شبكة اخبار العراق:
2025-02-12@15:41:21 GMT

سوريا بعد العراق وقبله أيضا

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

سوريا بعد العراق وقبله أيضا

آخر تحديث: 8 ماي 2024 - 9:54 صبقلم:فاروق يوسف كان من المتوقع أن تلتحق سوريا بالعراق ليتكاملا في خرابهما وفوضاهما وفشل دولتيهما.كان المشروع الأميركي لاحتلال العراق قد تضمن هوامش تشير إلى ذلك. وهو ما عكس نوعا من الرؤية السطحية التي انطلق منها العقل السياسي الأميركي في تقدير الأوضاع على الأرض بعد الغزو.

لذلك لم يكن الحديث عن الزحف إلى سوريا وإسقاط نظامها السياسي بعد احتلال العراق نوعا من الدعاية المضللة التي يُراد منها إشاعة الخوف والذعر في المنطقة. وُضعت سوريا على قائمة الخيال الأميركي الشرير. غير أن الصعوبات التي واجهتها القوات الأميركية في العراق بعد احتلاله دفعت في اتجاه تأجيل القيام بتلك الخطوة. وليس من المستبعد أن تكون للنظام السوري يد في جزء مما شهده العراق من تصعيد ضد القوات الأميركية.لقد أشار نوري المالكي، يوم كان رئيسا للحكومة العراقية، بشكل صريح إلى أن سوريا هي المصدر الرئيس الذي يضخ “الإرهابيين” إلى العراق. وأشفع ذلك التصريح بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الذي منعته الولايات المتحدة من النظر بطريقة جادة إلى تلك الشكوى. ولكن ما معنى تزامن انسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011 مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا والتي تحولت إلى ثورة ومن ثم إلى حرب، كانت الفصائل والجماعات المسلحة التي اتهمت سوريا بتصديرها إلى العراق جزءا أساسيا فيها؟ ستكون نوعا من التجني كل محاولة لإفراغ ذلك الحراك الاحتجاجي من حقيقة أن الشعب السوري كان قد وصل إلى قناعة راسخة بضرورة تغيير النظام السياسي عن طريق الضغط الشعبي بعد أكثر من خمسين سنة من القهر.لكن ما جرى بعد ذلك لم يكن بعيدا عن الجزء الذي جرى تأجيله من المشروع الأميركي القائم على فكرة صناعة شرق أوسط جديد، لن يكون للعرب حضور في سياساته. “العرب خارج دائرة صنع القرار السياسي في المنطقة”. ذلك معناه أن يتحول مصيرهم إلى ما يشبه الكرة التي تتلاقفها أيادي لاعبين إقليميين، كانوا قد عبروا في أوقات مختلفة عن مواقف معادية لهم.المهم هنا أن ما أرادته الولايات المتحدة وما خططت له قبل احتلال العراق بعقود قد وجد الطريق أمامه سالكة إلى الواقع. لا سوريا ولا العراق قادران على ضبط إيقاعهما الداخلي على الأقل. فهما دولتان صارتا موضع شكوك من جهة وجودهما على الخارطة السياسية للمنطقة. مَن منهما سبق الآخر إلى الاستجابة لأسباب هلاكه والتماهي معها واقعيا؟ لقد وجدت الولايات المتحدة في احتلال الكويت منتصف عام 1990 مناسبة لا تفوت لإعلان عدائها الصريح للعراق. غير أن عداء الولايات المتحدة لسوريا يعود إلى زمن أسبق، زمن كانت الإدارات الأميركية عاجزة عن الحصول على تنازلات سياسية من رأس النظام السوري بالرغم من أن سوريا لم تكن تشكل خطرا على إسرائيل. تلك حقيقة لا يضعها العقل السياسي الأميركي في اعتباره حين يتعلق الأمر بالتفكير في مستقبل المنطقة. فالأكثر مدعاة للراحة أن لا يكون لسوريا وجود في لائحة الدول المعادية لإسرائيل. كل الحماقات التي ارتكبها صدام حسين كان من الممكن أن تمر باعتبارها شأنا عراقيا داخليا لولا أن الرجل كان عصيا على التدجين والقبول بإسرائيل على الخارطة بأي صيغة من الصيغ. تلك علامة استفهام وضعها الأميركان وراء اسمه باعتباره سؤالا لم يحاولوا الإجابة عليه. أما حين انقضوا عليه فإنهم كانوا قد خططوا للتخلص من العراق به ومن غيره. لقد صنعوا وهما قاتلا يقوم على كذبة ستحل محل الحقيقة. ذهب صدام فذهب العراق في إثره. أما كان بشار الأسد يتوقع أنه سيعاني كثيرا بعد محو العراق من الخارطة؟ لا يمكن لإيران أن تحل محل العراق بالنسبة للسوريين. بالرغم من أن البلدين عاشا حالة ملغزة من العداء عبر عقود من الزمن. كانا يفكران في أن يهزم أحدهما الآخر فإذا بهما يخرجان من الحلبة مهزومين.إذا كان الأسد قد نجا من مصير صدام حسين حتى الآن فإن سوريا لم تنج من مصير العراق. بلدان مدمران، شعبان ضائعان، دولتان فاشلتان. حين كان العداء هو سمة العلاقة بينهما كانا أفضل حالا. أما حين صارا صديقين فإن صداقتهما هي عبارة عن لغم إيراني يمكن أن ينفجر بهما في أي لحظة. مرارة العيش في حضن صداقتهما لإيران هي أسوأ من عدائهما المشترك لإسرائيل.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ملف حقول النفط والغاز في شمال الخليج العربي التي تقع ضمن السيادة العراقية برئاسة مواطن كويتي!!

آخر تحديث: 12 فبراير 2025 - 10:41 صبغداد/ شبكة أخبار العراق-  أعلن السفير الكويتي لدى العراق، حسن زمان، امس الثلاثاء، أن اجتماعات اللجان الفنية المشتركة بين البلدين ستنطلق قريباً، والمرحلة المقبلة ستشهد المزيد من المباحثات.وذكرت وكالة الأنباء الكويتية، أن المستشار في الديوان الأميري الكويتي، محمد أبو الحسن، بحث مع رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني سبل تسوية الملفات الثنائية المتبقية بين البلدين.بدوره قال السفير الكويتي لدى العراق، حسن زمان، الذي حضر اللقاء إن أبو الحسن نقل تحيات أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبد الله، إلى رئيس الوزراء العراقي.وأوضح أن اللقاء شهد تأكيد الطرفين على ضرورة استمرار الحوار بين البلدين بوصفه السبيل الأمثل لتسوية الملفات المتبقية.وذكر السفير الكويتي أن تلك الملفات ستتم مناقشتها أثناء اجتماعات اللجان الفنية المشتركة التي ستنطلق قريباً، وأن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الحوارات والمباحثات الثنائية.يذكر ان رئيس لجنة ملف قناة خور عبدالله وحقول النفط والغاز في شمال الخليج التي تقع ضمن السيادة العراقية برئاسة وكيل وزارة الخارجية صاحب الجنسية الكويتية محمد بحر العلوم.!!!.

مقالات مشابهة

  • الشيباني: سنرى سوريا بعد سنة استطاعت أن تعبر عن نفسها لكل العالم، وبعد خمس سنوات سنكون هنا لنتحدث عن الإنجازات التي تحققت
  • الشيباني: على الآخرين دعم سوريا الجديدة وإقناع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإزالة العقوبات التي فُرضت بسبب النظام البائد
  • ملف حقول النفط والغاز في شمال الخليج العربي التي تقع ضمن السيادة العراقية برئاسة مواطن كويتي!!
  • العراق يعلن استرداد 3 آلاف عنصر إرهابي من سجون "قسد" في سوريا
  • هل قاتل وزير خارجية سوريا الشيباني إلى جانب الشرع في العراق؟
  • سوريا تطلب من العراق فتح حدوده لتصدير البضائع
  • الشرع: تجربة العراق لن تتكرر في سوريا وأنا ضد الطائفية
  • العراق يفاوض سوريا الجديدة بشأن الحصص المائية لنهر الفرات
  • العراق يستعد لاستئناف التبادل التجاري مع سوريا
  • فجر السعيد تعتذر لـ العراق والسودان وتعتزل العمل السياسي