خصص برنامج "المرصد" حلقته بتاريخ 2023/7/31 لرصد تجارب 3 مصورين من بلدان عربية مختلفة، وتابع مسيرتهم في مجال التصوير ومصادر إبداعهم التي تلهمهم بالتقاط صور تحمل وراءها قصصا وعبرا.

كتابة حياة الناس

في لبنان، وقف فريق البرنامج عند تجربة المصور الفوتوغرافي اللبناني مروان طحطح الذي طافت تجربته بين عدد من الصحف اللبنانية ووكالات التصوير، منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وبدأت مسيرة طحطح مع التصوير عام 2000، وحصل على درجة الماجستير في التصوير الفوتوغرافي من المدرسة الوطنية العليا للتصوير الفوتوغرافي في "آرل" بفرنسا صيف 2016.

وعُرضت أعمال مروان في عديد من المدن داخل لبنان وخارجه، فسافرت أعماله من بيروت، إلى باريس، فبرلين، وصولا إلى الولايات المتحدة الأميركية.

التجوال والإبداع

أما في الأردن، فنقل فريق البرنامج تجربة المصور الأردني سامي الزعبي الذي تشده وقائع الحياة اليومية في شوارع المدن الأردنية، كما يلاحق تفاصيل التغيرات التي تشهدها حياة الناس العاديين تماما مثلما يواكب الأحداث الاجتماعية الكبرى، على غرار انتفاضة عام 2019.

وبدأ الزعبي مسيرته في مجال التصوير هاويا باستخدام هاتفه الجوال، ثم تطورت الهواية لتصبح احترافا، وهو دائم التجوال برفقة كاميرته، يقتنص تفاصيل اللحظة ويُكوّن المشهد عبر زوايا مختلفة، وإعدادات ضوئية مميزة، أشبه بقصيدة مصورة.

وعام 2021، اعتُمدت 4 من صوره طوابع بريدية تذكارية لمنزل الشاعر الأردني الشهير مصطفى وهبي التل. وكان الزعبي أمضى أكثر من 12 عاما في الترويج لبلده سياحيا وثقافيا، موثقا إرثه التاريخي والحضاري. ورافقت كاميرا المرصد سامي في إحدى جولاته التصويرية للاقتراب أكثر من طبيعة عمله الفوتوغرافي، فكانت هذه القصة.

تجربة الحجر الصحي

أما تجربة المصور الفوتوغرافي المغربي نور الدين التيلسغاني، فلخصها بقوله إنه إذا لم تكن للصورة حكاية ترويها فهي ليست فنا، وإذا افتقر الفن إلى القصة، أصبح عنوانا أجوف.

ومنذ سنه المبكرة، ارتبط نور الدين بالكاميرا. ومنذ أكثر من عقدين من الزمن، احترف فن التصوير ممارسة، وتدريسا، وتدريبا. وخلال أشهر الحجر الصحي بسبب وباء كورونا، كانت للتيلسغاني تجربته الخاصة في شوارع مدينة مراكش وساحاتها.

ورافق المرصد التيسلغاني عبر عدد من مواقع مراكش، واستمع إلى مراحل تجربته مع فن التصوير، والتحولات التقنية التي شهدها خلال الأعوام الماضية، وعن علاقته بمنصات التواصل، وما تحققه من تواصل مع الأجيال الجديدة التي تعيش العصر الرقمي بكل أبعاده وتجلياته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا

ونحن أيضاً
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 4 / 11 / 2017

قبل أيام اجتاح وسم “أنا أيضاَ” مواقع التواصل الاجتماعي في تظاهرة عالمية لنبذ التحرّش الجنسي ،وحتى تتشجع كل سيدة في رواية قصّتها مع الجريمة الصامتة ولو بعد حين.
كم يدهشني استفاقة #الضمير_العالمي فجأة تجاه قضية نائمة فيجعلها بإرادة واعية قضية هامّة ثم ينشر فيروس “الحمى” لتصيب حساباتنا وأجهزتنا ونتفاعل معها كما يريدون وبالكيفية التي يتمنّون لها..فتنبت “أنا أيضاَ” فوق قمم الوسوم السياسية وتطفو فوق الخلافات العربية والمناكفات القُطرية وفوق مخاض الشعوب “الحبلى” بالثورة والكفاح والموت اليومي.

جميل أن يتّحدَ العالم ضدّ التحرش، لكن هل لهذا الضمير العالمي أن يستفيق تجاه أوطاننا “المغتصبة” ويجعلها بإرادة واعية قضية هامة ليصعد بها فوق الوسوم، منذ مائة عام والأمة العربية تتعرّض لتحرش وانتهاك واغتصاب وإجهاض لحلم الوعي والاستقلال، فهل تريدون أن تسمعوا قصّتنا مع التحرّش؟

و”نحن أيضا” تعرّضنا لما تعرّضت له ضحايا هذا الوسم، في مثل هذا الشهر قبل مائة عام أرسل آرثر بلفور رسالة إلى “لونيل روتشيلد” يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وقبل مائة عام كان تعداد اليهود لا يزيد عن 5% من سكّان فلسطين، لكنهم اغتصبوا الوطن كله، فحبلت الأراضي العربية بمخيّمات اللجوء وولدت الأوجاع في كل مكان.

مقالات ذات صلة موظف محكوم بجناية ومطلوب للتنفيذ القضائي منذ 2022 وما زال على رأس عمله 2024/12/26

كان الفلسطينيون عندما ينصبون خيامهم يبقون أبوابها مشرعة نحو فلسطين، ليروا الضوء القادم من التلال المحتلة، ليشتموا رائحة أراضيهم التي تموج بالزيتون الحزين، للزيت الذي يتساقط دمعاً كلما داسته جرافات الاحتلال، كان الفلسطينيون يغلون قهوتهم أمام خيامهم على فجر فلسطين، الدخان المتصاعد صباحاً يرسل إلى الوطن غيمة من شوق وتنهيدات، ظلّت المفاتيح الطويلة بأيدي الكبار على أمل العودة، وظلت الثياب المطرزة تحتضن الإبرة في الكمّ، هناك في غرف الطين لم تكمل الرسمة بعد ولم يكتمل قوام الثوب المطرّز، وظل الزيت يؤنس السراج المطفأ فوق فراش “العيلة” أن اصبر فالفلسطيني عائد، فماتت الأمهات ومفاتيح “العودة” تحت الوسائد.

وسم التحرش والاغتصاب للنساء قد يتصدر أسبوعاً ويزول إلا من ذاكرة الضحية، وكذلك
وسم التحرش والاغتصاب للنساء قد يتصدر أسبوعاً ويزول إلا من ذاكرة الضحية، وكذلك “وسم” اغتصاب الأوطان مثل الوشم يبقى في ذاكرة الشعوب لا يمحوه إلا دم الحرية أو حلّ القضية

ونحن أيضاَ تعرَضنا لما تعرَضت له ضحايا هذا الوسم، ففي مثل هذا الشهر قبل خمسة عشر عاماً كان مجلس الأمن يغتصب قناعات العالم وسلام العراق، كان يروّج لأسلحة الدمار الشامل وطرد المفتّشين، كان يتحرّش بعروبتنا وبعفّة عراقنا عندما ألجمت أمريكا المجتمع الدولي بأكاذيب مارست فيها كل الوقاحة السياسية والدناءة الأخلاقية فلون النفط لدى “مقامر” البيت الأبيض أكثر إغراء من الدم العربي كله.

نزعوا عباءتها بحجة التفتيش، أغمض العرب جميعاً عيونهم كي لا يروا عوراتهم أو تنكشف سوءاتهم، وفي لحظة الإغماض الطويلة اغتصبت بغداد فأصيبت الأمة بالعمى، وصارت بلد الرشيد بلد “رامسفيلد”، واستبدل المصفقون لاحتلال أرضهم عمامة “هارون” بقبّعة “برمير”، وأُحرقت جثّة عبير! لا أحد يذكر عبير بالتأكيد، لكنني أذكرها، وأذكرها جيدا في أول الاحتلال، عبير تلك الفتاة العراقية التي اقتحم جندي أمريكي ثمل منزلها، فاغتصبها أمام مرأى عائلتها ثم أطلق النار عليهم جميعاً وأحرق عبير، لكن لسوء الحظ لم يكن في ذاك الوقت “تويتر” ولا “فيس بوك” حتى تكتب عبير قصتها ككل نساء العالم تحت وسم “أنا أيضاَ”.

ونحن أيضا تعرّضنا ما تعرّضت له ضحايا هذا الوسم، بل تعرّضنا لما هو أبشع منه والعالم كله يقيس مستوى صوت الأنين، أو التفاوض مع الجاني أو تبادل الدور معه حتى، سوريا تتعرض لاغتصاب جماعي، روسي وإيراني وأمريكي وتركي وداعشي وعربي عند الضرورة، والنتيجة إجهاض للثورة واغتصاب للثروة، والبلاد الماجدة ذات الرسالة الخالدة أصبحت مما “ملكت أيمانهم”، وممنوع على سورياً أن تكتب ككل الحرائر اللاتي تعرّضت للتحرش أو الاغتصاب قصتها تحت “أنا أيضاَ” لأن حنجرتها محتلّة بين “شبّيح” و”تاجر ثورة”، وكلاهما يخنقان الوجع الحقيقي ويفضلان الموت بصمت، بين تاء التأنيث وتاء التحرير وجع مقتسم، فوسم التحرش والاغتصاب للنساء قد يتصدر أسبوعاً ويزول إلا من ذاكرة الضحية، وكذلك “وسم” اغتصاب الأوطان مثل الوشم يبقى في ذاكرة الشعوب لا يمحوه إلا دم الحرية أو حلّ القضية.

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#178يوما بقي #98يوما

#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

مقالات مشابهة

  • أ.د بني سلامة : بلد العفو والتسامح… إلا على أحمد حسن الزعبي!
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا
  • ملهمة مصرية تعيد صياغة مفهوم الهندسة المعمارية عالميًا
  • قصة مصرية ملهمة جمعت بين الهندسة المعمارية وحماية البيئة البحرية
  • المرصد السوري: القوات الإسرائيلية توغلت أكثر في سورية
  • المرصد السوري: القوات الإسرائيلية توغلت أكثر في سوريا
  • "أحسن صاحب": منصة الإبداع التي تكسر حواجز الإعاقة
  • حصاد 2024.. القطاع العقاري المصري يواصل نهضته وينقل تجربته الناجحة لدول المنطقة
  • رسالة جديدة من الكاتب الحر احمد حسن الزعبي في معتقله من سجن ام اللولو
  • د. أبو غنيمة يتمنى الافراج عن الزعبي وصندوقة ومعتقلي الرأي