الرضا والتسليم يدخل القلب على ثلاث مراحل.. علي جمعة يوضحها
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الرضا والتسليم يدخل القلب على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: هي مرحلة يسلم فيها بأمر الله، ويقاوم نفسه من الاعتراض، ومن الحزن؛ فهو يحزن لكنه يمنع نفسه من أن يعترض على أمر الله، وهو أيضا يبكي ليل نهار على فقدان الولد مثلا، لكنه ساكن القلب إلى حكمة الله تعالى.
والمرحلة الثانية: لا يحزن، فلو مات له ابنٌ أو أصابته مصيبة فإنه يكون ساكن مبتسم لا يبكي، والسبب اليقين في لطف الله وحكمته.
المرحلة الثالثة: يبكي، لأنه يستحضر في نفسه أن الله قد أفقده هذا العزيز لديه الآن من أجل أن يبكي، فهو لا يبكي حزناً إنما هو يبكي لله، وهذا هو الذي كان عليه مقام النبوة وأكابر الأولياء؛ فلما فقد النبيُّ ﷺ ابنَه إبراهيمَ بكى ، وفي حديث آخر عَنْ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : أَرْسَلَتْ بِنْتُ النَّبِىِّ - ﷺ - إِلَيْهِ أَنَّ ابْنًا لِى قُبِضَ فَأْتِنَا. فَأَرْسَلَ يَقْرَأُ السَّلاَمَ وَيَقُولُ : « إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى ، وَكُلُّ شَىْءٍ عِنْدَ اللَّهِ بِأَجَلٍ مُسَمًّى ، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ ». فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا ، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - ﷺ - الصَّبِىُّ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ -تضطرب- فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ. فَقَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا ؟ قَالَ : « هَذَا رَحْمَةٌ يَجْعَلُهَا اللَّهُ فِى قُلُوبِ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ».
فسيدنا النبي ﷺ يبكي ؛ ولكنه يبكي لأن الله قد قدر لمن أصيب بمصيبة أن يبكي .
فالأول يبكي حزنًا، والثاني يسكن رضًا، والثالث يبكي مرة ثانية قهرًا تحت سلطان الله سبحانه وتعالى، واستجابة لمقتضى ما أجراه الحق في هذا الوقت المخصوص من أحوال، وكأن الله أرادني الآن أن أحزن فأنا أحزن لذلك. وهو المقام الأتم للسيد الأجل ﷺ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرضا التسليم علي جمعة
إقرأ أيضاً:
3 أدعية تعينك على الطاعة في رمضان أوصى بها النبي.. رددها بعد كل صلاة
أكد الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، أن هناك ثلاثة أدعية أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، تحمل فضلاً عظيماً وتساعد الإنسان على الطاعة، وتفتح له الأبواب المغلقة، وتزيل عنه الحقد والحسد، وتحفظه من شر الظالمين، وتيسر له الرزق من حيث لا يدري ولا يحتسب.
كما أنها تمنح المسلم طاقة روحية ونشاطاً في العبادة، وتقويه على الصبر عن المعصية.
وأوضح الشيخ أن المواظبة على ترديد هذه الأدعية تجعل الله سبحانه وتعالى يغلق أمامك أبواب المعصية، ويفتح لك أبواب الطاعة والهداية، مشدداً على ضرورة حفظها وتكرارها في كل وقت، خاصة بعد الصلوات الخمس.
الأدعية الثلاثة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم:1- "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر."
2- "يا حي يا قيوم، برحمتك استغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين." – وهو الدعاء الذي علمه النبي ﷺ لابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
3- "سبحان الله وبحمده." – وهو الذكر الذي وصفه النبي ﷺ بأنه تسبيح الخلائق جميعًا، وأنه يجلب الرزق ويفتح أبواب الخير.
وأشار الشيخ محمد أبو بكر إلى أن هناك دعاءً آخر يساعد في التخلص من الخوف عند مواجهة أي شخص أو موقف صعب، فقال: "اللهم أخرجني من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك يا أكرم الأكرمين." وأكد أن من اعتاد على هذا الدعاء وجد فيه العجب العجاب بفضل الله.
المفتي السابق ينصح بالباقيات الصالحات
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن هناك أذكارًا تُعرف بـ "الباقيات الصالحات"، وهي من أعظم الأذكار التي تنير القبر، وتغفر الذنوب، وتستر العيوب.
واستشهد بقول الله تعالى: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا"، مشيراً إلى أن النبي ﷺ قال: "استكثروا من الباقيات الصالحات"، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: "التكبير، والتهليل، والتسبيح، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله."
وأكد أن ترديد هذه الكلمات بعد كل صلاة يجعل الإنسان في معية الله، ويحصّنه من الذنوب، ويرفع درجته عند الله، ويعينه على الطاعة خلال شهر رمضان المبارك.