هل تصبح بريطانيا المرشح الأول لضربة روسيا للغرب؟ وهل يكون الشرق الأوسط مكان الضربة؟
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
يبدو أن روسيا قد شرعت في المضي قدما نحو سلم التصعيد.
ويبدو لي أن ولاية الرئيس بوتين الجديدة، وبرغم أنها لم تكن في حد ذاتها عاملا في تغيير التكتيكات والاستراتيجيات الروسية، إلا أنها تزامنت مع تغيرات كبيرة في الظروف الخارجية، ما أجبر روسيا على أن تكون أكثر صرامة في تفاعلها مع الغرب.
إقرأ المزيدأولا، يقترب الوضع على الجبهة بالنسبة لأوكرانيا من الكارثة المحققة، ومع تسارع الهجوم الروسي، تزداد احتمالية انسحاب القوات الأوكرانية إلى الضفة اليمنى لنهر دنيبر.
وعلى هذه الخلفية، وقعت عدة أحداث لا يسعني سوى أن أربطها بعضا ببعض.
لقد وضعت روسيا الرئيسين الحالي والسابق لأوكرانيا، زيلينسكي وبوروشينكو، إضافة إلى عدد من المسؤولين الأوكرانيين رفيعي المستوى، حاليين وسابقين، على قائمة المطلوبين. وأنا لا أتفق مع الرأي القائل بأن روسيا بذلك لا تسعى إلا إلى استبعادهم من عملية المفاوضات المحتملة. فزيلينسكي لن يتخلى عن السلطة، والرئيس السابق، ووزيرا الخارجية والداخلية لا أهمية لهم الآن، ومن غير المرجح أن يكون لهم أي أهمية على الإطلاق.
وفي رأيي المتواضع، فإن هذا نوع من سحب الاعتراف بالانتخابات الأولى، وجميع الانتخابات اللاحقة بأوكرانيا بعد انقلاب 2014. واسمحوا لي أن أذكركم بأن استفتاء شبه جزيرة القرم، وضمها إلى روسيا استند إلى الحجة الروسية القائلة بأن نتيجة للانقلاب، وقبل الانتخابات التالية، انهارت الدولة الأوكرانية. وهو ما يعني، في رأيي، أن روسيا اتخذت خطوة نحو الاعتراف بالغياب الراهن للدولة في الأراضي الأوكرانية سابقا، وهو ما يعززه فقدان زيلينسكي للشرعية، حتى بالنسبة لعدد من الأوكرانيين، بانتهاء مدة رئاسته في 21 مايو. وإضافة إلى حرية العمل لتوسيع روسيا بشكل أكبر، فإن سحب الاعتراف بالانتخابات من شأنه أن يفتح الطريق أمام الاعتراف بأوكرانيا كأرض محتلة من الغرب، وبالتالي سيجعل الغرب مشاركا مباشرا في الحرب مع روسيا، مع إمكانية رد عسكري مشروع من قبل موسكو.
علاوة على ذلك، فقد أدى تصريح وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بشأن موافقة بريطانيا على استخدام أوكرانيا للصواريخ البريطانية لمهاجمة الأراضي الروسية إلى حدوث انقسام في الغرب. لكن الأمر الرئيسي هو أنه دفع نحو رد فعل قاس بشكل غير عادي من جانب روسيا. وتزداد أهمية ذلك بالنظر إلى أن أوكرانيا استخدمت في السابق الصواريخ البريطانية عدة مرات لضرب الأراضي الروسية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، ولم يستلزم ذلك أي رد من وزارة الخارجية الروسية.
وقد تم استدعاء السفيرين الفرنسي والبريطاني إلى مقر وزارة الخارجية الروسية، وقيل للأخير إن تصريحات ديفيد كاميرون تعترف ببريطانيا كطرف في الصراع، وأن الرد على الضربات الأوكرانية باستخدام الأسلحة البريطانية على الأراضي الروسية يمكن أن يكون بضرب أي منشآت ومعدات عسكرية بريطانية على أراضي أوكرانيا وخارجها.
بالتزامن، أعلنت روسيا إجراءها مناورات لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية في المنطقة العسكرية الجنوبية.
فلماذا إذن في المنطقة العسكرية الجنوبية؟
في رأيي أن الخطوات المذكورة أعلاه كافية للاعتراف ببريطانيا كمعتد على روسيا في حالة الهجمات المتوقعة بالصواريخ البريطانية على الأراضي الروسية.
إقرأ المزيدومع ذلك، فبريطانيا عضو في "الناتو"، وإذا كان على روسيا أن تبدأ صراعا مفتوحا معها، فينبغي أن يكون ذلك على نحو لا يشمل أعضاء آخرين في الحلف.
وبيان كاميرون ثم التحذير من العواقب من جانب روسيا يضفي الشرعية على أي رد روسي ضد بريطانيا، ويقلل من احتمالات الرد الجماعي لحلف "الناتو".
في الوقت نفسه، لا تجري مناورات بالأسلحة النووية التكتيكية في منطقتي موسكو أو لينينغراد العسكريتين، المتاخمتين لأعضاء "الناتو" الأوروبيين، بل في المنطقة الجنوبية، التي لا تشكل تهديدا مباشرا لأوروبا، لكنها أقرب إلى الشرق الأوسط، الذي يوجد على أراضيه عدد من المنشآت العسكرية البريطانية المناسبة لتوجيه ضربة انتقامية، دون المخاطرة بجر دول "الناتو" الأخرى إلى الصراع.
ومن الأحداث الأخرى التي تستحق الإضافة إلى القائمة، المقابلة الجديدة التي أجراها مؤخرا السياسي والخبير الروسي الشهير سيرغي كاراغانوف، والتي حدد فيها الأهداف الأولى للضربات النووية الروسية (قواعد أمريكية، ثم عدد من الدول الأوروبية) في حال اضطرار روسيا لاتخاذ مثل هذه التدابير. بإمكانكم مشاهدة الفيديو بقناتي على تطبيق "تليغرام" من خلال هذا الرابط.
واسمحوا لي أن أذكركم بأن كاراغانوف يصر على أنه من أجل منع نهاية العالم "الهرمجدون" من الضروري إعادة الخوف وغريزة الحفاظ على الذات إلى نفوس السياسيين الغربيين، ومن الأفضل القيام بذلك من خلال الاستخدام المحدود للأسلحة النووية، أو على الأقل من خلال التحرك التدريجي على سلم التصعيد النووي.
وأود تسليط الضوء في هذه المقابلة على تصريحه بأن بريطانيا ليست من الأهداف ذات الأولوية لضربة نووية، لأنها لا تشكل تهديدا عسكريا لروسيا. أنا متأكد من أن هذا الرأي حول القوة العسكرية البريطانية تشاركه النخبة الروسية بأكملها. ومجموعة هذه العوامل، افتقار بريطانيا إلى القدرات الجادة التي تمكنها من إلحاق ضرر جسيم بروسيا بالأسلحة التقليدية، والانقسام بين دول "الناتو" بشأن أعمال بريطانيا الاستفزازية، والتأثير السياسي الأقصى حتى لو كانت صفعة صغيرة على وجه لندن، كل هذه العوامل تجعل من بريطانيا هدفا مثاليا للانتقام الروسي، ولكن ليس بالأسلحة النووية، وإنما بالتقليدية.
وأستبعد بشكل كبير أن يكون توقيت مقابلة كاراغانوف وتصريحاته كانا من قبيل الصدفة.
ففي الاجتماع الأخير لنادي فالداي، سأل كاراغانوف بوتين عما إذا كان الوقت قد حان لإجراء تغييرات على العقيدة النووية للبلاد، وخفض حاجز استخدام الأسلحة النووية.
ومن المعروف للجميع أن فلاديمير بوتين هو أحد أكثر السياسيين حذرا وحبا للسلام في العالم، لا سيما في الفترات الفاصلة بين بعض خطواته المفاجئة، والتي لن أقوم بسردها. وبطبيعة الحال، رفض بوتين، كما كان متوقعا، اقتراح كاراغانوف، مؤكدا مرة أخرى سمعته كسياسي متوازن ومسؤول للغاية.
في الوقت نفسه، وكما نرى، من خلال الإعلان عن المناورات باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية، فقد خطت روسيا خطوة على سلم التصعيد النووي الذي اقترحه كاراغانوف. وهي ليست خطوة صغيرة، بالنظر إلى الظروف الأخرى المصاحبة والمذكورة أعلاه.
فالمناورات النووية يمكن تفسيرها أيضا بأنها استعداد لضرب القوات الغربية التي تدخل أوكرانيا في منطقة أوديسا، إذا تدخل حلف "الناتو" في الصراع بأوكرانيا (وهو ما حذر منه بوتين في خطابه 24 فبراير 2022، اليوم الذي بدأت فيه العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا).
ويمكن تفسير ذلك أيضا على أنه تدريب لقوات الصواريخ التقليدية في منطقة عسكرية، حيث يمكن للصواريخ التقليدية أن تصل إلى القواعد البريطانية في الخليج أو السفن البريطانية في البحر الأحمر أو بحر العرب.
إقرأ المزيدوتشكل مناورات القوات النووية التكتيكية أيضا تحذيرا لأوروبا في المقام الأول. ويمكن أن تكون هذه التدريبات بمثابة غطاء ضد أي رد فعل عاطفي من الدول الأوروبية، إذا قامت روسيا، على سبيل المثال، بإغراق سفينة بريطانية بالتزامن مع وقت المناورات، إذا ضرب صاروخ بريطاني جسر القرم.
إلا أن الأمر الأكثر أهمية هو أن تصرفات الغرب السابقة قد تؤدي إلى إبطاء، وليس منع، تحقيق أهداف روسيا في أوكرانيا. لكن التورط المباشر لأوروبا في الحرب يهدد بحدوث تطورات غير متوقعة، وتصعيد غير منضبط، قد يصل إلى التدمير النووي المتبادل.
ويبدو أن الكرملين يتفق مع منطق كاراغانوف بشأن الحاجة إلى الشروع في المضي قدما نحو سلم التصعيد، تدريجيا وبحذر. ليبقى السؤال الوحيد هو ما إذا كان الكرملين قد وافق بالفعل على ضرورة إعادة الخوف إلى نفوس الأنغلوساكسونيين، أم ليس بعد. وفي رأيي أنه إذا كان الكرملين يعتمد على سقوط أوكرانيا من دون المزيد من الصراع المباشر مع أوروبا، فإن مثل هذه التدابير تصبح أمرا لا مفر منه.
ومن الصعب عليّ أن اتجنب إغراء التعامل مع الأمنيات كحقائق فيما يخص صرامة روسيا بشكل أكبر، لكني حاولت تقديم التفسير الأكثر عقلانية للأحداث الأخيرة.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف إيمانويل ماكرون أسلحة الدمار الشامل أسلحة ومعدات عسكرية ألكسندر نازاروف الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الأمريكي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين حلف الناتو ديفيد كاميرون فلاديمير بوتين قنبلة ذرية وزارة الدفاع الروسية النوویة التکتیکیة الأسلحة النوویة الأراضی الروسیة إذا کان أن یکون من خلال فی رأیی وهو ما
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في مواقف ماليزيا تجاه حرب غزة وعلاقتها مع حماس
اهتمت وسائل إعلام عبرية بتصريحات رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، والتي تحدث فيها عن حق "إسرائيل" في الوجود، وحقها في الدفاع عن نفسها، رغم عدم إدانته لهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر لعام 2023، ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني، وإدانته للإبادة الجماعية في غزة.
وقال الباحث في معهد ترومان بالجامعة العبرية غيورا أليراز إنّ "إجابات إبراهيم جاءت مفاجئة، لأنه أعلن معارضته لكل أشكال العنف، ملمحا إلى أن خطابه يمحو عقودا قبل السابع من أكتوبر، ويتجاهل محنة الفلسطينيين منذ نكبة 1948، ويغمض عينيه عن تاريخ الاستعمار ويغفر له حتى الإبادة الجماعية".
وتابع ترومان في ورقية بحثية نشرها معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب وترجمته "عربي21": "ينبغي أن نعرف إذا ما كانت تصريحات إبراهيم مجرد تمرين للعلاقات العامة على الساحة العالمية، أو طموحا للتدخل في الشرق الأوسط، أو ربما علامة أولية على تغيير في الاتجاه نحو إسرائيل (..)".
وذكر أنه "من المفارقات أنه عندما انتُخب إبراهيم رئيسا للوزراء أواخر 2022، بعد مسار سياسي طويل، كان من المتوقع أن يخفف من سياسة ماليزيا الصارمة تقليديا تجاه إسرائيل، بزعم أنه لم يشارك في حدة الخطاب المعادي لها على مدة عقود من الزمن، بعكس سلفه الراحل مهاتير محمد".
ولفت إلى أنه "في مواقف سابقة لإبراهيم نستحضر كلمات قالها في مقابلة عام 2012 مع صحيفة وول ستريت جورنال، عندما كان زعيماً بارزاً للمعارضة بأنه يؤيد كل الجهود لحماية أمن دولة إسرائيل، وأكد في الوقت نفسه التزام بلاده العميق بالقضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين، وأن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مشروط باحترامها لتطلعات الفلسطينيين، وحينها لم تتأخر الانتقادات اللاذعة من خصومه السياسيين بسبب تصريحاته غير العادية بشأن قضية أمن تل أبيب، وظلّت ترافقه".
ونوه إلى أنه "هذه المرة أيضا سمعنا انتقادات بعد تصريحاته الأخيرة، لأنها انتشرت على نطاق واسع في شكل مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يبدو أنها كانت هذه المرة محدودة نسبيا من حيث النطاق والشدة، حيث ردّ على المنتقدين، متهماً إياهم بخداع الرأي العام، استناداً لمقطع فيديو تم تحريره، وإخراج بعض كلماته من سياقها، مؤكدا أنه لم يتغير شيء؛ وستظل ماليزيا ملتزمة بدعم فلسطين، وحديثه هنا باللغة الماليزية، مجددا تصريحاته القاسية ضد تل أبيب".
وبحسب رئيس الوزراء الماليزي، "من يسأل هل أن إسرائيل موجودة، سيكون الجواب نعم، هي موجودة، لكن ماليزيا لم تعترف بها قانونيا قط، بل فقط بوجودها كحقيقة واقعة، بدليل عدم وجود علاقات دبلوماسية معها، ومن وجهة نظره فالموضوع مغلق".
لكن الباحث الإسرائيلي قال إن "تصريحات إبراهيم تزامنت مع نشر مقال صحفي لكاتب عمود محلي من أصل هندي في ماليزيا، تحت عنوان "لماذا أؤيد موقف أنور إبراهيم بشأن حق إسرائيل في الوجود"، ما يكشف عن حقيقة المواقف السائدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بين الأقليات التي تشكل 40% من سكانها، أكبرها الصينيون، يليهم الهنود".
وزعم الكاتب الهندي، وفق القراءة الإسرائيلية، أنه "يتحدث باسم جميع غير المسلمين في ماليزيا، لأنهم، بشكل عام، وعلى عكس المسلمين فيها، ليس لديهم رأي سلبي تجاه دولة إسرائيل، أو رأي إيجابي للغاية تجاه فلسطين، وينظرون للطرفين كدولتين في حالة حرب، مثل أوكرانيا وروسيا، ونرى "نحن غير المسلمين" أن الحرب في الشرق الأوسط حرب خارجية، لا نريد المشاركة فيها، وعندما نرى اعتقاد المسلمين الصادق بأن الحق مع فلسطين، وأن إسرائيل هي الشريرة، فهم يتخذون هذا الموقف من منطلق التعاطف مع الفلسطينيين".
وأشار أننا "نحن غير المسلمين في ماليزيا" نفهم رغبة المسلمين بأن تلعب بلادنا دوراً أكثر نشاطاً لدعم الفلسطينيين في الصراع، مع أنها فعلت الكثير فيما يتصل بالحرب في الشرق الأوسط، ولكن لأن وضع المسلمين أكثر إثارة للقلق، فإن ماليزيا ليست مضطرة للمشاركة في الحرب باختيار الجانب الأضعف ضد الجانب الأقوى بكثير، وهي إسرائيل، لأننا لسنا متأكدين من الصحيح ومن المخطئ، ولا يمكننا أن ندعم رغبات الفلسطينيين إلا إذا اعتزموا أن يروا ماليزيا وسيطًا للسلام في الصراع".
الكاتب الاسرائيلي يعود ليعتبر أن "كلمات رئيس الوزراء إبراهيم، التي يتفق فيها على أن لدولة إسرائيل الحق بالوجود، والدفاع عن النفس، نقطة انطلاق صحيحة لماليزيا، ما يستدعي التوضيح أن التماهي السياسي والعاطفي مع القضية الفلسطينية، الذي يتسم بقوة في الخطاب السياسي والعام في ماليزيا، يبدو متشابكاً مع البناء القديم للهوية الوطنية لدى أغلبيتها المسلمة التي تزيد عن 50% من السكان، بما من شأنه حشد الشعور بالتضامن الإسلامي الشامل، ومثل هذا البناء تضمن أيضًا نغمات معادية لإسرائيل والغرب والاستعمار، لكنه قد يعتبر مشكلة كبيرة من وجهة نظر الأقليات فيها".
وزعم أن "هذه الأقليات الماليزية قد لا تكون الوحيدة التي تشعر حالياً بعدم الرضا عن وضع بلادهم في ضوء حرب غزة الأخيرة، ناقلا عن أحد باحثي الشؤون الماليزية الذي ينقل عن جماعات المجتمع المدني وشخصيات المعارضة استياءهم من موقف الحكومة تجاه حماس، ومخاوفهم من أن يضرّ بمصالح الدولة، بزعم أن تمويل حماس من قِبَل المنظمات الماليزية المؤيدة للفلسطينيين قد يعرضها للعقوبات من قِبَل الغرب".
واستدرك بالقول إن "تصريحات إبراهيم غير العادية بشأن دولة إسرائيل يمكن أن تكون موجهة للخارج والساحة الدولية، لإصلاح صورته في الغرب، وتخفيف التوتر في علاقاته بالولايات المتحدة بسبب اتصالات بقيادة حماس، ويسعى لتجنب الضغوط نظرا لعلاقاته معها، والإشارة أن بلاده شريكة بجهود السلام في الشرق الأوسط، وتتخذ موقفا داعما لجهود السلام من خلال الاتصال بالجسم السياسي للحركة، دون تدخل بأنشطتها العسكرية، زاعما أن علاقاته بها يمنحه ميزة بمحاولة تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
وزعم أنه "في الممارسة العملية، فإن خطاب إبراهيم يصرخ بالتناقضات؛ خاصة صمته المطبق إزاء هجوم حماس الدموي في السابع من أكتوبر، مقابل الصراحة الكبيرة بإدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعوته على منصة القمة العربية الإسلامية في الرياض لبناء إجماع يحمل المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة ضد دولة الاحتلال، وصولا لطردها من الأمم المتحدة".
وختم بالقول إننا "سنضطر للانتظار حتى نفهم ما إذا كانت التصريحات غير العادية لإبراهيم التي مجرد حادثة عابرة، أو تمرين في العلاقات العامة على الساحة العالمية، أو طموح للانخراط في الشرق الأوسط، أو ربما إشارة أولية لتغيير في الاتجاه".