رسخت دولة الإمارات منظومة متفردة داعمة لنمو قطاع الشركات الناشئة والمتوسطة، انطلاقا من أهمية هذا القطاع في دعم خطط التنمية المستدامة والنهوض بالاقتصاد الوطني.

وتوفر “قمة AIM للاستثمار 2024 ” منصة لاستعراض أبرز مقومات الاستثمار الناجح والتحديات التي تواجه الشركات الناشئة وشركات اليونيكورن “الناشئة أحادية القرن” حول العالم ، حيث خصصت في دورتها الحالية المنعقدة في أبوظبي مسارا رئيسيا لهذا القطاع تحت شعار “التوجه إلى المستقبل: 2024 العام الذي سيشهد انتعاشًا للشركات الناشئة واليونيكورن”، ويضم أجندة مليئة بالفعاليات لاستكشاف الحلول المبتكرة والفرص الاستثمارية وإقامة الشراكات وتبادل المعرفة مع رواد الأعمال والمستثمرين وقادة الصناعة.

وانطلاقا من دولة الإمارات ، بات حلم الشركات الناشئة بالوصول إلى نادي ” اليونيكورن ” واقعا ملموسا خاصة بعد أن أمنت لهم الدولة كافة المحفزات ومقومات النجاح لتحقيق هذا الهدف.

و” اليونيكورن ” مصطلح اقتصادي عالمي يطلق على الشركات الصاعدة التي يتخطى رأسمالها مليار دولار، وعلى مدار عقود أطلقت الدولة العديد من المبادرات الداعمة للشركات الناشئة والمتوسطة ، من أبرزها تأسيس مدينة دبي للإنترنت في عام 1999 ، لتكون منطقة اقتصادية حرة وقاعدة استراتيجية لشركات التكنولوجيا التي تستهدف الأسواق الناشئة، وباتت بعد أكثر من عقدين من النمو والتطور نقطة انطلاق للعديد من شركات “اليونيكورن” العالمية.

ومن المبادرات الداعمة للشركات الناشئة والمتوسطة أيضا مشروع “موطن ريادة الأعمال”، المشروع الوطني المتكامل والفريد من نوعه الذي أطلقته وزارة الاقتصاد عام 2021، لتطوير بيئة الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الريادية في دولة الإمارات، والذي يقوم على أكبر سلسلة شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص.

وجاء هذا المشروع بهدف إحداث نقلة نوعية في عوامل جذب ومناخ عمل الشركات الصغيرة والمتوسطة داخل الدولة، وغرس ثقافة ريادة الأعمال لدى الأجيال الحالية والمقبلة، وتمكين رواد الأعمال المواطنين في مختلف الأنشطة الاقتصادية وتوفير جميع الممكنات لنجاح مشاريعهم، بما ينسجم مع رؤية الدولة لقطاع ريادة الأعمال باعتباره أحد الرهانات الحقيقة المعول عليه في بناء نموذجها الاقتصادي الجديد ويدعم استدامته وتنافسيته عالمياً.

ووفقاً للتقرير الذي تم الإعلان عنه في مارس الماضي، تتبوأ دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2023/2024 Global Entrepreneurship Monitor (GEM)، حيث سجلت الدولة معدل 7.7 وهو رقم قياسي يتم تسجيله للمرة الأولى في تاريخ التقرير منذ إطلاقه، متفوقة على العديد من الاقتصادات المتقدمة، كما تم تصنيف الدولة بأنها أفضل مكان لبدء وممارسة الأعمال التجارية الجديدة على مستوى العالم.

وحصلت الإمارات على المركز الأول عالمياً في 12 مؤشراً من أصل 13 شملها التقرير، وهي تمويل المشاريع الريادية، وسهولة الوصول إلى التمويل، وسهولة دخول الأسواق، والبنية التحتية التجارية والمهنية، والبحث والتطوير ونقل المعرفة، والأنظمة والتشريعات المرنة، والبرامج الحكومية الريادية، والسياسات والبرامج الحكومية الداعمة، والسياسة الحكومية المرتبطة بالضرائب والبيروقراطية، وتعليم ريادة الأعمال في المدارس، وتعليم ريادة الأعمال في الجامعات، والمعايير الثقافية والاجتماعية.

وأكد مسؤولون في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش “قمة AIM للاستثمار 2024 “، أن دولة الإمارات شكلت على مدار عقود نقطة انطلاق للعديد من الشركات الناشئة التي باتت اليوم من شركات “اليونيكورن” الرائدة على مستوى العالم.

وقال معالي فابيو ريقي وزير الصناعة والحرف والتجارة والبحث التكنولوجي في جمهورية سان مارينو، إن دولة الإمارات تعد وجهة مثالية للعديد من الشركات والكيانات الاستثمارية العالمية ، مشيرا إلى أن الدولة تتميز ببيئة مثالية للشركات الصغيرة والمتوسطة للنمو والتطور في ظل ما تقدمه لها من حوافز مميزة ما يمكنها في نهاية المطاف من التوسع وتحقيق النمو المستدام.

وأعرب عن سعادته بالتواجد في “قمة AIM للاستثمار 2024 ” التي تعد منصة مثالية لتعزيز التعاون مع دولة الإمارات في مختلف القطاعات لاسيما الاستثمارية، بما يسهم في دعم مسار النمو الاقتصادي في بلاده واستقطاب المزيد من الاستثمارات.

من جانبه ، أوضح جيوفاني زرزريني الأمين العام للشبكة الدولية للشركات الصغيرة والمتوسطة في إيطاليا، أن “قمة AIM للاستثمار 2024 ” وفرت منصة فريدة للشركات الناشئة للتعرف على اتجاهات مناخ الاستثمار العالمي، واستكشاف فرص واعدة للنمو والتطور في مختلف القطاعات ، مؤكدا أن دولة الإمارات منحت العديد من مقومات النجاح للشركات الصغيرة والمتوسطة التي باتت اليوم من الشركات الكبرى الرائدة عالميا.

من جهتها ، أكدت الدكتورة هدى يسى رئيسة اتحاد المستثمرات العرب، أن بيئة الاستثمار في دولة الإمارات محفزة على النجاح لكافة الشركات لاسيما الناشئة والمتوسطة، مشيرا إلى أن العديد من الشركات العالمية البارزة انطلقت من دولة الإمارات في بداية عملها وتوسعت وازدهرت ونمت أعمالها حتى باتت اليوم من شركات اليونيكورن الرائدة على مستوى العالم.

يشار إلى أن “قمة AIM للاستثمار 2024 “، تركز في فعالياتها اليوم على تجمع الشركات الناشئة أحادية القرن ”اليونيكورن”، بمشاركة العديد من الشركات الناشئة وشركات اليونيكورن من الأسواق الدولية الرئيسية، ومنها إلى جانب دولة الإمارات ، كوريا واليابان وهونج كونج والبرتغال والمملكة العربية السعودية ومصر ونيجيريا والسنغال وكينيا والهند والعديد من الدول الأخرى.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: قمة AIM للاستثمار 2024 الصغیرة والمتوسطة الناشئة والمتوسطة للشرکات الناشئة الشرکات الناشئة ریادة الأعمال دولة الإمارات من الشرکات العدید من

إقرأ أيضاً:

بن طوق: الإمارات تتبنى نهجاً شاملاً لتحقيق الاستدامة في السياحة

أكد عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، أن دولة الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة تتبنى نهجاً شاملاً لتحقيق الاستدامة بمختلف القطاعات الاقتصادية في الدولة، لا سيما في القطاع السياحي، إذ وضعت الاستدامة أولوية وطنية لتعزيز مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وذلك عبر إطلاق مبادرات طموحة تهدف إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة والمناخ والموارد، مما رسخ مكانة الإمارات كواحدة من أبرز الوجهات العالمية للسياحية المستدامة.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة نقاشية بعنوان "رسم المسار.. السياحة المستدامة نحو اقتصادات مرنة"، عُقدت ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2025"، وركزت على دور السياحة المستدامة كأداة رئيسية لدعم التنمية الاقتصادية، وتعزيز مرونة الاقتصادات المحلية، وذلك بحضور عدد من القادة والمعنيين بقطاعي السياحة والاستدامة على المستويين الحكومي والخاص.
وخلال مداخلته، استعرض عبدالله بن طوق التجربة الإماراتية المتميزة في تطوير آليات مبتكرة للاستدامة ودمجها في قطاعي السياحة والسفر، مما أسهم في تعزيز حضورها على خريطة السياحة العالمية، من خلال إطلاق عدد من المبادرات والاستراتيجيات الناجحة، ومن أبرزها "الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031" التي أطلقتها الدولة أواخر العام 2022، ومثلت نقطة تحول للمضي قدماً في تطوير وتنمية القطاع السياحي، وفق أفضل الممارسات العالمية، حيث تهدف إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 450 مليار درهم بحلول العقد المقبل.

السياحة الداخلية

ونوه بن طوق بحملة (أجمل شتاء في العالم)، التي نشهد حالياً النسخة الخامسة منها، تحت عنوان (السياحة الخضراء)، كنموذج عالمي في السياحة المستدامة، إذ ساهمت في إبراز تنوع الوجهات الإماراتية البيئية والثقافية، وتشجيع السياحة الداخلية بشكل مستدام، وجذب الزوار الدوليين، وترسيخ مفاهيم جديدة، ودعم تقديم منتجات سياحية متنوعة، وتسليط الضوء على المقومات السياحية لمختلف إمارات الدولة السبع.
واستعرض أبرز المبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات لاستدامة قطاع السفر والنقل الجوي، ومن أهمها "خريطة الطريق الوطنية لخفض انبعاثات الكربون في مجال الطيران"، والرامية إلى تحقيق إنتاج سنوي يصل إلى 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام "ساف" بحلول عام 2030، والتي تصب في دعم الجهود العالمية لاستدامة قطاع الطيران والقطاعات المرتبطة به، مثل السياحة والضيافة والتجارة والخدمات اللوجستية وغيرها.
وتعد دولة الإمارات اليوم مركزاً عالمياً للنقل الجوي، حيث سجل المجال الجوي للدولة في عام 2024 رقماً قياسياً بتجاوزه حاجز المليون حركة جوية، فيما تُقدِّم مطارات الدولة خدماتها لأكثر من 140 مليون مسافر سنوياً، مع استقبال فنادق الدولة خلال عام 2024 نحو 30 مليون نزيل فندقي.

استراتيجيات سياحية

وأشار عبدالله بن طوق إلى أن دولة الإمارات تواصل دورها الفاعل في استضافة الأحداث والفعاليات الكبرى الهادفة إلى تعزيز ريادة الإمارات في صناعة الطيران المستدام، إذ تستعد العاصمة أبوظبي لاستضافة "الندوة العالمية الرابعة لدعم التنفيذ" (GISS 2025) الشهر المقبل، حيث يُعد الحدث منصة دولية بارزة تهدف إلى توحيد الجهود العالمية لتنفيذ خطط منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) في مجالات السلامة والأمن والاستدامة، بالإضافة إلى شراكة الدولة الاستراتيجية مع منظمة السياحة العالمية لتطبيق "إطار قياس السياحة المستدامة"، والذي يسهم في جمع وتحليل البيانات والمعلومات السياحية بصورة أفضل وأكثر دقة.
وناقشت الجلسة عدداً من الموضوعات المهمة التي تهدف إلى تعزيز استدامة القطاع السياحي، مثل أهمية إدارة الوجهات السياحية بطريقة مستدامة تضمن الحفاظ على البيئة، وتدعم نمو الاقتصادات المحلية، كما بحثت سبل تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لابتكار استراتيجيات سياحية مستدامة، مسلطة الضوء على الجهود الحكومية لتبني ممارسات ومبادرات مبتكرة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • التطوير الحكومي والمستقبل يطلق النسخة الثانية من “ملتقى الإمارات للمستقبل”
  • ‏CIBيتعاون مع جهاز تنمية المشروعات لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة
  • الشركسي: “تيتيه” ستكمل مسار “خوري” ولن تكون هناك خطة جديدة
  • البنك المركزي يؤكد على “دعم” الشركات الأمريكية المستثمرة في العراق
  • عبدالله بن طوق لـ«الاتحاد»: الإمارات وجهة مفضلة للشركات العالمية
  • الإمارات.. منظومة متكاملة في الاستدامة هذه أبرز مقوماتها
  • وزراء ومسؤولون لـ«الاتحاد»: «دافوس 2025» ينقل قصة نجاح الإمارات وتجربتها الاقتصادية إلى العالم
  • “الإمارات المالي” يحتفل بتخريج 1103 مواطنين ضمن الدفعة الثانية من برنامج “إثراء”
  • الجزائر تحتضن الطبعة الإفريقية الأولى من “Slush’s D”
  • بن طوق: الإمارات تتبنى نهجاً شاملاً لتحقيق الاستدامة في السياحة