في مثل هذا اليوم قبل 79 عاما، يدأ الفرنسيون سلسلة مجاز دموية في الجزائر راح ضحيتها حوالي 45000 جزائري. المفارقة أنها جاءت على خلفية الاحتفال بهزيمة النازية.

إقرأ المزيد القائد الجزائري الذي ابتسم ساخرا من جلاديه قبل الموت..

فيما كان الفرنسيون يحتفلون في الجزائر بالنصر على ألمانيا النازية في 8 مايو عام 1945، خرج آلاف الجزائريين في مدينة سطيف في مسيرة سلمية تطالب بالاستقلال.

في تلك الأثناء، أطلق شرطي فرنسي النار على شاب جزائري اسمه بوزيد سعال، وكان يبلغ من العمر 26 عاما وأرداه قتيلا. الشاب رفض إلقاء العلم الجزائري ومات دونه.

تفجر غضب الجزائريين، وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى وتواصلت حتى 17 مايو. واجهت سلطات الاستعمار الفرنسي الانتفاضة الجزائرية بالحديد والنار، وكانت تلك المذبحة واحدة في سلسلة طويلة من الاحداث الدموية المشابهة.

المفارقة في تلك المناسبة أن الفرنسيين كانوا خرجوا لتوهم من تجربة مريرة مع الاحتلال النازي لمدة 4 سنوات، لكنهم لم يتورعوا عن استخدام نفس الأساليب ضد شعب سلبت حريته وانتزعت أرضه وحرم من أبسط الحقوق منذ عام 1830.

المؤرخ الأسترالي بن كيرنان كان قدر أعداد الضحايا الجزائريين بين عامي 1830 - 1875 بـ 825000 شخص، أي ما يمثل ثلث السكان. هذا المؤرخ افترض أن ما جرى يمكن أن يسمى بالإبادة الجماعية.

كيرنان كتب في هذا الشأن يقول:"اعترف أحد الفرنسيين في عام 1882 أنه كان يسمع كل يوم في الجزائر، ضرورة طرد السكان المحليين، وإذا لزم الأمر، تدميرهم... بعد خمس سنوات، ظهرت ملاحظة في الصحف الفرنسية تقول إنه يجب استبدال نظام الإبادة بسياسة الاختراق".

هذا الأمر مارسته السلطات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر بالفعل، وحاولت تدمير النسيج الاجتماعي الجزائري، وفعلت الكثير لإلغاء الهوية الوطنية وضرب الثقافة المحلية.  

السلطات الاستعمارية الفرنسية ردت بوحشية في 8 مايو 1945 على مطالب الجزائريين المشروعة في الاستقلال، وأطلقت العنان لموجة قمع رهيبة ضد المحتجين المسالمين استمرت لعدة أسابيع، مستخدمة كل ما بحوزتها من أسلحة بما في ذلك المدفعية، واستهدفت حتى النساء والأطفال والشيوخ.

مات الكثيرون بإطلاق الرصاص، وجرى نقل آخرين في شاحنات ورمي بهم على الصخور، كما نقل بعض المحتجين إلى خارج المدن وتم قتلهم بدم بارد، ثم أحرقت جثتهم، وجرى التخلص من بعض الجثث في أفران الجير. علاوة على ذلك مارست سلطات الاستعمار الفرنسي أبشع أساليب التعذيب في مواجهة تلك الانتفاضة.

التجربة النضالية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي الذي امتد 132 عاما، فريدة من نوعها، فالجزائريون لم يواجهوا احتلالا تقليديا بل استعمارا استيطانيا صادر كل شيء، وحاول انتزاع شعب من جذوره واستبدال هويته الأصلية بأخرى غريبة.

فرنسا كانت ضمت الجزائر رسميا في عام 1871، ولم يعد هذا البلد مستعمرة منذ ذلك الحين بل جزءا من التراب الفرنسي!

الفرنسيون واصلوا باستماتة محاولاتهم لفرنسة الجزائر. في 8 مايو عام 1938، وجهوا سهامهم إلى قلب الثقافة الجزائرية، وأصدروا قرارا باعتبار اللغة العربية لغة أجنبية!

فشل الفرنسيون في مشروع الاحتلال الأبدي للجزائر. انتزع الجزائريون استقلالهم بتضحيات اسطورية وبقوافل طويلة من الشهداء. بنهاية المطاف لم يكن أمام المستعمرين في عام 1962من مخرج إلا العودة إلى بلادهم الأصلية وترك الجزائر لأهلها.  

اللافت أن فرنسا أصرت لاحقا على تجاهل الفظائع التي ارتكبت في الجزائر، ولم يتم الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الجزائري.

كلمة حرب لم تذكر في وصف ما جري أثناء الكفاح المرير من أجل الاستقلال، في التاريخ الفرنسي الرسمي إلا في عام 1999. الخطاب الرسمي الفرنسي في العادة يصف تلك الحرب العنيفة التي فرضت على الجزائريين بأنها "أحداث". هذا الأمر لا يزال يعكر صفو العلاقات بين البلدين.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف فی الجزائر فی عام

إقرأ أيضاً:

«الفنون التشكيلية» يستعد لافتتاح مجمع 15 مايو في حلوان

أعلن قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، قرب الانتهاء من أعمال تطوير مجمع 15 مايو (مركز الفنون المعاصرة)، بعد الانتهاء من أعمال تطويره وتحديثه بشكل كامل.

إعادة تطوير مركز 15 مايو

وأضاف «قانوش» لـ«الوطن»: «قاربنا حاليا على الانتهاء من أعمال تطوير مجمع 15 مايو (مركز الفنون المعاصرة)، أعدنا تطويره وتحديثه، المركز يتميز بموقع جغرافي فريد حيث يقع على جبل حلوان، يمتد نشاطه ليؤثر فكريا وفنيا وثقافيا في منطقة جنوب القاهرة وما حولها، في محاولة لتوصيل شرايين ناقلة لنبض الحركة الفكرية والثقافية والفنية والتى تزخر بها منطقة وسط البلد والمناطق المجاورة لها».

وأوضح أنّ المركز بمثابة أكبر قلعة ثقافية إلى جوار المصانع والمجمعات الخاصة بالصناعات الثقيلة فى جنوب القاهرة، ويجمع بين شتى الفنون الجميلة والتطبيقية ويضم متاحف ومحترفات (مراسم وورش) لأغلب الفنون التطبيقية التي تجمع بين الرؤى الجمالية ورغبة الفنان في تأكيد مفهوم النفعية في ذات الوقت.

والمركز مقام على مساحة 1500 متر مربع وتشمل مبنى مراسم مكون من 4 غرف، وبنك المعرفة ومكاتب إدارية ومبنى الورش ويضم المكتبة العامة ومكاتب إدارية، ومبنى المتحف والندوات.

مقالات مشابهة

  • بعد استقالة الفقيه.. إنصاف مايو رئيساً للجنة انتخابات اتحاد كرة القدم
  • استمرار حبس عصابة سرقة الشقق السكنية بـ15 مايو
  • تعيين رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وزيراً للرياضة
  • عطلة الصحافة في عيد الاستقلال
  • وزير الطاقة يُكرم الباحث الجزائري لخضر حميداتو
  • وزير الخارجية الفرنسي: من مصلحة إسرائيل وقف الاستيطان في الضفة الغربية
  • عرض فيلم "مارس إلى مايو" في مهرجان القاهرة السينمائي الـ45.. اليوم
  • برشلونة بدون ملعب بداية من مايو المقبل بقرار رسمي
  • «الفنون التشكيلية» يستعد لافتتاح مجمع 15 مايو في حلوان
  • عرض فيلم "مارس إلى مايو" بمهرجان القاهرة السينمائي