(تحليل الشخصية الصهيونية)… محاضرة بثقافي أبو رمانة
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
دمشق-سانا
(تحليل الشخصية الصهيونية) عنوان المحاضرة التي ألقاها الباحث الدكتور نبيل طعمة في ثقافي أبو رمانة، حيث سلط الضوء خلالها على معنى الصهيونية والروابط بينها وبين اليهودية والأسباب التي دفعت كثيراً من دول العالم لعدم ردعها عما تفعله.
وبين طعمة أن الصهيونية زرعت في فكر اليهود أن “إسرائيل” هي شعب الله المختار، وهذا الإيمان هو شرط للنجاح في كثير من دول الغرب والشرق، وعلى الرغم من قلة عددهم في العالم استطاعوا أن يخلقوا رعبا في العقل البشري ولا سيما أن الصهيوني يتمتع بحماية.
وأشار الدكتور طعمة إلى أسباب الرعب من الصهيونية وعلاقتها بالماضي وضرورة معرفة تناقض رواياتها مع المنظومات المقدسة وتناقض التحليلات التي تناولها المفكرون في العالم حول معانيها، مقدماً شرحاً عما هو غير صحيح وموثق منها.
ولفت طعمة إلى تسرب الصهيونية وغزوها للكثير من المعتقدات الاجتماعية والسعي لصهينة العالم، مبيناً الدلالات الحقيقية لتاريخها وتحركها وفق ما يخدم تطلعاتها السياسية والعداء الذي خلق بينها وبين العرب بسبب احتلالها فلسطين، وموضحا معنى العبرانية وربط اليهودية بالأيديولوجيا، إضافة إلى قضايا كثيرة متنوعة تم طرحها.
ومن خلال الحوار الذي أدراه الدكتور فرحات الكسم قدم كثير من الباحثين والمفكرين والأدباء رؤى متنوعة للنقاش أغنت المحاضرة.
يذكر أن الدكتور نبيل طعمة عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو مجلس الشعب ومدير دار الشرق للطباعة والنشر والإنتاج والتوزيع، وله العديد من المؤلفات الفكرية والأبحاث التاريخية والثقافية، ومنها في أجزاء متعددة (فلسفة التكوين الفكري).
وفي تصريحه لـ سانا قال رئيس المركز الثقافي في أبو رمانة عمار بقلة: إن المحاضرة بينت كثيراً من الخفايا التي من المفترض أن يعرفها العربي عن الفكر الصهيوني، ولا سيما ونحن نتعرض لمخاطر غزو ثقافي وفكري كبير ومتعدد، وهنا يكمن دور الثقافة في محاربة ذلك.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أترك مسافة كافية بينك وبين البشر
عند وصولي لعمر العشرين، قررت إكتشاف العالم من حولي، كنت أخوض مغامرات جديدة نابضة بالحياة، وشعرت وكأني مسكتشف يخوض العالم من جديد، كانت رحلتي فردية، لكنها مليئة بالإختيارات، كنت أضع تحدّيات وأقرر هل الإمكانيات لدي تسمح بخوض تلك التجارب أم لا؟ بدأت أستدير لكل ركن في الحياة لأحاول إكتشافه، كل تجربة وكل اكتشاف وكل تفاعل خضته بالحياة، إعتقدت أنه انتصار، وشهادة علي نسيج نجاحي الغني بالثقافة في الحياة، قررت الخروج من منطقة راحتي، والإبحار أكثر في متاهات الدنيا، والتقرُّب من البشر، لأنني ببساطة، كنت أعتقد أنني اكتشفت كل شيئ فيها، لكن بالرغم من كل ما ظننت أنني وصلت إليه، لم أكن أمتلك أي خبرة كافية في الحياة، بمجرد نزولي إلي أرض الواقع، صدمني البشر عن قرب، فلطالما كانت صورة الناس أجمل، كلما كانوا بعيدين، ولكن القُرب، أظهر لي تفاصيل كنت لا أراها من بعيد!
عندما توفي والدي، تعرَّضت لمعارك وحشية مع الحياة، لقد تغيرت حياتي بشكل كامل، عندما تلقيت ذلك الخبر المدمِّر لوفاته، كنت حينها في منتصف العشرينات من عمري، دون سابق إنذار،خضت معارك بلا رحمة، وعشت في صراعات لا حصر لها داخلية وخارجية، فقط لأواجه ما هو أبعد من ركني الدافئ في غرفتي، كلما كبرت عاماً، تعمقت أكثر في النسيج الغامض للصراع البشري، كانت الصدمات يتردّد صداها بداخلي، كلما تذكرت الضريبة النفسية العميقة التي فرضها الآلم عليّ، الحزن والصدمات في البشر، هي تأثير خام على تعقيدات النفس البشرية، إنه سرد يتجاوز كل التعريفات، وينسج مساعٍ دائمة إمّا للانتقام، أو الهروب لمعالجة الجروح العميقة التي أحدثتها ويلات القُرب من البشر، في تلك المرحلة، تغيرت حياتي بشكل كبير، فقد كانت هذه الخسارة بمثابة انتكاسة كبيرة، ولكن بدلاً من الاستسلام لليأس للحزن، قررت أن استمد القوة من ذكرى والدي، لقد كان يريدني أن أثابر، وأسعى لتحقيق أحلامي بعزيمة، وأن لا أتزعزع، بالرغم من أن وفاته كانت تجربة مؤلمة، إلا أنها شكَّلتني كشخص أكثر مرونة وصلابة، غذَّت عزيمتي على النجاح في مواجهة كل الصعاب ، بحثت عن فرص لتحّسين نفسي، وتوسيع آفاقي، التقيت بأفراد يشتركون في صراعات، وتطلعات مماثلة لتطلعاتي، ساعدتني تلك الصراعات اليومية المرهقة التي أخوضها، علي فهم العالم بشكل واقعي بعيدًا عن أحلامي، بالرغم من الألم الذي يسبّبه القُرب من البشر، إلا أنني واجهت العديد من التحدّيات، وتعلّمت دروسًا قيّمة على طول الطريق بالحياة، والآن إذا واجهت أزمة، فأنا على ثقة من أنني لن أتعثر بل سأنجح، بغضّ النظر عن العقبات التي قد تنشأ بسببها، فلقد زودتني تجارب حياتي، بالمرونة والعزيمة اللازمتين لتحقيق أهدافي، وتحقيق تطلعاتي، ومن خلال هذه الرحلة، لا أسعي لأهداف فقط لتحقيق أحلامي، ولكن أيضًا لإلهام الآخرين للقيام بنفس الشيء، ممّا يثبت أنه بالمثابرة والتفاني، كل شيء ممكن.
NevenAbbass@