مرصد الأزهر :السوشيال ميديا سلاح الدواعش والتنظيمات المتطرفة
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
قالت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن ما لمسناه في خلال تعاملنا على أرض الواقع مع كثير من القضايا الاجتماعية والدينية التي فرضت نفسها بقوة على شبابنا، وما وجدناه في حواراتنا ومناقشاتنا مع الشباب في كثير من المحافل الرسمية داخل مصر وخارجها، قد أوجد حاجة ماسة إلى عرض تلك القضايا على مائدة البحث والنقاش في النسخة الحالية من مبادرة "اسمع واتكلم" - الموجهة خصيصًا إلى شباب الجامعات.
وتابعت رهام سلامة، في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمنتدي مرصد الأزهر "اسمع واتكلم" أنه منذ انطلاق أولى نسخ المبادرة عام ٢٠١٨، تمثّل شاغلنا الأول بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تناول ما يهم الشباب ويشغل أذهانهم ويؤرق حياتهم من أفكار وقضايا، لأن الشباب بما يملكونه من أفكار وطاقات هم بشائر الحاضر وحصاد المستقبل، فقد علمنا من دراساتنا وبحوثنا أهميةَ تهذيب تلك الأفكار وتوجيه تلك الطاقات في الأطر الصحيحة، مقترنة بالتوعية من مغبة الانسياق وراء اتجاهات تجمّلها الجماعات المتطرفة لجذب هؤلاء الشباب وغسل عقولهم، واقتيادهم إلى مصير نعلم نهايته جيدًا مع ما نراه من أخبار وأحداث على الأصعدة العالمية والإقليمية والمحلية.
وأوضحت رهام سلامة، أنه رغم خسارة داعش ودحر عناصره إلا أن استمرار وجود 10 آلاف من مقاتلي التنظيم بين سوريا والعراق وفق التقديرات الأممية يمثل تهديدًا لأمن هاتين الدولتين وباقي دول المنطقة، علمًا بأن هذا العدد الذي يمثل خطرًا هو المتبقي من نحو 31 ألف مقاتل قدموا من 86 دولة لينضموا إلى صفوف داعش في عام 2015، والمثير للقلق هنا أن النسبة الأكبر منهم كانت من منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي.
وأضافت أنه كان سلاح داعش وغيره من تنظيمات متطرفة في استقطاب الشباب هو وسائل التواصل الاجتماعي، فقد بلغ عدد حسابات تنظيم داعش على منصة "تويتر –السابقة-" أكثر من 46 ألف حساب في ذروة نشاط التنظيم الإرهابي.
وتابعت: شكلت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة فكرية مسؤولة عن تجنيد نحو 80% من عناصر التنظيمات المتطرفة، لهذا لا عجب عندما نعرف أن جُلّ الفتيات المنضمات إلى داعش لسن سوى قاصرات ومراهقات، تتراوح أعمارهن في الغالب ما بين 15 إلى 22 عامًا، بمتوسط عمر 18 عامًا أتين من جميع دول الغرب، بسبب استغلال عناصر التنظيم للمنصات الاجتماعية في استقطابهن وإيهامهن بالحب تارة، وبحلم الجهاد المقدس بعد تزييفه والتلاعب بمعناه الحقيقي تارة أخرى.
وأكدت أن هذه الأرقام هي مؤشر على الوضع الذي عانت منه المنطقة ولا تزال بعض دولها تتجرع ويلات الإرهاب إلى يومنا هذا.
وذكرت أن حديثنا لا يقتصر هنا على الجماعات المتطرفة التي تتخذ من الدين ستارًا لجرائمها وأعمالها الوحشية فحسب، بل كل الجماعات والمنظمات والأفراد ممكن يروجون للأفكار المتطرفة التي تهدم الثوابت الدينية والأخلاقية، وتدفع بالقيم التي تحفظ إنسانيتنا إلى حافة الهاوية - آخذة معها من يتفلّت من شبابنا إلى تلك الهاوية.
لذلك، كانت النسخة الثانية من المنتدى عام ٢٠٢٢ أكثر اشتباكًا؛ إذ تناولت قضايا أكثر خصوصية فرضتها العولمة والانفتاح اللامحدود بفعل شبكة الإنترنت - مثل قضية الحرية وحدودها، وذلك دون إغفال التطرق أيضًا إلى مسألة خطيرة مثل الشذوذ الجنسي الذي ناقشه متخصصون من المنظور النفسي والمنظور الديني لتوعية الشباب من خطورة هذا الفكر الذي يهدم كيان الأسرة ويشيع في المجتمعات الرذائل التي تفضي -بلا شك- إلى إيذاء الإنسانية جمعاء، بل يزيد في أزماتها التي تتفاقم يومًا بعد آخر، تارة بفعل الحروب والصراعات المسلحة الداخلية وتارة أخرى بفعل تلك هذه الأفكار المتطرفة... فللتطرف أوجه، وهذه بعضها.
وذكرت أنه امتدادًا للقضايا التي بحثناها في النسختين الأولى والثانية من مبادرة "اسمع واتكلم"، وضعنا نصب أعيننا في هذه النسخة مناقشة قضايا تخدم ما سبق، وتمهد الطريق إلى إيجاد حلول فعالة لها وللمستجد منها، سواء من خلال تصحيح المفاهيم الطارئة على مجتمعاتنا أو من خلال ضبط آلية تعامل شبابنا معها، تلك الآلية المتمثلة في المشاعر - وهو ما سنبحثه بإحدى جلساتنا.
وقالت رهام سلامة، إنه من نافلة القول إنه لا يمكن إغفال الطفرة التقنية الهائلة في عصرنا الحالي، وظهور تقنيات فاقت توقعاتنا كبشر - مثل الذكاء الاصطناعي وتعدد استخداماته في جميع المجالات، ورغم الميزات المصاحبة للابتكارات التقنية فإن ما رصدناه من أخبار عن آثاره السلبية التي بلغت حد إقدام البعض على الانتحار بعد إفضاء المحادثات المطولة مع أجهزة الذكاء الاصطناعي إلى مفاقمة مشاعر الخوف والقلق لدى الضحايا، ومع ما رصد من أرقام حول وصول عدد الأشخاص الذين استخدموا روبوت شات جي بي تي (ChatGPT) خلال الأيام الخمسة الأولى من إطلاقه إلى أكثر من مليون مستخدم، وبعد مرور عام كامل على إطلاقه بات يستخدمه100 مليون شخص أسبوعيًا حول العالم، تتأكد هذه المخاوف والتي تستدعي وضع تشريعات منظمة واتخاذ تدابير وقائية تحمي الشباب واليافعين من الآثار السلبية لتلك التقنيات خاصة مع اعتماد الشباب على وجه الخصوص مؤخرًا في تلقي معلوماته الدينية على الروبوتات الذكية دون التحقق من صحة ما تقدمه من معلومات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رهام سلامة
إقرأ أيضاً:
محافظ بني سويف يشهد جانبا من مناظرة طلابية حول "السوشيال ميديا" في مكتبة مدرسة بببا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
واصل الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، جولاته الميدانية، حيث قام صباح اليوم بزيارة تفقدية لمدرسة الجلاء الابتدائية بمدينة ببا، لمتابعة انتظام العملية التعليمية والوقوف على مستوى الخدمات التعليمية المقدمة للطلاب، ضمن خطة المحافظة للمتابعة المستمرة والمباشرة للقطاعات الحيوية.
يأتي ذلك في إطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة مواصلة جهود الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وعلى رأسها التعليم باعتباره قاطرة التنمية .
رافق المحافظ خلال الجولة كل من: النائب الدكتور عبد الله علي مبروك، والنائبة ميرفت ميشيل، عضوا مجلس النواب، والدكتورة أمل الهواري وكيل وزارة التربية والتعليم، ومحمد رمضان مدير الإدارة التعليمية بببا، ومحمد بكري رئيس مدينة ببا، وعدد من القيادات التنفيذية والتعليمية.
استهل المحافظ جولته بتفقد عدد من الفصول الدراسية، حيث حرص على متابعة شرح بعض الدروس، وتفاعل المعلمين مع الطلاب داخل الفصل، مؤكدًا أهمية توفير بيئة تعليمية مناسبة تساعد على التحصيل الجيد، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة الالتزام بخطط توزيع المناهج الدراسية، والانضباط في الحضور، ومتابعة نسب الغياب لضمان انتظام العام الدراسي.
كما تفقد المحافظ معمل المدرسة، واطلع على مدى جاهزيته ومدى توظيف الوسائل التكنولوجية الحديثة في خدمة المناهج التعليمية، مؤكدًا أن تطوير قدرات المعامل وتفعيلها يمثل أحد المحاور الأساسية في تحسين جودة التعليم داخل المدارس الحكومية.
وخلال جولته، حرص المحافظ على متابعة نشاط طلابي مميز داخل مكتبة المدرسة، حيث شهد جانبًا من مناظرة ثقافية بين فريقين من الطالبات حول موضوع "مواقع التواصل الاجتماعي.. بين الفائدة والضرر"، حيث طرح الفريقان وجهات نظر مختلفة حول التأثيرات الإيجابية والسلبية للسوشيال ميديا، ودارت مناقشات ثرية ومفتوحة شارك فيها المحافظ والسادة النواب، وعدد من المعلمين والإداريين.
وأشاد المحافظ بمستوى الحوار والنقاش، مؤكدًا أهمية هذه الأنشطة في تنمية التفكير النقدي، ودعم مهارات الحوار واحترام الرأي الآخر، مشيرًا إلى ضرورة طرح هذه القضايا المعاصرة بأسلوب علمي يساعد الطلاب على تكوين وعي حقيقي بالمجتمع من حولهم، خاصة في ظل التأثير المتزايد لوسائل التواصل في تشكيل الرأي العام والسلوكيات اليومية.
كما تابع المحافظ جزءًا من حصة التربية الدينية، التي شملت جانبًا من من تدريس مادة التربية الدينية " الإسلامي والمسيحي"، بعدها، انتقل المحافظ لتفقد فصول رياض الأطفال، وتابع الأنشطة التي تقدمها المدرسة في هذه المرحلة التأسيسية المهمة، مؤكدًا ضرورة توفير بيئة تعليمية محفزة تسهم في بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته منذ الصغر.
وعقب الجولة، عقد المحافظ لقاءً بمقر المدرسة مع نواب دائرة ببا، بحضور القيادات التنفيذية والتعليمية، حيث تمت مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالعملية التعليمية على مستوى المركز، وعلى رأسها:إجراءات تخفيض كثافات الفصول، خاصة في المدارس ذات الكثافات المرتفعة، دراسة طلبات تخصيص أراضٍ لإقامة مدارس جديدة في بعض القرى والمناطق تمهيدا لرفعها للمجلس التنفيذي، بحث المعوقات التي تواجه عددًا من المشروعات التعليمية الجاري تنفيذها.
وقد شدد المحافظ على ضرورة التحرك السريع والتنسيق مع الجهات المعنية لحل هذه التحديات في إطار القانون، بما يحقق الاستجابة لمطالب المواطنين ويدعم جهود المحافظة لرفع كفاءة منظومة التعليم بالمركز.
وعند مغادرة المحافظ مقر المدرسة، استوقفه عدد من المواطنين ، وتقدموا له بطلبات متنوعة وشكاوى تخص بعض الخدمات، حيث وجه المحافظ مكتب خدمة المواطنين بتسجيل الطلبات والتواصل مع الجهات المختصة لدراستها والتعامل معها في أسرع وقت ممكن، وفق اللوائح القانونية.