يومان فقط من إطلاقها.. آثار كارثية للعملية الإسرائيلية برفح
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
كان لما تسميه القوات الإسرائيلية "عملية محدودة" في رفح، جنوب قطاع غزة، عواقب مدمرة على مدار اليومين الماضيين على العاملين الطبيين والمرضى في جميع أنحاء القطاع، وفقا لما كشفه أطباء ومجموعات المساعدات الإنسانية، مساء الثلاثاء، لصحيفة "نيويورك تايمز".
ونشرت أوامر الجيش الإسرائيلي التي تطلب من حوالي 110 ألف شخص مغادرة شرق رفح، الاثنين، الخوف في جميع أنحاء مستشفى أبو يوسف النجار، الذي يقع داخل المنطقة التي قالت فيها إسرائيل إنها ستتصرف فيها "بقوة مفرطة"، حسبما نقله الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفى، في مقابلة هاتفية مع الصحيفة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه نشر دبابات في رفح وسيطر على المعبر الحدودي مع مصر في جنوب غزة ما أدى إلى توقف وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، في تطور وصفته واشنطن بأنه "غير مقبول".
وخوفا من التعرض لغارة من قبل القوات الإسرائيلية، مثل تلك التي نفذت في المستشفيات في جميع أنحاء غزة، سارعت الطواقم الطبية في مستشفى النجار لنقل أكثر من 200 مريض.
وغادر بعض المرضى في سيارات أمنتها عائلاتهم، بينما تم نقل الجرحى الخطيرة بسيارة إسعاف إلى مستشفيات أخرى في جنوب غزة، بما في ذلك المستشفى الأوروبي في خان يونس ومستشفى الهيئة الطبية الدولية الميداني في رفح.
لكن حتى خلال التدافع لإخلاء المستشفى، استمرت الضربات الجوية الإسرائيلية على رفح. وقال الدكتور الهمص إن جثث 58 شخصا قُتلوا في الضربات الإسرائيلية وصلت إلى المستشفى، منذ الأحد، مضيفا أن طاقم المستشفى اضطر إلى مطالبة أسر الضحايا بدفن الجثث بأنفسهم.
وقال "الوضع ليس خطيرا، الوضع كارثي، كارثي، كارثي".
كما حدت إجراءات الجيش الإسرائيلي فورا من الوصول إلى خدمات صحية أكثر أساسية في جميع أنحاء رفح.
واضطرت "بروجكت هوب" (مشروع الأمل)، وهي مجموعة مساعدات مقرها الولايات المتحدة تدير العديد من العيادات المتنقلة في جميع أنحاء غزة، إلى إغلاق وحدة طبية داخل المنطقة التي طلبت إسرائيل من الناس المغادرة منها.
وكانت المجموعة تقدم رعاية أولية في الجزء الشرقي من رفح وتعالج التهابات الجهاز التنفسي العلوي والأمراض المعوية التي كانت تنتشر بين الفلسطينيين النازحين المكدسين في ملاجئ مع وصول محدود إلى مياه نظيفة ومرافق صحية.
كما اضطرت المجموعة إلى إغلاق عيادة طبية أخرى في مكان آخر في رفح، خارج منطقة الإخلاء، في وقت مبكر من يوم الاثنين لأن ستة من عامليها الطبيين - بما في ذلك طبيب عام وأخصائي نسائي وممرضات - يعيشون داخل أو بالقرب مباشرة من حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه سيبدأ عملياته، وفقا لتشيسا لطيفي، نائبة مدير التأهب للطوارئ في المشروع.
وكان كثير من العاملين الطبيين قد نزحوا بالفعل من منازلهم في خان يونس ومدينة غزة واضطروا للفرار مرة أخرى مع عائلاتهم، بما في ذلك عشرات الأطفال - هذه المرة، جنبا إلى جنب مع المرضى الذين كانوا يعالجونهم في شرق رفح.
في منتصف الطريقواضطر وفدان على الأقل من الأطباء الذين كانوا يحاولون دخول غزة، الاثنين، لدعم المستشفيات المتعثرة في الجزء الشمالي من القطاع للعودة مع تدهور الأوضاع الأمنية، حتى قبل أن يسيطر الجيش الإسرائيلي على السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، الثلاثاء.
وكان أحد الوفود يضم أطباء أردنيين، ونظمته مجموعة "بروجكت هوب" يهدف إلى الوصول إلى مستشفى كمال عدوان في أقصى شمال غزة لتخفيف العبء عن الطاقم الطبي المثقل وتقديم الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك المخدر والخيوط الجراحية والشاش.
كما كان من المفترض أن يسلم هذا الوفد رواتب العاملين الطبيين في المجموعة في رفح - الأموال التي يحتاجونها بشدة لتأمين السكن والنقل خلال عملية الإخلاء الفوضوية.
وقالت لطيفي "لدينا خطط طوارئ موضوعة منذ فترة طويلة جدا، خاصة مع اتضاح أن الهجوم في رفح سيبدأ أكثر فأكثر". لكن "عواقب ما يحدث تستمر في النمو فقط"، كما قالت.
ستستمر الولادة والموتوكان وفد آخر من العاملين الطبيين، نظمته مجموعة المساعدة "ميد غلوبال"، في منتصف الطريق تقريبا إلى رفح من القاهرة، الاثنين، عندما بدأ يتلقى تنبيهات من فريق تنسيق منظمة الصحة العالمية بأن معبر رفح قد يتم إغلاقه قريبا.
وحاول الأطباء الاستمرار في طريقهم. لكن بمجرد إبلاغهم بأن إغلاق معبر الحدود وشيك، "أدرك معظمنا أن ما كان سيحدث سيكون مهما"، كما قال الدكتور جون كاهلر، أحد مؤسسي المجموعة.
وضم الوفد طبيب تخدير وقابلة كانا سيذهبان لدعم مستشفى العودة، أحد المستشفيات القليلة القادرة على تقديم رعاية الأمومة للحوامل.
وكان الدكتور كاهلر نفسه ينوي الذهاب إلى كمال عدوان، حيث افتتحت منظمته مركزا لتثبيت التغذية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال الدكتور كاهلر، متحدثا من القاهرة، الثلاثاء، إن قرار حل الوفد كان صعبًا.
وتابع: إذا كانت هذه هي بداية الهجوم البري الذي طال تهديده، فإن الانتقال إلى شمال غزة من رفح كان سيكون خطيرًا للغاية، حتى لو تمكن الأطباء من العبور من معبر رفح،.
وأوضح أن مستوى القلق "مرتفع جدا" بين أعضاء الفريق وشركائهم الفلسطينيين داخل غزة وهم ينتظرون معرفة ما سيحدث بعد ذلك.
وأضاف "ستستمر ولادة الأطفال، وسيستمر حدوث الإصابات وسيستمر موت الناس".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی جمیع أنحاء بما فی ذلک فی رفح
إقرأ أيضاً:
بلاسخارت قدّمت احاطتها لمجلس الأمن: لبنان يواجه أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية
قدّمت اليوم المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام السيد جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن. وقد ركّزت مشاورات المجلس على التقرير المقبل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701 (2006) وتصاعد الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق.
وأشارت بلاسخارت الى انه "في ظل التحذيرات والنداءات الجماعية التي ذهبت سدى إلى أن المرء لم يكن يحتاج الى قدرة خارقة لقراءة المستقبل كي يدرك أنّ الوضع بين لبنان وإسرائيل سيتفاقم".
ففي ظلّ ارتفاع عدد الضحايا، والنزوح الجماعي، والدمار الواسع، أبلغت هينيس-بلاسخارت مجلس الأمن أنّ "لبنان يواجه أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية"، مشددة على أن "آلة الحرب لا تعالج القضايا الجوهرية، كما أنها لا تمَكّن المواطنين على جانبي الخط الأزرق من العودة إلى ديارهم".
وأوضحت أنه "على الرغم من كل ما جرى كلا الجانبين الآن أمام فرصة جديدة لوضع حدّ لهذه الحقبة المدمّرة ولا سيما أنّ الإطار الذي يمكن أن يُنهي الصراع موجود بالفعل: وهو القرار 1701"، مضيفة: "لكن ما يجب أن يكون واضحًا تمامًا هذه المرَّة أنّ الأطراف لم يعد بإمكانها انتقاء بنود معينة لتنفيذها وتجاهل بنود أخرى".
وشددت على أن "كلا الجانبين لا يمكنهما تحمّل تبعات فترة أخرى من التنفيذ غير الجاد للقرار تحت ستار الهدوء الظاهري، لأنّ ذلك لن يؤدي إلا إلى اندلاع حربٍ جديدة".
وأكدت "أهميّة عودة الدولة اللّبنانية إلى المعادلة"، وفيما شددت على أن "إيجاد الحلول في مجالٍ معيّن يجب ألّا يؤدّي إلى خلق فراغات في مجالات أخرى"، أكدت أن "الجهود المبذولة لحشد الدعم للقوات المسلحة اللبنانية يجب أن تركز على الاحتياجات التي تم تحديدها جنوب وشمال نهر الليطاني".
وأشارت إلى أن "التداعيات الاقتصادية لهذا الصراع ستكون واسعة النطاق، ممّا يزيد من تعقيد الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمالي المتدهور أصلاً، الذي يتسم باستشراء الفساد الممنهج".
وفيما رحّبت بـ "كل المساهمات التي قدّمها المانحون لغاية الآن"، اوضحت أنّه "مع تغطية تمويل النداء الإنساني العاجل للبنان بنسبة 23.5% فقط، يجب تحويل التعهّدات إلى تمويل فعلي يتناسب مع شدة الأزمة".
وأشارت إلى أن "الشعب اللّبناني لطالما وصف بأنّه شعب صامد، وهي عبارة استهلكت وباتت تثير استياء كثر. ويمكن القول إن اللبنانيين تعبوا من دوّامة الأزمات المتواصلة، وهم ببساطة يبغون ويستحقون طريقًا مستدامًا للمضي قدمًا نحو المستقبل، مرّة واحدة وبصورة نهائيّة".