غزة – لم ترضِ التسوية المطروحة على الطاولة في القاهرة الحكومة الاسرائيلية حتى اللحظة، وبالرغم من موافقة حركة الفصائل الفلسطينية عليها بالتوافق مع الوسطاء بمن فيهم الاميركيون.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرر البدء بحملة عسكرية برية على منطقة رفح، الامر الذي اوحى بأن المفاوضات انتهت وان الكلمة اليوم باتت حصراً للميدان، فهل هذا يعني أن التصعيد سيطال مختلف الجبهات؟ وان توسع المعركة اصبح احتمالاً وارداً بشكل خطير؟

وبحسب مصادر مطلعة فإن ما قام به الجيش الإسرائيلي في رفح، ليس الا مناورة برية بسيطة على المستوى العسكري، اذ قام بعملية إلتفافية واضحة ولم يدخل ابداً إلى الأحياء والمخيمات، بل حاول السيطرة على المنطقة الحدودية بين مصر وغزة اضافة الى السيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

كل ما اراده نتنياهو حتى اليوم هو صورة النصر في رفح اذ لم يبدأ بأي عملية عسكرية حقيقية.

وترى المصادر أنه في الوقت الذي بدأ التصعيد الاسرائيلي في رفح أرسلت الحكومة الاسرائيلية موفدا إلى القاهرة لمتابعة المفاوضات ما يوحي بأن تل ابيب لا تريد كسر الجرة مع الولايات المتحدة الاميركية، لكن في الوقت نفسه لا يوجد أي نية بإيقاف الحرب بشكل نهائي كما تطالب حركة الفصائل، لذلك فإن الرسالة الاولى التي ارسلها نتنياهو تقول بأن لا يمكن له الموافقة على وقف نهائي لإطلاق النار، فالهدنة مهما طالت ستكون محدودة بعدد من الايام يتم خلال تبادل الاسرى.

وتشير المصادر إلى أن تل ابيب مصرة على فرض شروطها، وهذا يتطلب بشكل حاسم العمل على اضعاف حركة الفصائل اكثر فأكثر، من هنا يصبح “تخويف” الحركة بعملية برية في رفح، أو القيام فعلاً بهذه العملية أمرا لا مفر منه للوصول الى صيغة ترضي الرأي العام الاسرائيلي وتجعل نتنياهو لا يخرج بصورة المنهزم من الحرب التي دفعت اسرائيل ثمنها غالياً على مستوى العالم وحتى على المستوى الداخلي، اقتصادياً وشعبياً ومالياً. اذا بات يمكن النظر للحراك العسكري الحالي بوصفه محاولة لضبط ايقاع حركة الفصائل التفاوضي.

لكن، كل ما تقوم به اسرائيل يواجهه المحور بتصعيد نوعي من عدة جبهات اهمه التصعيد من جبهة جنوب لبنان الذي وجه عدة ضربات نوعية أمس نقلت المعركة الى مستوى آخر، وقد يكون الامر عبارة عن رسالة واضحة تقول بأن التصعيد في رفح سيعمق أزمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ولن يفتح له أبواب الحل، خصوصا ان  لن تكون بدورها قادرة على تقديم تنازلات كبرى مهما كان الثمن في الحرب الحالية ومهما طال موعد وقف اطلاق النار.

كل ما يجري اليوم لا يزال يخدم المفاوضات، ولم تنتقل المنطقة الى مرحلة الخطر الفعلي الذي قد يطل برأسه في حال قررت إسرائيل اجتياح رفح بالكامل، لكن الى جانب هذا الرأي هناك من يعتقد أن مستويات التصعيد لن ترتفع كثيراً حتى لو سيطر الجيش الاسرائيلي على كامل رفح، لان الاتفاق الايراني – الأميركي يكمن في عدم الذهاب الى مواجهة كبرى في الشرق الاوسط.

 

المصدر:  “لبنان 24”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: حرکة الفصائل فی رفح

إقرأ أيضاً:

مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”

د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي

مما لا شك فيه أن معركة “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها في السابع من أُكتوبر من عام 2023م قد حقّقت مكتسباتٍ عديدةً على المستوى الفلسطيني والمستوى العربي وكذلك على المستوى الدولي.

فعلى المستوى الفلسطيني أعادت هذه المعركة للمقاومة المسلحة دورَها في الساحة وزخمها الشعبي.

وعلى المستوى العربي تمت عرقلة سير عجلة التطبيع التي كانت قد بدأت منذ التطبيع المصري مع الكيان الصهيوني وتوسعت في فترة ترمب السابقة واستمرت في عهد بايدن، وكانت كثيرٌ من الدول العربية تنتظر أن تلتحق السعوديّة بركب المطبِّعين فيلتحقون بها وكانت على وشك القيام بذلك.

وكذلك كشفت معركة “طوفان الأقصى” حجمَ التغلغل الصهيوني بين النخب السياسية والثقافية العربية والتي كانت تعمل على جَرِّ الأُمَّــة إلى جانب المطبِّعين، فقد كانت تصول وتجول في معظم القنوات العربية الرسمية وفي مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للتطبيع وتقديم العدوّ الصهيوني كحَمَلٍ وديع يحب العرب وعلى العرب أن يتجاوبوا معه، وخلال الحرب انكشف كذبُ وتدليس تلك النخب بعد أن رأى العالم الجرائم الصهيونية في حق سكان غزة، وتم إعادة القضية الفلسطينية إلى أذهان الأُمَّــة العربية والإسلامية.

وأما على المستوى الدولي نجحت معركة “طوفان الأقصى” في التأثير على الرأي العام العالمي من خلال الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الكثير من المؤثرين العالميين مع القضية الفلسطينية، ومن خلال مواكبة وسائل الإعلام للأحداث في غزة ونقلها لما يجري بشكل مباشر؛ ونتيجةً لتلك التأثيرات خرجت المظاهراتُ في معظم المدن الأُورُوبية والأمريكية؛ دعماً للفلسطينيين في غزة، وتحَرّك طلاب الجامعات الأمريكية والأُورُوبية في مظاهرات واعتصامات وقوفاً مع سكان غزة، واعتبر البعض تلك التحَرُّكات التي استمرت حتى توقفت الحرب بداية لتغيير الرأي العام العالمي نحو القضية الفلسطينية.

ولكن يجب أن نعيَ أن العدوّ الصهيوني -بدعم من أمريكا وأُورُوبا- يعمل منذ عشرات السنيين على تثبيت كيانه في الأراضي العربية الفلسطينية، ولن يسمح للفلسطينيين بالاستفادة من المكاسب التي حقّقتها معركة “طوفان الأقصى”، وسيعمل بكل إمْكَانياته وقدراته الفائقة على إعادة السردية الصهيونية إلى الأذهان؛ ولذلك على الشعوب العربية والإسلامية أن تقفَ إلى جوار المقاومة الفلسطينية للمحافظة على تلك المكاسب وتطويرها بكافة الطرق المتاحة، ولا تنتظر أيَّ تحَرّك من النظام العربي الرسمي الذي يقفُ إلى جانب العدوّ الصهيوني في هذه المرحلة رغم الإهانات التي يتلقاها.

مقالات مشابهة

  • موقع صيني: التصعيد الإسرائيلي في غزة سيقابله تصعيد يمني
  • البحرية الأمريكية: معركة البحر الأحمر غير مسبوقة وكلفها باهظة
  • نتنياهو يهدد باستئناف الحرب في غزة ومواصلة تدمير قوة حركة حماس
  • نتنياهو : نستعد للمرحلة المقبلة من معركة الجبهات السبع
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • شتائم وإهانات في معركة كلامية حادة باجتماع أمني إسرائيلي في مكتب نتنياهو بسبب ملف الأسرى وقتال حركة الفصائل الفلسطينية
  • نتنياهو يمنع المساعدات عن غزة.. وخبير: تصعيد خطير وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية
  • استمرارا لمبادرة «نبق تزدهر».. تمهيد الطرق ونظافة الشواطئ وتكريم سكان المحمية
  • 12 صورة ترصد إخلاء شارعين بالموسكي من الباعة الجائلين تمهيدًا لتطويرهما
  • نتنياهو يعلن وقف إدخال المساعدات إلى غزة اعتبارا من صباح اليوم