الجزائر.. البطل الذي رفض أن يرمي بعلم الاستقلال ومات دونه!
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
في مثل هذا اليوم قبل 79 عاما، يدأ الفرنسيون سلسلة مجاز دموية في الجزائر راح ضحيتها حوالي 45000 جزائري. المفارقة أنها جاءت على خلفية الاحتفال بهزيمة النازية.
إقرأ المزيدفيما كان الفرنسيون يحتفلون في الجزائر بالنصر على ألمانيا النازية في 8 مايو عام 1945، خرج آلاف الجزائريين في مدينة سطيف في مسيرة سلمية تطالب بالاستقلال.
في تلك الأثناء، أطلق شرطي فرنسي النار على شاب جزائري اسمه بوزيد سعال، وكان يبلغ من العمر 26 عاما وأرداه قتيلا. الشاب رفض إلقاء العلم الجزائري ومات دونه.
تفجر غضب الجزائريين، وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى وتواصلت حتى 17 مايو. واجهت سلطات الاستعمار الفرنسي الانتفاضة الجزائرية بالحديد والنار، وكانت تلك المذبحة واحدة في سلسلة طويلة من الاحداث الدموية المشابهة.
المفارقة في تلك المناسبة أن الفرنسيين كانوا خرجوا لتوهم من تجربة مريرة مع الاحتلال النازي لمدة 4 سنوات، لكنهم لم يتورعوا عن استخدام نفس الأساليب ضد شعب سلبت حريته وانتزعت أرضه وحرم من أبسط الحقوق منذ عام 1830.
المؤرخ الأسترالي بن كيرنان كان قدر أعداد الضحايا الجزائريين بين عامي 1830 - 1875 بـ 825000 شخص، أي ما يمثل ثلث السكان. هذا المؤرخ افترض أن ما جرى يمكن أن يسمى بالإبادة الجماعية.
كيرنان كتب في هذا الشأن يقول:"اعترف أحد الفرنسيين في عام 1882 أنه كان يسمع كل يوم في الجزائر، ضرورة طرد السكان المحليين، وإذا لزم الأمر، تدميرهم... بعد خمس سنوات، ظهرت ملاحظة في الصحف الفرنسية تقول إنه يجب استبدال نظام الإبادة بسياسة الاختراق".
هذا الأمر مارسته السلطات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر بالفعل، وحاولت تدمير النسيج الاجتماعي الجزائري، وفعلت الكثير لإلغاء الهوية الوطنية وضرب الثقافة المحلية.
السلطات الاستعمارية الفرنسية ردت بوحشية في 8 مايو 1945 على مطالب الجزائريين المشروعة في الاستقلال، وأطلقت العنان لموجة قمع رهيبة ضد المحتجين المسالمين استمرت لعدة أسابيع، مستخدمة كل ما بحوزتها من أسلحة بما في ذلك المدفعية، واستهدفت حتى النساء والأطفال والشيوخ.
مات الكثيرون بإطلاق الرصاص، وجرى نقل آخرين في شاحنات ورمي بهم على الصخور، كما نقل بعض المحتجين إلى خارج المدن وتم قتلهم بدم بارد، ثم أحرقت جثتهم، وجرى التخلص من بعض الجثث في أفران الجير. علاوة على ذلك مارست سلطات الاستعمار الفرنسي أبشع أساليب التعذيب في مواجهة تلك الانتفاضة.
التجربة النضالية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي الذي امتد 132 عاما، فريدة من نوعها، فالجزائريون لم يواجهوا احتلالا تقليديا بل استعمارا استيطانيا صادر كل شيء، وحاول انتزاع شعب من جذوره واستبدال هويته الأصلية بأخرى غريبة.
فرنسا كانت ضمت الجزائر رسميا في عام 1871، ولم يعد هذا البلد مستعمرة منذ ذلك الحين بل جزءا من التراب الفرنسي!
الفرنسيون واصلوا باستماتة محاولاتهم لفرنسة الجزائر. في 8 مايو عام 1938، وجهوا سهامهم إلى قلب الثقافة الجزائرية، وأصدروا قرارا باعتبار اللغة العربية لغة أجنبية!
فشل الفرنسيون في مشروع الاحتلال الأبدي للجزائر. انتزع الجزائريون استقلالهم بتضحيات اسطورية وبقوافل طويلة من الشهداء. بنهاية المطاف لم يكن أمام المستعمرين في عام 1962من مخرج إلا العودة إلى بلادهم الأصلية وترك الجزائر لأهلها.
اللافت أن فرنسا أصرت لاحقا على تجاهل الفظائع التي ارتكبت في الجزائر، ولم يتم الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الجزائري.
كلمة حرب لم تذكر في وصف ما جري أثناء الكفاح المرير من أجل الاستقلال، في التاريخ الفرنسي الرسمي إلا في عام 1999. الخطاب الرسمي الفرنسي في العادة يصف تلك الحرب العنيفة التي فرضت على الجزائريين بأنها "أحداث". هذا الأمر لا يزال يعكر صفو العلاقات بين البلدين.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف فی الجزائر فی عام
إقرأ أيضاً:
علي الشامل: سعادتي بنجاح "فهد البطل" كبيرة وأحمد عبد العزيز مايسترو الصعيد
أعرب الفنان علي الشامل عن سعادته الكبيرة بالنجاح الذي حققه خلال موسم دراما رمضان 2025، من خلال مشاركته في عدة أعمال مميزة، أبرزها مسلسل "فهد البطل"، الذي جسد فيه شخصية "عبود" إلى جانب النجوم أحمد العوضي وأحمد عبد العزيز.
وخلال تصريحات، أكد الشامل أن وجود الفنان القدير أحمد عبد العزيز كان أحد الركائز الأساسية لنجاح العمل، واصفًا إياه بـ "مايسترو الأدوار الصعيدية"، مشيرًا إلى أنه امتداد لرموز الفن الصعيدي مثل حمدي غيث وعبد الله غيث.
كما تحدث عن أجواء التصوير، مشيدًا بحماس الفنان أحمد العوضي وقدرته على بث الطاقة الإيجابية داخل موقع التصوير، وهو ما انعكس على أداء جميع المشاركين، موجهًا الشكر لصناع العمل: المؤلف محمود حمدان، المخرج محمد عبد السلام، والجهة المنتجة بقيادة يحيى ممدوح ومحمد سمير.
وأشار الشامل إلى أن تعاونه مع العوضي لم يكن الأول، حيث سبق لهما العمل معًا في مسلسلات "الاختيار"، "ضرب نار"، "حق عرب"، وأخيرًا "فهد البطل". كما كشف مشاركته في مسلسلي "جوما" و"منتهي الصلاحية" خلال نفس الموسم، حيث قدم شخصيات متنوعة تعكس مدى تنوعه الفني.
وعن مسلسل "منتهي الصلاحية"، أكد الشامل أهمية القضايا التي تناولها، وعلى رأسها قضية المراهنات الإلكترونية، واصفًا إياها بـ "القنبلة الموقوتة"، مشيدًا بأجواء الاحتراف التي جمعت فريق العمل بقيادة النجم محمد فراج.
وفيما يتعلق بما أثير حول خلافه مع الفنان محمد رمضان، نفى الشامل وجود أي خلاف شخصي بينهما، موضحًا أن ما حدث أثناء تصوير مسلسل "زلزال" كان مجرد سوء تفاهم بسبب حذف بعض المشاهد، قائلًا: "ألوم عليه فقط لعدم تدخله في حل الأزمة". كما عبّر عن سعادته بالعمل معه لاحقًا في مسلسل "موسى"، الذي اعتبره من أبرز أعماله في السنوات الأخيرة.
وكشف الشامل عن مشاركته في فيلم "أحمد وأحمد" إلى جانب أحمد السقا وأحمد فهمي، من إخراج أحمد نادر جلال، إلى جانب استعداده لتصوير مسلسل "ظروف غامضة" مع أمير كرارة، والمقرر عرضه خارج السباق الرمضاني.