لـ99 عاما.. بطل جسر لندن يعيش تحت تهديد دائم بالسجن

في عام 2019، ساعد المدان السابق مارك كونواي، في القبض على رجل مسلح قتل شخصين في هجوم إرهابي، لكن بقيامه بذلك العمل البطولي خاطر بإعادته إلى السجن.

وكان مارك كونواي الذي يعمل في صندوق إصلاح السجون، قد شارك في برنامج غيّر حياته أثناء قضائه عقوبة في السجن، جمع بين السجناء وطلاب كامبريدج.

ويوم الحادثة، كان على وشك إلقاء خطاب في قاعة فيشمونجرز في لندن، خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة لإطلاق البرنامج.

لكن عندما خرج لاستراحة للتدخين، شنّ مدان سابق آخر كان من بين المستفيدين من البرنامج هجوما إرهابيا، وطعن خريجَين من كامبريدج حتى الموت. 

كان كونواي من بين الذين لاحقوا المهاجم، الذي كان يرتدي سترة انتحارية مزيفة، وألقوا عليه القبض.

تم الإشادة ببطولته لشجاعته، لكن كونواي يقول إنه طوال الوقت، كان خائفا من إمكانية أن يعيده تصرفه خلال ذلك اليوم إلى السجن، بسبب نظام الإفراج المشروط المعروف بعقوبة "السجن لحماية الجمهور" والذي حكم به بعد إطلاق سراحه، حسبما تنقل صحيفة الغارديان البريطانية.

وكانت هذه العقوبة متّبعة في النظام القضائي الإنجليزي والويلزي حتى عام 2012، وتفرض على الأشخاص الذين يُعتبرون خطرين على المجتمع، حتى لو كانت جريمتهم الأصلية لا تستحق عقوبة طويلة.

ولا يكون للحكم بموجب هذه العقوبة حد أقصى محدد، بل يمكن أن يمتد حتى 99 عاما. ويكون المدانون السابقون تحت رحمة نظام الإفراج المشروط، ويمكن إعادتهم إلى السجن لأتفه الأسباب، بعد انقضاء المدة الأصلية للسجن، وفقا للغارديان.

وهذا يعني أنه على الرغم من أن حكم كونواي كان خمس سنوات بسبب السطور المسلح، إلا أنه يمكن احتجازه لمدة تصل إلى 99 عاما، بسبب إجراء الإفراج المشروط، وكان يمكن أن يستدعى بسببه لأتفه الأخطاء واحتجازه إلى أجل غير مسمى.

وبسبب هذا الوضع، يرافق هاجس احتمالية العودة إلى السجن كونواي منذ لحظة تدخله في هجوم عام 2019.

في سياق متصل، يكشف سايمون هاتنستون، الصحفي بجريدة الغارديان، أن ثلث أحكام "السجن لحماية الجمهور" تُمنح لجرائم أقل خطورة، والتي تستوجب عقوبات أقل من عامين في السجن. 

وتذكر الصحيفة، أنه منذ فترة طويلة كانت الأحكام المرتبطة بهذا المشروع مثيرة للجدل، وبالرغم من إلغائها في عام 2012. إلا أن أولئك الذين حُكم عليهم قبل ذلك تركوا في حالة من الغموض. وأقدم كثيرون منهم على الانتحار.

والآن يعمل نواب بالبرلمان البريطاني على مشروع قانون جديد من شأنه أن ينهي الآثار المستمرة لنظام عقوبة "السجن لحماية الجمهور" على الأشخاص المحكومين به قبل إلغائه.

ويتضمن مشروع القانون الجديد إمكانية إنهاء العقوبة بعد خمس سنوات. ومع ذلك، يقول النشطاء إن هذا لا يكفي، وأن جميع المحكوم عليهم بـ"السجن لحماية الجمهور" يجب إعادة محاكمتهم وإصدار أحكام جديدة بحقهم - وهو ما توافق عليه لجنة العدل البرلمانية المعنية بإعداد المشروع.

المصدر: الحرة