بعد أن أذاقوا أمريكا الذل.. لأهل اليمن فلتنحني الهامات
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
بقلم /أحمد محمد
لا يملك الانسان العربي والمسلم والحر في العالم، الا ان ينحني إجلالا، امام الشعب اليمني المؤمن والشجاع، الذي جسد معاني الاية الكريمة” ان تنصروا الله ينصركم” تجسيدا حيا، وهو يرى هذا الشعب العربي الاصيل، رغم كل ظروفه الصعبة، كيف انتصر لغزة وشعبها الذي يتعرض لابادة جماعية منذ اكثر من 7 اشهر، وكيف قارع، أعتى قوى الشر في العالم ومرغ أنفها بوحل العار.
امريكا وبريطانيا، القوتان النوويتان، جاءتا من وراء اعالي البحار، بأساطيلهما المدججة باسلحة الدمار والقتل، الى منطقتنا وبالتحديد الى منطقة البحر الاحمر، مع تحشيدهما دولا اخرى، وللاسف منها عربية، لتضيفا طابعا “دوليا” على “تحالفهما” الذي اطلقا عليه “تحالف حارس الازدهار”، لم تعجزا عن حماية سفن الكيان الاسرائيلي، والسفن التي تتجه الى موانئه، فحسب، بل باتت سفنهما هدفا لرجال اليمن الاشداء، فانطبق عليهما المثل الشعبي المصري المعروف :”جيبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان”!؟
امريكا وبريطانيا، كانتا تتوقعان انهما ستردعان اليمن بمجرد انتشار سفنهمها الحربية في المنطقة، فاذا باليمن يجعل من سفنهما اهدافا لمسيراته وصواريخه، حتى باتت التصريحات تتوالى من كبار قادة البلدين والبلدان الغربية الاخرى، والتي تؤكد جميعها، ان القوة لن تنفع مع اليمن، فبعد نحو 500 هجوم جوي وصاروخي امريكي وبريطاني عليه، يخرج علينا المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية، باتريك رايدر، ليعترف “ان محاولة ردع القوات المسلحة اليمنية لم تنجح حتى الآن”، فيما ذهب قائد العملية البحرية الاوروبية في البحر الاحمر، الى ابعد من ذلك بقوله: “ان الخطر الناجم عن الهجمات من اليمن اصبح اكثر حدة من اي وقت مضى”.
اذا ما تحدثنا عن الملحمة الكبرى التي يسطرها ابناء اليمن في البحر الاحمر وباب المندب خليج عمان والبحر العربي والمحيط الهندي، وقريبا في البحر المتوسط، بالارقام، فعندها ستتكشف اكثر، طبيعة هذه الملحمة التي وصفها المراقبون، بانها اكبر منازلة بحرية تخوضها القوات الامريكية منذ الحرب العالمية الثانية، ضد دولة توصف بانها “الافقر عربيا”، الا ان انها اثبتت للعالم اجمع، بانها الاقوى والاكثر جرأة، على منازلة اساطيل امريكا، بل واذلالها، بعد ان فرضت عقوبات على امريكا وبريطانيا والكيان الاسرائيلي، تمخضت عن رفض اغلب شركات التأمين تغطية السفن الامريكية والبريطانية و “الاسرائيلية”، وهو امر لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
امريكا وبريطانيا، ومن خلال دعمها الاعمى للكيان الاسرائيلي، وعدوانه على غزة، أضرتا كثيرا، بـ”ازدهار” اوروبا، فقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، ان التصعيد القائم في البحر الأحمر يعرقل حركة الشحن، وأوروبا تتحمل العبء الأكبر، فعسكرة البحر الاحمر أقنعت المزيد من شركات النقل باختيار الرحلة الأكثر أماناً ولكن الأطول والأكثر تكلفة حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، الامر الذي سيضاعف تكاليف الشحن، والذي سيدفع بدوره معدل التضخم في منطقة اليورو إلى الارتفاع بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية وخفض النمو الاقتصادي بمقدار نقطة مئوية تقريبا، وان انخفاض التضخم الذي تمتعت به أوروبا العام الماضي يمكن أن يتباطأ، ومع ضعف اقتصاد منطقة اليورو بالفعل، فقد يدفعه ذلك إلى الانكماش خلال عام 2024.
الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على الكيان الاسرائيلي، وتداعيات عدوانه على غزة، وجهت ضربات قاصمة للاقتصاد في هذا الكيان المزيف، فباعتراف وزير مالية الكيان، بتسلئيل سموتريتش “كلفة الحرب المباشرة، تصل إلى 246 مليون دولار يوميا”، ففي حال استمرت 8 اشهر فان التكاليف المباشرة قد تصل إلى 50 مليارا، ناهيك عن التكاليف المباشرة للهجوم الجوي الإيراني، التي وصلت 1.4 مليار في ليلة واحدة.
الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على الكيان الاسرائيلي، اصاب اقتصاد الكيان في مقتل، حيث انخفضت الاستثمارات وتباطأ نمو الإنتاجية واضطرب سوق العمالة.
تقارير اقتصادية صادرة عن مراكز تابعة للكيان، كشفت وبالارقام، عن حقيقة الازمة الاقتصادية التي يواجهها، وهي ازمة في اتساع مستمر، ومن هذه الارقام:
-تقلص الاقتصاد في الكيان الإسرائيلي بمعدل 20 بالمائة.
-انخفض معدل النمو الاقتصادي من 6.5 بالمائة إلى 2 بالمائة
-انخفض الإنفاق الاستهلاكي بمعدل 27 بالمائة
-انخفض حجم الاستيراد والتصدير بحوالي 42% و18% على التوالي.
-انخفض الاستثمار بمعدل 67.8 بالمائة.
-انخفاض حاد في العمليات التشغيلية.-
-ارتفاع الإنفاق الحكومي بمعدل 88.1 بالمائة ذهب معظمه للإنفاق العسكري.
-أجبر الكيان على إنشاء صندوق إقراض بقيمة 10 مليارات.
اذا كان احرار العالم، ينحنون اجلالا واعتزازا واكراما، لليمن، الذي وقف وقفة عز وكبرياء، امام جبابرة الارض، نصرة لغزة واهلها والمقدسات الاسلامية، فان اعداء الامة سينحنون امامه ايضا ولكن خوفا ورهبة، “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الاسرائیلی امریکا وبریطانیا البحر الاحمر فی البحر
إقرأ أيضاً:
هل تقترب أمريكا من الهجوم البري في اليمن؟
شمسان بوست / متابعات:
رغم الضربات الجوية الأمريكية المتواصلة ضد الحوثيين، فإنها لم تنجح «بشكل كامل» في شل بنية المليشيات الصاروخية أو شقّ قلب منظومتها القيادية.
ومع تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام «القوة الساحقة» حتى تحقق الولايات المتحدة هدفها المتمثل في منع الحوثيين من استهداف الشحن في البحر الأحمر، بدأ التفكير يتجه إلى خيار ظل مؤجلًا لسنوات: الهجوم البري، في خيار قد يبدو محفوفًا بالمخاطر، لكنه ربما بات السبيل الوحيد لفرض معادلة ردع فعالة، عبر استعادة الأرض، لا فقط استهدافها من الجو.
وعلى مدى أسابيع، قصفت الغارات الجوية الأمريكية أهدافًا للحوثيين في اليمن، حيث أصابت مصافي النفط والمطارات ومواقع الصواريخ، في حملة تقول الولايات المتحدة إنها ناجحة، وأسفرت عن مقتل عدد من قادة الحوثيين، بحسب مستشار الأمن القومي مايك والتز.
وفي حين أن ما يصل إلى 80 ضابطًا عسكريًا حوثيًا قُتلوا، وفقًا لمحللين، إلا أن كبار قادة المليشيات العسكريين والسياسيين يبدو أنهم لم يُمسّوا. وكذلك بعض مواقع إطلاق الصواريخ على الأقل.
ومنذ منتصف مارس/آذار، أطلق الحوثيون عشرات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، وابلًا من الطائرات المسيرة والصواريخ على سفن البحرية الأمريكية. ورغم أن أيًا منها لم يُسبب أضرارًا جسيمة، إلا أن التهديد لا يزال قائمًا.
وذكرت شبكة «سي إن إن» يوم الجمعة أن التكلفة الإجمالية لعملية الجيش الأمريكي ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن تقترب من مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على الحملة، لكن الهجمات حتى الآن كان لها تأثير محدود في تدمير قدرات المجموعة.
وقال أحد المسؤولين: «إننا نستنزف كل الاستعدادات – الذخائر والوقود ووقت الانتشار».
هل أضعفت قدرات الحوثيين؟
«لا شك أن الحملة الأمريكية قد أضعفت قدرات الحوثيين»، يقول مايكل نايتس، الزميل البارز في معهد واشنطن، مشيرًا إلى أن المليشيات فقدت «الكثير من قدرات تصنيع الطائرات المسيرة، ويبدو أن هناك حظرًا أكثر فعالية لشحنات إعادة الإمداد القادمة عبر البحر وعبر عُمان. لذا، يشعر الحوثيون بعدم الارتياح».
لكنّ التاريخ يُظهر أن الحوثيين يتمتعون بقدرة فائقة على تحمل الألم. وقد يتطلب تصميم إدارة ترامب على القضاء على التهديد الذي يُشكلونه في نهاية المطاف هجومًا بريًا.
ويقول نايتس: «الحوثيون معتادون على الحرب مع جيش من العالم الأول. إنهم أيديولوجيون».
وتُعزز شبكة تهريب مُعقدة قدرة الحوثيين على البقاء، حيث تُدخل قطع غيار صواريخ ومعدات أخرى. ففي العام الماضي، عُثر على هياكل وزعانف لصواريخ مدفعية، ومحركات نفاثة صغيرة، وخلايا وقود هيدروجينية، مُخبأة بين حمولات إحدى السفن المُعترضة، وفقًا لتحقيق أجرته منظمة أبحاث التسلح في النزاعات (CAR) .
ويمكن لهذه المعدات أن تُمكّن طائرات الحوثيين المسيرة من حمل حمولات أكبر والسفر لمسافات أطول بكثير، ما من شأنه أن «يزيد بشكل كبير من التهديد المحتمل الذي يشكله الحوثيون»، وفقًا لتقرير مركز أبحاث الصراعات.
الهجوم البري هل يكون الأنجح؟
تقول مصادر دبلوماسية إقليمية، فضلاً عن محللين، إن الهجوم البري فقط هو الذي يمكن في نهاية المطاف أن يطرد الحوثيين، الذين يسيطرون حالياً على العاصمة اليمنية صنعاء، ومينائها الرئيسي، الحديدة، ومعظم شمال اليمن.
ويقول أحمد ناجي، كبير المحللين في شؤون اليمن بمجموعة الأزمات الدولية، إن الولايات المتحدة مخطئة في اعتقادها أن الغارات الجوية قادرة على إجبار الحوثيين على التراجع. ويضيف: «لقد فشل هذا النهج في عهد إدارة بايدن، ومن غير المرجح أن ينجح في عهد إدارة ترامب».
وتابع أن منطقهم يتشكل من خلال سنوات الحرب؛ فهم ينظرون إلى المرونة باعتبارها شكلاً من أشكال القوة، ويحاولون إثبات أنه لا يمكن ردعهم بسهولة.
في السياق نفسه، يقول نايتس: «المرات الوحيدة التي رأيت فيها الحوثيين يذهبون إلى طاولة المفاوضات أو يقدمون تسوية كانت عندما يتعرضون للتهديد باحتمال واقعي بالهزيمة على الأرض: خسارة الأراضي، وفقدان السيطرة على السكان، وفقدان الوصول إلى ساحل البحر الأحمر».
وقد حدث ذلك لفترة وجيزة في عام 2017 عندما هدد الجيش اليمني وصول الحوثيين إلى البحر الأحمر، وهو أمر حيوي لإيرادات الحوثيين وإمداداتهم العسكرية.
الاستجابة الأمريكية
لا يتوقع المحللون أن تنشر الولايات المتحدة أي قوات برية، باستثناء عدد قليل من القوات الخاصة للمساعدة في توجيه الضربات الجوية، إلا أن نايتس، قال إن الولايات المتحدة ربما تزود الجيش اليمني «ببعض الدعم اللوجستي وبعض الذخائر الرئيسية».
وأفادت مصادر دبلوماسية إقليمية بأن الاستعدادات جارية لشن عملية برية من الجنوب والشرق، وعلى طول الساحل. وقد يشمل الهجوم المنسق أيضًا دعمًا بحريًا أمريكيًا في محاولة لاستعادة ميناء الحديدة.
ويقول أحمد ناجي، كبير المحللين في شؤون اليمن بمجموعة الأزمات الدولية لشبكة «سي إن إن»: «ما زال من غير الواضح ما إذا كانت مثل هذه العملية قابلة للتنفيذ، حيث أظهر العقد الماضي نتائج مختلطة، نجاحات في بعض المجالات وإخفاقات في مجالات أخرى».
الرابط مع إيران
منذ اليوم الأول، ربط الرئيس ترامب ومسؤولون أمريكيون آخرون الحملة ضد الحوثيين بإيران. وصرح ترامب بأنه سيُحمّل إيران مسؤولية «كل طلقة» يطلقها الحوثيون، وأنها ستواجه عواقب «وخيمة» على أي هجمات يشنها الحوثيون.
ويواصل ترامب تحذير إيران من أنها ستواجه حملة قصف مكثفة إذا لم تتوصل إلى اتفاق للحد من برامجها النووية والصاروخية الباليستية. بالنسبة للإدارة الأمريكية، فإن حملة الحوثيين وحملة «الضغط الأقصى» على طهران وجهان لعملة واحدة.
وتبدو الولايات المتحدة مستعدة لتوسيع حملتها، فقاذفات بي-2 وطائرات التزويد بالوقود من طراز كيه سي-135 وصلت إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، مما قد يُنذر بشن ضربات على أهداف مُحصّنة في اليمن، لكنه قد يُمثّل أيضًا إشارةً لإيران، بحسب «سي إن إن»، التي قالت إن الأسابيع القليلة المقبلة ربما تكون بمثابة اختبار حاسم لمدى قدرة غرير العسل على الصمود.