أنا من المرشحين لرئاسة البرلمان مع مزاحم الخياط وهيبت الحلبوسي ) فهو يؤكد أنّه كان خارج الوعي ، فكيف يكون من المرشحين وباب الترشيح قد أغلق وأوصدت بابه مع البدء بإجراءات التصويت ؟ أو حين يقول ( خيار المقاطعة والانسحاب من العملية السياسية وارد بالنسبة لتقدّم ) ، وماذا يعني ؟؟؟ فهل كان انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية قد أوقف العملية السياسية ؟؟ أم أنّ هذا الانسحاب قد جاء بأفضل حكومة منذ سقوط الديكتاتورية ؟؟ أو حين يقول ( لا أردوغان ولا غيره له كلمة على سنّة العراق ) ، وأنا أقول له قل وحق أبو حنيفة هههههه .. يحيى المحمدي ، رئيس المجلس الجديد سيأتي به نواب الشعب وليس أحدا غيرهم ، وكافي همبلة وتزبّن ..
أياد السماوي
في ٨ / ٥ / ٢٠٢٤ اياد السماوي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات حزب تقد
إقرأ أيضاً:
أزمة التيار السياسية.. لا حلول
يمرُّ "التيَّار الوطني الحر" في لبنان بأزمة سياسية عميقة، تبدو مُتعددة الأبعاد، بدءاً من تراجع نفوذه داخل مؤسسات الدولة، وصولاً إلى أزمة شعبية مُتفاقمة، مروراً بفقدان الحلفاء التقليديين الذين ضمنوا لها في الماضي حضوراً مؤثراً في المشهد السياسي. تُعتبر خسارة التحالف الاستراتيجي مع "حزب الله" أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى تراجع وزن "التيار"، إذ مثّل هذا التحالف لسنواتٍ عموداً فقرياً لتحالفات التيار داخل السلطة والبلد، وحاجزاً أمام محاولات عزلته. فبعد سنواتٍ من التنسيق الوثيق، بدأ التباعد بين الطرفين يتّسع تدريجياً، لا سيّما بعد خروج مؤسس التيار، العماد ميشال عون، من سدّة الرئاسة، وتباين الأولويات في ظلّ الأزمات المُتعاقبة التي عصفت بلبنان، ما أفقد التيار جزءاً كبيراً من قدرته على الضغط أو التأثير في القرارات السيادية أو الحكومية.
في السابق، استطاع التيار الوطني الحر، بفضل تحالفه مع حزب الله، أن يحجز موقعاً متقدماً في الحكومات والمؤسسات، لكنّ المشهد اختلف اليوم. فبعد انحسار التحالف، وجد التيار نفسه معزولاً على الساحة السياسية، مع عدم قدرة واضحة على بناء تحالفات جديدة تكفل له استعادة دوره. تُفاقم هذه العزلة من أزمته الداخلية، وتُضعف موقفه التفاوضي أمام القوى الأخرى، في وقتٍ تزداد فيه الانقسامات بين مكوّنات المشهد اللبناني، وتتصارع فيه الأطراف على تقاسم النفوذ.
الأزمة السياسية لا تنفصل عن تراجع شعبية التيار، الذي دفع ثمن إدارته الفاشلة للدولة خلال فترة وجوده في السلطة. فخلال سنوات حكمه، تفاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ووصلت البلاد إلى حافّة الانهيار مع انهيار العملة، من دون أن يتمكّن التيار، رغم مشاركته في الحكومات المتعاقبة، من تقديم حلولٍ فعّالة. كما أن اتّساع الفجوة بين خطابه الإصلاحي وممارساته، عمّق أزمة الثقة مع الشارع، الذي بات يُحمّله جزءاً من المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد.
اليوم، يواجه التيار الوطني الحر تحدّياً وجودياً. فمن جهة، لم يعد قادراً على الاعتماد على تحالفات سابقة لتعزيز موقعه، ومن جهة أخرى، يُعاني من شرعيةٍ مُتداعية بسبب فشله في إدارة الدولة، ما يجعله عُرضةً لمزيدٍ من التهميش.
في ظلّ هذا الواقع، يبدو مستقبله مرهوناً بقدرته على مراجعة استراتيجياته، وربما خوض معركةٍ داخلية لإصلاح بنيته واستعادة الصدقية. لكنّ هذه المهمّة ليست سهلة في مناخٍ لبناني مُتشظٍّ، تعصف به الأزمات من كلّ جانب، وتغيب فيه أيّ رؤيةٍ واضحة للخلاص.
المصدر: خاص "لبنان 24"